رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الشيخ: د. محمد الحمود النجدي 12 نوفمبر، 2024 0 تعليق

حكم الديانات الأخرى

   

  • جاء الإسلام لإرجاع الناس إلى العقيدة الصحيحة التي كان عليها الأنبياء
 

وجهت مجلة الفرقان سؤالاً لرئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي عن حكم احترام الديانات الأخرى، فقال الشيخ -حفظه الله-: حكمُ الإسلام في الديانات الأخرى: أنّها كلها إما موضوعة ومكذوبة وباطلة، أو منسوخة، فالموضُوع الباطل منها: كعبادة العرب الأقدمين للأصْنام والأحْجار، ومن شابههم من الأمم الأخرى.

         والمنسوخ من الديانات: هي ما كان عليه الأنبياء الذين سبقوا نبينا محمداً -صلى الله عليه وسلم -، فهي وإنْ كانتْ صحيحة في زمنها؛ لأنّ أصلها من عند الله، ولكن جاء الإسلام فحلّ مَحلّها، لا في أصل المعتقد، كالإيمان بالله أو النبيين أو الملائكة والجنة والنار، فهذا متفق عليه بين الرسل أجمعين، ولكن الاختلاف بينهم في طرائق العبادات، والتقرب إلى الله -تعالى- من صلاة وصيام وحج وزكاة وغير ذلك، وإن كان أتباع الأنبياء قد وقع في المتأخرين منهم التحريف في الاعتقاد، والوقوع في الشرك والكفر، مما جاء الإسلام بتبيينه، وإرجاع الناس إلى العقيدة الصحيحة التي جاء بها الأنبياء السابقون .

رضينا بالله ربًا وبالإسلام دينًا

        وصح عن أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال: جاء عمر بجوامع من التوراة إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: يا رسول الله، جوامع من التوراة، أخذتُها مِنْ أخٍ لي من «بني زريق» فتغيّر وجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عبدالله بن زيد-الذي أُري الأذان- أَمَسَخَ الله عقلك؟ ألا ترى الذي بوجه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فقال عمر: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً وبمحمد نبياً وبالقرآن إماماً، فسرّي عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، ثم قال: «والذي نفس محمد بيده، لو كان موسى بين أظهركم ثم اتبعتموه وتركتموني لضللتم ضلالاً بعيداً، أنتم حظي من الأمم وأنا حظكم من النبيين». (رواه أحمد/15437)، وقال ابن حجر: .. جميع طرق هذا الحديث، وهي إن لم يكن فيها ما يحتج به لكن مجموعها يقتضي أن لها أصلاً. (فتح الباري 13/525)، والدليل على ذلك قوله -تعالى-: {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} (آل عمران: 85) . قال الإمام الطبري في تفسير هذه الآية: يعني بذلك جل ثناؤه: ومن يطلب ديناً غير دين الإسلام ليدين به، فلن يقبل الله منه، {وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ} يقول: من الباخسين أنفسهم حظوظها من رحمة الله -عزوجل. (تفسير الطبري 3/339).

الإسلام شرط لدخول الجنة

         والإسلام لا ينظر إليهم على أنهم مذنبون ومخطئون فحسب، بل إنهم كافرون مخلدون في نار جهنم، كما سبق في الآية السابقة، فغير المسلم خاسر في جهنم، لا يَخرج منها أبدًا، ولا يمكن للكافر أنْ يدخل الجنة إلا أنْ يسلم قبل موته، قال الله -تعالى-: {إِنَّ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَاسْتَكْبَرُوا عَنْهَا لَا تُفَتَّحُ لَهُمْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَلَا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى يَلِجَ الْجَمَلُ فِي سَمِّ الْخِيَاطِ وَكَذَلِكَ نَجْزِي الْمُجْرِمِينَ} (الأعراف: 40).

لا يستويان

         وثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قوله: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني، ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به، إلا كان مِن أصحاب النار». رواه مسلم، فالتسوية بين الإسلام الذي هو الحق، وبين غيره من الباطل، حُكمٌ جائر، وتعسف بغيض! وكذلك من ولد على الإسلام وترعرع فيه، ومن ولد على غيره، ونشأ عليه: لا يستويان أبدًا؟    

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك