رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 26 ديسمبر، 2010 0 تعليق

جماعة «أنصار السنة» تختتم الملتقى الدعوي الثاني-الشيخ أبوزيد محمد حمزة: بئست الوحدة التي تبدل بالشريعة


«أنصار السنة» اسم يتردد كثيرا على ألسنة أهل السودان وعلامة دعوية بارزة لا يمكن تجاوزها أو تناسيها أو التغافل عنها حين يكون الحديث عن سير الدعوة الإسلامية وتحدياتها وآفاق مستقبلها ودواعي تطويرها ومطلوباتها ومطلوبات السبل المانعة لإخراج أمة التوحيد الخالص، وقد استطاعت جماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان أن تنأى بنفسها عن معترك السياسة والدخول المباشر في صراع القوى السياسية السودانية، ولكنها لم تظل محنطة في مساجدها وأمام شرفات منابرها، وإنما سعت سعيا مشكورا في خدمة دعوة التوحيد ونصرة سنة سيد المرسلين محمد[.

وقد بلغت هذه الدعوة أقاصي الأرض وأدناها في البدو والحضر، وكغيرها من الجماعات الإسلامية المتعددة العاملة في مجال نشر الدعوة الإسلامية في السودان ومحيطه العربي والأفريقي نجحت لحد بعيد في حسن استخدام منابر المساجد التي تعد أهم مكان لتشكيل الرأي العام العالمي.

     واستطاعت الجماعة أن تقيم عشرات المؤتمرات والندوات عبر تاريخها الدعوي الطويل، وأنشأت عشرات المعاهد لتدريس الدراسات الإسلامية واللغة العربية، التي أخرجت آلاف الأئمة والدعاة بجانب المساجد والحلقات العلمية والدعوية، واليوم غدت جماعة أنصار السنة جماعة ضخمة منتشرة وممتدة في رقعة شاسعة من نواحي البلاد، وصارت تملك مجموعة طيبة من العلماء والدعاة البارزين في مجال الدعوة الإسلامية في السودان، وخطت خطوات متقدمة في طريق بناء علاقات وسبل اتصال مع جماعات إسلامية ودعوية وجهادية وسياسية وخيرية على مستوى المحيط الإقليمي والدولي والمحلي، مما أهلها أن تتبوأ مكانة مهمة في حسابات القوى السياسية المختلفة، وصار يحسب لها أثرها الفعال، ووزنها الثقيل في خريطة العمل الدعوية والسياسي وإدارة أزمات الأمة في صراعها مع الآخر، ولعل «منبر السلام العادل» أحد القوى السياسية التي حرصت على الإشادة بدور جماعة أنصار السنة المحمدية وموقفها التاريخي الواضح في تبني خيار الشريعة، والمنبر في دعوته إلى توحيد جهود أهل القبلة، وتبني مشروع الشريعة ونشر مفهوم الدفاع عن هوية الأمة وثقافتها، وهزيمة مشروع العلمانيين والشيوعيين ودعاة مشروع السودان الجديد، لا ينتابه شك في أنه سوف يجد نصرة ودعما قويا من جماعة أنصار السنة المحمدية وقد فعلوا ذلك بالفعل أكثر من مرة، وهنا سوف نسلط الضوء على واحدة من أكبر التظاهرات والحشود الدعوية التي ظلت تقيمها جماعة أنصار السنة المحمدية بين الفينة والأخرى، حيث يدور الحديث هنا عن الملتقى الدعوي الثاني الذي التأمت أعماله خلال الأسبوع المنصرم، الذي احتضنته هذه المرة ولاية (جنوب كردفان) المنطقة الغربية (جبال النوبة) وتحديدا مدينة الدلنج العريقة ذات الطبيعة الساحرة، والتي يحلو لسكانها أن يسموها باسم (الدلنج سودان) وأجمل ما فيها (جبال الدش) و(معهد تدريب المعلمين) التليد، الذي يحتضن الآن كلية التربية بجامعة الدلنج وغيرها.

      انعقد الملتقى الثاني لجماعة أنصار السنة المحمدية بتاريخ 21 ذي الحجة 1431هـ الموافق 27 نوفمبر 2010م، والموقع الذي احتضن هذا الملتقى هو المعهد العالي للدراسات العربية والإسلامية بالدلنج، وهو مؤسسة علمية عريقة تتبع جماعة أنصار السنة، ومثله في ذلك المعهد العالي بالكلاكلة في الخرطوم، والمعاهد الدينية بكسلا التابعة للجماعة أيضا، استمر الملتقى يوما كاملا، قدمت من خلاله أوراق أبرزها ورقتان: إحداهما تناولت قضايا الدعوة الإسلامية وتحدياتها ومهدداتها داخليا وخارجيا، والأخرى تناولت دور الجماعة التاريخي باعتبارها جماعة إسلامية ذات ثقل في السودان عامة، وجبال النوبة خاصة، هذا وقد قارب الحضور الآلف، جاؤوا من القرى والمدن والأرياف من داخل جنوب كردفان ومن خارجها من ولاية شمال كردفان، وولاية الخرطوم، والولاية الشمالية.

      جاؤوا سيرا على الأقدام، وراكبين السيارات والدواب والدراجات البخارية وشرف الملتقى بالحضور أمين أمانة جنوب كردفان الشيخ أحمد فضيل رجب، وأمين أمانة شمال كردفان الشيخ مطر أحمد إبراهيم، بجانب أمناء المحليات بكردفان الكبرى، بينما شرف الملتقى أيضا وفد عالي المستوى من قيادة الجماعة المركزية بالخرطوم بقيادة الشيخ المجاهد أبو زيد محمد حمزة الرئيس العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، ونائبه الشيخ بشير محمد بشير، والأمين العام للجماعة الشيخ الدكتور محمد شقة حماد، وأمين أمانة ولاية الخرطوم الشيخ بابكر أبو راس، ومرافقين كثر، ومن أعمال هذا الملتقى قدمت ندوة بالساحة الشعبية تحدث فيها الشيخ علي عطا المنان، والشيخ بشير محمد بشير، والشيخ أبو زيد محمد حمزة، وفي ختام الملتقى خاطب الحضور الشيخ أبو زيد محمد حمزة الذي تناول دور الجماعة التاريخي وأثرها في السودان وثقلها في جبال النوبة، متناولا قضية المساومة في الوحدة بالشريعة، وقال: بئست الوحدة التي تبدل بالشريعة، بئست الوحدة مقابل العري والتفسق والفجور، ولا مرحبا بها، ورد بقوة على القائلين: مرحبا بكفر يوحد بيننا، وأهلا وسهلا بعده بجهنم!

ودعا للسودان بالعصمة من الفتن الواردة من الداخل والخارج، ودعا إلى التمسك بالكتاب والسنة ونشر الفضيلة والتسامح وعدم التفريط في المبادئ مقابل الرهان الخاسر.

وختم الملتقى أعماله بتوصيات، أهم ما جاء فيها:

1 - تفعيل العمل الدعوي بجبال النوبة.

2 - ضرورة وحدة صف المسلمين.

3 - ضرورة الوقوف في وجه التنصير والماسونية وأتباعهم.

     ونعتقد أن قيام الملتقى الدعوي الثاني لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان واختياره هذه المرة ولاية جنوب كردفان التي تشهد حراكا سياسيا محموما، وتحديات جساما جراء قرب الانتخابات والخلافات الحادة حول المشورة الشعبية، وقرب أوان الاستفتاء في جنوب السودان، واستفتاء منطقة أبيي والخلافات الحادة التي سوف تتطور أكثر من ذلك بين أبناء جبال النوبة والحركة الشعبية التي تعتقل بعض قيادات أبناء النوبة، أبرزهم تلفون كوكو، وتنكرها لهم، نأمل أن تغير توصيات وصدى الملتقى الأحوال في جنوب كردفان عامة ومنطقة جبال النوبة خاصة، وتأكيد أن مشروع الحركة الشعبية لتحرير السودان مشروع كفر وإلحاد وعنصرية ونكران جميل، وعلى أبناء جبال النوبة أن يعوا الدرس البليغ في موالاة أعداء الله ورسوله والمؤمنين، وعليهم أن يعلموا أن المؤمنين أولياء بعض وأن مشروع السودان الجديد سراب وزبد وأنه (البالون) الذي تسرب هواؤه، وقد انكفأ الآن جنوبا بعد فشله في إقامة دولة الكفر والإلحاد والعلمانية التي بشر بها، ولكن هيهات هيهات؛ فإن التمكين في الأرض لن يكون إلا لأهل الإصلاح والتقوى والديانة من العصبة المؤمنة ولو بعد حين.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك