رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان 4 ديسمبر، 2024 0 تعليق

حقوق الطفل في الإسلام

  • من أهم حقوق الطفل على أبيه أن يختار له أُما صالحة وعلى أُمه أن تختار له أبًا صالحًا يتقى الله في تربيته ويرجع ذلك إلى التأثير العظيم للوالدين في أبنائهم
  • اتفق الفقهاء على أن الرضاعة واجب على الأم ديانة تسأل عنه أمام الله تعالى حفاظاً على حياه الرضيع سواء كان ذكراً أم أُنثى
  • حرَّم الله تعالى قتل النفس عموما واختص ببيان حرمة قتل الأولاد ليبين سبحانه وتعالى عظيم رحمته واهتمامه بهذا الوليد الذي لم يرتكب جرمًا ولم يقترف إثمًا
  • أولت نصوص القرآن الكريم والسنة النبوية موضع التوجيه والإرشاد للأبناء عناية فائقة فأكثر الأمور ذكرًا بعد العقيدة موضوع الآداب والسلوك الاجتماعي
  • كان النبي صلى الله عليه وسلم يلاطف الأطفال ويلاعبهم ويكفل لهم حقهم في اللعب وكذلك فعل الراشدون وسائر الصحابة من بعده
 

حرص الإسلام على حفظ الإنسان في مراحل حياته، قال -تعالى-: {وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا} (الإسراء: 70)؛ وحيث إن الطفولة هي أول مرحلة في حياة الإنسان، فقد اعتنى بها الإسلام وأولاها اهتمامًا كبيرًا؛  وما ذلك إلا لأن الأطفال هم المستقبل وشباب الغد، فقد وضع الإسلام دستورًا شاملًا لحقوق الطفل يحتوي على حقوقه قبل مولده وهو جنين، وبعد ذلك في سنوات طفولته المختلفة؛ حيث يُعرِّف الإسلام الطفل بأنه مَن لم يبلغ الحُلُمَ (حد البلوغ)، ولا تتجاوز سنه الخامسة عشرة.

1   حقه في والدين صالحين

      لعل من أهم حقوق الطفل على أبيه أن يختار له أُما صالحة، وعلى أُمه أن تختار له أبًا صالحًا يتقى الله في تربيته، ويرجع ذلك إلى التأثير العظيم للوالدين في أبنائهم، سواء عن طريق التأثير الوراثي أم البيئي، وكما هو معلوم أن الولد يتقمص شخصية أبيه والبنت تتقمص شخصية أُمها قال -تعالى-: {وَأَنْكِحُوا الْأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ} (الطور: 32).

 2    حقه في الحياة

     حرَّم الله -تعالى- قتل النفس عموما؛ فقال -تعالى-: {مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا وَلَقَدْ جَاءَتْهُمْ رُسُلُنَا بِالْبَيِّنَاتِ ثُمَّ إِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ بَعْدَ ذَلِكَ فِي الْأَرْضِ لَمُسْرِفُونَ} (المائدة: 32)، ثم اختص بيان حرمة قتل الأولاد، ليبين -سبحانه وتعالى- عظيم رحمته واهتمامه بهذا الوليد الذي لم يرتكب جرمًا ولم يقترف إثمًا، وللتأكيد على أن قتل هذا الوليد عقوبته من أغلظ العقوبات، وأيضًا للإشعار بأن هذا الوليد كائن مستقل يجب أخذه في الاعتبار وأن يعامل على أساس أنه إنسان جديد، قال -تعالى- {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} (الأنعام: 151)، وقال -تعالى-: {وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُمْ إِنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْئًا كَبِيرًا} (الإسراء: 31).

 3    حق الطفل في التسمية

        يتضح لنا أحقية الطفل في التسمية، من خلال قولة -تعالى- {إِذْ قَالَتِ امْرَأَةُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (35) فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وَإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (آل عمران: 35-36)، ها هي ذي امرأة عمران تهب ما في بطنها لخدمة بيت المقدس، على أنه ذكر فلما وضعت، وضعت أُنثى ورغم أن وضعها جاء على خلاف ما كانت ترجو إلا أنها لم تغفل حقها في التسميه فاختارت لها اسمًا حسنًا «مريم»، أي العابدة، وهذا الحق جعله الله في الشرائع التي قبلنا وأقرته الشريعة الإسلامية، فعن أبي الدرداء - رضي الله عنه -، أن النبي - صلى الله عليه وسلم- قال: «إنكم تدعون يوم القيامة بأسمائكم و أسماء آبائكم فأحسنوا أسمائكم»، وقال -تعالى-: {يَا زَكَرِيَّا إِنَّا نُبَشِّرُكَ بِغُلَامٍ اسْمُهُ يَحْيَى لَمْ نَجْعَلْ لَهُ مِنْ قَبْلُ سَمِيًّا}، (مريم: 7)، يبشر الله -تعالى- زكريا بغلام ويختار له اسماً لم يسم به أحد قبله.

  4   حقه في الرضاعة التامة

     أوجب لله -تعالى- على الأم أن ترضع صغيرها حولين كاملين وهي مدة الرضاعة التامة، قال -تعالى-: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلَادَهُنَّ حَوْلَيْنِ كَامِلَيْنِ لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يُتِمَّ الرَّضَاعَةَ وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ وَعَلَى الْوَارِثِ مِثْلُ ذَلِكَ فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا وَإِنْ أَرَدْتُمْ أَنْ تَسْتَرْضِعُوا أَوْلَادَكُمْ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِذَا سَلَّمْتُمْ مَا آَتَيْتُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} (البقرة: 233)، فقد اتفق فقهاء الإسلام على أن الرضاعة واجب على الأم ديانة تسأل عنها أمام الله -تعالى-، حفاظاً على حياة الرضيع، سواء كان ذكراً أم أُنثى، وسواء أكانت الأم متزوجة بأبي الرضيع، أم مطلقة منه وانتهت عدتها.

  حقه في العدل والمساواة بينه وبين إخوته

      قال -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآَنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ} (المائدة:8)، أمر الله -سبحانه- المؤمنين بالعدل حتى مع الأعداء، فما بالنا مع الأبناء الصغار؟! فالظلم وعدم المساواة يولد في نفس الطفل شعور بالاضطهاد والظلم، فيدمر في نفسه القاعدة التي تُبنى عليها في المستقبل القيم العليا والمبادئ؛ لأنه يجد في أقرب الناس إليه وألصقهم به وهما الوالدان نموذجاً سيئاً، فكيف يتعلم العدل؟ وكيف يتعلم بقية القيم والمبادئ التي يقوم عليها الإسلام؟ وقد أثبتت الدراسات النفسية أن ظهور اضطرابات نفسية واجتماعية على الطفل يرجع معظمها إلى إحساسه بعدم العدل والمساواة مع أقرانه.

 6   حقه في التوجيه والإرشاد

       أثبتت الدراسات التربوية أن البيئة لها تأثير بالغ على شخصية الطفل؛ حيث إنه يكتسب سلوكياته وقيمه ومعتقداته من بيئته، ويتأثر بها من خلال التفاعل الإيجابي المستمر بينه وبين مكونات بيئته؛ ولهذا أولى القرآن الكريم موضع التوجيه والإرشاد عنايه فائقة، ولو رجعنا إلى كتاب الله -عزوجل- وما صح من سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- لوجدنا أن أكثر الأمور ذكرًا فيها بعد العقيدة موضوع الآداب والسلوك الاجتماعي؛ فقد ندر أن تخلو سورة من السور المكية من واجبات اجتماعية تلزم بالحرص عليها والالتزام بأدائها وأما السور المدنية فمنها سور كاملة ذات اهتمام بالسلوك الاجتماعي. ولنا في الأنبياء والرسل أسوة حسنة وفي قصصهم عبرة وفي كلامهم عظة، فقد ساق الله -تعالى- لنا ما يدلنا على أهمية الإرشاد والتوجيه من خلال مواقف الأنبياء منها، قوله -تعالى على لسان يعقوب عليه السلام-: {قَالَ يَا بُنَيَّ لَا تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ} (يوسف: 5)، وقول لقمان الحكيم في قوله -تعالى-: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لِابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَا بُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (لقمان: 13). فهذا أبٌ حكيم يوجه ابنه ويرشده إلى ما فيه سعادته وصلاحه في الدارين، كذلك ينبغي للمربي أن يحرص -وهو يمارس التوجيه أن يذكر للصغير الأسباب والعلل، فالصغير يتساءل لمَ هذا؟ ولماذا ذلك؟ ولمَ ينهاني والدي عن ذلك ويأمرني بذلك؟

 7   حق الطفل في اللعب

     يعد اللعب بمثابة الشغل الشاغل بالنسبة للصغار، فحياتهم كلها في اللعب ويكون اللعب بالنسبة له موجهاً للتكيف الاجتماعي والانفعالي؛ حيث يتسم الطفل الذي يحرص على اللعب والمرح بالصحة النفسية الجيدة، واللعب ظاهرة نمائية اجتماعية لها تأثير مباشر على نمو الطفل الاجتماعي والخلقي وتأهيلهم لعالم الكبار، وهو جزء لا يتجزأ من حياته، فلا ينبغي أن يستهان به ويضيق على الطفل فيه فيحدث تصادم بين ذلك وبين ما فطروا وجبلوا عليه. ويتضح لنا أهمية ظاهرة اللعب في حياه الطفل ومدى حقه فيه، بالنظر في قصة يوسف -عليه السلام- مع إخوته، قال -تعالى-: {قَالُوا يَا أَبَانَا مَا لَكَ لَا تَأْمَنَّا عَلَى يُوسُفَ وَإِنَّا لَهُ لَنَاصِحُونَ (11) أَرْسِلْهُ مَعَنَا غَدًا يَرْتَعْ وَيَلْعَبْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ (١٢) قَالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَنْ تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَنْ يَأْكُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنْتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ} (يوسف: 11-13)، فما كان يعقوب ليترك يوسف مع إخوته إلا لهدف عظيم وغايه نبيلة مؤثرة في إعداده وتنشئته. وقد وردت أحاديث كثيره تقيد أنه - صلى الله عليه وسلم - كان يلاطف الأطفال ويلاعبهم ويكفل لهم حقهم في اللعب، وكذلك فعل الراشدون وسائر الصحابة من بعده ومن ذلك، أنه - صلى الله عليه وسلم- مر على نفر من أسلم ينضلون؛ فقال «ارموا بني إسماعيل؛ فإن أباكم كان رامياً، ارموا وأنا مع بنى فلان» فأمسك أحد الفريقين عن الرمي فقال - صلى الله عليه وسلم-: ارموا وأنا معكم كلكم»، كما أنه يمكن عن طريق اللعب أن تبث فيهم الأخلاق الحسنة كالصدق والأمانة، وتحذرهم من الأخلاق الذميمة كالكذب، والخيانة، والغش، والألفاظ البذيئة ونحو ذلك.

 8   حقه في الإنفاق عليه

      ومن مظاهر رعاية القرآن الكريم للطفل، أوجب على أبيه أن ينفق عليه حتى يقوى ويشتد عوده قال -تعالى- {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى (٦) لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آَتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آَتَاهَا سَيَجْعَلُ اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا}» (الطلاق: 6-7)، وعن أبى هريرة - رضي الله عنه - قال: قال النبي - صلى الله عليه وسلم- « أفضل الصدقة ما ترك غنىً، واليد العليا خير من اليد السفلى، وابدأ بمن تعول « تقول المرأة إما أن تطعمني وإما أن تطلقني ويقول العبد: أطعمني واستعملني ويقول الابن: أطعمني إلى من تدعني؟ فقالوا: يا أبا هريرة سمعت هذا من رسول الله - صلى الله عليه وسلم ؟ قال: لا، هذا من كيس أبى هريرة.  

 حقه في الإنفاق على أُمه أثناء حمله

         لعل هذا الحق هو أسمى الحقوق وأجلها التي كفلها الإسلام للطفل؛ فحاشا لله أن يغفل عن إظهار حق من حقوق الطفل حتى وهو في بطن أُمه، حتى وإن كانت مطلقة، قال -تعالى- {أَسْكِنُوهُنَّ مِنْ حَيْثُ سَكَنْتُمْ مِنْ وُجْدِكُمْ وَلَا تُضَارُّوهُنَّ لِتُضَيِّقُوا عَلَيْهِنَّ وَإِنْ كُنَّ أُولَاتِ حَمْلٍ فَأَنْفِقُوا عَلَيْهِنَّ حَتَّى يَضَعْنَ حَمْلَهُنَّ فَإِنْ أَرْضَعْنَ لَكُمْ فَآَتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ وَأْتَمِرُوا بَيْنَكُمْ بِمَعْرُوفٍ وَإِنْ تَعَاسَرْتُمْ فَسَتُرْضِعُ لَهُ أُخْرَى} (الطلاق: 6)، وذلك هو تكريم للأم ورحمة منه -سبحانه- بهذا الصغير، حتى لا يكون فشل الوالدين في حياتهم وعدم التوافق بينهما نكبة على الصغير.  

انتهاك لحقوق الطفل !

         انتشرت ظاهرة استغلال الآباء والأمهات لأطفالهم في صناعة المحتوى في منصات التواصل الاجتماعي؛ حيث يستهدفون -من خلال هذا الاستغلال- تحقيق الشهرة والربح المادي دون مراعاة لآثار ذلك على هؤلاء البراعم، الذين ليس لهم القدرة على الاختيار؛ فيجدون -بين عشية وضحاها- أنفسهم مرغمين على التمثيل أمام الكاميرا لتصوير فيديوهات تحقق نسب مشاهدة عالية، ولا شك أن هذا يعد من الجرائم التي ترتكب في حق الأطفال؛ حيث يهدد هذا الأمر بالاستقرار النفسي والاجتماعي لهؤلاء الأطفال غير المؤهلين للتعامل مع التفاعل السلبي من الجمهور، الذي يتنوع ما بين خطاب كراهية أو تنمر، فضلاً عن التأثير السلبي للشهرة عليهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك