رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 20 يناير، 2017 0 تعليق

خادم الحرمين الشريفين يفوز بجائزة الملك فيصل لخدمة الإسلام

أعلنت مؤسسة الملك فيصل الخيرية، عن فوز خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود؛ بجائزة الملك ‏فيصل العالمية لخدمة الإسلام عن هذا العام، جاء ذلك خلال إعلان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل -‏مستشار خادم الحرمين الشريفين، أمير منطقة مكة المكرمة، والرئيس التنفيذي لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ورئيس ‏هيئة جائزة الملك فيصل العالمية- أسماء الفائزين بالجائزة في دورتها التاسعة والثلاثين في الحفل الذي أقيم بمبنى مركز الخزامى بالرياض بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي الفيصل ونخبة من المفكرين ‏والمثقفين والإعلاميين.

 

     وقال د.عبدالعزيز السبيّل، الأمين العام للجائزة: إن خادم الحرمين الشريفين نال هذه الجائزة نظير دوره الكبير والبارز ‏في خدمة قضايا الإسلام والمسلمين، وكذلك عنايته الفائقة بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة ‏النبوية ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين في الظروف ‏الصعبة التي تمر بها الأمتان العربية والإسلامية، ومواقفه العربية والإسلامية تجاه قضية فلسطين عبر عقود من ‏الزمن، وإغاثة المنكوبين والمحتاجين وإنشائه لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.

فوز مستحق

     من ناحيته أكد سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ -مفتي عام المملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار ‏العلماء وإدارة البحوث العلمية والإفتاء- أن نيل الملك سلمان لجائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام هو فوز ‏مستحق وليس أمرًا غريبًا بل هو أهلٌ لذلك، فها هو قد تبنى التحالف الإسلامي الذي وقف في وجه ‏الطغاة، وسعيه الدائم إلى الإصلاح بين دول الخليج وحرصه على التواصل معهم ومع كل الدول الإسلامية، فهو في جل أيامه ‏يستقبل قادتهم للتباحث معهم فيما يخدم صالح المسلمين، فهو وفقه الله إمام عظيم له فضلٌ كبير، والمسلمون يعترفون ‏بفضله وحسن سياسته وقيادته، كما وجه مؤخرًا بزيادة أعداد الحجاج وتقديم أفضل الخدمات لهم ومضاعفة الجهود ‏والطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة من خلال عدد من المشاريع، والقطار الذي بين الحرمين ‏الشريفين، فالمتأمل يجد خادم الحرمين الشريفين سباقًا لكل خير نسأل الله له التوفيق والسداد.

     وختم سماحته بقوله: إن الملك دائمًا يقول لنا ولغيرنا: رحم الله من أهدى إليّ عيوبي، وأنا مستعد لأي نصيحة هاتفيًا أو ‏ورقيًا أو مقابلة، كل ذلك من تواضعه -وفقه الله- أسأل الله له الهداية والتوفيق والسداد.

الأجدر بالجائزة

     من جهته قال الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس: ‏‏«إنَّ خادم الحرمين الشريفين -أيده الله- يبذل جهوده ووقته وواسع حكمته لخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما من ‏مشارق الأرض ومغاربها، من خلال خدمة ضيوف الرحمن والرعاية الجليلة والعناية الفائقة لمصالح المسلمين في شتى ‏أنحاء المعمورة، ويبذل عظيم جهده للعناية بالكتاب والسنة المطهرة، ويدعم مشروع أطلس السيرة النبوية في سعي ‏حثيث ومخلص لجمع كلمة العرب والمسلمين، ودعمه لقضايا إخوتنا في الشام والمسجد الأقصى، وتحكيم الشريعة ‏والتأكيد على ثوابت الدين، ورأب الصدع وتحقيق العدل والأخوة الإيمانية، ومواجهة الظروف القاسية التي يعانيها العديد ‏من الأقطار العربية والإسلامية واضح جليّ».

عناية كريمة

     وأوضح أن الحرمين الشريفين يحظيان بعنايته الكريمة، فما تكلل -بفضل الله وتوفيقه- من مشروعات عملاقة في ‏الحرمين الشريفين، والتوسعة الاستثنائية لصحن المطاف؛ حيث ارتفع عدد الطائفين إلى 107 آلاف طائف في ‏الساعة، ورفع الطاقة الاستيعابية للمسعى، وإشرافه -حفظه الله- المباشر على توسعة المسجد النبوي، وتوجيهه ‏بسرعة إنجازها، ومشروع سقيا زمزم، والعناية الكريمة بمصنع كسوة الكعبة المشرفة، والنجاح الكبير الذي اختتم به ‏موسم حج عام 1437هـ، وما حملته ميزانية الخير في هذا العام لمشروعات الحرمين من الأولوية والأسبقية في الاهتمام ‏والعناية والحرص والرعاية لهو أكبر دليل على اهتمام قادتنا عبر الأجيال بخدمة الحرمين الشريفين اللذين يمثلان ‏العمق التاريخي لدولتنا المباركة.

مناسبة حضارية عالمية

     وأضاف: هذه الجائزة تعد مناسبة حضارية علمية عالمية متألقة أضاءت مشعل الحركة العلمية إسلامياً وحضارياً في ‏العالم في العصر الحديث، وما تقدمه من جوائز لخدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعالمية، وأسست ‏لتحقيق النفع العام للمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة مع تأصيل المثل والقيم ‏الإسلامية في الحياة الاجتماعية إسهاماً في تقدم البشرية، وإثراء الفكر الإنساني بكل حيادية وشفافية وصبغة عالمية، ‏تتسامى عن النزعات العرقية والعنصرية».

قيمة رفيعة

     وفي السياق ذاته قال عضو هيئة كبار العلماء المستشار في الديوان الملكي الشيخ عبدالله بن سليمان المنيع: «إن ‏جائزة الملك فيصل العالمية لها قيمة رفيعة جداً، والملك سلمان بن عبدالعزيز يستحقها ويستحق أعلى وسام عالمي؛‏لأنه أنقذ بلادنا من مخططات سيئة كان يراد منها الآثار السيئة فيمايتعلق بإضطراب أمن بلادنا، ولكن الملك قضى ‏على هذه المخططات قضاءكاملًا، إضافة إلى ما حقّقه في كثير من الجوانب الإصلاحية في بلادنا»، مضيفا: «هذا ‏قليل من كثير مما يستحقه الملك سلمان بن عبدالعزيز، فمهما بلغت الجائزة قيمة وقدرا إلا أنها لا تساوي ما يستحقه ‏من الاحترام والاعتراف بما حققه ويستحقه».

أهلية غير مستغربة

     من جانبه شدد عميد الدراسات العليا بجامعة أم القرى الدكتور صالح الفريح أن أهلية خادم الحرمين الشريفين للجائزة ‏غير مستغربة، متسائلاً: «من يستحقها في هذا العصر إذا لم يكن الملك سلمان بن عبدالعزيز»، مشيرا إلى أن ‏الخدمات الجليلة التي قدمها للإسلام والمسلمين ورعاية مصالح الأمة الإسلامية منذ أن عرفه الناس ساعيا في ذلك ‏إلى يومنا هذا توجب وبكل اقتدار حصوله على هذه الجائزة، وهو في الحقيقة يستحق أعلى وسام.

     وقال: «نشاهد أعمال الملك سلمان في نصرة الإسلام والمسلمين والمستضعفين في أنحاء الأرض، وهذه من نعم الله ‏علينا -نحن أبناء الشعب- أن يكون قائد مسيرتنا بهذه القدرة والعناية في خدمة الإسلام الذي هو الدين الذي قامت عليه ‏هذه البلاد

عظمة الأمم بمواقفها الإنسانية

     من جهته قال الشيخ محمد الحمود النجدي رئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي: إن اختيار خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود لنيل جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام لهذا العام  1438هـ 2017م جاءت نظير عنايته بخدمة الحرمين الشريفين وقاصديهما، واهتمامه بالسيرة النبوية، ودعمه لمشروع الأطلس التاريخي للسيرة النبوية، وسعيه الدائم لجمع كلمة العرب والمسلمين لمواجهة الظروف الصعبة، التي تمر بها أمتنا العربية والإسلامية.

       ومعلوم أن عظمة الأمم لا تقاس بما تملكه من وسائل الحضارة المادية والعمرانية فحسب، وإنما تقاس بمواقفها الإنسانية من أعمال الخيرات والبر، والإصلاح في الأرض، والسعي بما ينفع الناس ويدفع الشر وأهله. والأمة الإسلامية لم تحقق سيادتها في الأرض من خلال ثرواتها المادية - وقد كانت كثيرة - بل سادت العالم بمبادئ الدين الحنيف، وتعاليمه الداعية إلى فعل الخير، وإغاثة الضعفاء في الأرض، ونصر المظلومين . 

     قال الله تعالى: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون} ( آل عمران : 104). ومجد الأفراد إنما تصنعه أعمالهم العظيمة الهادفة إلى خدمة عقيدتهم وخير أمتهم وبلادهم والإنسانية كلها.

الفائزون بالجائزة

     حصل أربعة باحثين ومؤسسة علمية على جائزة الملك فيصل العالمية لهذا العام في فئات أخرى؛ حيث فاز الأستاذ د.‏رضوان السيد من لبنان، وهو أستاذ في كلية الآداب بالجامعة اللبنانية بجائزة الملك فيصل في فرع الدراسات الإسلامية، ‏وموضوعها (‏الفكر السياسي عند المسلمين حتى القرن التاسع الهجري/الخامس عشر الميلادي).

     وفي فرع اللغة العربية والأدب وموضوعها (جهود الأفراد أو المؤسسات في تعريب العلوم والتقنيات نقلاً وبحثاً ‏وتعليماً)، فاز مجمع اللغة العربية الأردني بجائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب تقديراً لجهوده العلمية في ‏ترجمة العلوم والتقنية ونقل المصطلحات العلمية.

     وفي فرع الطب (العلاجات البيولوجية في أمراض المناعة الذاتية) فاز البروفيسور تادامتسو كيشيموتو من اليابان، ‏الذي يشغل منصب أستاذ المناعة في مركز فرونتير لأبحاث المناعة بجامعة أوساكا في اليابان، بجائزة الملك فيصل ‏العالمية للطب نظير دوره البارز في اكتشاف علاج بيولوجي جديد وناجع لأمراض المناعة الذاتية وتطويره .

     وتقاسم السويسري الأستاذ د.دانيال لوس، أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة بازل في سويسرا، جائزة الملك فيصل ‏العالمية للعلوم (الفيزياء) مع الهولندي الأستاذ د.لورينس مولينكامب -أستاذ الفيزياء التجريبية في معهد الفيزياء ‏بجامعة يوزبيرك في ألمانيا- وعبر الفائزون عن سرورهم بنيل هذه الجائزة المرموقة التي تصدر عن مؤسسة الملك ‏فيصل الخيرية التي أسسها أبناء وبنات الملك فيصل بن عبدالعزيز -رحمه الله- بعد رحيله عام 1975م، وصدر قرار ‏إطلاق الجائزة عام 1977م؛ لتبدأ بعد ذلك بعامين دورتها الأولى في منح الجوائز، وحصل 18 عالماً من الفائزين بجائزة ‏الملك فيصل العالمية على جوائز نوبل أيضاً، منهم 17 عالماً حصل على نوبل بعد الفوز بجائزة الملك فيصل، الأمر ‏الذي يعكس دقة وكفاءة المعايير العلمية العالمية التي تتبناها الجائزة في اختياراتها لنخبة العلماء الذين خدموا ‏البشرية، ومن أبرز هؤلاء العلماء: العالم البريطاني سير جيمس فريزر ستودارت، والعالم المصري المرحوم أحمد زويل، ‏وستيفن برانر وهو عالم بيولوجي من جنوب أفريقيا، وعالم الفيزياء الألماني ثيودور هينش.

عن الجائزة

     تعد جائزة الملك فيصل العالمية جائزة عالمية أنشأتها مؤسسة الملك فيصل الخيرية عام ‏1397هـ، ‏1977م، وسميت باسم ‏الملك فيصل بن عبد العزيز آل سعود، وتمنح للعلماء الذين خدموا في مجالات: الإسلام والدراسات الإسلامية والأدب ‏العربي والطب والعلوم؛ حيث أعلن الأمير خالد الفيصل- مدير عام مؤسسة الملك فيصل الخيرية في عام ‏1397 هـ، ‏1977م أن مجلس أمناء مؤسسة الملك فيصل الخيرية- قرر إنشاء جائزة عالمية باسم الملك فيصل، تُمنح في ثلاثة ‏مجالات هي خدمة الإسلام، والدراسات الإسلامية، والآداب والدراسات اللغوية، وقد منحت الجائزة أول مرة عام ‏1399 هـ، ‏1979م، ثم أضيفت إليها جائزتان بعد ذلك في مجال الطب عام ‏1402 هـ، ‏1981م، ومنحت في العام التالي، وفى مجال ‏العلوم عام ‏1403 هـ, 1982م، ومنحت في عام ‏1404 هـ / 1984م.منحت الجائزة منذ إنشائها سنة 1399هـ/1979م إلى ‏‏229 فائزاً من 40 دولة‏؛ ولما تتميز به من دقة وأمانة في اختيار الفائزين اكتسبت سمعة عالمية طيبة، ومكانة مرموقة ‏بين كبريات الجوائز في العالم.

أهداف الجائزة

‏1- العمل على خدمة الإسلام والمسلمين في المجالات الفكرية والعلمية.

‏2- تحقيق النفع العام للمسلمين في حاضرهم ومستقبلهم، والتقدم بهم نحو ميادين الحضارة للمشاركة فيها.

‏3- تأصيل المُثُل والقيم الإسلامية في الحياة الاجتماعية وإبرازها للعالم.

‏4- الإسهام في تَقَدُّم البشرية وإثراء الفكر الإنساني.

مكونات الجائزة

‏1- براءة مكتوبة بالخط الديواني داخل ملف من الجلد الفاخر، تحمل اسم الفائز وملخصاً للإنجازات التي أهلته لنيل ‏الجائزة.

‏2- ميدالية ذهبية عيار 24 قيراط، وزن 200 جرام‏.

‏3- مبلغ سبعمائة وخمسين ألف ريال (ما يعادل 200,000 دولار أمريكي).

هيئة الجائزة

     تتكون من ستة من أعضاء الجمعية العمومية لمؤسسة الملك فيصل الخيرية، ويقوم بأمانتها الأمين العام للجائزة،وتتولى ‏الهيئة مسؤولية المتابعة والتنسيق بين مجلس الأمناء ولجان الاختيار، كما تقوم بدراسة النظام واقتراح تعديله وجميع ‏الأعمال التي تسند إليها من مجلس الأمناء.

جائزة الملك فيصل وجائزة نوبل

     تجدر الإشارة هنا إلى أن هذه الجائزة العربية السعودية تعد بعدًا حضاريًا يفخر به كل عربي ومسلم، وقد حققت الجائزة ‏أهدافها لاجتهاد القائمين عليها في تطبيق نظامها القائم على الحياد، وتنفيذهم لإجراءات الترشيح بدقة وإحكام.ويقام كل ‏عام حفل كبير تحت رعاية ملك المملكة العربية السعودية، يتم فيه منح الجائزة إلى مستحقيها الذين يعلن فوزهم قبل ذلك ‏بأشهر.وقد حاز عدد من الفائزين بهذه الجائزة بعد فوزهم بها على جائزة نوبل؛ مما يعكس مكانة الجائزة وحيادها وأشهرهم ‏العالم المصري د.أحمد زويل.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك