رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أحمد بن عبدالعزيز الحصين 2 يوليو، 2012 0 تعليق

حقيقـة البهـرة الإسماعيلية (1-2)

 

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.. أما بعد:

فإن عقيدة البهرة مستمدة من الديانات والآراء الفلسفية القديمة، كاليهودية والنصرانية واليونانية والبراهمية والهندوسية والبوذية واللادينية، ومن ثم قام البهرة بصبغها بالصبغة الإسلامية تدليسا على المسلمين، فهم يعتقدون ما يلي:

أولا: أن الله لا هو موجود ولا غير موجود، ولا عالم ولا جاهل، ولا قادر ولا عاجز، وكذلك جميع الصفات، فإن الإثبات الحقيقي يقتضي شركة بينه وبين سائر الموجودات في الجهة التي أطلقنا عليه، وذلك تشبيه، فلم يكن الحكم بالإثبات المطلق والنفي المطلق، بل هو إله المتقابلين وخالق المتخاصمين، والحاكم بين المتضادين. (الملل والنحل للشهرستاني ج 10 ص 193).

- ثانيا: لفظ الله الرحمن أو الرحيم لا يدل بالضرورة عندهم على الرب الخالق المعبود، حيث إذا أطلق شيء من ذلك فالمراد به ما اخترعوه وسموه بالعقل الأول.

- ثالثا: نفوا أن يكون الله قد خلق العالم خلقا مباشراً، وإنما أبدع الله تعالى (الكاف) واخترع (النون) ومن الكاف والنون أقام الله العالم العلوي والعالم السفلي. (كنز الولد: حاتم بن ابراهيم الحامدي الإسماعيلي، تحقيق مصطفى غالب الإسماعيلي - دار صادر - بيروت ص 14).

      يقول البهري الإسماعيلي مصطفى غالب: «وإن الله أقام هذين العالمين (العلوي والسفلي) بعشرة حدود كاملة: خمسة حدود جسمانية، وخمسة حدود روحانية، فالحدود الجسمانية أو الأرضية هم النبي والوصي والإمام والحجة والداعي، ويقابل كلا منهم: السابق والتالي والجد والفتح والخيال، وهي ما أسموها بالحدود الروحانية». (الحركات الباطنية - مصطفى غالب: مؤسسة عز الدين للطباعة والنشر 1402 هـ بيروت ص 118 - 119).

      إن نظرية الإسماعيلية في الألوهية نظرية كلامية فلسفية المصدر، مستمدة من الأفلاطونية؛ حيث التمسوا فيها أساساً لفكرتهم، فالله أبدع أولاً العقل الأول وهو تام بالفعل، ويتوسط هذا العقل فأبدع النفس وهي غير تامة، ولما اشتاقت النفس إلى كمال العمل احتاجت إلى حركة من النقص إلى الكمال والحركة  تحتاج إلى وسيلة وهي الأفلاك السماوية. (الإفحام لأفئدة الباطنية الطغام - يحيى العلوي ص12 تحقيق فيصل عون ودكتور علي سامي النشار).

      يقول الإسماعيلي الكرماني: «وبواسطة الاصلين السابق والتالي، أو العقل والنفس، وجدت المخلوقات كلها العلوية الروحانية والسفلية الجسمانية». (راحة العقل - محمد الدين أحمد بن عبدالله مكرماني - تحقيق مصطفى غالب -دار الأندلس ط(1) 1967 ص34).

ويقول المؤيد الإسماعيلي: فهو سبحانه لا يدخل تحت اسم ولا صفة، ولا يقال عليه جن، ولا قادر، ولا عالم، ولا عاقل، ولا كامل، ولا تام، ولا فاعل.

      فهذا شرك صريح وكفر في الاعتقاد فالله واحد أحد لا شريك له ولا ولد، قال تعالى: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله إذاً لذهب كل إله بما خلق ولعلا بعضهم على بعض سبحان الله عما يصفون} (المؤمنون:91).

وقال تعالى: {وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون} (النحل:51).

- رابعا: يرون الإمام الإسماعيلي هو الواحد الأحد الفرد الصمد.

يقول ابن هانيء الأندلسي الإسماعيلي الباطني وهو يمدح المعز لدين الله العبيدي:

ما شئت لا ما شاءت الأقدار

                                     فاحكم فأنت الواحد القهار

ويقول قبحه الله بما قال:

ندعوه منتقما عزيزاً قادراً

                                غفار موبقة الذنوب صفوحا

(كتاب تاريخ الدولة الفاطمية: دكتور حسن إبراهيم حسن ص348).

      وقد صرح زعيمهم الهالك الإسماعيلي طاهر سيف الدين في المحكمة ببومباي سنة 1917 بدعوى رقم (921) بدعاوى لم يسمع بها من قبل، منها: أنه في الأرض إله حقيقة، له المميزات والصلاحيات التي للرسول، ويحق له التغيير والتبديل في أحكام القرآن، له أن يأخذ الربا، وهو المالك الكلي للروح والإيمان، وهو المالك لأذهان الطائفة وأفرادها هو وأسرته ولأي هدف. (جريدة المسلمون في عددها (337) 17 محرم 1410 هـ).

      تقول نشرة بلغة الأردو تسمى (غلامانة روش) وقد نشرت صورة أخرى في جريدة باكستانية تسمى (الشمس) والصادرة بتاريخ 6-10-1977م: «ومما يؤيد إصراره على سجود أفراد طائفته له.: تلك المرثية التي رثى بها والده طاهر سيف الدين حيث قال:

سجدت له دأبا وأسجد دائماً

                                    لدى قبره مستمتعاً للرغائـــــب

لدى قبره اسجد ثم بلغ إلى أبي

                                    سلام ابنم في رزئه أي ناصب

- خامسا: يرون النبوة فيضا من أحد العقول العشرة التي اعتقدوها وقالوا بها، فالنبوة في عقيدتهم مكتسبة اكتساباً، ليست هبة من الله: فالإنسان في نظر هؤلاء القوم يستطيع أن يصبح نبياً بعد الارتياض والمجاهدة.

- سادسا: يعدون الإمامة مكملة للنبوة واستمراراً لها.

- سابعا: يرون أن الأنبياء لم يتصل بهم الوحي إلا عن طريق وسطاء أسموهم بالحدود الروحانية الخمسة وهم:

1- السابق 2- التالي 3- الجد 4- الفتح 5- الخيال.

      ويستدلون بهذه بالآية الكريمة: {وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحياً أو من وراء حجاب أو يرسل رسولاً فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم} (الشورى:51).

ويعتقدون بكلمة:

وحياً: رتبة الجد.

وراء الحجاب: رتبة الفتح.

يرسل رسولاً: رتبة الخيال.

      ويقولون: إن السابق أفضى إلى التالي الذي أفضى بدوره إلى الجد وهو إسرافيل بما جرى في العالم الروحاني وهذا بدوره إلى الفتح (ميكائيل) الذي أبلغه إلى الخيال يعني (جبرائيل) فبلغه هذا إلى الناطق الحي الذي يمثل في دوره السابق. (كتاب كنز الولد: من كتبهم المعتمدة – للكرماني تحقيق مصطفى غالب ص76).

- ثامنا: يرون أن دعائم الإسلام سبع ودون هذه السبع لا يكون مسلماً ولا مؤمناً وهي ما يلي:

1- الولاية: وهي وصاية علي بن أبي طالب وإمامة الأئمة المنصوص عليهم من زوجته فاطمة بنت الرسول صلى الله عليه وسلم.

2- الطهارة. 3- الصلاة. 4- الزكاة 5-  الصوم. 6-  الحج. 7-  الجهاد.

(كتاب دعائم الإسلام، القاضي النعمان بن حيون- دار المعارف 1370هـ - مصر).

      ويعتقدون أن الولاية هي ركن أساسي لجميع أركان الدين وهي الرابط لجميع هذه الدعائم، فإذا بطلت الطهارة والصلاة والصيام والزكاة والحج، وعاد الدين جاهلية فالولاية من الدين بمثابة دعائمه.

      يقول البهري الإسماعيلي المعاصر عارف تامر: «إن ولاية الإمام أحد أركان الدين ودعائمه، بل إنها أفضل هذه الدعائم وأقواها؛ حيث لا يستقيم هذا الدين إلا بها، والإمامة هي المركز الذي تدور عليه دائرة الفرائض، فلا يصح القيام بهذه الفرائض إلا بوجوده، والضرورة تحتم وجوب استمراريتها مدى الدهر، ذلك أن الكون لا يمكن له البقاء لحظة بدون إمام وأنه لو فقد هذا الإمام ساعة واحدة لفسد الكون وتبدد». (كتاب الينابيع: ابو يعقوب إسحق بن أحمد السجستاني الإسماعيلي: تحقيق مصطفى غالب – المكتب التجاري للطباعة ط (1) 1965 بيروت ص11).

      ويكشف حقيقة ولايتهم بالإمامة اليهودي المجري (جولد تسيهر) قائلاً: إن فكرة الإمامة عند الإسماعيلية لم تكن إلا تكأة إسلامية المظهر اعتمدوا عليها بوصفها أداة للتقويض والتدمير. (العقيدة والشريعة في الإسلام: جولد تسيهر – دار الكتب الحديثة – مكتبة المثنى – بغداد ط (2) ص 239).

- تاسعا: يعتقدون أن الأئمة عندهم يعرفون الظاهر والباطن وهذه المعرفة مقصورة عليهم لا يشاركهم فيها أحد، وأن الإمام هو الذي يحاسب الناس يوم القيامة وهو الصراط المستقيم والذكر الحكيم، وأن إمام كل زمان يحاسب أهله.(تاريخ الدعوة الإسماعيلية: مصطفى غالب ص 40).

وهذا الشاعر الأندلسي العبيدي يقول في مدح المعز لدين الله العبيدي:

وكأنما أنت النبي محمد

                                    وكأنما أنصارك الأنصار

هذا الذي تجري شفاعته غداً

                                    حقاً وتخمد أن تراه النار

(تاريخ الدولة الفاطمية: حسن ابراهيم ص 348).

- عاشرا:  يرون أن يوم البعث والنشور هو قيام النفوس الجزئية لمفارقة المدركات الحسية والآلات الجسدانية وقيام الشرائع والأديان وإسقاط التكاليف الشرعية الإسلامية.

- حادي عشر: يرون أن العذاب والعقاب هو ما تجده النفوس من الأوجاع والأسقام ومفارقة المألوفات بهجوم الحوادث والنكبات. (كتاب أربع رسائل إسماعيلية: عارف تامر الإسماعيلي الرسالة الثالثة).

- ثاني عشر: يرون نسخ الشريعة الإسلامية.

      يقول زعيمهم الروحاني المارق الشيطاني الإسماعيلي إسحق بن أحمد السجستاني: فإذا ظهر القائم سلام الله عليه، وانقاد الخلق له، وقهرهم بالقوة الممنونة عليه، فقد انقطع طمع المخترعين عن إضافة المراتب إلى أنفسهم وادعوا ما ليس من شأنهم إذ الرئاسة تكون لمن قدرها الله وهو القائم سلام الله على ذكره ويجب أيضاً رفع هذه الشريعة. (كتاب إثبات النبوات: السجستاني الإسماعيلي تحقيق عارف تامر الإسماعيلي، المقالة الخامسة ص 179).

      ويقول الإسماعيلي المعاصر مصطفى غالب: والإمام السابع (يقصد الإمام محمد بن إسماعيل) له اعتبار خاص فهو صاحب نشرة علمية انتقالية، وناسخ عهد، وفاتح عهد، قام بنسخ الشريعة التي سبقته ورفع التكاليف الظاهرة للشريعة، ونادى بالتأويل، ومركز اهتمامه بعلم الباطن. (كتاب راحة العقل: للكرماني الإسماعيلي تحقيق مصطفى غالب دار الأندلس ط (1) – 1967م بيروت ص 1).

- ثالث عشر: يؤمنون بتناسخ الأرواح وإنكار اليوم الآخر.

      يقول الإسماعيلي المعاصر مصطفى غالب: ونحن نؤكد لهم (أي المخالفين لهم) أنها (يقصد وفاة الحاكم بأمر الله) نوع من الغيبة الجسدية، أما الروح الطاهرة فقد سارت في عقبه وستظل تنتقل من واحد إلى آخر حتى نهاية الوجود لأنهم علته. (كتاب الحركات الباطنية في الإسلام: مصطفى غالب الإسماعيلي ص 203).

14- يقدمون صلاتهم وأعيادهم قبل يوم أو يومين وهكذا الحج إلى بيت الله الحرام.

      وينقل الشيخ محمد نجم الغني عن أحد حجاج البهرة قوله في أداء مناسك الحج: «إنا وصلنا عرفات قبل الناس، كما وصل إليها إسماعيلية اليمن... وقد أدى جميعنا مراسم الحج قبل الناس بيومين. وحين تجمهرنا في عرفات تحت قيادة عالم إسماعيلي يمني أحاط بنا جمع من أهل السنة، وسألونا عما نعمل قبل الوقفة، فأجبناهم بقراءة أدعية مأثورة، فانصرفوا بعد سماع هذا الجواب الساذج، ثم انصرفنا إلى مزدلفة، وقضينا فيها ليلتنا جوار طريق الطائف الذي يسلكه الحجاج القادمون من هذه المدينة، وكلما سألنا الجمع السني القادم إلى عرفة عن سبب انصرافنا عنها أجبناهم بأنا قادمون من الطائف، سننزل مكة، ثم نقدم منها إلى عرفة، وهكذا قضينا تلك الليلة، ثم عدنا إلى عرفة، سرنا شركاء لعامة الحجيج». (كتاب سلك الجواهر ص 82- 83).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك