رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 18 مارس، 2013 0 تعليق

حدودنا.. سياجنا وأمننا

 

     أقرت الأمم المتحدة بالإجماع حدودنا وفق خرائط دقيقة، وعندما أرادت ترسيمها وتحديدها على أرض الواقع وجدوا أن هناك 250 منزلا داخل أراضينا، فقامت الكويت بتعويضهم بمبالغ كبيرة على أن تسلم حكومة العراق الأموال لأصحابها.

     وعندما تعاقدت الكويت مع شركة آسيوية لتنفيذ ترسيم الحدود تحت إشراف الأمم المتحدة، قامت مجموعات مسلحة بإزالة السياج و«البايبات» ونقاط الحدود وقاموا برشق الشرطة بالحجارة وبالرصاص الحي؛ ما تسبب في إصابات متعددة.

     ويفترض أنه في نهاية الشهر الجاري تنتهي الأمم المتحدة من ترسيم حدودنا مع العراق، إلا أن هذه العصابة المسلحة قامت بالأعمال الوحشية والتخريبية نفسها وإزالة النقاط الحدودية.. وقامت حكومتنا بالاحتجاج.

الكويت قامت بمسؤوليتها تجاه العراق ولكن للأسف العراق لم يبادلنا الشعور نفسه والتحية نفسه، فالكويت قامت بالتالي:

1 – تنازلت عن أراض ليكون للعراق منفذ بحري على الخليج العربي.

2- فتحت حدودها للقوات الأممية للإطاحة بصدام وجنوده وتحملت كل الأخطار إزاء ذلك.

2- قدمت مساعدات مالية وغذائية ودوائية وعالجت العشرات منهم في مستشفياتنا.

4- قدمت تعويضات لأصحاب المنازل والمزارع بمبالغ خيالية لكف شرهم وأذاهم.

5- ألغت مشروع بناء متحف للجرائم العراقية.

6- ألغت مناهج تعليمية تبين حجم الدمار الذي لحق بالكويت جراء غزوها واحتلالها عشرة شهور من قبل الغراق.

7- فتحت الحدود مع العراق وسمحت للمواطنين بالتجارة والزيارة وبناء مشاريع داخل العراق وفتح السفارات.

8- أخرجت العشرات من السجون وسلمت جثث العشرات أيضا.

9- ألغت الديون العراقية لإبداء حسن النوايا.

10- أفرجت عن صيادين مسلحين عراقيين رغم أنهم تعدوا حدودهم وفتحوا النار على خفر السواحل.

11- تغاضت كثيرا عن التهريب (أسلحة وملابس عسكرية ومواد مشعة، وزرع ألغام، وإدخال السحر والخمر والمخدرات وكتب محرمة ومجرمة، لأنها تحدث فتنة طائفية داخل الكويت).

     أما في العراق فما زالت قنواتهم تسب وتلعن وتحرض على دولة الكويت، وكذلك مناهجهم التعليمية وحتى نواب مجلسهم وحتى وزراؤهم ومسؤولوهم لا يحترمون الكويت بوصفها دولة جارة ودائما يعطلون مشاريعنا ويتدخلون في حدودنا.

     وكان الأجدر أن تطالب الكويت بوجود شرطة وجيش من العراق ومن الأمم المتحدة حتى يقوموا على حماية العمال والحدود، وتطالب بأن تكون المنطقة معزولة 5 كيلومترات على أقل تقدير ومن حقها أن تفعل ذلك السلطة الحالية كما تنص وثائق الأمم المتحدة وقوانينها وإجراءاتها المعمول بها.

     نحن في الكويت ما زلنا نعاني من العراق الذي لم يصلنا منه خير قط. فلا نعرف شيئا عن المرتهنين والأسرى والمفقودين إبان الاحتلال الجائر من صدام البائد وزبانيته، وهم غير متعاونين مع الكويت.

     تهديدات مستمرة على الحدود وتبين أنهم عسكريون بلباس مدني، ثم أدخلوا أسلحة وملابس عسكرية وتدريبيات لبعض الأشخاص المقيمين والمرتزقة، والقبض على متسللين كثر وفضلاً عن دخول صيادين عسكريين بلباس مدني داخل حدودنا، وإدخال الشعوذة والخمور والمخدرات، والعبث بمزارع العبدلي أكثر من عشر مرات.

     والقنوات والإذاعات والتصريحات التحريضية حتى يوم نزول طائرتهم المدنية أنزلوا العلم بصورة مقلوبة ثم طالبوا بأسلوب التهديد بتوقيف العمل بميناء مبارك وإسقاط الديون التي حددتها الأمم المتحدة والتخلي عن الأراضي التي رسمتها الأمم المتحدة.

     وكذلك المسألة ليست فئة معينة بل من يمثل الشيعة والسنة والسياسيين والعسكريين والدبلوماسيين كلهم على وتيرة واحدة في الأطماع في دولتنا؛ فلذلك لا يمكن أن يفهموا لغة السلم والتعايش السلمي، بل نتوقع أنه كلما قويت شوكتهم ازدادوا شراسة وغدرا وخيانة واعتداءات تكبر بحجم قوتهم وتغافلنا عنهم، فلا تنفع معهم حجة ولا حوار ولا اللين وخفض الجانب بل الغلظة والشدة هي اللغة التي يفهمها هؤلاء.

     فكم من دول حدثت بينها مشكلات وحروب ولكن سرعان ما نزلوا عن كبريائهم وتنازلوا من أجل حقن الدماء والتعاون لبناء مستقبل أفضل مثل دول الحرب العالمية الأولى والثانية، فوصلوا إلى نقاط التقاء، ولكن ما زال العراقيون عندهم نظرة الهيمنة والكبر والتعالي وسلب الكويت وإيجاد مشكلات مستمرة معها وكأنها بيت بلا بوّاب.

     فعلينا ألا نسمح بتكرار المشهد من جس نبض الاختراق الحدودي والتحريض على صدر الصفحات الأولى بالصحف العراقية، ويتصدر ذلك مجالسهم الشعبية، فالكويت لها سيادة واستقرار وكيان وتعاقدت مع دول لحمايتها ولن تكون لقمة سائغة، وكلنا سنعمل على أمنها واستقرارها، ولن نسمح للعابثينب بالتدخل في شؤننا، وستضرب الكويت كل نفس طماعة تسول لها نفسها النيل منها.

     اللهم اجعل الكويت واحة أمن وأمان واستقرار، واحفظها من كل سوء ومكروه، اللهم من أراد بدولتنا سوءا فاجعل كيده في نحره واجعل تدبيره تدميرا عليه ورده خائبا، واجعل الدائرة تدور عليه واشغله بنفسه, وزده وهنا على وهن، يا قوي يا عزيز يا منتقم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك