رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 6 يونيو، 2021 0 تعليق

حق الطفل في الإسلام .. وفي غزة

 

- تتكون الشخصية المتوازنة أول ما تتكون في مرحلة الطفولة؛ لذا اهتمت الشريعة الإسلامية بهذه المرحلة اهتماما بالغا، وأعطت الطفل حقوقا ورعاية في كل مراحل عمره إلى أن يكبر ويصبح رجلا يعتمد على نفسه.

- فالإسلام ينظر للأطفالِ على أنّهم زينة هذه الدنيا، {الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} (الكهف:46)، وهبة من الله {لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ يَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ إِنَاثًا وَيَهَبُ لِمَنْ يَشَاءُ الذُّكُورَ} (الشورى: 49).

- ولقد حث النبي - صلى الله عليه وسلم - على حماية الطفل من الأذى النفسي والمادي حتى قبل أن يولد، ويتضح ذلك بتأكيده -عليه الصلاة والسلام- اختيار الرجل للمرأة ذات الدين من بين أصنافِ نساءٍ أخرى متعددة، «فَاظْفَرْ بذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ». كما حرّم إجهاض الجنين، وعاقب على هذه الفعلة، وأجاز للحامل الفطر في رمضان حتى لا يؤثر ذلك على الجنين.

- فحفظ الإسلام البيئة الأولى للطفل وهي الأسرة التي ينشأ فيها، والوالدان اللذان يعيش معهما غالب حياته، لذلك فقد شُرعت من الأحكام، والأوامر ما يضمن نشأة الأسرة نشأة سليمة، عنوانها التقوى، كما أنّ قائمة حقوق الطفل التي كفلها الإسلام تطول، وكلّ ذلك بهدف إخراج أفراد أسوياء قادرين على مواجهة مصاعب الحياة.

- فنسبه ثابت وموثّق؛ فهو ينتمي لأسرة وعائلة وجماعة كبيرة تحميه، وحضانته مكفولة في كنف والديه ليعتنيا به صحياً، ونفسياً، واجتماعياً، ثم بسلسلة عجيبة من الأقارب في حال حدوث الطلاق، أما الرضاعة فهي مقدرة بوقت: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلاَدَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَن يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ} (البقرة:233).

- كما رتب الله جائزة عظيمة على رعاية الأبناء، وهي الوقاية من النار، قال - صلى الله عليه وسلم -: «مَن كان لهُ ثلاثُ بناتٍ، وصبَرَ عليهِنَّ وكساهنَّ مِن جِدَتِه، كُنَّ لهُ حِجابًا منَ النَّارِ». ومن مات له أطفال وصبر أدخله الله الجنة: «من وُلِدَ له ثلاثةُ أولادٍ في الإسلام، فماتوا قبل أن يبلُغوا الحِنْثَ؛ أدخله اللهُ الجنةَ برحمتِه إياهم».

- وكفل الإسلام العدل بين الأبناء، وضمن حق الإنفاق عليهم، وأمر بحفظ أموال اليتامى، وحذر من أكلها بالباطل، وكان النبي-صلّى الله عليه وسلّم- يُقبّل أحفاده ويقول: (مَن لا يَرحَمْ لا يُرحَمْ).

- وفي غزة.. يعيش الأطفال في حصار دائم مستهدفا حياتهم ونموهم، وعلاجهم وصحتهم وتعليمهم.

- وفي غزة.. تقصف الطائرات بيوتهم وألعابهم ودراجاتهم وملاعبهم؛ فأين حقوق الطفل هناك وهم ينشؤون على توالي الحروب، والدمار؟!

- إن الأمة العربية والإسلامية بل العالم أجمع مطالب بحماية الطفل الفلسطيني من انتهاك حقوقه الأساسية وكفالة عيشه في بيئة خالية من الخوف، بيئة صحية سليمة ينشأ فيها بعيدا عن الصراع.

- إن نشأة جيل مستقر نفسيا وأمنيا في فلسطين وفي غزة تحديدا، كفيل بإيجاد مجتمع مستقر ومتطلع وطموح إلى الحياة والإعمار والنماء.

 

31/5/2021م

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك