رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 17 سبتمبر، 2012 0 تعليق

حفلات صاخبة على أسوار المسجــد الأقصى

في حلقة جديدة من مسلسل الاعتداءات التي تمارسها قوات الاحتلال على المسجد الأقصى، نظمت سلطات الاحتلال الأسبوع الماضي حفلات موسيقية ليلية راقصة بلغات أجنبية، وبحضور آلاف الأجانب جنوب المسجد الأقصى، واستخدمت تقنيات ومكبرات صوت أزعجت المصلين في صلاتي المغرب والعشاء.

      وتمت هذه الحفلات موسيقية في منطقة قصور الخلافة الأموية، خلف محراب المسجد الأقصى والمصلى المرواني، شارك فيها عدد من الفرق الأجنبية واليهودية على التوالي، وامتدت حتى ساعات متأخرة من الليل، علا فيها صوت الموسيقى والغناء مما شوّش المصلين وأزعجهم في المسجد الأقصى. وتأتي هذه الحفلات ضمن برنامج الاحتلال الإسرائيلي لاستقبال (عيد رأس السنة العبرية) الذي يوافق هذا الأسبوع.

      وأدانت بعض المؤسسات الفلسطينية تلك الحفلات وما يتبعها من ممارسات ماجنة، ومن أشهرها (مؤسسة الأقصى)التي أوضحت أن هذه الحفلات هي جزء من برنامج احتفالي ليلي يمتد لأشهر تتبناه بلدية الاحتلال في القدس وشركات وجمعيات تهويدية، تحاول أن تجمع بين الموسيقى والسهرات الليلة واستثمارها لسرد الرواية التلمودية للقدس والدعاية للأفكار الصهيونية والأنجلوصهيونية، للسياح الأجانب والمستجلبين الجدد والمستوطنين، وتستثمر (المواسم الدينية اليهودية)لاستجلاب أكبر عدد من المشاركين، وتهدف كذلك إلى تغيير الطابع الحضاري الإسلامي العربي العريق للمدينة المقدسة.

      وتمارس المؤسسات الاحتلالية الصهيونية الدعاية الموجهة بأخبث الوسائل لإيصال رسالة واضحة للزائرين من اليهود والأجانب وغيرهم بأن تاريخ تلك الأرض هو تاريخ اليهود فقط، وتشوه كذلك صورة المسلم والعربي، والحط من قيمته، وتحارب اقتصاد القدس والتجارة فيها بشتى الوسائل؛ بقصد ترحيل التجار القسري المنظم.

      وأخطر تلك الممارسات: ما يقوم به المرشدون السياحيون من دور يتسم بالتزييف والتزوير خلال إرشادهم للسائحين عن القدس، فهي «مدينة داود وسليمان، والعرب احتلوها وبنوا مقدساتهم على أنقاض كنسهم ومقابرهم ومنازلهم»، وكذلك الكتب والكراريس والمجلات السياحية التي توزع وتباع في المكتبات خلال تجوالهم في شرقي القدس، التي لا تقل خطورة عن القذائف الدبابات وصواريخ الطائرات الحربية!

      ووزارة السياحة في الكيان الصهيوني لا تسمح بترخيص مهنة المرشد السياحي حتى يجتاز دورة متخصصة في مؤسسة تعليمية معتمدة في مناهجها وتدريبها من وزارة السياحة؛ حيث يتوجب على المرشد السياحي في الكيان الصهيوني أن يكون صاحب رخصة من قبل وزارة السياحة، ويتوجب عليه من أجل استيفاء شروط الرخصة أن يشارك بدورة استكمالية واحدة في كل سنة، ورخصة المرشد السياحي في الكيان الصهيوني صعبة المنال؛ حتى قيل: من السهل عليك أن تكون وزير سياحة، ومن الصعب أن تغدو مرشداً سياحيّاً. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك