رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 4 أغسطس، 2022 0 تعليق

جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي في – رعاية الـشباب والاهتمـام بهم

الشباب بطاقاته وإمكاناته سياج الأمة وثغر من ثغورها شديد الأهمية والحساسية

إنّ ضياع الشباب مسؤولية الجميع لا يكاد يخلو أو يتبرأ منها أحد

إدارة التربية والتعليم وإدارة الكلمة الطيبة، تهتم بالقضايا العقدية والأخلاقية التي تعصف بشباب المسلمين، ومنها موضوع الإلحاد

المسباح: نتطلع أن تكون جمعية إحياء التراث من الجمعيات الرائدة في اهتمامها بفئة الشباب ورعايتهم وحمايتهم من الانحرافات الفكرية والأخلاقية كافة ليكونوا أداة بناء في المجتمع لا أداة هدم وتدمير

د. السلطان: على مؤسسات الدولة تبني الشباب واحتوائهم وشغل أوقاتهم بالشيء النافع لأن الساحة مليئة بأناس يتصيدون الشباب ويريدونهم أن ينحرفوا عن جادة الصواب وإذا انحرف الشباب كانوا أداة هدم لا بناء

 

تقوم جمعية إحياء التراث الإسلامي بجهود مميزة في رعاية الشباب والاهتمام بهم من خلال  نشر العلم الشرعي بينهم، والاهتمام بالأنشطة التربوية والدعوية الخاصة بهم من خلال مراكزها المنتشرة في كل مكان، وللتعرف على هذه الجهود التقت الفرقان كلا من رئيس قطاع التنمية الخيرية والمجتمعية الشيخ جاسم المسباح، ومدير إدارة الكلمة الطيبة، الشيخ د. خالد سلطان السلطان.

الشيخ. جاسم المسباح

     وللتعرف على جهود جمعية إحياء التراث الإسلامي مع الشباب، التقت الفرقان رئيس قطاع التنمية الخيري والمجتمعية بالجمعية الشيخ جاسم المسباح الذي سألناه بداية عن الجهود التي تقدمها جمعية إحياء التراث لرعاية الشباب والاهتمام بهم فقال: بصفتي رئيس قطاع التنمية الخيرية المجتمعية بالجمعية من بين الإدارات التي أنا مسؤول عنها إدارة مركز الشباب، وكذلك إدارة مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وإدارة الكلمة الطيبة، وأيضًا إدارة التربية والتعليم، وكل هذه الإدارات الأربع -بفضل الله سبحانه وتعالى- تهتم بالشباب؛ من حيث التأسيس وحلقات التحفيظ، وتستوعب الشباب الصغار منذ نعومة أظافرهم، وفي بعض الحلقات يبدأ التأسيس من ثلاث إلى خمس سنوات، وبعضها يبدأ من المرحلة الابتدائية، يُعلمون الأطفال القاعدة النورانية أو اقرا وارتق وحفظ ما تيسر من القرآن الكريم بجميع المراحل التعليمية إلى سن ما دون البلوغ، مرحلة الابتدائي من السادسة إلى العاشرة إلى سن البلوغ، وهي المرحلة المتوسطة سن اثنا عشر إلى خمسة عشر، والمرحلة الثانوية من ستة عشر إلى ثمانية عشر.

إدارة مركز الشباب

- الأمر الثاني: هناك إدارة مركز الشباب عندنا -بفضل الله تعالى- شباب منتمون لهذه المراكز من المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوي، ويوجد بها العديد من الأنشطة الثقافية وتحفيظ القرآن الكريم والنشاط الرياضي والعديد من الأنشطة المتنوعة والرحلات والبرامج الترفيهية.

إدارة التربية والتعليم

     كما أنَّ إدارة التربية والتعليم التي أسسناها -بفضل الله تعالى- نهتم فيها بتربية الشباب، وندرب من خلالها المعلمين على نشاط الدعوة في المدارس، كما أننا من خلال هذه الأنشطة نركز على الشباب الخريجين من كلية الشريعة وكلية التربية ونوجههم للاهتمام بهذه الفئة من الشباب ولا سيما في المدراس، وكيفية إيجاد النشاط وكيفية كسب هؤلاء وتوجيهم وحفظهم من الفتن التي تواجههم؛ فهذا كله من ضمن إدارة التربية والتعليم.

إدارة الكلمة الطيبة

     وإدارة الكلمة الطيبة أيضًا تهتم بفئة الشباب، سواء من خلال المطبوعات أم المحاضرات وأيضًا الكبار، سواء كانوا ذكورا أم إناثا، فاللهم لك الحمد! هناك نشاط دعوي وتأسيس وتواصل مع المؤسسات التربوية كافة بفضل الله -تعالى.

- هل تري أنَّ حجم الأنشطة التي تقوم بها الجمعية كافية لاستيعاب هذه الفئة المهمة في المجتمع؟

- بحمد الله -تعالى- جمعية إحياء التراث جمعية مباركة، وأنا بحكم أني نشأت فيها شابًا، وتربيت على منهجها، توليت الإدارة في مؤتمر التراث وكان عمري آنذاك بين 22 أو 23 سنة؛ حيث كنت مقرر المؤتمر ورئيس اللجنة الإعلامية وذلك سنة 1983 تقريبا، واكتسبت -بفضل الله وأنا شاب من خلال هذه الأنشطة- مهارات قيادية والعديد من المهارات الدعوية، كما أذكر أيضًا الشيخ طارق العيسى والشيخ خالد السلطان وغيرهم أيضا دكتور أمير الحداد ومجموعة من الإخوة، اكتسبنا الخبرة والحرفية وحسن الترتيب والتخطيط على مستوى دولة الكويت.

 

 

مركز (همم وقمم)

     وأضاف الشيخ المسباح، لذلك أنشأت الجمعية مركز (همم وقمم) بفضل الله -تعالى-، وقد وصل عدد هذه المراكز إلى 15 مركزًا، وقمنا بتكوين لجنة لتوحيد المناهج لتلك المراكز، وهناك مواد تدرس تأصيلية وعلمية سواء من الكتب والمتون وغيرها فضلا عن حفظ القرآن وغيره، ولا شك أنَّ الأمر يحتاج مزيدا من الجهد ومزيدا من الكوادر العاملة، من التربويين وغيرهم.

القضايا العقدية والفكرية

      كما أنَّ إدارة التربية والتعليم وإدارة الكلمة الطيبة، تهتم بالقضايا العقدية والأخلاقية التي تعصف بشباب المسلمين، ومنها موضوع الإلحاد، وموضوع الشذوذ والمثلية والنسوية، ونقوم بدراسة هذه القضايا دراسة علمية؛ من حيث بيان أسبابها وطرائق علاجها، وأيضا نزود الإخوة الخطباء والمشايخ وطلبة العلم بهذه الأبحاث، كما أنَّ التحقيقات التي تقوم بها مجلة الفرقان والإخوة الفضلاء المختصون من كلية الشريعة وكلية التربية وإقامة الدورات التدريبية لها تأثير كبير في توجيه الشباب وتقويمهم.

جمعية رائدة

     من هنا فإننا نتطلع أن تكون جمعية إحياء التراث من الجمعيات الرائدة -بفضل الله تعالى- في اهتمامها بفئة الشباب ورعايتهم وحمايتهم من الانحرافات الفكرية والأخلاقية كافة؛ ليكونوا أداة بناء في المجتمع لا أداة هدم وتدمير، فنسأل الله التوفيق والسداد، ولعل في بعض التجارب التي قام بها الإخوة في بعض أفرع الجمعية من تأسيس كافيهات ثقافية خاصة لفئة الشباب تجربة جيدة أن يكون بها مكتبة وكافيه وهذه التجربة جميلة جدًا، كما أنَّ تجربة قناة المعالي التي استمرت عشر سنوات استهدفنا فيها فئة الشباب في الجانب الإعلامي، ودربنا فيها كثيرا من شبابنا.

جهود مميزة وواضحة

     من جهته بين مدير إدارة الكلمة الطيبة د. خالد سلطان السلطان في لقائه بالفرقان أن جمعية إحياء التراث الإسلامي كان لها جهود مميزة وواضحة في الاهتمام بالشباب، وتمثل ذلك في كثير من المراكز الشبابية التي أنشأتها الجمعية، ومنها (مركز شباب قرطبة)، وهذا المركز يعتني بالشباب، ويوجد فيه كثير من الأنشطة الرياضية والترويحية والثقافية والدينية، ومن أبرز الأنشطة أيضًا حلقات القرآن الكريم، والدورات الشرعية الميسرة على الشباب.

د. خالد سلطان السلطان

مراكز قيم وهمم

     وكذلك من اهتمام الجمعية بالشباب إيجاد أكثر من 15 مركزا يحمل اسم (قيم وهمم)، وهذه المراكز أيضا تقوم بالدور نفسه الذي يقوم به مركز الشباب في جمعية إحياء التراث (الفرع الرئيسي)، وإن صح التعبير، فهي مراكز مصغرة لهذا المركز الكبير وهو مركز الشباب، إضافة إلى وجود أنشطة دعوية في مختلف محافظات الكويت، منها: ما يكون داخل المساجد، ومنها ما يكون في الدواوين، إما الدواوين التابعة لفروع جمعية إحياء التراث المنتشرة في الكويت وعددها حوالي 27 مركز، أو الدواوين التي تكون خارج هذه اللجان التابعة لجمعية إحياء التراث الإسلامي، وأيضا تقوم بهذا الدور الكبير نفسه من وجود جدول متوازن، يراعي الأنشطة الدينية والثقافية والترويحية والرياضية، وكذلك وجود مسابقات كثيرة للشباب، وعندما أتكلم عن الشباب أتكلم عن جميع الفئات العمرية، سواء في المرحلة الابتدائية أم المرحلة المتوسطة أم المرحلة الثانوية، وهناك برامج خاصة لمرحلة الشباب في المرحلة الجامعية، وهذا إن دل فإنما يدل على اهتمام الجمعية بهذا الجانب الكبير، وإشغال أوقاتنا بما هو نافع، وكذلك الاستفادة من هذه الأوقات بما يعود على الشاب بالنفع سواء في أمر دينه أم بدنه أم في أمر دنياه.

 

حجم الأنشطة

     وعن حجم الأنشطة ومدى استيعابها لهذه الفئة قال د. السلطان: الحمد لله! نستطيع أن نقول: إن حجم الأنشطة التي تنفذها الجمعية من خلال المراكز التي ذكرناها قادرة على استيعاب أكبر عدد ممكن من الشباب، بدليل أن جميع مراكز الشباب -سواء في (قرطبة) أم في مركز (قمم وهمم) والمساجد والدواوين واللجان في الحقيقة- تستوعب أعدادا كبيرة، كما أنّ هناك رغبة قوية وواضحة من الأسر والآباء والأمهات في تسجيل أبنائهم وإلحاقهم بهذا الركب المبارك.

     وأضاف د. السلطان لكن أيضا لابد أن نؤكد أنَّ هناك بعض العقبات والعوائق التي قد تحول دون قدرتنا لتوفير احتياجات الشباب كافة أو استيعاب مختلف هواياتهم أو الأنشطة الممكنة التي نريدها، لكن -الحمد لله- الجمعية تقوم بدور كبير قدر استطاعتها.

دور الدولة

     وعن دور الدولة في هذا الجانب أكد د. السلطان أنه -مع الأسف- يوجد خلل وقصور كبير في إشباع رغبة الشباب وحاجتهم الاجتماعية والترفيهية والترويحية والتعليمية والثقافية في الحقيقة، وذلك لعدم وجود مؤسسات أو أماكن أو دور أو مراكز أو نواد كافية، تستطيع أن تستوعب الشباب وطاقتهم وهوايتهم.

الإقبال على أنشطة الجمعية

     وعن مدى الإقبال على أنشطة الجمعية قال د. السلطان: الحق يقال: إنَّ الأرقام الموجودة في المراكز تدل على وجود أمرين، الأول: أن الأنشطة التي تقدمها الجمعية مرغوب فيها، والثاني: أن الإقبال الجماهيري على الأنشطة التي تعرضها الجمعية كبير جدا ومناسب، وإن كنا نرجو أن يكون هناك أشياء تحسينية أكثر وتوسعية أكثر ومتطورة أكثر، ونحن عندما نتكلم عن الأنشطة الشبابية نتكلم عن فئة الشباب من الذكور والإناث، من الفتيان والفتيات والكبار والصغار، وهذا يعطينا تصورا بأنَّ الجمعية تتحمل مسؤولية كبيرة تقع على عاتقها، وهذا يحتاج منا أن نقوم بالمزيد من الجهود، وأن يكون عندنا العديد من المشاريع التي تُعرض على الجمهور الكريم، وعلى أهل الخير في الكويت، وأيضا على مؤسسات الدولة؛ لتبني الشباب واحتوائهم وتحقيق المصلحة الكبيرة في هذا الأمر، وأن نؤمنهم من الجانب السلبي والسيء، ونشغل أوقاتهم بالشيء النافع؛ لأن الساحة مليئة بأناس يتصيدون الشباب ويريدونهم أن ينحرفوا، وإذا انحرف الشباب كانوا أداة هدم لا بناء، وصدق الشاعر حين قال: إن الشباب والفراغ والجدة مفسدة للمرء أي مفسدة.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك