حصاد عام 2018: إسلام 75 شخصاً أغلبهم من الجنسية الهندية والفلبينية – مركز الهداية للتعريف بالإسلام منارة خير لدعوة غير المسلمين
إن مسؤولية الدعــوة إلى الله واجـب يـقـع علـينا جميعًا، وتاج شرف نضعه على رؤوسنا، وكيف لا تكون الدعوة بـهـذه المكـانـة وهــي مـهمة خير خلق الله من الرسل والأنبياء؟ قـال الله -تـعـالى-: {قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى وسبحان الله وما أنا من المشركين}(يوسف 108)؛ لذلك فإن هذه الأمة مطالبة بتبليغ دعوة الله إلى أهل الأرض قاطبة، والواجب عليها إرسال الرسل إلى كل بلد لدعوتهم إلى دين الله، وإيضاح الدين الإسلامي لهم؛ فكيف وقد وجد غير المسلمين في ديارنا؟
بهذه الكلمات بدأ رئيس مركز الهداية للتعريف بالإسلام(محافظتي الأحمدي ومبارك الكبير) عبيد سعود السبيعي حواره مع (الفرقان) حول جهود المركز، والمنطلقات التي ينطلق منها في دعوة غير المسلمين على أرض الكويت، وأهم إنجازات المركز خلال العام الفائت.
- ما أهم المنطلقات التي انطلق منها مركز الهداية للتعريف بالإسلام لتحقق رسالته الدعوية؟
- من أهم الأسس والمبادئ التي قامت عليها جمعية إحياء التراث الإسلامي نشر الدعوة الإسلامية وإيصالها إلى الناس كافة؛ لذا تحتل الدعوة مكانة أساسية في برامج الجمعية وأنشطتها وفعالياتها، ومن هذه الأنشطة دعوة غير المسلمين الموجودين على أرض الكويت للإسلام؛ لذلك انطلقت فكرة إنشاء المركز في عام 1998م؛ فتبليغ الدعوة الإسلامية وبيان الحق لغير المسلمين من الأعمال العظيمة التي تتـطـلـب تضافر جهود العاملين من الدعاة والكفلاء وغيرهم؛ لذلك كانت هذه هي رسالة مركز الهداية التي سعى لتحقيقها منذ أكثر من ست عشرة سنة.
- ماذا عن الأهداف الأساسية التي يسعى المركز لتحقيقها؟
- بخصوص الأهداف التي أنشئ المركز من أجلها فهي كما يأتي:
التعريف بالإسلام لغير المسلمين، ونشر العلم الشرعي بين الجاليات المسلمة، ورعاية المهتدين الجدد، وطباعة الكتب ونسخ الأشرطة بلغات عدة، تسيير رحلات العمرة، وأخيرًا إقامة المسابقات الشهرية والموسمية.
- ما أهم التحديات التي واجهتكم في تحقيق تلك الأهداف؟
- هناك ولاشك تحديات كثيرة، ولاسيما أن العمل الخيري والدعوي عموما مستهدف، ويواجه تحديات صعبة في السنوات الأخيرة، وعلى مستوى مركز الهداية كانت أهم التحديات التي واجهتنا ما يأتي:
قلة الدعاة وتنوع لغتهم، والحمد لله في بداياتنا كان هناك داعية واحد، أما الآن لدينا ثمانية دعاة بلغات مختلفة، قلة الموارد المالية التي يحتاجها المركز للأمور الدعوية والإعلامية والتوعوية، عدم توفر المواصلات التي تقوم بنقل الدعاة من الدروس وإليها، وكيفية الذهاب إلى المهتدين الجدد وتوزيع الكتب، والحمد لله تم التغلب عليها بتوفير سيارات خاصة لكل داعية، قلة الكتب بجميع اللغات؛ حيث يجب توفير 12 لغة لكل من المسلمين وغير المسلمين، والحمد لله تم التغلب عليها بطباعة ربع مليون كتيب بجميع اللغات.
وعن إنجازات المركز في عام 2018 قال السبيعي: بفضل الله ومنته اعتنق 75 شخصا الإسلام في هذه السنة، منهم 36 رجلا و 39 امرأة ، أغلبهم من الجنسية الهندية والفلبينية، ومنهم سيلاني، ونيبالي، وبنغالي، وأمريكي، وأفريقي، ومدغشقري، والمركز يهديهم ويعلمهم أمور دينهم، ويستمر على متابعتهم .
- كذلك التقت (الفرقان) مدير المركز ورئيس قسم الدعاة صلاح المجيبل، وسألناه عن أهم الدوافع التي يجب على الدعاة استحضارها في دعوة غير المسلمين؟
- فقال: هناك كثير من الدوافع التي ننطلق منها وينطلق منها الدعاة في دعوة غير المسلمين، ولاسيما في هذه البلاد المباركة ومنها:
إنقاذهم من النار
فأعظم هدف لدعوة غير المسلمين، هو إدخالهم في الإسلام، وإنقاذهم من الخلود في نار جهنم، وقد بين الله أن هدف الدعوة يتلخص في أمرين: أداء الواجب والإعذار إلى الله -عز وجل-، والطمع في هداية المدعو، قال -تعالى-: {وإذ قالت أمة منهم لم تعظون قوماً الله مهلكهم أو معذبهم عذاباً شديداً قالوا معذرةً إلى ربكم ولعلهم يتقون}؛ ولهذا بين رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل من يسلم على يديه رجل، فقال لعلي رضي الله عنه : «والله لأن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم» .
إقامة الحجة عليهم
فبدعوتهم تقام الحجة عليهم ويبلغون رسالة الله -عز وجل.
إزالة الشبه
إزالة الشُّبَه الموجودة في أذهانهم عن الإسلام والمسلمين؛ فإن أعداء الله وأعداء هذا الدين مازالوا منذ ظهوره يحاولون تشويه صورته بكل وسيلة يتمكنون منها، وبكل حيلة يهتدون إليها، قال -تعالى-: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى كثيراً}، وفي العصر الحديث تنوعت وسائل المكر والتشويه والخداع والسباب تنوعاً كبيراً، وتركزت كلها فـي الصد عن سبيل الله وفي محاولة تشويه الإسلام في أذهان الناس جميعاً.
درء خطرهم
ومن أهمية دعوة الجاليات أن فيها دفعاً لخطرهم العقدي والسلوكي والأمني، وأشدها خطراً العقدي؛ فإنهم إذا لم يدعوا إلى الإسلام، ربما يدعون المسلمين إلى أديانهم، وقد وجد من الخادمات من تعلم الأطفال بعض الطقوس النصرانية.
وكذا خطرهم السلوكي؛ والابتعاد عن القيم الأخلاقية ، وربما استهووا بعض أبناء المسلمين إلى ذلك، ولاسيما إذا سهل لهم ممارسة هذه السلوكيات المشينة، والأمر ذاته ينطبق على خطرهم الأمني؛ فبعضهم قد يحدث جرائم لم تعهدها بلادنا من قبل.
نشر الإسلام في العالم
فدخول كثير من العمالة في الإسلام، يكون سبباً في نشر الإسلام في العالم؛ فإنهم يرجعون إلى بلادهم يحملون هذا الدين، وقد حدثنا أحد الإخوة أنه ذهب إلى الفلبين فلم يدخل منطقة من مناطق الفلبين، إلا ووجد فيها مسلمين وأكثرهم ممن أسلموا في هذه البلاد .
وعن الأنشطة الدعوية التي يقوم بها المركز قال المجيبل:
زيارات ميدانية
للمركز وسائل عديدة في نشر الدعوة بين الجاليات، منها ما يقوم به دعاة المركز من زيارات ميدانية للجاليات في أماكن مختلفة، مثل المستشفيات، والجمعيات التعاونية، والأسواق، وسكن العمال، وغيرها ليتم توزيع الكتيبات والمطويات والرسائل الدعوية والهدايا عليهم، وقد قام الدعاة بـ270 جولة ميدانية في أماكن مختلفة من الكويت.
وأضاف من الوسائل الدعوية عمل لقاء مفتوح لغير المسلمين مع دعاة المركز ليتعرفوا على الإسلام، مع توفر الدعاة بلغات الجاليات المختلفة ليرحب بغير المسلم ويشرح له الإسلام بلغته، ولدينا دعاة يتحدثون بلغات مختلفة منها: (الهندية - الفلبينية - السنهالية - التلغو - الأردية - البنغالية- النيبالية - الأثيوبية – الإنجليزية).
تصحيح العقيدة
كما أكد المجيبل أن المركز يهتم بتصحيح العقيدة وتعليم الأمور الدينية للجاليات عن طريق إقامة الدروس الشرعية في المساجد، ومصليات سكن العمال وسكن الجاليات بلغات مختلفة، ويتم تشجيع الجاليات على الحضور بالهدايا والجوائز؛ حيث تم إقامة 641 درسًا للجاليات.
الرسائل الدعوية
وعن الأنشطة الدعوية للمركز قال صلاح المجيبل: إن المركز يقوم على طباعة عدد من الرسائل الدعوية، وهي مجموعة من الكتيبات الدعوية بلغات الجاليات المختلفة، مجموعة خاصة للمسلمين والأخرى لغير المسلمين؛ حيث تم توزيع4300 رسالة دعوية، كذلك تقام خطبة الجمعة بلغات عدة في المساجد التي يكثر فيها حضور الجاليات، وقد أقيم 51 خطبة جمعة للجاليات، كما يقوم المركز بتقديم برنامج دعوي في شهر رمضان عن طريق إفطار الصائم، يفطر كل يوم 800 صائم تقريبًا مع إقامة صلاة المغرب والعشاء والتراويح وصلاة التهجد داخل المخيم، ويوجد مكان مخصص للنساء؛ حيث تم تقديم 22800 وجبة إفطار للجاليات.
حلقات التلاوة
وعن حلقات تعليم القرآن الكريم وتحفيظه قال المجيبل: تقام العديد من الحلقات في المساجد وسكن الجاليات، وتقوم على تعليم القراءة وتصحيح التلاوة وحفظ بعض السور من القرآن الكريم، ويتم توزيع الجوائز والهدايا التشجيعية على المشاركين؛ حيث تم إقامة 13 حلقة للجاليات خلال العام الفائت.
النشاط النسائي
وعن النشاط النسائي قال المشرف على هذا النشاط جمال سعد الأحمدي: يقيم القسم النسائي بالمركز برامج دعوية عدة للعاملات والموظفات من الجاليات، منها درس أسبوعي، ولقاء دعوي، ومتابعة المهتديات، وتوزيع المصاحف والكتيبات والهدايا وتعليم اللغة العربية وغير ذلك.
رحلة العمرة
وعن نشاط العمرة والأنشطة الدعوية الاجتماعية والدعوية للمركز، قال أمين السر والمسؤول المالي خالد إبراهيم الأحمد: يقوم المركز سنويا بتسيير رحلات العمرة للجاليات بمختلف الجنسيات، ويشرف على كل رحلة دعاة متخصصون لكل جالية، كما يتم شرح مناسك العمرة نظريا وعمليا في لقاء تنويري يخصص له قبل المغادرة؛ حيث تم إرسال270 شخصًا للعمرة.
الأنشطة الترفيهية
وعن الأنشطة الترفيهية قال الأحمد: يقوم المركز بعمل عدد من الأنشطة الترفيهية تستهدف استقطاب المسلمين وغير المسلمين، وتشمل هذه الأنشطة فعاليات رياضية، وجبات الغداء، الدروس والمحاضرات والمسابقات، المعرض الدعوي المصور، وتوزيع الهدايا والجوائز وغير ذلك، وقد شارك في آخر مخيم للمركز عدد 800 شخص.
الطلبة المبتعثون
وأضاف الأحمد، أن البرنامج الدعوي يشمل الطلبة المبتعثين من الجاليات داخل الكويت ويشرف عليه عضو المركز جمال سعد الأحمدي، ويشتمل البرنامج على فعاليات عدة، مثل الدروس، وتوزيع مكتبات طالب العلم، ومعرض الكتب العلمية، وأنشطة رياضية، ووجبات العشاء ، وغير ذلك، وقد شارك معنا في الملتقى الأخير 100 طالب.
السلة التموينية
كما بين الأحمد أن المركز يقوم بإعطاء هدية تموينية للمهتدين الجدد في شهر رمضان لتأليف قلوبهم وتثبيتهم على الإسلام؛ حيث قام في رمضان الماضي بتقديم 50 سلة تموينية للمهتدين الجدد.
القسم الإعلامي
وعن النشاط الإعلامي قال الأحمد: يوجد لدى المركز قسم إعلامي فعّال لإبراز الأنشطة الإعلامية للمركز، مثل تصوير أعمال المركز وتسجيلها، ونشر الأعمال وتحديثها، وإعداد مقاطع فيديو قصيرة دعوية، ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي، وغير ذلك.
لاتوجد تعليقات