رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 7 مايو، 2018 0 تعليق

خطبة وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية – إن الله رفيق يحب الرفق

ألقيت بتاريخ11 من شعبان 1439هـ الموافق 27أبريل 2018م، وكان مما جاء فيها أنَّ الإِسْلَامَ دِينٌ عَظِيمٌ، وَمَنْهَجٌ لِلحَيَاةِ قَوِيمٌ وَصِرَاطٌ مُسْتَقِيمٌ، ارْتَضَاهُ اللَّهُ تَعَالَى خَاتِمًا لِلْأَدْيَانِ، وَجَعَلَهُ صَالِحًا لِكُلِّ مَكَانٍ وَزَمَانٍ، وَأَصْلَحَ بِهِ أُمُورَ الخَلْقِ فِي الْمَعَاشِ وَالْمَعَادِ، وَجَلَبَ لَهُمُ الخَيْرَ وَالصَّلَاحَ، وَأَبْعَدَ عَنْهُمُ الشَّرَّ وَالْفَسَادَ، فَرِسَالَتُهُ رِسَالَةُ خَيْرٍ وَبِرٍّ وَسَلَامٍ، وَمَبَادِئُهُ مَبَادِئُ عَدْلٍ وَحُبٍّ وَوِئَامٍ، فَمَا عَرَفَتِ البَشَرِيَّةُ دِينًا خَيْرًا مِنْهُ وَلَا أَفْضَلَ، وَلَا جَرَّبَتِ الإِنْسَانِيَّةُ نِظَامًا أَحْسَنَ مِنْهُ وَلَا أَكْمَلَ، مَبَادِئُهُ تَيْسِيرٌ لَا تَعْسِيرٌ، وَتَبْشِيرٌ لَا تَنْفِيرٌ، خَيْرٌ وَرَحْمَةٌ كُلُّهُ، وَعَدْلٌ وَحِكْمَةٌ كُلُّهُ {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (الأنبياء:107).

 

     مُعَامَلَتُهُ: حِلْمٌ وَحِكْمَةٌ، رِفْقٌ وَصَبْرٌ وَرَحْمَةٌ، يُوصِي بِالْوِئَامِ وَيُقَلِّلُ الْخِلَافَ، وَيَحُثُّ عَلَى الجَمَاعَةِ وَالاِئْتِلَافِ، وَيَمْنَعُ الْفَوْضَى وَيَحْرِصُ عَلَى اسْتِتْبَاب الأَمْنِ وَالأَمَانِ، وَيَحُثُّ عَلَى التَّمَسُّكِ بِشُعَبِ الإِيمَانِ، وَيُوصِدُ أَبْوَابَ الْفِتَنِ، وَيَسُدُّ سَبِيلَ الْمِحَنِ، ويَزْجُرُ الإِسْلَامُ أَبْنَاءَهُ عَنِ العُنْفِ وَالْقَسْوَةِ، وَيُنَفِّرُهُمْ مِنَ الجَفَاءِ وَالْغِلْظَةِ، وَيُرَبِّي أَتْبَاعَهُ عَلَى التَّوَدُّدِ وَالتَّرَاحُمِ، وَالتَّرَابُطِ وَالتَّلَاحُمِ؛ وَفْقَ أُصُولٍ ضَارِبَةٍ مَتِينَةٍ، وَقَوَاعِدَ مُتَوَافِقَةٍ رَصِينَةٍ.

مُجْتَمَعُ مَحَبَّةٍ وَصَفَاء

     وَلِهَذَا كَانَ المُجْتَمَعُ الإِسْلَامِيُّ مُجْتَمَعَ مَحَبَّةٍ وَصَفَاءٍ، وَمَوَدَّةٍ وَإِخَاءٍ، لَا يَعْرِفُ الحِقْدَ وَالبَغْضَاءَ، وَلَا العُنْفَ وَالشَّحْنَاءَ، يَسُودُ أَبْنَاءَهُ رِفْقٌ وَلَطَافَةٌ، وَخُلُقٌ وَظَرَافَةٌ، فِيهِ كَفٌّ لِلْأَذَى، وَبَذْلٌ لِلنَّدَى، فَتَتَبَوَّأُ الأُمَّةُ مَنْزِلَةً شَرِيفَةً عَلِيَّةً، وَتَقُودُ إِلَى الرُّقِيِّ وَالسُّمُوِّ سَائِرَ البَشَرِيَّةِ، فَتُحَقِّقُ المَصَالِحَ لِلْعَالَمِينَ: رُعَاةً وَرَعِيَّةً، حُكَّامًا وَمَحْكُومِينَ.

مَطْلَبُ كُلِّ غَيُور

     وَإِذَا كَانَ السَّعْيُ لِإِصْلَاحِ مَا تَفَاقَمَ مِنْ أَحْوَالِ الأُمَّةِ وَمَا تَصَدَّعَ مِنْ بُنْيَانِ المُجْتَمَعَاتِ: مَطْلَبَ كُلِّ غَيُورٍ عَلَى دِينِهِ، فَإِنَّ هُنَاكَ مَبْدَأً عَظِيمًا، وَمَنْهَجًا قَوِيمًا، يُعَدُّ بَلْسَمًا شَافِيًا وَحَلًّا كَافِيًا، لَا يَتَأَتَّى الوُصُولُ إِلَى الْمَأْمُولِ إِلَّا مِنْ طَرِيقِهِ، وَيَتَمَثَّلُ ذَلِكَ المَبْدَأُ فِي مَسْلَكٍ رَشِيدٍ وَمَنْهَجٍ سَدِيدٍ، أَلَا وَهُوَ: مَبْدَأُ الرِّفْقِ فِي الْأَقْوَالِ وَالْأَفْعَالِ، فِي السُّلُوكِ وَالْأَحْوَالِ، فِي الْأَخْلَاقِ وَالتَّصَرُّفَاتِ، فِي الدَّعْوَةِ وَالْحِسْبَةِ وَالْمُعَامَلَاتِ، فِي الإِصْلَاحِ وَالتَّرْبِيَةِ، فِي البَيْتِ وَالأُسْرَةِ، فِي السُّوقِ وَالمَدْرَسَةِ، فِي الحُكْمِ عَلَى النَّاسِ جَمَاعَاتٍ وَأَفْرَادًا، بَلْ فِي حَالَتَيِ السِّلْمِ وَالحَرْبِ، يَحْتَاجُ إِلَيْهِ الرَّاعِي مَعَ الرَّعِيَّةِ، وَالرَّعِيَّةُ مَعَ الرُّعَاةِ، وَالمُرَبِّي مَعَ مُرَبِّيهِ، وَالدَّاعِيَةُ مَعَ مَدْعُوِّيهِ، وَالقَاضِي وَالمُوَظَّفُ مَعَ مُرَاجِعِيهِ، وَالعَالِمُ مَعَ تَلَامِيذِهِ، وَالمُدَرِّسُ مَعَ طُلَّابِهِ، وَالأَبُ مَعَ أَبْنَائِهِ، وَالزَّوْجُ مَعَ زَوْجِهِ، بَلْ يَحْتَاجُهُ الإِنْسَانُ حَتَّى فِي تَعَامُلِهِ مَعَ الحَيَوَانِ، فَهُوَ زِينَةُ التَّعَامُلِ وَبَرَكَةُ التَّوَاصُلِ؛ فَعَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- عَنِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ الرِّفْقَ لَا يَكُونُ فِي شَيْءٍ إِلَّا زَانَهُ، وَلَا يُنْزَعُ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا شَانَهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

مَاذَا تجْنِي مِنَ العُنْف؟

     إِنَّ الرِّفْقَ يُحَبِّبُ فِيكَ الرَّفِيقَ، وَيُدْنِي مِنْكَ الصَّدِيقَ، وَالعُنْفَ يُبْعِدُكَ عَنِ الصَّوَابِ، وَيُفْقِدُكَ الصِّحَابَ وَالأَحْبَابَ، وَمَاذَا تَجْنِي مِنْ وَجْهٍ عَبُوسٍ، وَقَلْبٍ يَبُوسٍ؟! مَاذَا يَجْنِي الإِنْسَانُ مِنَ العُنْفِ إِلَّا النَّدَامَةَ وَالْمَلَامَةَ، وَحِرْمَانَ الخَيْرِ وَالاِسْتِقَامَةِ؟! عَنْ جَرِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: « مَنْ يُحْرَمِ الرِّفْقَ: يُحْرَمِ الخَيْرَ كُلَّهُ »[ رَوَاهُ مُسْلِمٌ وَأَبُو دَاوُدَ وَاللَّفْظُ لَهُ]، وَعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ: «إِنَّ اللهَ رَفِيقٌ يُحِبُّ الرِّفْقَ، وَيُعْطِي عَلَى الرِّفْقِ مَا لَا يُعْطِي عَلَى الْعُنْفِ، وَمَا لَا يُعْطِي عَلَى مَا سِوَاهُ» (رَوَاهُ مُسْلِمٌ).

رفق النبي - صلى الله عليه وسلم

     وَمَا عَرَفَتِ الدُّنْيَا إِنْسَانًا أَكْثَرَ رِفْقًا، وَأَعْظَمَ حِلْمًا؛ مِنَ النَّبِيِّ المُصْطَفَى وَالحَبِيبِ المُجْتَبَى، وَلَا غَرْوَ؛ فَقَدْ أَخْبَرَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} ( آل عمران:159). فَمَعَ شِدَّةِ أَذَى قَوْمِهِ لَهُ، وَرَدِّهِمْ عَلَيْهِ وَتَكْذِيبِهِمْ بِرِسَالَتِهِ، مَا كَانَ مِنْهُ إِلَّا أَنْ يَقُولَ وَهُوَ المَكْرُوبُ مِنْ قَوْمِهِ المُعَنَّى مِنْ أَذَاهُمْ، كَمَا قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم -، يَحْكِي نَبِيًّا مِنَ الأَنْبِيَاءِ ضَرَبَهُ قَوْمُهُ فَأَدْمَوْهُ، وَهُوَ يَمْسَحُ الدَّمَ عَنْ وَجْهِهِ وَيَقُولُ: «اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِقَوْمِي فَإِنَّهُمْ لَا يَعْلَمُونَ» (رَوَاهُ البُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ).

خُلُقُ الضعيف

     إِنَّ الْعُنْفَ فِي الإِنْسَانِ خُلُقُ ضَعْفٍ وَمَرْكَبُ نَقْصٍ، وَفِي الأُمَّةِ طَرِيقٌ لِفَسَادٍ كَبِيرٍ، وَشَرٍّ مُسْتَطِيرٍ؛ فَالْعُنْفُ يُوغِرُ الصُّدُورَ، وَلَا يَحِلُّ المُشْكِلَ مِنَ الأُمُورِ، وَهُوَ فِي مَجَالِ الإِصْلَاحِ وَالدَّعْوَةِ أَطَمُّ، وَفِي حَقْلِ التَّرْبِيَةِ وَالْحِسْبَةِ: أَشَدُّ وَأَعْظَمُ؛ أرسل اللهُ مُوسَى وَهَارُونَ عَلَيْهِمَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ إِلَى الطَّاغِيَةِ فِرْعَوْنَ: مُدَّعِي الرُّبُوبِيَّةِ، وَالمُتَعَدِّي عَلَى مَقَامِ الأُلُوهِيَّةِ، فَجَعَلَ اللَّهُ تَعَالَى الرِّفْقَ مَنْهَجًا يُلْتَزَمُ إِلَى قِيَامِ السَّاعَةِ: {اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى * فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} (طه: 43 - 44)، فَبِالرِّفْقِ تُصَحَّحُ المَنَاهِجُ، وَتُضْبَطُ المَوَاقِفُ، وَتُعَدَّلُ المَسَارَاتُ، وَتُنْصَبُ المَوَازِينُ لِلْعَوَاطِفِ وَالاِنْفِعَالَاتِ، وَتُهَذَّبُ الحَمَاسَةُ، وَيُتَحَلَّى بِالصَّبْرِ فِي المُدْلَهِمَّاتِ.

وَلَا عَجَبَ أَنْ نَرَى أُنَاسًا دَاخَلَهُمُ اليَأْسُ، وَاسْتَعْجَلُوا قَطْفَ الثِّمَارِ قَبْلَ نُضُوجِهَا، فَزَلَّتْ أَقْدَامُهُمْ وَضَلُّوا سَبِيلَ الدَّعْوَةِ وَالتَّغْيِيرِ، وَفَهِمُوا دُرُوبَ الإِصْلَاحِ عَلَى أَنَّهَا مُوَاجَهَةٌ وَمُنَاطَحَةٌ وَنَفِيرٌ، فَحَصَلَ بَذَلِكَ مِنَ الْفِتَنِ مَا لَا يَعْلَمُهُ إِلَّا اللهُ العَلِيمُ الْخَبِيرُ.

مصلحة الجماعة

     إِنَّ مَصْلَحَةَ الأُلْفَةِ وَالجَمَاعَةِ، وَالتَّلَاحُمِ بَيْنَ الشُّعُوبِ وَالْقِيَادَاتِ: مَصْلَحَةٌ رَاجِحَةٌ، وَإِنَّ سُلُوكَ مَسَالِكِ الإِثَارَةِ، وَشُيُوعَ النَّقْدِ بَيْنَ الصَّغِيرِ وَالكَبِيرِ، يَخْرِقُ سِيَاجَ الْوَحْدَةِ، وَيَبْذُرُ بُذُورَ الفُرْقَةِ وَالْفِتْنَةِ، وَيُجَرِّئُ الأَغْرَارَ عَلَى اقْتِحَامِ الأُمُورِ الْكِبَارِ؛ الَّتِي لَا يُحْسِنُونَ قِيَادَهَا، وَلَا يَفْهَمُونَ مُرَادَهَا، وَلَا يَفْقَهُونَ حَالَهَا، وَلَا يُدْرِكُونَ مَآلَهَا. قَالَ ابْنُ الْقَيِّمِ -رَحِمَهُ اللهُ-: «وَمَنْ تَأَمَّلَ مَا جَرَى عَلَى الإِسْلَامِ فِي الْفِتَنِ الْكِبَارِ وَالصِّغَارِ: رَآهَا مِنْ إضَاعَةِ هَذَا الْأَصْلِ وَعَدَمِ الصَّبْرِ عَلَى مُنْكَرٍ؛ فَطَلَبَ إِزَالَتَهُ فَتَوَلَّدَ مِنْهُ مَا هُوَ أَكْبَرُ مِنْهُ» انْتَهَى كَلَامُهُ رَحِمَهُ اللهُ.

الرِّفْقُ عَيْنَ الحَزْم

     إِنَّ الحَدِيثَ عَنِ الرِّفْقِ وَفَضْلِهِ وَثِمَارِهِ لَا يَعْنِي الْبَتَّةَ أَلَّا يَسْتَخْدِمَ المُسْلِمُ الحَزْمَ فِي مَوْضِعِهِ المُلَائِمِ وَمَوْطِنِهِ المُنَاسِبِ، بَلْ يَكُونُ الرِّفْقُ أَحْيَانًا عَيْنَ الحَزْمِ، فَقَتْلُ القَاتِلِ رِفْقٌ بِالمُجْتَمَعِ، لَكِنَّ الخُطُورَةَ كُلَّ الخُطُورَةِ أَنْ يَصْدُرَ العُنْفُ عَنْ مَنْهَجِيَّةِ مُتَبَنَّاةٍ وَطَرِيقَةٍ مُتَّبَعَةٍ، {وَالْمُؤْمِنُ لَيِّنٌ بِلَا ضَعْفٍ، وَقَوِيٌّ بِلَا عُنْفٍ} وَلِكُلٍّ مَوْضِعُهُ المُنَاسِبُ، وَلِلَّهِ دَرُّ القَائِلِ:

وَوَضْعُ النَّدَى فِي مَوْضِعِ السَّيْفِ بِالْعُلَا

                                         مُضِرٌّ كَوَضْعِ السَّيْفِ فِي مَوْضِعِ النَّدَى

الرفق الأسري

     أَلَا وَإِنَّ مِنَ الرِّفْقِ: الرِّفْقَ فِي الأُمُورِ الأُسَرِيَّةِ وَالتَّرْبِيَةِ المَنْزِلِيَّةِ، فَمَا كَثُرَتِ المُشْكِلَاتُ، وَمَا عَمَّ الشِّقَاقُ وَالطَّلَاقُ وَالْفِرَاقُ؛ إِلَّا بِسَبَبِ التَّهَوُّرِ وَالعُنْفِ، وَمُجَانَبَةِ الرِّفْقِ فِي الأُمُورِ، عَنْ عَائِشَةَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهَا- أَنَّهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِأَهْلِ بَيْتٍ خَيْرًا؛ أَدْخَلَ عَلَيْهِمُ الرِّفْقَ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ وَصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ). وَأَحَقُّ النَّاسِ بِالرِّفْقِ: وُلَاةُ أَمْرِ المُسْلِمِينَ، فِي مَعْرِفَةِ قَدْرِهِمْ وَمَكَانَتِهِمْ، وَمَعْرِفَةِ جَمِيلِهِمْ وَالدُّعَاءِ لَهُمْ، وَعَدَمِ الخَوْضِ فِي أَعْرَاضِهِمْ.

رفق الراعي

وَرِفْقُ الرُّعَاةِ بِرَعِيَّتِهِمْ فِي إِصْلَاحِ أُمُورِهِمْ، وَرِعَايَتِهِمْ فِي شُؤُونِ مَعَاشِهِمْ وَمَعَادِهِمْ؛ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: «اللَّهُمَّ مَنْ رَفَقَ بِأُمَّتِي فَارْفُقْ بِهِ، وَمَنْ شَقَّ عَلَيْهِمْ فَشُقَّ عَلَيْهِ» (رَوَاهُ أَحْمَدُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ).

الرفق بالعلماء

     وَالرِّفْقُ بِالْعُلَمَاءِ: فِي الاِعْتِزَازِ بِهِمْ وَالاِعْتِذَارِ لَهُمْ، وَمَعْرِفَةِ سَبْقِهِمْ وَفَضْلِهِمْ، وَالرِّفْقُ بِالأَقَارِبِ فِي صِلَتِهِمْ، وَالأَيْتَامِ فِي الإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ، وَالفُقَرَاءِ وَالضُّعَفَاءِ فِي سَتْرِ حَالِهِمْ وَقَضَاءِ حَوَائِجِهِمْ، وَهَكَذَا العُمَّالُ وَالْخَدَمُ، فِي عَدَمِ ظُلْمِهِمْ وَلَا بَخْسِهِمْ حُقُوقَهُمْ، فَلْيَعْلَمْ ذَلِكَ أَصْحَابُ المُؤَسَّسَاتِ وَالشَّرِكَاتِ، الَّذِينَ يَظْلِمُونَ العُمَّالَ وَلَا يُؤَدُّونَ لَهُمْ حُقُوقَهُمْ، وَإِذَا كَانَ الرِّفْقُ بِالْحَيَوَانِ قَدْ بَلَّغَ الإِنْسَانَ مَنْزِلَةَ الشُّكُرِ وَالغُفْرَانِ وَالتَّنَعُّمِ بِالْجِنَانِ، فَمَا بَالُكُمْ بِالرَّحْمَةِ وَالرِّفْقِ بِبَنِي الإِنْسَانِ؟!

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X