جرائم طائفية للمالكي وحرب إبادة لأهل السنة في العراق
من العراق: تقرير إخباري
كثرت نكبات المسلمين من أهل السنة ومآسيهم في العراق من جراء جرائم نظام المالكي التي لا تتوقف تجاههم, فلا يكاد يمر يوم حتى تحمل الأنباء جرائم كثيرة تجاههم وأوجه معاناة جديدة، وكأن هذا النظام لم يرتوِ من دماء أهل السنة بعد.
ولم تختص فئة واحدة من فئات المجتمع بالمعاناة، بل شملت الجرائم الطائفية كل الفئات حتى الأطفال الذين لم يسلموا من جرائمه, فبث ناشطون شريطا مرئيا مروعا وتداولوه على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر فيه عددا كبيرا من ضحايا مجازر قوات المالكي ضد المدنيين ولاسيما الأطفال، وذلك في مدينة الفلوجة السنية العراقية.
وفي إحصائية مفزعة لمستشفى واحد في مدينة واحدة لمدة أسبوع واحد فقط يتبين منها مقدار الجرائم البشعة التي ترتكبها قوات المالكي, فكشف المتحدث باسم مستشفى الفلوجة العام وسام العيساوي عن ورود 23 جثة لقتلى من السنة و75 مصابا في أسبوع واحد نتيجة القصف المكثف على الفلوجة.
وفي بغداد شنت قوات المالكي والمليشيات الطائفية المساندة له حملات دهم وتفتيش في إحدى قرى قضاء المدائن، ووجهت لهم سبابا طائفية شديدة قبل أن تقتاد منهم ما يزيد عن الأربعين مسلما سنيا، واقتادتهم إلى جهة مجهولة لم تعرف بعد دون وجود أية مذكرات قضائية ولم توضح أسباب اعتقالهم أو الجهة التي سيقتادونهم إليها؛ مما يزيد من تكرار ما حدث من قبل من تصفية في الطريق العام بدعوى هروبهم.
هذا فيما رصد قسم حقوق الإنسان في هيئة علماء المسلمين اعتقال 1126 مواطنا من بينهم نساء نتيجة القيام بـ 96 حملة مداهمة وتفتيش خلال شهر يونيو حزيران الماضي.
ويذكر أن هذه القائمة من الاعتقالات تعتمد فقط على ما تصدره وزارتا الدفاع والداخلية ولا يدخل فيها ما تعتقله وزارة الأمن الوطني والمكاتب التابعة لرئيس الحكومة الحالية، ولا تتضمن الاعتقالات التي تقوم بها قوات الصحوة أو الأجهزة الأمنية الكردية بمسمياتها المختلفة، والتي تضيع معها حقوق الإنسان المسلم السني في العراق الذي لا يجد من يتبنى قضيته ويدافع عن حقوقه في الداخل والخارج.
وشهد شهر يونيو بحسب ما أورد بيان هيئة علماء المسلمين إعدام ما يزيد عن 200 معتقل داخل السجون وخارجها نفذتها قوات المالكي في سجن المفرق وسجن قضاء تلعفر بمحافظة نينوى وغيرها من السجون، وكشف عنها وجود العديد من الجثث في المناطق التي حررها ثوار العشائر, فهل هذه دولة أو حكومة تدعي أنها تعمل من أجل صالح العراقيين؟ أم هي حكومة طائفية تسعى لإبادة أهل السنة في العراق؟
وحول هذه القضية قال الشيخ الدكتور حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق في حوار أجرته معه صحيفة القدس العربي أن المالكي يستهدف القضاء على أهل السنة في العراق، وأنه يحاول اقتلاعهم منها متوهما أن هذه الأفعال الإجرامية سوف تمكنه من محو الوجود السني في العراق.
فقال الضاري: «منذ أن تولى المالكي رئاسة الوزراء عام 2006 وهو يستخدم الإمكانيات السياسية والعسكرية كافة بلا هوادة ضد السنة تحت ذريعة محاربة الإرهاب»، وأشار إلى وجود مئات الآلاف من الرجال والنساء في سجون المالكي الذي قتل وهجر مئات الآلاف أيضا، وأنه استغل فرصة خروج أهل المحافظات الست المنتفضة في تظاهرات سلمية للمطالبة بحقوقهم وكف الظلم عنهم لمدة عام كامل, فاعتدى عليهم وارتكب المجازر؛ مما اضطر أبناء العشائر للدفاع عن أنفسهم، وتحولت المواجهات إلى ثورة شعبية بدأت تتسع مع الأيام.
وأوضح الشيخ الضاري أن ممارسات المالكي الظالمة لا تستمع لصوت غير صوته، ولا تريد أن تستمع لأي وجهة نظر أخرى حتى لو كانت من الداخل الشيعي, فتتعامل مع كل معارضيها بالعنف والهجوم والقتل, ودلل على ذلك بهجوم قوات المالكي على مدينة كربلاء؛ حيث قتلت وجرحت العديد من أتباع المرجع الشيعي محمود الصرخي لا لشيء إلا لرفضه فتاوى السيستاني وغيره للتحريض والتجنيد الطائفي ضد مسلمي السنة.
بالفعل تؤكد الأحداث والأخبار اليومية أن المالكي ماض في حربه المحمومة والمدمرة لكل أهل السنة، وأنهم بالفعل يتعرضون لحرب إبادة شاملة، ليس لهم فيها ناصر بعد الله سبحانه، ولا يجدون من يدافع عنهم حتى من بني جلدتهم ممن يصفونهم بالإرهابيين؛ لمجرد أنهم يطلبون أبسط حقوقهم المشروعة في بلدهم الذي ولدوا فيه وعاشوا عليه ولا يتمنون له إلا كل خير.
لاتوجد تعليقات