رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: إعداد: لجنة الإعلام 16 يوليو، 2012 0 تعليق

جمال الحشاش رئيس لجنة جنوب شرق آسيا بجمعية إحياء التراث الإسلامي:«إحياء التراث الإسلامي» بدأت بحملتها لإغاثة اللاجئين من مسلمي بورما في دولة تايلند

 قال الشيخ جمال الحشاش - رئيس لجنة جنوب شرق آسيا بجمعية إحياء التراث الإسلامي: إن اللجنة قد بدأت بحملتها لإغاثة اللاجئين من مسلمي ميانمار – بورما، وخصوصا في دولة تايلند التي سمحت مشكورة بدخول أعداد منهم إلى أراضيها هربا من المذابح التي ترتكب ضدهم.

وأضاف الحشاش: لقد تابعنا مع شديد الألم ما يجري لإخواننا مسلمي ميانمار- بورما بإقليم (أراكان)، المعروفين أيضاً باسم المسلمين (الروهينجيا)، من مذابح بشعةٍ، وجرائم وحشيةٍ ترتكبها العصابات البوذية المتطرفة، في ظل تواطؤ من الحكومة المحلية وصمتٍ عالميِّ مريب. فالمسلمون من قومية (الروهينجيا) هناك يُذَبَّحون ويعذَّبون– شيوخاً ونساءً وأطفالاً- ويطردون من ديارهم، وتستباح دماؤهم وأموالهم، ولا ذنبٌ لهم إلا أن يقولوا: «ربنا الله».

      ولم تلق المأساة التي يعيشها مسلمو ميانمار- بورما رد فعل دولي يذكر حتى الآن، أو آذانا مصغية تستجيب لأنات الأقلية من المسلمين  (الروهينجيا) التي تعيش أوضاعاً لا إنسانية، وتمارس بحقها أعمال عنف طائفي من قبل جماعة (الماغ) البوذية المتطرفة ذات الأغلبية، التي تدعمها الأنظمة البوذية الحاكمة في البلاد.

      وأضاف الحشاش: إن ميانمار لا تزال تشهد حالات وحشية من القمع ضد المسلمين الذين يعانون صنوف العذاب من قبل الطبقة الحاكمة التي تطالب بضرورة ترحيل المسلمين، وطردهم من البلاد للحفاظ على غالبيتهم البوذية.

      وعن تفجر الأوضاع هناك قال الحشاش: إنه ومع بعض الانفتاح الذي شهدته ميانمار مؤخراً، وإعلان الحكومة أنها ستمنح بطاقة «المواطنة» للمسلمين في إقليم «راخين»، «أراكان» سابقاً، غربي البلاد، رأت جماعة (الماغ) المتطرفة أن هذا الإعلان بمثابة استفزاز لمطامعهم في الإقليم؛ حيث يحلمون بأن تكون (راخين)(20 ألف ميل مربع) منطقة خاصة بهم لا يسكنها غيرهم، ولذا جاء إعلان الكهنة البوذيين صريحا بدء ما أسمتها تقاير بـ «الحرب المقدسة» على المسلمين لترحيلهم.

      ويأتي تجدد مأساة المسلمين التي تمتد لعشرات السنين، مع بداية شهر يونيو الماضي؛ حيث خطط البوذيون لإحداث الفوضى، فهاجموا حافلة تقل علماء مسلمين، وعذبوهم حتى الموت، وادعى البوذيون أن شابا مسلما «اغتصب» فتاة بوذية وقتلها، فقررت الحكومة القبض على (4) مسلمين بحجة الاشتباه في تورطهم في قضية الفتاة، وتركت الـ 450 قاتلاً دون عقاب.

      وعمليات العنف والتطهير ضد أبناء أقلية (الروهينجيا) ليست وليدة اليوم، ففي السبعينيات شهدت البلاد عملية التطهير الأولى، فيما وقعت العملية الثانية أوائل التسعينيات؛ مما أدى إلى تهجير مئات الآلاف من المسلمين إلى معسكرات بنجلاديش المجاورة؛ ولذا غالبا ما تحدث أعمال العنف تجاه المسلمين في ولاية (راخين) الواقعة على الحدود مع بنجلاديش، التي تؤكد الطبقة الحاكمة من المجتمع البوذي أنها هي المكان الذي ينتمي إليه المسلمون.

      وأوضح الحشاش أن تقديرات تشير إلى أن عدد المسلمين الذين فروا من منازلهم بسبب الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد حوالي 90 ألف شخص، فضلاً عن تدمير آلاف المنازل ومقتل وإصابة أكثر من 100 شخص.

      وأضاف أن العديد من المنظمات الإسلامية طالبت السلطات في ميانمار بتحمل مسؤولياتها في هذا الشأن، وأخذ كل الإجراءات اللازمة من أجل وقف العنف في إقليم (أراكان) الذي يقطنه المسلمون، والحفاظ على المعايير الدولية إزاء حصول أبناء أقلية (الروهينجيا) على كامل حقوقهم.

      وعبرت عن قلقها إزاء التقارير الواردة عن استخدام العنف ضد المسلمين في (آراكان) ومقاطعات أخرى في ميانمار، على خلفية تقارير أشارت إلى تكرار الاعتداءات على أقلية (الروهينجيا) المسلمة وأماكن عبادتهم وأملاكهم، فضلا عن أماكن إقامتهم.

      وأدانت الاعتداءات المنهجية والمنظمة ضد أبناء أقلية (الروهينجيا) المسلمة، جراء هذه الانتهاكات منذ فترة طويلة، وحثت الدول الأعضاء والمجتمع الدولي على التدخل السريع لدى حكومة ميانمار لمنع عمليات العنف والقتل التي يتعرض لها أبناء الجالية، وتقديم المسؤولين عن هذه الأعمال إلى العدالة.

      وكان اعتراض سفينة تايلندية زوارق كانت تقل العديد من مهاجري ميانمار المسلمين بمنزلة ناقوس الخطر الذي نبه المجتمع الدولي إلى معاناة المسلمين من بطش الأغلبية البوذية، ومع ذلك لم يتحرك المجتمع الدولي بصورة جادة بالضغط على السلطات الحاكمة لحماية مسلمي ميانمار، والتي أكدت مراراً أنها «لا تريد أي مسلم على أراضيها»، وهو التصريح الذي جاء بعد إعادة الزوارق مرة أخرى إلى البحر.

      وقال الحشاش: إن الموقف الدولي وإن كان متخاذلا إلا أن الأمم المتحدة أكدت أن مسلمي بورما من أكثر الأقليات تعرضا للاضطهاد والمعاناة والظلم الممنهج، وحثت لجنة مراقبة حقوق الإنسان بالأمم المتحدة مؤخراً جيران ميانمار على الضغط على الجيش لإنهاء ممارساته الوحشية ضد المسلمين، ولكن يبدو أن تلك الدعاوى لا تلقى آذاناً صاغية.

      وذكرت تقارير أن مسلمي ميانمار يعيشون حياة مشابهة للعديد من اللاجئين في أفريقيا في الثمانينيات والتسعينيات من القرن الماضي، فلا يوجد لديهم مياه؛ لذا تفشت الكوليرا، كما تصل نسبة سوء التغذية في ولاية (راخين) إلى 25٪ بين السكان، علماً بأن منظمة الصحة العالمية تعد وصول الرقم إلى نسبة 15٪ بمنزلة كارثة عاجلة.

      وقال الحشاش أيضا: إن الأوضاع هناك تتجه للتصعيد، وبما أن ضحايا تلك المذابح هم من الأقلية المسلمة المستضعفة الذين لا يملكون قوةً يدفعون بها عن أنفسهم وذراريهم، ولا يجدون في الأرضِ مأوى يفرون إليه، فإننا نناشد قادة وعلماء المسلمين وجمعياتهم ومنظماتهم أن يقوموا بواجبهم تجاه إخوانهم المظلومين هناك، وأن يبادروا لبذل المساعي في سبيل كفِّ العدوان عنهم، وإيقاف نزف دمائهم، وتقديم المساعدة والعون لهم.

      كما نناشد العاملين في مجال الإعلام، والقائمين على منابره وقنواته، أن ينهضوا بواجبهم في التعريف بقضية الأقلية المسلمة ببورما، وأن يجتهدوا في إطلاع العالم على معاناتهم وما يلقونه من ظلمٍ واضطهادٍ وقتلٍ وتشريدٍ. ونذكرهم بضرورة أن يستشعروا مسؤوليتهم لئلا يسهموا في هذا التجاهل والتغافل الإعلامي الأثيم.

       وختاماً: نوصي إخواننا ببورما بالصبر على مصابهم، ونذكرهم بأن البلاء سنةٌ ماضيةٌ عاقبتها النصر والتمكين، متى قوبلت بالصبر والمصابرة وطلب العون من الله قبل غيره، مع بذل الوسع في مدافعة المعتدي، وردعه عن بغيه وظلمه، قال تعالى: {أذن للذين يُقاتَلون بأنهم ظُلموا وإن الله على نصرهم لقديرٌ الذين أخرجوا من ديارهم بغير حقٍّ إلا أن يقولوا ربنا الله }.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك