رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: مصطفى دياب 26 أكتوبر، 2020 0 تعليق

حراسة الدين تتأكد عند الخطر


 

 

إن حراسة الدين تتأكد عندما يتعرض الدين للخطر، وإن من أعظم ما يُعرض الدين للخطر ضياع أصوله وقواعده ونصوصه، فمن يحرسنا الليلة؟ وكل ليلة يظهر فيها أعداء الدين على وسائل الإعلام المرئية أو المقروءة أو غيرها ليحاربوا الدين وينقضوا أصوله.

 

     تتأكد حراسة الدين من سهام المبطلين المارقين المفسدين المعتدين الذين يعتدون على ثوابت الدين وأصوله، فتارة يطعنون فيما صح وثَبُتَ واستقر عند المسلمين من تعظيم للصحابة الكرام وأمهات المؤمنين عموما وأُمُنا عائشة رضي الله عنه خصوصاً، فيفترون عليهم الكذب، ويطعنون فى دينهم وأخلاقهم، ويتجاهلون مدح النبى - صلى الله عليه وسلم - لأصحابه وتحذير الأمة من التطاول عليهم “لا تَسُبُّوا أَصْحَابِي، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ أَحَدَكُمْ أَنْفَقَ مِثْلَ أُحُدٍ ذَهَبًا مَا أَدْرَكَ مُدَّ أَحَدِهِمْ وَلا نَصِيفَهُ» إن المعتدين الكذابين هم أعداء هذه الأمة فى ثوب بال لإعلام مأجور.

التشكيك في أصح الكتب

     وتتأكد حراسة الدين من سهام الزنادقه والمارقين وأصحاب الأجندات الخاصة ومن مرتزقة العصر فى لباس إعلامي وضيع، أو كاتب هابط ينفُثُ سُمَهُ فى نفوس القُراء والمستمعين الأبرياء، فيُشككونهم في أصح الكتب بعد كتاب الله -عز وجل- (صحيح البخارى ومسلم)، بل ويزيد حقدهم الأسود فينادون بحرق كل التفاسير حتى يعُمّ الجهل وينطفئ نور الحكمة فتباً لهم ولمن يُمولهم ويدعُمَهُم ويسمح لهم بنفثِ سمومهم على الناس.

الثقة في أصول الأمة

     ياشباب الأمة: تتأكد الحراسة عندما تتعرض الأمه للخطر، ومن الخطر محاولة زعزعة ثقة الأمة في أصول دينها وحرق مصادر التلقي، فتصبح الأمة فى تيه الضلال بعد نور الهدى، وما أشبه اليوم بالبارحة، فإن هؤلاء المجرمين المأجورين يُعيدُون لذاكرتنا مافعله التتار في آلاف الكتب، حينما دخلو بلاد العراق، وكيف سودوا بها ماء دجله والفرات، وحرموا الأمة من أعظم تراث، ولقد علموا قيمة العلم بالنسبه لهذه الأمة، فإن الأمة لا تتقدم إلا بالعلم وكذلك أى أمة.

إن هؤلاء المجرمين يعملون على إنشاء جيل بينه وبين الدين خندقا من الجهل والشك، إنهم يحرصون على نشر الجهل ليَعُمَ الفساد، وتنهار القيم والأخلاق، ويضيع الدين من نفوس الناس؛ ولذا تتأكد الحراسة.

حراس العقيدة

     أخى الحبيب: شمِّر عن ساعدىّ الجد واحفر لنفسك خندقا تدافع منه عن الدين، وتحرس من خلاله العقيدة والمبادئ والقيم والأخلاق، واكسر حاجز الوهم، والخوف، واعمل، وادع، واجتهد، وابنِ لنفسك فى جنة الخلد مقعداً {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} عصمة على قدر البلاغ.

     أخى الحبيب: لقد اختار النبى - صلى الله عليه وسلم - حذيفة ليقوم بخدمة الدين فى ظروف صعبة من كثرة عدوٍّ، وشدة ظلام، وشدة برد، وشدة رياح، ودعا له قائلا: «اللهم احفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته»، قال حذيفة: فمضيت كأنما أمشى فى حمام (السونة حاليا)، وقال: ونزع الله مافى جوفى من الفزع.

أخى الحبيب: إنى أرجو الله أن يكون هذا الدعاء من حظ كل من مشى فى طاعة لله أو عمل لخدمة دين الله.

(احفظ الله يحفظك)، واعمل لدين الله (وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ).

وأخيرا يقول الحسن البصرى: «يُؤتى بالاسلام يوم القيامة فيقول: يارب هذا نصرنى يارب هذا خذلنى...»، فيا ترى إذا أشار إليك الإسلام يوم القيامة ستكون ممن نصروه أم ممن خذلوه؟

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك