رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 19 يونيو، 2014 0 تعليق

حملة دولية لمقاطعة (بروناي) بعد إعلانها تطبيق الشريعة الإسلامية


اقترح السلطان تطبيق الشريعة أول مرة في التسعينيات، وحذّر في السنوات الأخيرة من ارتفاع نسبة الجريمة وتأثيرات الإنترنت الضارة

تتمتع بروناي بمستوى معيشي مرتفع نتيجة ثروتها من الطاقة، والدعم على التعليم والصحة وخدمات اجتماعية أخرى

أعلنت سلطنة بروناي تطبيق الشريعة الإسلامية تدريجيا في البلاد اعتبارا من أوائل الشهر الماضي، وهي خطة ووجهت سابقا بمخاوف داخليا وخارجيا، ووجهت لاحقا بحملة مقاطعات للفنادق والمنشآت السياحية والاقتصادية التي يمتلكها سلطان بروناي ومملكته.

وقال السلطان حسن البلقية وهو أحد أثرى أثرياء العالم بفضل موارد بلاده النفطية: إن الخميس 1 مايو بدأت أول مرحلة من تطبيق الشريعة في البلاد.

وكان السلطان (67 عاما) أعلن في أكتوبر الماضي المصادقة على قانون جنائي إسلامي جديد(يشمل تطبيق الحدود الشرعية) على المسلمين فقط.

     وفي وقت سابق، أرجأت سلطنة بروناي موعد تطبيق الشريعة الذي كان مقررا في 22 أبريل الماضي بسبب إدانة الأمم المتحدة وانتقادات منظمات حقوق الإنسان، ولكن السلطان حسن البلقية أكد في قراره الجديد الذي أصدره أخيرا أن تطبيق الشريعة فرض في الإسلام، ونفى الفرضيات التي تعد عقوبات الشريعة قاسية، قائلا: «البعض يقولون إن أحكام الله شديدة وظالمة، لكن الله نفسه قال إن أحكامه عادلة».

واقترح السلطان تطبيق الشريعة أول مرة في التسعينيات، وحذّر في السنوات الأخيرة من ارتفاع نسبة الجريمة وتأثيرات الإنترنت الضارة على البلاد، واصفا الإسلام بأنه «ستار ناري» في مواجهة العولمة.

ويدعم أغلبية مسلمي بروناي من اثنية ملاي - الذين يشكلون 70٪ من السكان- قرارات السلطان الجديدة، إلا أن بعضهم -فضلا عن غير المسلمين- عبروا عن قلقهم ازاء تلك الخطوة؛ حيث يدين 13٪ من سكان بروناي بالبوذية و10٪ بالمسيحية.

وتسبب قرار بروناي بتطبيق الشريعة في حملة لمقاطعة مجموعة فنادق دورشستر المملوكة للسلطان حسن بلقية عبر شركة بروناي انفستمنت ايجنسي، والتي تمتلك فندق بيفرلي هيلز الشهير بين فنادق أخرى.

وأثار القرار حملة شعبية لمقاطعة فنادق المجموعة، التي جذبت أسماء بارزة في عالم الترفيه مثل وينفري وجاي لينو والين دو جينيرز وجين فوندا.

وتتمتع بروناي التي يبلغ عدد سكانها نحو 400 ألف شخص بمستوى معيشي مرتفع نتيجة ثروتها من الطاقة ودعم التعليم والصحة وخدمات اجتماعية أخرى، ورغم ذلك فإن البنك الآسيوي للتنمية يقول إنه في عام 2035 ستنخفض صادرات النفط والغاز إلى النصف تقريبا.

وبذلك تصبح بروناي الدولة الوحيدة في جنوب شرق آسيا التي تطبق الشريعة؛ إضافة إلى ولاية اتشيه الأندونيسية الخاضعة لحكم ذاتي في جزيرة سومطرة تطبق أحكام الشريعة.

     كانت بروناي مستعمرة بريطانية من سنة 1888م الى سنة 1984م، وفي بداية الستينيات من القرن العشرين الميلادي، ألغى سلطان بروناي الأحزاب السياسية بعد موجة من عدم الاستقرار، وأصبحت بروناي دولة مستقلة في أول يناير سنة 1984م، والآن يوجد حزب سياسيّ واحد هو حزب التضامن الوطني.

     يرأس حكومة بروناي سلطان يختاره مجلس يسمى (مجلس الخلافة)، والسلطان الحالي يحكم طيلة الحياة، ويتولي حسن البلقية السلطنة لبروناي منذ 1967م ويبلغ من العمر – 67 عامًا -، كما يتولى منصب رئيس الوزراء ووزير المالية ووزير الداخلية، وللكثير من أفراد أسرته وظائف مهمة في الحكومة، وتساعد السلطان في حكم البلاد مجالس استشارية وشرعيّة مختلفة، ويعين السلطان أعضاء هذه المجالس.

دار السلام

     (بروناي) هي دولة إسلامية صغيرة اسمها الرّسمي هو بروناي (دار السلام)، وعاصمتها هي (بندر سري بكاوان) وهي أيضًا أكبر مدنها، وتقع بروناي في جنوب شرقي آسيا، وتحديدا على السّاحل الشمالي لجزيرة بورنيو، وتبلغ مساحتها حوالي 5765 كم² وقدّر عدد سكانها ب 400 ألف نسمة.

     وثلثا السكان من الملايويين يعود أصلهم في الغالب الى الحضارمة، ويشكل الصينيون أكبر الأقليات بنحو 15٪ من عدد السكان، ويعيش نحو 67٪ من سكان بروناي في المناطق الحضرية، ونحو 33٪ يعيشون في المناطق الريفيّة ويتكلم معظم البرونايين اللغة الملايوية وهي اللغة الرسميّة للبلاد، لكن بعض السكان أيضًا يتحدثون اللغتين الصينية والإنجليزية.

تعد سلطنة بروناي ثالث أكبر بلد منتج للنفط في جنوب آسيا، ورابع بلد منتج للغاز الطبيعي المسال في العالم، ويعد سلطان بروناي أحد أثرى أثرياء العالم.

     ويرجع غنى سلطنة بروناي بصفة رئيسية الى مخزونها البترولي الكبير الذي يقع بعيدًا عن الشاطئ، والذي اكتشف سنة 1929م، ويدر النفط والغاز الطبيعيّ الموجودات تحت سطح الماء في المناطق الساحلية عائدًا كبيرًا للبلاد، ويمثل النفط ومنتجاته والغاز الطبيعي الموجود مع النفط، كل صادرات بروناي تقريبًا، وفي بروناي أيضًا حرف أخرى كالزراعة وصيد الأسماك وبعض الصّناعات الأخرى.

وتستوعب صناعة النفط والغاز الطبيعي نحو 10٪ فقط من القوى العاملة في البلاد، في حين يعمل 50٪ في دواوين الحكومة وهي أكبر مستخدم تقريبًا لهذه القوى العاملة.

كما أن بروناي تمتلك تجارة كبيرة مع اليابان وسنغافورة والولايات المتحدة الأمريكية، ويقول المختصون: إنه على الرغم من ازدهارها الاقتصادي إلا أنها بحاجة إلى أن تبني أنشطة اقتصادية أخرى قبل أن ينفد النفط من أراضيها.

وتتمتع بروناي بمستوى معيشي مرتفع نتيجة ثروتها من الطاقة، والدعم على التعليم والصحة وخدمات اجتماعية أخرى.

مسجد ذهبي

     أما عن أهم المساجد الموجودة هناك، فمسجد عمر علي سيف الدين يُعدُّ واحدًا من أعلى الأبنية في القطاع المائي في بروناي، ويعد من أجمل الأبنية في جنوب آسيا وأكثرها دقة وروعة، ويعرف بقبابه المذهبة، ورخامه الإيطالي، وسجاده الفارسي، وتمت إنارته بطريقة فريدة ليعطي انعكاسات بديعة ولاسيما في الليل مع الماء الذي يحيط به من جوانبه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك