حذر من زعزعة البحرين والفتنة في مصر ومن الموساد ونشر الفوضى(1-2) الشيخ محمد بن عبدالملك الزعبي في حوار عن الأحداث التي تعم المنطقة:
الذي يحدث في المنطقة برمتها ليس صناعة الفيس بوك، ولكن هناك أصابع خارجية تلعب بقوة في المنطقة
أكد الشيخ محمد بن عبدالملك الزعبي أن هناك تحديات كثيرة تواجة الدعوة في المرحلة القادمة، وتكمن في دور اليهود وتخوفهم من ظهور التيار الإسلامي أو حكم إسلامي في مصر، مشيرا إلى أن تأثير اليهود على الأمريكان والاتحاد الأوروبي، فضلاً عما يختلقه العلمانيون والكذابون على التيار الإسلامي، جعل هناك نوعا من تشويه الصورة الإسلامية في الفضائيات والإعلام بصفة عامة.
وحث الشعب المصري على أن يكون على قدر المسؤولية وأن يحافظ على بلاده ولا يقبل الشائعات من كافة الاتجاهات، محذرا من التظاهرات الفئوية التي يعدها مواسم لهؤلاء المجرمين الأفاقين الذين يريدونها أشلاء ودماء ويريدونها عراقا ثانيا، انتقاما لا أكثر من ذلك ولا أقل.
وقال الزعبي: إن الذي يحدث في المنطقة برمتها ليس صناعة الفيس بوك كما يدعون، ولكن هناك أصابع خارجية تلعب بقوة سواء من أمريكا أم من اليهود والصفويين الذي عدهم من أخطر العناصر في المنطقة، مؤكدا أنهم يلعبون بأكثر من ورقة، فقد سرقوا دولة العراق وحولوها لدولة تابعة لهم وجعلوها بركا للدماء. وأوضح أن إيران كانت تريد زعزعة البحرين لأنها تقع وسط منطقة الخليج؛ فإذا سقطت البحرين تأثرت الكويت وتكون المملكة العربية السعودية هي المرحلة القادمة، وبالتالي يحدث في المنطقة حالة من الإرباك والفوضى.
- كيف تجد مصر الآن بعد الأحداث التي مرت بها؟
- مصر الآن أفضل مما كانت عليه وهذه حقيقة، وإن كنت لا أرى الخروج ولا أحب الخروج على الإطلاق، وهذا منهجي لم يتغير وأنا على فتوى الشيخ ابن باز - رحمه الله- والشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - والشيخ الألباني - رحمه الله - ولكن أشعر بصدق أن مصر تعيش الآن حالة أفضل بكثير من النواحي كلها، فقد تغيرت المنظومة الدينية كثيرا وانتشرت الدعوة الإسلامية حتى إن آخر محاضرة ألقيتها كانت في الاستاد الرياضي في أسوان وحضرها ما يقرب من المليون شخص، هذا الحضور لم نتعود عليه أيام النظام السابق، وهذا يبين تعطش الناس إلى الدعوة الإسلامية ويبين التغيير القوي جدا الذي حصل بمصر، فضلا عن التصور الرائع عن السعة التي تحمل الدافع الديني في المنطقة.
تحديات
- هل تعتقد أن الدعوة الإسلامية ستأخذ حقها في مصر بعد أن ضيق عليها فترة كبيرة في العهد السابق؟
- لا أنكر أن هناك تحديات، وهذه التحديات هي أننا لا نعيش وحدنا على أرض مصر، بل هناك الأقباط والبهائيون وهم ليسوا بكثير والقاديانيون وهم قلة أيضا، فضلا عن العلمانيين المغالين والليبراليين المتشددين، ولكن كل هؤلاء لا يشكلون خطرا، والدليل الاستفتاء الأخير على الدستور، فالأحزاب والمعارضة والعلمانيون والليبراليون والبهائيون وغيرهم اتفقوا جميعا على «لا» لتعديل الدستور، كل هؤلاء لم يحصلوا على 20% أما الإسلاميون فقد حصلوا على 80% علما بأن الصوفية لم تشارك، وهذا يبين مدى النجاح العظيم للحركة الإسلامية والمستقبل الرائع للدعوة.
- ما التحديات التي تواجهكم في المرحلة المقبلة؟
- هناك تحديات كثيرة تكمن في دور اليهود وتخوفهم من ظهور التيار الإسلامي أو حكم إسلامي في مصر، فضلا عن تأثير اليهود على الأمريكان والاتحاد الأوروبي، والضغوط على مصر أيضا، فضلاً عن ذلك ما يختلقه العلمانيون والأفاقون والكذابون على التيار الإسلامي، وهم يحاولون الآن وضع الفتن وتشويه الصورة الإسلامية في الفضائيات والإعلام بصفة عامة، لكن الله غالب على أمره.
هجمة إعلامية
- هل هناك هجمة إعلامية على السلفيين في مصر؟
نعم، وهذه الهجمة قائمة على ثلاثة محاور: الهجمة الأولى: من العلمانيين في الفضائيات المصرية، وقد ناشدنا المجلس الأعلى للقوات المسلحة التدخل فمادام أن هناك حرية، فلا يجوز أن تكون حرية فوضوية.
الهجمة الثانية: من الصوفية الذين زجوا بهم في المعترك وأصبحوا يشوهون صورة السلفية في وسائل الإعلام.
ثالثا: زرع الفتن بين الأطياف الإسلامية في الوقت الحالي، ولكن بفضل الله سنتغلب على كل هذا في القريب العاجل.
- ما الكلمة الذي توجهها إلى شباب مصر في الوقت الحالي في ظل ما تموج به البلاد حاليا جراء الأحداث الأخيرة التي أطلقوا عليها ثورة، وماذا تقول عن التظاهرات الفئوية التي تظهر بين الفينة والأخرى؟
- إلى شباب وشيوخ ونساء مصر، إلى أرض الكنانة، إلى الذين هم فى رباط إلى يوم القيامة، أقول لأبناء بلدي: إنكم تواجهون الآن كثيراً من التحديات من الداخل ومن الخارج؛ لأن مصر دولة كبرى، دولة عظمى مستهدفة من كثيرين من الأعداء الذين يتربصون بها؛ فكونوا على قدر المسؤولية.
أقول مرة أخرى: إن الورقة الطائفية البغيضة التي يحاول بعضهم اللعب بها، إنما هي من صنع النظام البائد وأعوانه؛ لأن رأس النظام ما زال قائم ولم يحاكم بعد، ولأن أقاربه والمقربين منه ما زالوا يمضون هنا وهناك ولا حول ولا قوة إلا بالله، ولا أدري لماذا؟
إن هؤلاء يخشون من قدوم الدور عليهم لذالك أراد القوم أن يقوموا بثورة مضادة، إلا أنهم فشلوا بكل المقاييس، والآن يلعبون بالأموال التى سرقوها من هذا الشعب العظيم، أيضا بالاتحاد مع الفاسدين وأبناء الأمن المطرودين، وبالتزاوج مع البلطجية والعصابات المنظمة ومع المدمنين ومع قُطَّاع الطرق على أهل مصر من أقصاها إلى أقصاها.
لذلك أقول: كونوا على قدر المسؤولية يرحمكم الله، ولا تقبلوا الشائعات من كافة الاتجاهات، وحافظوا على بلدكم وإياكم وإياكم والتظاهرات الفئوية فإنها المواسم لهؤلاء المجرمين ولهؤلاء الأفاقين الذين يريدونها أشلاء، يريدونها دماء، يريدونها عراقا ثانيا، انتقاما لا أكثر من ذلك ولا أقل.
أصحاب المنهج
- هل توافق على أن يخوض السلف في مصر انتخابات مجلس الشعب؟
- السلفيون أصحاب منهج وليسوا حزبا أو تنظيما، ولا ننكر أننا أميون في العملية السياسية وليس لنا سابقة في ذلك، فالإخوان لهم خبرة طويلة في هذا المجال، ولكن من الممكن أن ندفع بمرشحين أصحاب ثقة من الذين لديهم خبرة في العملية السياسية، أو ندفع بالإخوان حسب اتفاق مسبق بيننا، ومن هنا أحب أن أوضح أنه ليس هناك مشكلة أن نتأخر أربع سنوات في دخولنا للبرلمان حتى نتعلم العملية السياسية ثم نخوض هذه التجربة، أما فيما يتعلق بدخول المشايخ والعلماء في انتخابات مجلس الشعب، فأنا أرفضه تماما؛ لأن الدعوة الإسلامية تحتاجهم جميعا في المرحلة المقبلة.
أصابع خارجية
- الساحة العربية ملتهبة بالأحداث.. كيف ترى الوضع الآن في المنطقة برمتها؟
- الذي يحدث في المنطقة برمتها ليس صناعة الفيس بوك كما يدعون، ولكن هناك أصابع خارجية تلعب بقوة، سواء من أمريكا أم من اليهود وأصحاب الفكر الصوفي الذين أعتبرهم من أخطر العناصر في المنطقة؛ لأنهم يريدون اللعب بأكثر من ورقة، فقد سرقوا دولة العراق وحولوها لدولة تابعة لهم وجعلها الأمريكان بركا للدماء، ونسأل الله أن يعيدها مرة أخرى لأهل السنة والجماعة، والآن يلعبون على ورقة الحوثيين مستغلين الأحداث في اليمن، وقد أعلنوا قريبا أنهم على أعتاب دولة صعدة ، فضلاً عن مخططهم القديم على أساس تهديد المنطقة الشرقية للملكة العربية السعودية إنطلاقاً من البحرين ويثيرون القلاقل، وأيضا يريدون فصل جنوب لبنان ليكون دولة لهم، والآن يلعبون على وتر البحرين لتصدير الثورة الإيرانية حسب منظومتهم العقدية.
- لماذا البحرين من وجة نظرك؟
- لأن البحرين تقع وسط منطقة الخليج فإذا سقطت البحرين تأثرت الكويت، وبالتالي تصبح الكويت هي الهدف الثاني بعد البحرين، وإذا سقطت الكويت تكون المملكة العربية السعودية هي المرحلة الثالثة؛ لأن بها قلة من هؤلاء الشيعة تعتمد إيران عليهم في إثارة القلاقل، وبالتالي يحدث في المنطقة حالة من الإرباك والفوضى، وهم بذلك أخطر من اليهود والنصارى؛ ولذلك أرى أن مواجهة هؤلاء مقدم على اليهود والنصارى.
يجب على المسؤولين في الأمة أن يكونوا على قدر المسؤولية؛ لأن أمامهم تحديات عظيمة والأمة الآن جريحة ودماء أبنائها تسيل في كل مكان والذي يعبث بهم هو الموساد الذي يزرع الفتنة، فالتحديات عظيمة ولكن بحاجة إلى رجال.
- هل في ليبيا عناصر للقاعدة كما يدعي النظام القذافي، ولاسيما وأنك أول من ناظرهم في سجن أبو سليم؟
- لقد ناظرتهم في سجن أبو سليم منذ ستة أشهر وتابوا إلى الله وخرجوا من السجن وكان عددهم 350 شخصا.
- هل تعتقد أن الأحداث في اليمن تؤثر على المملكة العربية السعودية؟
- المملكة العربية السعودية مستهدفة لأنها المركز لقلب المنطقة السنية، ولاسيما إن نجح الانفصال وأصبح هناك يمن جنوبي ويمن شمالي ودولة صعدة كما أطلق عليها الحوثيون، فهذه هي الخطورة التي تبنتها إيران منذ زمن بعيد، أما من ناحية الجنوب فلا خوف على المملكة، ولكن الخوف يكمن في الحوثيون، فقد تطاولوا على المملكة قبل ذلك وتم كسر أنيابهم، ولكن لو تمكنوا الآن ولاسيما أن السلاح يأتيهم من البحر، فضلاً عن القلاقل التي يثيرها العلمانيون في الداخل وقربهم من السفارات الأجنبية، والأحداث التي تمر بها البحرين والعراق؛ فمن الممكن أن يكون هناك خطر على المملكة، ولكن الجميع يعلم أن المملكة قادرة على مواجهة أي عدوان يأتيها من أي مكان.
جيش إسلامي
- إذاً ما المخرج من كل هذه الفتن الموجودة الآن في المنطقة؟
- الرسول[ عندما سئل عن المخرج من الفتن في حديث العرباض بن سارية عن النبي[ أنه قال: «من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا، فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، عضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور؛ فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة».
وكان[ يقول في خطبته: «إن أصدق الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد، وشر الأمور محدثاتها» وسنؤخر الكلام على المحدثات إلى ذكر حديث العرباض المشار إليه، ونتكلم هاهنا على الأعمال التي ليس عليها أمر الشارع، فهذا الحديث بمنطوقه يدل على أن كل عمل ليس عليه أمر الشارع، فهو مردود، ويدل بمفهومه على أن كل عمل عليه أمره فهو غير مردود، والمراد بأمره هاهنا: دينه وشرعه، كالمراد بقوله في الرواية الأخرى: «من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد». فالمعنى إذاً: أن من كان عمله خارجا عن الشرع ليس متقيدا بالشرع، فهو مردود، وقوله: «ليس عليه أمرنا» إشارة إلى أن أعمال العاملين كلهم ينبغي أن تكون تحت أحكام الشريعة، وتكون أحكام الشريعة حاكمة عليها بأمرها ونهيها؛ فمن كان عمله جاريا تحت أحكام الشرع موافقا لها، فهو مقبول، ومن كان خارجا عن ذلك، فهو مردود.
فالأصل الاعتصام بحبل الله جميعا؛ لأن الاعتصام سيجعل الجميع يعمل على قلب رجل واحد ويتم كشف المؤامرات الخارجية.
إعادة النظر في المنظومة الأمنية الموجودة حالية بحيث يكون هناك جيش إسلامي كامل لحماية الدين والأرض والعرض، والمنظومة الأخرى التي لابد من تقويتها هي المنظومة الاقتصادية، فضلاً عن ضرورة وجود بنك إسلامي مركزي، والأهم من ذلك هو توعية الشعوب وضرورة أن يتحدث العلماء عن وحدة الصف وأن يبينوا للناس قدر المسؤولية التي نحن بحاجة إليها، فلو أن كل إنسان سار على قدر المسؤولية فسوف نتجنب هذا الأمر وسنصحو من هذه الغفوة، أما إذا لم نكن على قدر المسؤولية فلم يبد الندم ولم يبد البكاء فأرى أن العدو سيكون أقوى وأقدر بأحوالنا لأننا لم ننصر ديننا وتقاعسنا.
الشيخ محمد بن عبدالملك الزعبي في سطور
- حاصل على الإجازة العالية في اللغة العربية من جامعة الأزهر.
- عمل إماما وخطيبا أول بمسجد مطلق الخزام بالفحيحيل - الكويت- سابقاً.
- موجه فني سابقا بإدارة مساجد الأحمدي -الكويت.
- عضو العلاقات العامة العربية.
- مؤلف مساهم برابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة - قسم الإعجاز العلمي فى الكتاب والسنة.
- حاصل على المركز الأول فى مسابقة المسجد المتميز على مستوى محافظة الأحمدي والأول على مستوى دولة الكويت لعام 2004-2005.
الإجازات والمسابقات التي حصل عليها الشيخ:
- حاصل على المركز الأول فى مسابقة الشباب المسلم عام 1979.
- حاصل على المركز الأول في المسابقات الشرعية بجامعة الأزهر.
- حاصل على المركز الأول في مسابقة تنظيم النسل والتوزيع الجغرافي بمصر عام 1980.
- حاصل على المركز الأول في مسابقة الخطبة النموذجية بمساجد محافظة الأحمدي بالكويت عام 1999.
- حاصل على المركز الأول في مسابقة جريدة (المسلمون) الدولية تحت عنوان «حل مشكلة البطالة من منظور إسلامي» (12/1990).
- حاصل على المركز الأول في المسابقة الأدبية السابعة بدولة الكويت في الخطابة وكذا على المركز المتقدم فى القصة, والرسالة.
- حاصل على (45) درعا تكريمة من وزارة التربية والهيئات والمؤسسات الخيرية والمؤتمرات العلمية والشرعية الدولية بالكويت.
- حاصل على درعين شرفيتين من سفارة مصر بالكويت إثر الجهود العلمية والشرعية.
لاتوجد تعليقات