رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 26 يوليو، 2011 0 تعليق

جماعة الحق.. قلة!

 

      يعجبني في (بوبدر).. قلة كلامه، انشغاله بإصلاح نفسه وتقوية إيمانه.. فهو كثير الجلوس في المسجد يقرأ القرآن.. يتابع الدروس العلمية ويحرص على حضورها والاستفادة منها.. يشارك في كل نشاط خيري نعلن عنه في المسجد.

- أخبرني أحدهم أن حديث «لا تجتمع أمتي على ضلالة».. ضعيف مع أني كنت أعده أحد الأحاديث الثابتة الأساسية عن رسول الله [.

- الحديث بهذه الصيغة لا أعرف مدى صحته..  ولكن المتن الآخر عن أبي بصرة الغفاري قال: قال رسول الله [: «سألت ربي ألا تجتمع أمتي على ضلالة فأعطانيها».. «ويد الله على الجماعة» كلاهما صحيح ثابت، وهذا الحديث يسيء فهمه كثير من الناس يظنون أن «جماهير» المسلمين لا تجتمع على ضلالة.. وهنا الخطأ.. يعلق الشيخ الألباني رحمه الله: «لا يصح تطبيق هذا الحديث على الخلف اليوم على ما بينهم من خلافات جذرية..» «لا تجتمع أمتي على ضلالة» لا يمكن تطبيقه على واقع المسلمين اليوم، وهذا أمر يعرفه كل دارس لهذا الواقع السيىء يضاف إلى ذلك الأحاديث الصحيحة التي جاءت مبينة لما وقع فيمن قبلنا من اليهود والنصارى وفيما سيقع في المسلمين بعد الرسول [ من التفرق، فقال رسول الله [: «افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة، والنصارى على اثنتين وسبعين فرقة، وستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة» قالوا: من هي يا رسول الله؟ قال: «هي الجماعة».. والحديث الآخر، «إن أمتي لن تجتمع على ضلالة فإذا رأيتم الاختلاف فعليكم بالسواد الأعظم».. ضعفه الألباني، والرواية الأخرى: «إن الله تعالى قد أجار أمتي أن تجتمع على ضلالة» حسن، فالمعنى إجمالا صحيح ثابت، ولكن المعنى أن الجماعة هي ما كانت وفق الكتاب والسنة لا كثرة العدد، فلا عبرة بالكثرة إذا كانت مخالفة للكتاب والسنة، ولقد وصف الله سبحانه وتعالى نبيه إبراهيم [ أنه كان أمة: {إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين} (النحل: 120).. يقول مجاهد: كان مؤمنا وحده والناس كفار كلهم، وفي زمن الإمام أحمد بن حنبل كانت الفئة الثابتة على عقيدة أهل السنة والجماعة هي القلة وعقيدة الأمة مخالفة لهذه العقيدة فكانوا هم «الجماعة» مع قلة عددهم، وحديث الغرباء، «إن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء.. قيل من هم يا رسول الله؟ قال: الذين يصلحون إذا فسد الناس» صححه الألباني، وفي رواية. «ناس صالحون قليل: في ناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر فمن يطيعهم» صححه الألباني، فهذه الروايات وغيرها تحذر المرء من أن يتبع الأكثرية لمجرد كثرتهم، فالحساب يوم القيامة «فردي»، ولا عبرة بالكثرة، بل في الأمم السابقة.. الكثرة ضلت.. {ولقد ضل قبلهم أكثر الأولين} (الصافات: 71) وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} (الأنعام: 116).. {وما أكثر الناس ولو حرصت بمؤمنين} (يوسف: 13).. وكذلك الأحاديث عن الأمم السابقة أن النبي  يأتي ومعه الرجلان والرجل والنبي ليس معه أحد.. فالمؤمن يحرص على اتباع الكتاب والسنة وإن كان مع القلة القليلة في المجتمع.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك