رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 8 أبريل، 2019 0 تعليق

حادثة نيوزيلاندا صراع الحقد والحق

 

- خمسون مصليا وقعوا ضحية، تتراوح أعمارهم بين 3 أعوام و 77 عامًا، وأصيب خمسون آخرون بسبب إطلاق نار مباشر عليهم داخل مسجد النور  Al Noor، ومركز لينود Linwood  الإسلامي في مدينة (كرايستشيرش) Christchurch في نيوزيلاندا، يوم الجمعة 15 مارس2019، بدافع سيادة العنصر الأبيض وكراهية الإسلام والمسلمين، هذه البلد التي يغلب على أهلها التسامح والعلاقات الطيبة، يخرج من بينهم إرهابي أسترالي الجنسية يدعى (برينتون تارانت) Brenton Harrison Tarrant (28عاماً) من اليمين البديل، ومؤمن بسيادة البيض، ويستخدم رموزًا وشعارات تعود للنازيين الجدد، قد أعماه الحقد عن الحق، وأصمه التعصب عن التعايش، وطار بعقله الموت عن الحياة؛ فدخل  بعد أن جهز الأسلحة والذخيرة والمواد الحارقة وعبارات الكراهية قاطبة، كتبها على أسلحته، ثم عمد إلى ما يقرب من 300 شخص من المسلمين المصلين الآمنين وقت صلاة الجمعة، من شيوخ، وعجائز، ورجال، ونساء، وأطفال، عائلات كاملة، جاءت لتصلي صلاة الجمعة، لم يؤذوا أحدا، ولم يضايقوا أحدا، فقط ليقوموا بالواجب تجاه ربهم، إلا أن نار الحقد قد ملأت جوانحه؛ فصب جام غضبه وحقده رصاصا، والعجب أنه كان يعاود الكرة تلو الكرة ليطمئن على وفاة ضحيته بدم بارد، ثم يعود للسيارة ليتزود بطلقات أخرى، وكان ينوي إحراق المسجد بمن فيه، ثم ذهب إلى مسجد آخر قريب؛ ليزيد من حقده وتعصبه، ومن الغريب أن كان يبث  هجومه بثًّا مباشرًا على مواقع التواصل الاجتماعي.

- وقد مثل المجرم أمام محكمة مقاطعة (كرايستشيرش) في 16 مارس؛ حيث ابتسم أمام وسائل الإعلام وصنع علامة OK، وهو رمز تتبناه حركة القومية البيضاء والعنصريون عبر شبكة الإنترنت، وكان قد بدأ التخطيط للهجوم قبل حوالي عامين، واختار هدفهُ قبل ثلاثة أشهر من إطلاق النار، وعبر من خلال بيان خاص عن عدائه الشديد للمهاجرين ولاسيما المسلمين.

- فمن المهم جدا وضع ضوابط أمنية لحماية المساجد في الدول الغربية من قبل قيادات العمل الإسلامي في هذه الدول، وكذلك من قبل المنظمات والحكومات الإسلامية، ومنها مراعاة تصميم المسجد، ووضع مخارج للطواري، وكذلك وضع حراسة وتدقيق على كل من يدخل للمسجد، ويجب أن يكون هناك عقوبات دولية على من يشيع خطاب الكراهية والعنصرية ضد المسلمين، ومنع تشويه صورة المسلمين عبر وسائل الإعلام المختلفة، وتبني حملات إعلامية لمنع الكراهية ضد المسلمين، ومن المهم أيضا بيان محاسن الإسلام ودوره في نشر السلام والتعايش مع الآخر، وأن ما تقوم به الجماعات الإرهابية، لا يمت للإسلام ولا للمسلمين بشيء؛ فهو مرفوض شرعا وعقلا، ويجب على دول العالم أن تقف ضد خطاب الكراهية والعنصرية، من خلال إشاعة التعايش السلمي بين أطياف المجتمع كافة، وتنظيم قوانين الهجرة، وضبط مهنية وسائل الإعلام ، وأنظمة التعليم.

لندن 1/4/2019

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك


X