رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 24 مارس، 2019 0 تعليق

حقا إنه زمان الفتن!

 

     أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه ستكون فتن كقطع الليل المظلم، يصبح فيها الحليم حيران، تموج كموج البحر من كثرتها وتلاطمها وترابطها وارتفاعها، يصبح الرجل مؤمنا ويمسي كافرا، أو يمسي مؤمنا ويصبح كافرا، يبيع دينه بعرض من الدنيا في زمان الفتن، القابض على دينه كالقابض على الجمر، قال النبى صلى الله عليه وسلم : «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَ فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ، حَتَّى تَصِيرَ عَلَى قَلْبَيْنِ عَلَى أَبْيَضَ مِثْلِ الصَّفَا، فَلَا تَضُرُّهُ فِتْنَةٌ مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَالآخَرُ أَسْوَدُ مُرْبَادًّا كَالْكُوزِ مُجَخِّيًا، لَا يَعْرِفُ مَعْرُوفًا، وَلَا يُنْكِرُ مُنْكَرًا، إِلَّا مَا أُشْرِبَ مِنْ هَوَاهُ»؛ فما أن يخرج الإنسان من بيته إلا ويرى فتنه فى بصره وفتنه فى سمعه قال -تعالى-: {وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا}؛ فالغني فتنة للفقير، والفقير فتنة للغني، والضعيف فتنة للقوي، والقوي فتنة للضعيف، والمريض فتنة للسليم والصحيح فتنة للمريض وكذلك فتنة السراء والضراء قال -تعالى-: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} والفتن نوعان :

- أولا: فتنة الشبهات كانتشار الأفكار المنحرفة، والتشكيك في الدين، وشبهات الإلحاد، والتشكيك في القرآن والسنة، وقضايا القضاء والقدر، وانتشار العلمانية والليبرالية، والحياة المطلقة، والانسلاخ من الدين والقيم، وكذلك الحكم بالقوانين الوضعية وقبول الكفر، وتصحيح الملل الباطلة، وانتشار الأفكار اليسارية، والماسونية، والرأسمالية، والعقلانية، والفرق الكلامية، والصوفية، وكذلك فرق التكفير، وغيرها الكثير التى تحتاج إلى علم بدقائق مسائل الكتاب والسنة والمنهج للرد عليها ومواجهتها وتحذير الناس منها وبيان بطلانها وعور هذه المناهج؛ فالدعوة السلفية أساسها وميزتها الكبرى هى العلم وحراسة العقيدة والدفاع عن الثوابت وصمام الأمان للأمة من الشبهات قال صلى الله عليه وسلم : «فَمَنْ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ».

- ثانيا: فتنة الشهوات، كالتنازع على الدنيا والجاه، والمناصب، والكراسي، وأكل أموال الناس بالباطل، والفساد، والسرقة والنهب من الأموال العامة، والرشوة، والسحت، والربا، واللهث وراء الدنيا وفتن النساء، وانتشار الفواحش، والقنوات الإباحية الجنسية، والأفلام، والمسلسلات، وضياع الفضيلة، وانتشار الرذيلة، واتباع الموضات، وتبرج النساء فى شوارع المسلمين، وإظهار مفاتنهن، والاختلاط المشين، والميوعة، والخلاعة، وتشبه النساء بالرجال والعكس، وانتشار القمار، والميسر، والتدخين، والإدمان، وشرب المخدرات والمسكرات، وهذا النوع من الفتن يحتاج إلى تذكير الناس باليوم الآخر يوم الحساب والوعظ وتخويف الناس من الموت والقبر وأهوال يوم القيامة، وبث معاني مراقبة الله فى السر والعلن والخوف من الله والخشية والورع والتقوى.

     فالواجب على الدعاة إلى الله، ألا يقفوا مكتوفي الأيدي أمام هذا الكم من الفتن، وألا نيأس من التغيير والإصلاح، بل نبذل ما نستطيع من أوقات وجهد وأموال لندفع هذه الفتن ونواجهها ونقاومها، ونقلل الشر والفساد قدر الإمكان، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتعوذ بالله من مضلات الفتن، وكان يقول: «وإذا أردت بقومٍ فتنةً، فاقبِضْنا إليك غيرَ مفتونين»، اللهم جنبنا الفتن ما ظهر منها وما بطن واحفظ بلادنا من كل شر وسوء.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك