حقيقـة البهـرة الإسماعيلية (2-2)
بقلم: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:
فإن عقيدة البهرة مستمدة من الديانات والآراء الفلسفية القديمة، كاليهودية والنصرانية واليونانية والبراهمية والهندوسية والبوذية واللادينية، ومن ثم قام البهرة بصبغها بالصبغة الإسلامية تدليسا على المسلمين، فهم يعتقدون ما يلي:
خامس عاشر: أباحوا الربا علانية عطاءً وأخذاً.
سادس عشر: يعتقدون أن الكعبة هي رمز على الإمام (أي محمد بن إسماعيل).
سابع عشر: إحياء كل ما تعلق بالفاطميين من قبور ومساجد، فهم يدفعون أموالاً طائلة لتشييد هذه القبور والمساجد.
ومن أعمالهم أنهم قاموا بإصلاح ضريح كربلاء والنجف والضريح الفضي لمشهد حسين والسيدة زينب في القاهرة، كما عملوا قبة من الذهب فوق ضريح الحسين المزعوم في القاهرة. (الحسين بن علي بن أبي طالب ] عنهما قتل في كربلاء ونقل رأسه إلى المدينة النبوية، ومن أراد المزيد عن الحسين ابن علي بن أبي طالب فليراجع كتاب (رأس الحسين» لشيخ الإسلام ابن تيمية، تحقيق: د. أحمد الحصين).
وفي مقابلة صحفية أجرتها جريدة (القبس) الكويتية مع الشيخ الإسماعيلي يوسف البهري صرح قائلاً: «إن سلطان البهرة محمد برهان الدين قام بمشروعات إسلامية وبناء مواقع في كثير من بلدان العالم وأحدث هذه المشاريع وأكبرها مشروع يقام حالياً في جمهورية مصر العربية وهو ترميم جامع (الأنوار) الكبير الذي بناه الخليفة الفاطمي قبل ألف عام». (جريدة القبس في عددها 7898 – 28 – 7 – 1992 الكويت).
ثامن عشر: يعتقدون أن الإمام الطيب بن الآمر دخل الستر (الغيبة) في الكهف.
تاسع عشر: يعتقدون أن الأئمة الثلاثة «أبا بكر وعمر وعثمان» مغتصبون للخلافة من علي بن أبي طالب.
عشرون: يعتقدون أن أئمتهم ينحدرون من سلالة الإمام علي بن أبي طالب وهم معصومون من الخطأ!
يقول الكرماني: «وكل منهم (أي الأئمة) في زمانه مقام الله بقيامه مقام النبي الذي هو القائم مقام الله».
ويقول الحامدي كذلك: «مولانا عليه السلام واحد في فضله أحد فرد صمد لا شريك له فيه ليس له كفواً أحد».
ويقول في موضوع آخر عن علي ]، بأنه الله الخالق البارئ المصور، ويقول الداعي إدريس القرشي عن قوله تعالى: {وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله} يعني أمير المؤمنين لقيامه في أرض الشريعة وكونه وصي صاحب الدين.
الحادي والعشرون: يحترمون القرآن الكريم ظاهرياً ويفسرونه تفسيراً باطنياً شيطانياً.
الثاني والعشرون: قبلتهم في صلاتهم قبر الداعي الحادي والخمسين طاهر الدين المدفون في مدينة بومباي في الهند ويطلقون عليه اسم (الروضة الطاهرة).
الثالث والعشرون: وتجب عليهم الصلاة في العشرة أيام الأولى من شهر محرم.. وفي غيرها لا تجب عليهم الصلاة، ولا يصلون إلا في مكان خاص بهم يسمى (الجامع خانة)، وإذا لم يذهب الشخص منهم إلى الجامع خانة في العشرة أيام الأولى من محرم يطرد من الطائفة ويفرض عليه الحرمان.
الرابع والعشرون: والزكاة والصيام والحج عندهم معان غير التي نفهمها.
الخامس والعشرون: كل فرد قبل أن يسافر يذهب إلى الروضة الطاهرة ويطوف بها مرات عدة، وهكذا إذا جاء من السفر يطوف مرات عدة قبل الذهاب إلى بيته وأهله.
السادس والعشرون: لا يعتقدون أن محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين لأن النبوة مكتسبة لكل من يحوز شروط النبوة الفلسفية.
السابع والعشرون: كتمان الأسرار، فهم أصحاب تنظيم سري خطير للقضاء على الإسلام.
عبادتهم
للبهرة الإسماعيلية عبادة خاصة بهم، وأماكن خاصة لهم، يطلقون عليها اسم (جامع خانة)، فهم لا يرضون بإقامة الصلوات في مساجد المسلمين، وهم يصلون كما يصلي المسلمون ولكنهم يقولون: إن صلاتهم تلك للإمام الإسماعيلي المستور من نسل الطيب بن الآمر.
وعندما تقام الصلاة في المسجد الحرام يذهبون لأدائها في رباط لهم يسمى (الرباط السيفي)، يقع بالقرب من الحرم المكي في الجهة الجنوبية وهم فيما يذهبون إلى مكة المكرمة للحج فهم لا يعتقدون عقيدة عامة المسلمين في هذا الركن العظيم، بل إنهم يعدون الكعبة المشرفة رمزاً على إمامهم. (كتاب إسلام بلا مذاهب – مصطفى الشكعة ص 239- 240).
ولا يجوز للبهرى العبادة إلا بإذن مسبق من الإمام أو الداعي المطلق متى ما أرادوا ممارسة عبادتهم وشعائرهم الدينية فهذه هي تعاليم أئمتهم ودعاتهم.
يقول الإسماعيلي المعاصر محمد حسن الأعظمي: «فإن سلطان البهرة المتوفى المدعو (طاهر سيف الدين) كان قاسياً في جميع الأعمال الدينية والدنيوية. إن مزاولة هذه الأمور موقوفة على الحصول على إذن رسمي خاص منه أو من نائبه في كل مدينة أو قرية ويسمى (عاملاً) وكانت مخاطبة (طاهر سيف الدين) شخصياً غير ممكنة؛ بل تتم عن طريق الواسطة، والبهرة يتشددون في أداء الصلوات ورسوم العبادات وإعداد المساجد ومواصلة التعليم والتدريب في المساجد والمدارس، حيث كان الواحد منهم يحرص أثناء تواجده في الجامعة أو المعهد على أن يكون لديه سجادة أو منشفة وقلنسوة صلاته، وجلباب وقبقاب صلاته، فهم يصطحبون معهم ذلك في مكاتبهم وفي حلهم وترحالهم». (كتاب الحقائق الخفية من الشيعة الفاطمية والاثنى عشرية، محمد حسن الأعظمي ص 18-19).
والصلاة عندهم ثلاث مرات فقط في اليوم، وقبلتهم التوجه في صلاتهم إلى قبر (طاهر سيف الدين) وتكون الصلاة واجبة عليهم في الأيام العشرة الأولى من شهر محرم دون غيرها. ويدفنون موتاهم في رقعة يسمونها (الرسالة)، وإذا بلغ الأطفال الحلم يأخذون عليهم طاعة داعيهم المطلق.
والبهرة يتميزون عن غيرهم في الملابس فهم يلبسون سروالاً وقميصاً وطاقية مزركشة باللونين الذهبي والأصفر.
وينتشرون في الخليج العربي ويشتهرون ببيع السمبوسة، وصناعة الذهب وبيعه، وبيع الأقمشة، ولهم مساجد الضرار المنتشرة في معظم بلاد العالم العربي والإسلامي.
فتوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله
وإليكم أيها الإخوة المسلمون فتوى الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله مفتي الديار السعودية ورئيس لجنة الإفتاء عندما سئل عن حكم مايفعله البهرة من طائفة الإسماعيلية من سجودهم لكبير علماء البهرة وإرغام أتباعهم على السجود له (رقم السؤال 759 بتاريخ 9- 1- 1399 هـ.
فأجاب رحمه الله بما يلي: «فإذا كانت حال البهرة كما ذكر في السؤال، فسجودهم لكبيرهم عبادة وتأليه له، واتخاذ له شريكاً مع الله أو إلها من دون الله، وأمرهم إياهم بذلك أو رضاه به يجعله طاغوتاً يدعو إلى عبادة نفسه، فكلا الفريقين التابع والمتبوع كافر بالله خارج بذلك من ملة الإسلام والعياذ بالله» رقم الفتوى 2289.
ويعد البهرة بوضعهم الحالي ورثة الفاطميين المصريين وأمناء دعوتهم عقيدة وتشريعا، ومؤلفات العهد الفاطمي هي المصادر المعتمدة لباطنيتهم دون ريب، وإن كنت ترى أن عامتهم قد تأثر بالهندوسية والفكر الغربي معاً في الآونة المعاصرة، وأخذ يتخلص من قيود التكتم والانزواء، وأسرار الدعوة وفلسفة اليونان، غير أن زعيمهم (الداعي المطلق) ما زال محور الحركة والتكتل؛ لذا لا يسهل النفوذ إليهم، والوصول إلى ما عندهم وما يحتفظون به من وفاق أو خلاف مع شرع الله، ويعود ذلك إلى أن قوام الدعوة الإسماعيلية هو الإخفاء وعدم العمل في وضح النهار، فإن كان أعداؤهم الأمويون والعباسيون في الأزمنة الغابرة أجبروهم على ذلك السبر فقد تمت السيطرة على جزء غير يسير من العالم الإسلامي، إبان عهد الفاطميين في مصر، والصليحيين في اليمن، غير أن دعوتهم لم تظهر من وراء القضبان الحديدية، ولا تزال كذلك رغم انتشار العلمانية والإلحاد في الدول التي يسكنونها الآن، وإنهم اليوم في مأمن على أرواحهم وأعراضهم وأموالهم إن أرادوا الكشف عما يبيتون في ظلام الليل.
فالبهرة كاليهود لا يسمحون لأحد باعتناق دينهم، ما لم يولد من أصل بهري؛ لذا يقول الميرزا محمد سعيد، أحد المعتمدين في وزارة التعليم في الهند: «إن البهرة على العموم أمة محصورة، لا يصح لفرد غير إسماعيلي الآن اعتناق مذهبهم البتة، كما أن أواصر النكاح تدور فيما بينهم كالحلقة المفرغة» (كتاب المذهب والتعليم الباطني ص 324).
لاتوجد تعليقات