رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر المحلي 29 يناير، 2022 0 تعليق

جهود لجنة إغاثة سوريا فـي مـواجـهة الغلو والتطرف


أصدرت لجنة إغاثة سوريا التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي تقريرًا يوضح جهود اللجنة في مواجهة التطرف والإرهاب وأثره على الساحة السورية، ويأتي هذا التقرير في سياق بيان الوسطية وهي إحدى الأهداف الاستراتيجية لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وقد برز جليًا بشكل إيجابي في الأحداث السورية التي كانت مضماراً وأرضًا خصبة لانتشار الأفكار والأيدلوجيات المتطرفة؛ فكان من اللازم تعزيز هـذا الهدف وتفعيله في المجالات الإنسانيـة التي تولت أمرها جمعيـة إحياء التراث الإسلامي في سوريا بناءً على توجيهات رئيس مجلس الإدارة م. طارق العيسى ورئيس لجنة إغاثة سوريا عبد العزيز بوقريص تحت رعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ووزارة الخارجية اللتين تسعيان من خلال القوانين والإجراءات لحفظ الأعمال والأنشطة؛ ما جعلها محــط إشـادة من قبـل المنظمات العالمية العاملـة في الشـأن الإنسانــي، وإشـادة من قبل وزارة الخزانة الأمريكية؛ ما جعـل الكويــــــت بلد الإنسانية، ومساهمتها الرائدة في أهـداف التنمية المستدامة.

ومن خلال العناصر التالية نبين جهــود جمعية إحياء التــراث الإسلامــي في مواجهة التطرف والإرهاب.

أولا: المواجهة المباشرة

ونعني هنــا المشاريع والأنشطة والدورات التي كانت واضحة الهــدف، والتركيــز على محاربة التطرف والإرهــاب وكانت مخصصة لفئات مؤثرة في المجتمع السوري وكانت المشاريع والأنشطة على النحو التالي:-

- دورات الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية والخيرية.

- برنامج لا للإرهاب نعم للتعايش السلمي.

- توزيع الكتب والمطبوعات التي تصب مباشرة في تعزيز الاعتدال ومواجهة التطرف.

1-دورات الأمن الفكري في المؤسسات التعليمية والخيرية

استهدفت هذه الدورات تعزيز الأمن الفكري والوسطية وطرائق مواجهة الفكر والأيدولوجيات المتطرفة، واستهدفت العامليــن في المؤسســات المدعومة من المعلمين والمعلمــات والطلاب وغيرهم.

وقد أقيمت هذه الدورات في مناطق: (غازي عينتاب/تركيا في نوفمبر 2017)، (طرابلس/لبنان أبريل 2018)، (الريحانية/تركيا في مارس 2019)، (الريحانية/فبراير 2020)

     ومن الدورات التي عقدت دورة استراتيجيــات الأمن الفكــري في المؤسسات الخيرية والتعليميــة، ودورة قضايا فكرية معاصرة، والتأهيل والدعم النفسي للتعايش السلمي، واستفاد من هذه الدورات 300 من الرجال، و100 من النساء، واستفاد منها بطريقة غير مباشرة عدد يتجاوز 20٫000 مستفيد على اعتبار عدد الطلاب والأسر والمجمعات السكنية التي تقوم عليها هذه المؤسسات.

2- توزيع الكتب والمطبوعات

     وُزعت الكتب والمطبوعات التي تصب مباشرة في تعزيز الاعتدال ومواجهة التطرف، ومن ذلك طباعة عدد 1000 نسخة من مكتبة طالب العلم رقم 8 إصدار جمعية إحياء التراث الإسلامي، المختصة في الوسطية ومواجهة الفكر التطرف والإرهاب ونُشرت في الشمال السوري وكذلك مناطق شرق سوريا في محافظات إدلب وحماة والرقة ودير الزور، عامي: 2013 - 2014.

الكتب والمطبوعات المختلفة

كما طُبع عدد من الكتب والمطبوعات المختلفة ووزعت في العديد من المحافظات السورية وبأعداد كبيرة تصل لأكثر من 30٫000 كتاب ومطوية وغيرها ومن هذه الكتب والمطويات: 3٫000 نسخة من كتاب (الفتاوى الشرعية في المسائل العصرية للعلامة صالح الفوزان)، والكتاب فيه فتاوى تتعلق بالتحذير من المظاهرات والتطرف والفتن.

بث ثقافة الوسطية

     استغلال منابر المساجد في بث ثقافة الوسطية ولا سيما في مناطق شمال سوريا منذ عام 2013، ولم تكتف جمعية التراث في المكافحة و التحذير من الفتن والخروج، بل ساهمت في شرح كتاب (موقف السلف من الفتن - شرح ضوابط شرعية للمسلم في الفتن للعلامة صالح آل الشيخ - فتاوى العلماء الأكابر فما أهدر من دماء في الجزائر - مدارك النظر - تخليص العباد من وحشية أبي القتاد - الناهية عن إزهاق النفوس الغالية - تحذير من العمليات الانتحارية) وقد استفاد من هذه الدروس والندوات الآلاف من الشباب، وكانت سببا في إنقاذهم من فكر التطرف والإرهاب.

دعم برنامج الأمن الفكري

وهو من المشاريع المهمة في تعزيز الأمن الفكري ومواجهة التطرف والإرهاب؛ حيث سعت الجمعية من خلاله لتطوير استراتيجيات التربية الفكرية السليمة من خلال إعداد مدربين وبرامج تربوية رائدة، تستهدف شرائح مجتمعية متعددة، وأقيم هذا البرنامج في تركيا في الشمال السوري، وتم من خلاله تحقيق الكثير من النتائج منها:

- دعم 10 باحثين لتقديم بحوث تربوية متخصصة بالأمن الفكري ومحكمة أكاديمياً.

- طباعة 2000 حقيبة تحوي كتبًا تربوية، تهتم بالتربية الفكرية السليمة، وتعزز مفهوم الأمن الفكري.

- إعداد 100 مدرب مختص في الأمن الفكري من خلال برنامج تدريبي بإشراف متخصصين وتربويين.

- تدريب 120 مدرسا على استراتيجيات تعزيز الأمن الفكري في المؤسسات التربوية.

- إقامة 8 دورات تدريبية استهدفت الطلاب الجامعيين لتعزيز الأمن الفكري لديهم ضمن برنامج سقيا للتدريب.

- تنفيذ 20 برنامجا تربويا في المدارس تستهدف 8000 طالب وطالبة لتعزيز الأمن لديهم.

- إقامة 10 فعاليات تربوية فكرية تستهدف شريحة الأيتام والضعفاء وذويهم استفاد منها 1200 شخص.

- إقامة برنامج تربوي إلكتروني يعزز الأمن الفكري في المخيمات واستفاد منه أكثر من 1000 شخص.

دور المرأة والطفل

     إيمانًا من جمعية احياء التراث بدور المرأة والطفل أنشأت لهما جمعية خاصة لرعايتهما تحت اسم (جمعية الأسرة لرعاية المرأة والطفل)، وفتحت مكتبا للصحة النفسية، وزودتها بأخصائيين يحملون أعلى التخصصات النفسية، وأُنشئ مكتب متخصص لدعم من يرغب في مواصلة تعليمه العالي في مختلف التخصصات العلمية؛ وذلك مساهمة من جمعية التراث لرفع المستوى الثقافي والاقتصادي للمتضررين من الكوارث والحروب، وحتى لا يكونوا فريسة للبطالة والإرهاب.

المناهج الدراسية الفاعلة

في تعزيز الأمن الفكري

من أهم استراتيجيات جمعية إحياء التراث في المواجهة الفكرية هو التعليم في المدارس بين أوساط الطلبة والطالبات من خلال اعتماد المعايير التالية في المناهج الدراسية.

- الأخلاق والتربية الاجتماعية.

- أسس التعامل مع الآخر.

- الوسطية وعدم الغلو والتعايش السلمي.

- اعتماد الحوار أسلوباً للحياة.

- تعزيز مبدأ الرأي والرأي الآخر.

الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي

لم تكن الأرض هي ميدان انتشار فكر التطرف والإرهاب، بل الميدان الفاعل والأكثر تأثيرا هي وسائل التواصل الاجتماعي والعالم الافتراضي التقني؛ لذا كان من أهم الجهود التي بذلتها جمعية إحياء التراث الإسلامي المشاركة الفاعلة في نشر الوسطية ومحاربة أفكار التطرف والإرهاب، وكان من تلك الجهود:

دعم المؤسسات الإنسانية

كذلك كان من استراتيجيات الجمعية دعم المؤسسات الإنسانية المتخصصة وجعل الوسطية قيمة أساسية واستراتيجية لابد عليها من تحقيقها منم خلال:

- عمل اتفاقيات ميثاق التعاون التي تنص على الالتزام بالوسطية.

- تضمين سياسة الموارد البشرية معيار الوسطية والبعد عن المتورطين بقضايا سياسية أو فكرية متطرفة.

- إلزام العاملين بحضور الندوات والدورات المتعلقة بالأمن الفكري.

منصة تراث لمكافحة العنف والتطرف

كذلك أنشأت الجمعية منصة تراث المتخصصة في مكافحة العنف والتطرف، وإلزام العاملين والمستفيدين بها، واستصدار شهادة من هذه المنصة.

كفالة دراسية لمن يرغب في مواصلة التعليم العالي

     إيماناً بأن الجهل هو الحاضن والراعي الأول للتطرف والإرهاب، قامت جمعية إحياء التراث بتقديم كفالة دراسية لمن يرغب في مواصلة التعليم العالي، وكُفل عدد من الطلبة السوريين في مختلف التخصصات، وبما أن الوضع الاقتصادي من الأمور الملحة والمهمة التي تكون منفذاً لتسلل الإرهاب، رفعت التراث المستوى الاقتصادي، عن طريق إنشاء معاهد مهنية، يكتسب فيها الأفراد مهنة يعمل فيها لرفع مستواه الاقتصادي، مع تزويده -خلال الدراسة- بمناهج تكافح الفكر المتطرف، وأثر هذه المواجهة على الساحة السورية.

نتائج على أرض الواقع

بفضل الله أولا ثم بالجهود المبذولة من خلال هذه الاستراتيجيات، أثمرت -ولله الحمد- الكثير من النتائج الطيبة على مستويات عدة كالتالي:

(1) الأفراد: المعلمون والطلاب والأيتام والأسر التي شملتها برامج الأمن الفكري استفادت الكثير؛ فصارت الوسطية مفهوما يدركونه ويفهمونه ويعرفون التطرف وأهله، وما صفاتهم؟ وما نتائج أعمالهم؟ وهذا كان أدعى لهم ألا يتبنوا فكرهم وطريقتهم بل التحذير منهم.

(2) المؤسسات: اليوم لدينا مؤسسات عاملة في الشأن السوري لنشر مفهوم الوسطية ونبذ فكر التطرف والإرهاب وتسعى ضمن أعمالها لتعزيز هذا الأمر.

(3) على مستوى القضية: التجربة التي مورست في نشر الوسطية على مستوى القضية السورية تجربة مميزة؛ من حيث الوسائل وتنوعها، ومن حيث مساهمة المؤسسات فيها، فالفوضى والوضع السياسي والاقتصادي المختل في سوريا عزز فرص وجود الفكر المتطرف؛ فكانت الجهود المبذولة من الأطراف جميعها مساهمة فاعلة في علاج هذه المشكلة لتنعم سوريا بأمن وأمان وتعايش سلمي مع مختلف الشرائع والطوائف.

ثانياً: المواجهة غير المباشرة

من أسباب انحراف الشباب الفقر والبطالة؛ لذلك سعت جمعية إحياء التراث الإسلامي لتوفير سبل الحياة الكريمة وسد الحاجة وذلك من خلال البرامج الإغاثية المختلفة منها على سبيل المثال:

- إنشاء المطابخ والمخابز الخيرية وتشغيلها وتوزيع السلال الغذائية.

- توزيع الذبائح والعقائق ولحوم الأضاحي.

- مشاريع كسوة الطلاب وكسوة الشتاء وتقديم المحروقات للتدفئة.

- إنشاء المجمعات السكنية ورفدها بمقومات الحياة الكريمة.

- إنشاء المشافي والمراكز الطبية ودعم العيادات.

- كفالة الأيتام والأسر الفقيرة.

- إنشاء المدارس والمعاهد وحلقات تحفيظ القرآن ومعاهد التعليم المهني ودعمها.

القائمون على التدريب

ومن الجدير بالذكر أن القائمين على التدريب في هذا البرنامج هم: خبير المكتب العربي لمكافحة التطرف د. صالح عبدالرحيم السعيد، وعضو لجنة تعزيز الوسطية ومستشار الأمن الاجتماعي في دولة الكويت د. فهد غايب بن صبح

(عضو لجنة المناصحة).

 

 

مقاومة أصحاب الفكر المتطرف لجهود الجمعية 

     لم تسلم جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي من مقاومة أصحاب الفكر المتطرف لما لها من أثر كبير وموجع لمخططاتهم ولما لها من قبول لدى الناس الذين رأوا الوسطية والحكمة والدعوة للتعايش السلمي مع المحيط الاجتماعي فكرًا ينسجم مع طموحاتهم وآمالهم التي تأمل العيش بسلام وأمن ووضع اقتصادي أفضل وتعليم جيد، وقد قام أصحاب هذا الفكر بمصادرة كتب المكتبة الثامنة ومحاولة تشويه صورة الجمعية ورميها بالعمالة بالإرجاء والردة والكفر، وتوزيع منشورات تحذر من جمعية إحياء التراث الإسلامي وزعت في ريف دير الزور، ومصادرة العديد من المشاريع الخيرية المدعومة من جمعية إحياء التراث الإسلامي في مناطق شرق سوريا منها: (المستشفى الوطني في البوكمال - مستودع المواد الإغاثية - مطبخ خيري - وغيرها ).

 

محتويات المكتبة الثامنة

(1) مشكلة الغلو في الدين في العصر الحاضر للدكتور عبدالرحمن اللويحق (3 مجلدات).

(2) فتنة التفجيرات والاغتيالات للشيخ أبو الحسن المأربي.

(3) التكفير وضوابطه للدكتور إبراهيم الرحيلي.

(4) معاملة الحكام في ضوء الكتاب والسنة للأستاذ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم.

(5) قواعد للتعامل مع العلماء للدكتور عبدالرحمن بن معلا الحويق.

(6) الفتاوي المهمة في القضايا المدلهمة لهيئة كبار العلماء.

(7) مختصر تقريرات أئمة الدعوة في مخالفة مذهب الخوارج وإبطاله للدكتور محمد هشام طاهري.

(8) الحكم بغير ما أنزل الله وجادلهم بالتي هي أحسن للأستـاذ بندر بن نايـف العتيبـي.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك