رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 3 يناير، 2011 0 تعليق

حكم الشريعة في اللحوم الحيوانية


د. بسام الشــــطي

رئيس قسم العقيدة والدعوة بكلية الشريعة جامعة الكويت

استشكل على العديد من المواطنين حكم لحوم بعض الحيوانات التي يتم الإعلان عنها في بعض المطاعم كالغزلان والنعام وغير ذلك من الصيد البري، فضلا عن أن هناك حيوانات غير معروفة لدى الكثير من الناس يمكن أن يتسلل لحمها إلى مطاعمنا بسبب الجهل بحرمتها كلحوم الفيلة والقردة والكنغر وغير ذلك، وقد ورد إلينا استفسار يتعلق بحكم بعض هذه الأطعمة من مدير إدارة التغذية وكانت الإجابة وفق الآتي:

- فيما يتعلق بالضفادع والتماسيح والكنغر، هل يجوز أكلها؟ وما الدليل على صحة القول؟

- يحرم أكل لحوم التماسيح والكنغر؛ لأن الله حرم أكل كل ذي ناب قوي من السباع ولحديث الخشني: «نهى النبي[ عن أكل كل ذي ناب من السباع» متفق عليه. وقال أبو هريرة - رضي الله عنه - إن رسول الله[ قال: «أكل كل ذي ناب من السباع حرام»، قال ابن عبدالبر: هذا حديث ثابت صحيح مجمع على صحته، وهذا نص صريح يخص عموم الآيات؛ فيدخل في هذا الأسد والفهد والذئب والكلب والخنزير، وروى الشعبي أيضاً أن النبي[ نهى عن لحم القرد؛ لأنه سبع يدخل في عموم الخبر وهو مسخ أيضاً فيكون من الخبائث المحرمة، والفيل يحرم أكله، قال أحمد وغيره: ليس هو من أطعمة المسلمين، وقال الحسن: هو مسخ والحال نفسه للدب، فهو محرم أكله؛ لأنه ذو ناب يغرس به.

     ولقد نهى[ من حديث ابن عباس - رضي الله عنهما - عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير، وعن خالد بن الوليد - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله[: «حرام عليكم الحمر الأهلية وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير» رواهما أبو داود.

     وأما الثعلب فأكثر الروايات على تحريمه، وهذا قول أبي هريرة ومالك وأبي حنيفة وأحمد، ويحرم من الطيور أكل العقاب والبازي والصقر والشاهين والباشق والحدأة والبومة وأشباهها.

      كما يحرم منها ما يأكل الجيف كالنسور والرخم وغراب البين - وهو أكبر الغربان - والزبقع، قال عروة: ومَنْ يأكل الغراب وقد سماه رسول الله[ فاسقا! والله ما هو من الطيبات، ولعله يعني قول رسول الله[: «خمس فواسق يقتلن في الحل والحرام: الغراب، والحدأة، والفأرة، والعقرب، والكلب العقور».

      ويحرم أكل الخفافيش وهو مستخبثة ويحرم أكل الزنابير واليعاسيب والنحل، ويحرم أكل السنجاب؛ لأنه ينهش نابه فأشبه الجرذ، كما يحرم أكل الجلالة (التي تتغذى على النجاسات) ويحرم أكل لحوم الميتة وغيرها مما لا يذكر اسم الله عليه، ويحرم الضفادع، لأنها تعيش في المستنقعات وتأكل من النجاسات والقاذورات، وجاء نص التحريم على أكلها، وحرم الرسول[ قتل الضفدع، وحرم أكل التمساح والكوسج؛ لأنهما يأكلان الناس ويحرم أكل سباع البر.

      والحلال أكل الأنعام من الإبل والبقر والغنم والظباء وحمر الوحش والتيتل والوعل والمها، ويباح أكل النعام ولحوم الخيل والفرس والدجاج والحباري والأرنب وما يعتلف النبات والبقول ويباح غراب الزرع وهو الأسود الكبير، ويباح أكل الحمام والعصافير على اختلاف أنواعها والقطا والكركي والجراد والأوز والغرانيق والطواويس وما يشبهه، أما الهدهد والخفاش والزنابير والخطاف والقنفذ والببغاء وجميع أنواع الحشرات محرمة، ولا بأس بأكل الضب ويجوز أكل الضبع لقوله[: «الضبع صيد وجزاؤها كبش مسن وتؤكل» رواه البيهقي.

وقال الإمام الشافعي: «لا زال الناس يأكلونها ويبيعونها بين الصفا والمروة من غير نكير».

هذا وجزاكم الله خيرا على حرصكم وفقكم الله وبارك جهودكم وسدد خطاكم وأصلح بالكم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك