رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 14 يوليو، 2014 0 تعليق

حبك لوطنك يدفعك لحمايته

كثيرا ما نسمع قصص من يحب وطنه وكيف يتفانى لأجله ولا يلحق به الأذى مهما حدث، وكان رسولنا وقدوتنا وقرة عيوننا صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم حبّب إلينا المدينة كحبنا لمكة أو أشد»(متفق عليه)، فالذي يحب وطنه يلتزم بأمور عظيمة منها:

يدعو الله -عز وجل- أن يجعل بلده آمنة مطمئنة سخاء رخاء، وأن يحفظها بحفظه، ويكلأها برعايته، ويحميها بحمايته.

يتعلم العلم النافع الذي يخدم من خلاله دينه وبلده وأهله ويسعى لتطبيق {وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْمًا}(طه: 114).

يؤدي عمله بإخلاص وأمانة، ويلتزم بالوقت والإنجاز، ولا يحتاج لرقابة أحد من البشر؛ لأنه ينظر دوما إلى رب البشر سبحانه وتعالى.

يكون خير سفير لبلاده من حيث الأخلاق والتعامل الكريم، ويساعد الآخرين، ويتعاون على البر والتقوى ولا يتعاون على الإثم والعدوان.

     وإذا سمع أحدا يطعن في بلاده دون وجه حق ولا بينة فالواجب أن يدافع وينافح ولا يسمح لأحد أن ينال من بلده؛ فهذا شيء من الوفاء تؤديه لبلد ولدت وعشت وترعرت فيه وأغدق عليك بالعطاء، تدعو فيه إلى الخير والصلاح، وتسعى أن تنفع الآخرين من خلال الدعوة إلى الصلاة والعبادة وإلى الأخلاق والتواصل مع الجمعيات الخيرية لإيصال الأموال إلى المستحقين.

تذكر نعمة الله -عز وجل- عليك في هذا البلد المعطاء، وكيف فضلك الله على كثير ممن خلق تفضيلا؟ والنعمة زائلة إذا لم نشكر ونحمد ونؤدي حق الله -عز وجل- فيها ولا نجحد هذه النعم.

إذا رأيت أهل شر يريدون ببلادك سوءا، ويتآمرون عليها فالواجب أن تكون خفيرا، وأن تبلغ عنه أهل الاختصاص حتى لا ينشر الشر، ويلحق الأذى بالآخرين، وإن كان أقرب الناس إليك، وهذا من باب دفع الشر والخطر.

وإذا رأيت من يحشد لإثارة الفوضى، فالواجب عليك ألا تؤجج نار الفتن وتذكي النار، بل الواجب أن تنزع فتيل الأزمات، وأن تتذكر ما حدث للدول المجاورة عندما خرجوا للإصلاح فإذا بهم يخربون ويحرقون ويفجرون، والحشود الغاضبة لا تلتزم بسلوك ولا بأخلاق ولا أحد يستطيع أن يقودها.

     إذا رأيت خطأ لا تأخذ حقك بيدك، بل هناك قنوات رسمية تتلقى الشكاوى، وتساعدك، وتهتم بك وتحميك، وتدافع عنك، وتفرح عندما يأتيها أحد لديه دليل على أن هناك تجاوزات حتى نحافظ على المال العام، ولا نسمح لأحد أن يسرق، وهنا تتوقف حدود مسؤوليتك عندما تبلغ وتتابع؛ لأن الهدف الإصلاح وليس الإثارة وحشد الجموع، وتدخل أناس لا يعنيهم {لَا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِمَ}(النساء: 148).

واحرص دائما على التواصل مع العلماء الربانيين؛ فهم أحرص منك وأكثر غيرة في فشاورهم ليأخذوا بيدك إلى بر الأمان، ولا تعتقد أنك الوحيد في الشجاعة والأمانة والإخلاص، ولكن طرائق تغيير المنكر لا تكون بمنكر أو مفسدة.

وحافظ على المال العام، وابتعد عن المواجهات ومضايقة الناس وإيذائهم، فالمسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، فلا تكن معول هدم، بل كن لبنة بناء واستقرار وأمن في بلادك.

     واتقِ دعوة المظلوم فإذا دعتك قوتك على ظلم الناس وإيذائهم فتذكر قدرة الله عليك. والشرطة - يا أبناءنا وإخواننا - وُجدوا لحماية البلد ولحفظ الاستقرار، فأي إيذاء أو إخلال في الأمن فإنهم سيتخذون الإجراءات، وهذا أمر طبيعي؛ فلا تعتقد عندما تشاغب أنهم سيسكتون عنك أو يشجعونك بل الحزم مطلوب وواجب.

     ولا تتصرف وكأنك في غابة لا أحد يملكها إلا أنت، وأنت في مجتمع منهم من يتقبلك ويساعدك، ومنهم من يرفضك، فالخلاف واقع بين البشر ولكن عليك البيان والموعظة بالتي هي أحسن، وكف لسانك وشرك عن الآخرين وانظر دائما إلى عاقبة الأمور ومن يقود، ولا تأخذك العزة بالإثم أو العصبية الجاهلية، وليكن ميزانك دوما دينك، وأن لك دليل من القرآن أو السنة لتنجو..

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك