رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر التربوي 20 سبتمبر، 2022 0 تعليق

خدمة المرأة في بيت زوجها

خدمة المرأة في بيت زوجها

     عن علي - رضي الله عنه -: أنَّ فاطِمَةَ -رضي الله عنها- شَكَتْ ما تَلْقَى في يَدِها مِنَ الرَّحَى، فأتَتِ النبيَّ - صلى الله عليه وسلم - تَسْأَلُهُ خادِمًا، فَلَمْ تَجِدْهُ، فَذَكَرَتْ ذلكَ لِعائِشَةَ، فَلَمَّا جاءَ أخْبَرَتْهُ، قالَ: فَجاءَنا وقدْ أخَذْنا مَضاجِعَنا، فَذَهَبْتُ أقُومُ، فقالَ: مَكانَكِ، فَجَلَسَ بيْنَنا حتَّى وجَدْتُ بَرْدَ قَدَمَيْهِ علَى صَدْرِي، فقالَ: «ألا أدُلُّكُما علَى ما هو خَيْرٌ لَكُما مِن خادِمٍ؟ إذا أوَيْتُما إلى فِراشِكُما، أوْ أخَذْتُما مَضاجِعَكُما، فَكَبِّرا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، وسَبِّحا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، واحْمَدا ثَلاثًا وثَلاثِينَ، فَهذا خَيْرٌ لَكُما مِن خادِم».

     قال الطبري: يُؤخذ منه أن كل من كانت لها طاقة من النساء على خدمة بيتها في خبز أو طحن أو غير ذلك أن ذلك لا يلزم الزوج، إذا كان معروفا أن مثلها يلي ذلك بنفسه. ووجه الأخذ: أن فاطمة -رضي الله عنها- لما سألت أباها - صلى الله عليه وسلم - الخادم لم يأمر زوجها بأن يكفيها ذلك، إما بإخدامها خادما، أو باستئجار من يقوم بذلك، أو يتعاطى ذلك بنفسه، ولو كانت كِفَاية ذلك إلى علي لأَمَرَهُ به، كما أمره أن يسوقَ إليها صَدَاقَهَا قبل الدخول، مع أن سَوْقَ الصَّدَاق ليس بواجب إذا رضيت المرأة أن تؤخره، فكيف يأمره بما ليس بواجب عليه ويترك أن يأمره بالواجب؟

سنة التزين بين الأزواج

     تُعاني بعض الأسر -ولا سيما إذا طال عهد الزواج- من عدم اكتراث الأزواج بالزينة، سواء النساء أم الرجال، وأنها كانت مهمَّة في الفترة الأولى من الزواج، أو أنها في فترة الشباب فقط، أو أنها في أوقات معينة في أثناء الأسبوع أو الشهر، وهذه في الواقع مشكلة قد تُؤَدِّي إلى أزمات كبيرة في الأسرة، ولم تكن من سُنَّة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، بل كانت السُّنَّة أن يتزيَّن كل طرفٍ للآخر؛ فتتزيَّن الزوجة لزوجها، ويتزيَّن الزوج لزوجته، فقد روى النسائي -وقال الألباني: حسن صحيح- عَنْ أبي هريرة - رضي الله عنه -، قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم -: أَيُّ النِّسَاءِ خَيْرٌ؟ قَالَ: «الَّتِي تَسُرُّهُ إِذَا نَظَرَ، وَتُطِيعُهُ إِذَا أَمَرَ، وَلَا تُخَالِفُهُ فِي نَفْسِهَا وَمَالِهَا بِمَا يَكْرَهُ»، وذكرت أُمُّ عَطِيَّةَ -رضي الله عنها- أن النساء كنَّ يمتنعن عن الزينة فترة الحداد على الميت؛ مما يدلُّ على أنهن كنَّ يتزيَّن في كلِّ الأيام الأخرى.

نصائح للمرأة المسلمة

- احذري الثرثرة وكثرة الكلام، قال -تعالى-: {لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ}، واعلمي أن هناك من يحصي كلامك ويعده عليك: {إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنِ الْيَمِينِ وَعَنِ الشِّمَالِ قَعِيدٌ (17) مَّا يَلْفِظُ مِن قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ}.

- اقرئي القرآن الكريم، واحرصي أن يكون لك ورد يومي منه، وحاولي أن تحفظي منه قدر ما تستطيعين، لتنالي الأجر العظيم يوم القيامة.

- إياك والتباهي (الافتخار) بما ليس عندك لأجل التكثر والارتفاع في أعين الناس!

- إن لذكر الله تأثيراً عظيماً في حياة المسلم الروحية والنفسية والجسمية والاجتماعية، فاحرصي -أختي المسلمة- أن تذكري الله كل حين على أي حال كنت.

- استعملي لسانك -وهو النعمة العظيمة من الله عليك -في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الخير، قال -تعالى-:{لَّا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِّن نَّجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ} (النساء:114).

 

حكم الاستهزاء بمن ترتدي الحجاب الشرعي وتغطي وجهها

     سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم من يستهزيء بمن ترتدي الحجاب الشرعي، وتغطي وجهها وكفيها، فأجابت: بأن من يستهزيء بالمسلمة أو المسلم من أجل تمسكهما بالشريعة الإسلامية فهو كافر، سواء كان ذلك في احتجاب المسلمة احتجاباً شرعياً أم في غيره؛ لما رواه عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال رجل في غزوة تبوك في مجلس: ما رأيت مثل قرائنا هؤلاء أرغب بطوناً ولا أكذب ألسناً ولا أجبن عند اللقاء، فقال رجل كذبت ولكنك منافق، لأخبرن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فبلغ ذلك رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونزل القرآن فقال عبدالله ابن عمر: وأنا رأيته متعلقاً بحقب ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تنكبه الحجارة وهو يقول: يا رسول الله إنما كنا نخوض ونلعب ورسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِن نَّعْفُ عَن طَائِفَةٍ مِّنكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ} فجعل استهزاءه بالمؤمنين استهزاء بالله وآياته ورسوله.

 

 

من حقوق الزوج علي زوجته في الإسلام

- أن تصون كرامته.

- أن تحفظ عرضه.

- أن ترعى ماله.

- أن تحترم أهله وأن ترفع قدره بينهم.

- تجله فى حضوره وتعظمه فى غيبته.

- تحب ما يحبه وإن كان غير محبوب.

- تكره ما يكرهه وإن كان غير مكروه.

- تصرف وجهها عما يصرف وجهه عنه.

- تغضب لكل ما يغضبه وترضى بما يرضيه.

- إن جاء بقليل استكثرته وإن جاء بكثير شكرته.

- تلين إذا قسى وتسكن إذا ثار.

- لا تعامله معاملة الخادم الأجير.

- لا تنقده فى عمل، ولا تعيب عليه فى نظام.

- تقابل سيئته بالحسنة.

- تقابل ذنبه بالعفو وتقابل عذره بالقبول.

- ولا تخرج من البيت إلا بإذنه.

التأدب بالآ داب النبوية

     قال الشيخ ابن جبرين - رحمه الله -: سئلت عائشة -رضي الله عنها- عن خلق رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في قوله -تعالى-: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ}؛ فقالت: «كان خلقه القرآن» تعني: أنه متأدب بآدابه ومتخلق بأخلاقه، وعامل بإرشاداته ومهتد بهديه، وسائر على نهجه؛ فعلى أمته أن يتأدبوا بآداب نبيهم التي احتوى عليها القرآن، ورويت عن نبيهم - صلى الله عليه وسلم -، وسار عليها صحابته -رضي الله عنهم- فظلوا مجتمعين في عهده غير متفرقين.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك