جمعية الماهر بالقرآن تحتفي بالمشاركين في عمرتها الثامنة
تحت رعاية وزير النفط والنائب في مجلس الأمة السابق د. علي العمير، احتفلت جمعية الماهر بالقرآن وعلومه بالمشاركين في الرحلة التي نظمتها الجمعية إلى بيت الله الحرام لمجموعة من الشباب الطموح لحفظ كتاب الله -تعالى-، بالتعاون مع جمعية إحياء التراث الإسلامي - إدارة مراكز تحفيظ القرآن الكريم، وقد حضر الحفل، عدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعية على رأسهم أمين السر وليد الربيعة، ورئيس جمعية الماهر بالقرآن الشيخ جاسم المسباح، وعدد من أعضاء مجلس إدارة الجمعيتين.
وفي كلمته التي ألقاها بهذه المناسبة قال د. علي العمير: نقول لأبنائنا ممن تتلمذ وسعى لحفظ كتاب الله -تبارك وتعالى- ومن أنضم لهذه المجموعة الطيبة: طبتم وطاب ممشاكم وأنتم تبذلون هذا الجهد لحفظ كتاب الله -تعالى- تحت رعاية جمعية إحياء التراث وجمعية الماهر بالقرآن؛ ولذلك فالشكر والامتنان إلى هذه الجمعيات المباركة والجهود الطيبة التي يبذلها أهل الفضل وأهل العلم من أجل تنشئة الشباب المسلم على كتاب الله تعليمًا وحفظًا وأخلاقًا.
من أعظم النعم
وأضاف العمير، لا شك أن من أعظم النعم التي مَنَّ الله -تبارك وتعالى- علينا فيها في هذه الدنيا إنما هي تآلف القلوب؛ ولذلك قال -ربنا -تبارك وتعالى-- مبيننا نعمته وفضله: {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَّا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}، فالألفة والمحبة والتأخي التي تزرع في القلوب إنما هي نعمة عظيمة من الله -تبارك وتعالى-، ولا شك بأن هذه الألفة والمحبة إذا كانت لله وفي الله فهي أفضل أنواع المحبة، وقد يحب المرء إنسانا لأنه قريبه أو صديقه أو أخوه، ولكن إذا بنيت هذه المحبة على تقوى من الله ورضوان، وأن تكون المحبة لله -تبارك وتعالى- فإنها أعلى مراتب الأخوة وأعلى مراتب المحبة، ولا شك بأن هذه المحبة تؤثر في النفوس، وكما قيل:
عن المرء لا تسل وأسال عن قرينه
فكل قرين للمقارن يقتدي.
فالبيئة لها أثر بالغ على أخلاق الشباب، وإذا تربى الشاب في بيئة جيدة وحاول أن يجعل نفسه من الشباب الذين يهتمون بكتاب الله -تبارك وتعالى- ما تجده إلا أصبح تلقائيًا جزءاً من هذه البيئة منسجمًا معها ومع اهتمامتها؛ ولذلك قال نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم -: «المرىء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل».
المؤمن مرآة أخيه
وأكد د. العمير على أن المؤمن مرآة أخيه، وما أعظم المجتمع الذي يكون شاغل أهله ذكر الله -تبارك وتعالى- وكتاب الله -عز وجل- ولذلك -سبحان الله- نجد التوجيه الرباني لنبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أكرم الخلق وأفضل من وطىء الأرض من الله -تبارك وتعالى- له أن يكون من ضمن هذه المجموعة التي تعتني بكتاب الله، تعتني بالحق قال -تعالى-: {وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا}.
وصية لأبنائنا
وفي وصية له للشباب قال د. العمير: أنا أوصي أبناءنا وهم -بحمد الله- قد توجهوا هذا التوجه المبارك أن يتوجهوا من خلاله إلى تنمية ذاتهم بقيم ربانية ولا شك أن أعظم قيمة هي التأسيس على كتاب الله -تبارك وتعالى- فهو النور: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَن نَّشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ (52) صِرَاطِ اللَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ أَلَا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُ الْأُمُورُ}، نور وطريق لو سلكه المسلم لا شك بأنه سينجو بإذن الله -تعالى- من فتن الدنيا التي تأتي بصور مختلفة الصور، فكلما كان الإنسان متحصناً بهدي كتاب الله -تعالى- فسيكون على نور وعلى بصيرة، مخالفًا للأهواء، صامدًا في الفتن، لا يحيد عن الصراط المستقيم.
إننا في سفينة
وعن خطورة المرحلة التي نعيشها قال د. العمير: النبي - صلى الله عليه وسلم - بين لنا أننا في سفينة وأن هذه السفينة فيها الصالحون، وفيها أيضا غير الصالحين، وكما أن فيها من يريد أن يجتهد بتحقيق الأمر الرباني بتطبيق شريعة الله -تبارك وتعالى- في مجتمعه؛ فإن هناك من يريد أن يهدم في هذا المجتمع ولا أظنكم بإذن الله -تعالى- إلا في أعلى السفينة التي أشار إليها نبينا - صلى الله عليه وسلم - عندما ضرب مثلا دقيقا من وحي النبوة عندما قال: «مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا؛ كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ, فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا, وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا, فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِن الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ, فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا, فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا, وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا»؛ ولذلك سترون -أيها الشباب- أن هناك تحدياً كبيراً، وأن ما تتربون عليه من كتاب الله وهدي النبي محمد - صلى الله عليه وسلم -، سيواجه من تيار آخر مضاد لما أنتم عليه، وهذا ما أراده الله -عزوجل- من أن يكون؛ فهناك حق وباطل، ويقذف الله -تبارك وتعالى- الحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق.
ما أجملها من أنشطة
وفي ختام كلمته أثنى د. العمير على هذه النوعية من الأنشطة قائلاً: أسأل الله -تبارك وتعالى- أن يوفقكم لحفظ كتاب الله. وما أجملها من أنشطة سواء كانت حفظا لكتاب الله أم رحلة للعمرة أم رحلة شبابية أم غير ذلك من الأنشطة التي تجدون فيها مجالس العلم ومجالس الذكر ولا شك أن هذا أمر عظيم قد يفتقده من لا يشعر به، ومن حرم منه.
وفي كلمته قال رئيس جمعية الماهر بالقرآن الشيخ جاسم المسباح: يطيب لنا اليوم أن نحتفل بتكريم إخواننا وأبنائنا الذين شاركوا في وفد رحلة الماهر بالقرآن الثامنة بحمد الله -تبارك وتعالى- في مكة المكرمة مهبط الوحي على رسولنا - صلى الله عليه وسلم - حينما أنزل الله -تبارك وتعالى- القرآن الكريم فهناك ارتباط وثيق بين هذه الرحلة المباركة وبين نزول القرآن الكريم.
أهداف الرحلة
وعن أهداف الرحلة قال المسباح: منَّ الله -تعالى- علينا في هذه الرحلة المباركة من أجل أداء مناسك العمرة وكذلك حفظ ما تيسر من القران الكريم وتحقيق عدد من الأهداف منها: حفظ ما تيسر من كتاب الله -تبارك وتعالى-، وإيجاد بيئة إيمانية أخوية، ولاسيما أن المشاركين من كل محافظات دولة الكويت من الطلاب والشباب الذين يحفظون كتاب الله وقد تحقق هذا الأمر من الرحلة التربوية الشرعية التي فيها يصدق قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: «من سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة».
مكرمة عظيمة
وعن حفظ القرآن الكريم قال المسباح: حفظ القرآن الكريم مكرمة عظيمة وأعظم مكرمة حين يكون خالصاً لوجه الله -عز وجل-، وأن يكون العمل بكتاب الله -تبارك وتعالى- والتخلق بأخلاق القرآن الكريم وقيمه، ولاسيما ونحن نعيش في زمن الفتن، والنبي - صلى الله عليه وسلم - ذكر: «إذا كثر الهرج فعليك بالعبادة» - صلى الله عليه وسلم -: «العبادة في الهرج كهجرة معي»، وأعظم حافظ بعد الله -عزوجل- هو حفظ كلام الله -تعالى- كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم - لعبدالله بن عباس: «يا غلام احفظ الله يحفظك. احفظ الله تجده تجاهك. فإذا استعنت فأستعن بالله، وإذا سألت فاسأل الله»، ولا شك أن أعظم ما يحفظ الله -عز وجل- به عبادة هو كلامه -سبحانه وتعالى-؛ فهذه نعمة عظيمة ينبغي أن نحافظ عليها، وأن نعاهد الله -عزوجل- بأن نتم كلامه حفظا وتلاوة وإتقانا وعملا وقولا وسلوكا ودعوة، وأن نحكم كلام الله في أنفسنا أولا قبل أن ندعو الآخرين إلى ذلك، قال الله -تعالى-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ}، فطاعة الله ورسوله موجودة في كتابة -تبارك وتعالى- هو الكتاب الذي أمر الله أن يرتل فإذا هو الأجمل والأكمل والأنبل، قرآن يخاطب الناس فتخشع والعين فتدمع ولو نزل على صخر لتصدع له حلاوة وعليه طلاوة لا يشبع منه العلماء وهو الذي أفحم الخطباء وأسكت الشعراء.
الوفد المشارك
وفي تصريح خاص للفرقان قال المسباح: بلغ عدد الوفد مع المشرفين والإداريين 65 شخصا يترأسهم الشيخ جاسم المسباح و نائبه الشيخ طلال الظفيري، كما حرصنا في هذه الرحلة المباركة أن تكون هناك قدوات في مجال حفظ القرآن الكريم و تعليمه؛ لذا كان معنا ضيوف مميزون وهم: الشيخ بدر العلي إمام مسجد الدولة الكبير، والشيخ يوسف العيناتي، والشيخ أسامة الشطي.
برنامج الرحلة
وعن برنامج الرحلة قال المسباح: بدأت الرحلة التي مدتها عشرة أيام بأداء مناسك العمرة، وكان كل مشرف يؤدي مناسك العمرة مع مجموعته، وقسمت أوقات الحفظ على فترتين الأولى من بعد صلاة الفجر إلى إتمام الكمية، والأخرى من بعد صلاة العصر إلى صلاة المغرب، وأما الفترة الثالثة كانت بين صلاتي المغرب والعشاء وهي للمراجعة، وقَضيت هذه الفترات في رحاب بيت الله الحرام وتحت إشراف مشايخ وحفظة متقنين.
زيارات وجولات
وأضاف المسباح: في يوم السبت الموافق 29 يونيو 2019 زار الوفد متحف برج الساعة الذي يعد من أهم معالم مكة المكرمة، الذي يحتوي على أكبر مرصد فلكي في العالم، فضلا عن الاتقان والإبداع الحرفي في صنع ساعة مكة المكرمة وأقسام الفلك و الكواكب والنجوم، وفي يوم الاثنين الموافق 1 يوليو 2019 نظمت الإدارة درساً بعنوان: (القرآن منهج حياة)، وقدم الدرس فضيلة الشيخ القارئ يوسف العيناتي حفظه الله، وفي يوم الأربعاء الموافق 3 يوليو 2019 نظمت إدارة الوفد رحلة إلى استراحة نادي كافل الاجتماعي الكائنة في منطقة الحسينية التي حوت العديد من الأنشطة كالسباحة، وكرة القدم وبعض الأنشطة الثقافية، وفي اليوم الختامي يوم الجمعة 5 يوليو 2014 غادر الوفد مكة المكرمة متجها إلى جدة مطار الملك عبدالعزيز عائدة على الكويت.
لاتوجد تعليقات