رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 12 مارس، 2017 0 تعليق

ثغرات ساعدت علـي الفساد!

     خرج تقرير ديوان المحاسبة يؤكد بأن هناك مبالغة في أسعار المناقصات وتبديد المال العام، مثل شراء باقات ورد بمبلغ خيالي، ومثله حلويات ومعجنات التقديم؛ مما أثار حفيظة سمو رئيس مجلس الوزراء بوجوب إقالة كل من يتورط بالفساد، أو تحويلهم للنيابة العامة، فضلاً عمن تحوم حوله شبه أخذ المال العام من غير وجه حق! وهناك أعمال أصلا ليس لها وجود على الأرض، وبها موظفون ولكنهم يتغيبون باستمرار.

اليوم نجد تقارير رسمية تنشر على أماكن زكمت الأنوف بالرشوة، وإبرام عقود بالباطن، وغش، وتوقيع على استلام مشاريع عليها ملاحظات كثيرة!

     وقد أمر الله -تبارك وتعالى- الناس بما أمر به المرسلين: {كلوا من الطيبات واعملوا صالحا}، وذكر رسولنا صلى الله عليه وسلم  عن الرجل يطيل السفر أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء يارب يارب، ومطعمه حرام، ومشربه حرام، وملبسه حرام، وغذي بالحرام، فأنّى يستجاب لذلك» أخرجه مسلم. فالمال الحرام سبب لمنع إجابة الدعاء، وهو محفوف بالخطر، وعواقبه أليمة في الدنيا والآخرة؛ حيث يودي بصاحبه في النار: {ولا يستوي الخبيث والطيب ولو أعجبك كثرة الخبيث}!

     وفتنة المال والتعلق بطلبه، والشغف بجمعه، والحرص على تنميته بالحرام والشبهات وسط سحر بريقه، ستجعل صاحبها أسيرا لفتنه وإغرائه؛ ففي الحديث: «قلب الشيخ شاب على حب اثنتين: حب العيش، أو قال: طول الحياة وحب المال» أخرجه الشيخان من حديث أبي هريرة.

     فالله -عز وجل- طيب لا يقبل إلا طيبا، والمسلم يعد جوابا عن سؤالين في المال «من أين اكتسبته وفيما أنفقته»، فماذا عساه أن يجيب ربه الذي يعلم السر والجهر؟! فالمسلم يحرص على الكسب الطيب والمشروع، ويؤدي حق المال، ويبتعد عن مواطن الشبهات فضلا عن مواقع الحرام.

     وجاء عن ابن حبان من حديث جابر بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «يا كعب بن عجرة، إنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت»؛ فالذي يتاجر في المحرمات أو فيما فيه ضرر على الناس، أو يسرق ويسوغ لنفسه ويستحل، أو لا يخرج زكاته أو لا يؤديها تأدية صحيحة فنهايته مرعبة، ومصيره مفزع، فاحفظ الرأس وما وعى، واحفظ البطن وما حوى، وتذكر الموت والبلى.

     وعلى كلَّ منا   أن يخلص في عمله، ويتقي الله -عز وجل- في المال العام، ويكون أمينا وصادقا ومراقبا لربه -عز وجل- لا يغض الطرف عن الفساد وأهله، ولا يسكت عنه، ولا يتعاون عليه، ولا يسوغ له، بل عليه أن يبحث عن الثغرات لإغلاقها؛ بضبط النفس وإيقاظها على مخافة الله وأليم عقابه في الدنيا والبرزخ والآخرة، قال سفيان الثوري -رحمه الله-: «من أنفق الحرام في الطاعة، فهو كمن طهَّرَ الثوب بالبول، والثوب لا يطهر إلا بالماء، والذنب لا يكفره إلا الحلال».

     وهناك من يسرق الأراضي وأموال الأيتام، وأموال الوقف وأموال الوالدين، أو يخون الأمانة أو يختلس، أو يصرف ماله في نشر الأفلام المحرمة، أو الدعارة أو السحر والشعوذة، أو من خلال الشفعة، أو من خلال موقعه فيأخذ أموال الناس عن طريق البنوك أو من خلال منصبه في المحاسبة، أو يأخذ أموال العمال الأجراء أو يرابي أو يتاجر في الكلاب والقطط أو لحوم الخنازير، وكل ما لم يذبح بطريقة شرعية؛ ولا يخشى في ذلك الله -تعالى- وعقابه. وليكن شعارنا جميعا: {إنا نخاف من ربنا يوما عبوسا قمطريرا}.

والحمدلله رب العالمين

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك