رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: اللجنة العلمية في الفرقان 4 يوليو، 2022 0 تعليق

تُحصن الشباب من الانحراف الفكري والمخالفات السلوكية – المراكز القرآنية تُحقق الأمن الاجتماعي

اعتمد منهج التربية القرآنية على مصدر رباني أصيل، تمثل في القرآن الكريم (المصدر الرئيس الأول للتربية القرآنية)، الذي استقى منه المربون -عبر القرون- المبادئ والقيم والأخلاق التي توجه سلوك النشء، وتوضح المسار الصحيح الذي اختاره الله -عزّ وجل- لعباده، قال الله -تعالى-: {إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ وَيُبَشِّرُ الْمُؤْمِنِينَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ أَجْرًا كَبِيرًا} (الإسراء:٩)، وعليه فإن القرآن الكريم أعظم منهج تربوي عرفه البشر، وقد طبقّته أمَّة كانت تعاني من الفرقة والضعف والجهل والتأخر؛ فأصبحت أرقى الأمم وأعلمها وأقواها.

      لقد أصلح القرآن الكريم المجتمع الذي نزل فيه وما بعده من المجتمعات المتجددة، التي أخذت بهديه، واستضاءت بنوره فهو كفيل بأن يصلح المجتمعات المعاصرة، ويعالج القضايا المتجددة؛ لأنه لا يزال -وسيظل بحمد الله- يحمل كل عناصر النمو والتجدد، والكفيلة بأن تجعله صالحاً للتطبيق في كل مجتمع، ولن يصلح آخر هذه الأمة إلّا بما صلح أولها، وسيظل هذا المنهج القرآني على اختلاف الأزمان والأجيال الدواء لكل داء، والحل لكل مشكلة، والعصمة من كل ضلال وذلك بنص حديث النبي -صلى الله عليه وسلم -  الذي يقول فيه: «إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله وسنتي ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض».

العناية بالحلقات القرآنية

     إن حاجة الأمَّة اليوم ماسة إلى العناية بالحلقات القرآنية، وتفعيل دورها في المجتمع في هذا الوقت أكثر من أي وقت مضى، ولا سيما في ظل التحديات المعاصرة حتى تضطلع بمهماتها العظيمة في حفظ هوية الشباب، ودعم أمن المجتمع وسلامته، ووقاية النشء من الزيغ والانحراف، وإرساء القيم التربوية الصالحة؛ لأنها تستمد رسالتها من رسالة النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال -تعالى-: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} (الجمعة: 2 ).

يحصن الفرد من الانحراف

إن تعليم القرآن الكريم يحصن الفرد من الانحراف والزيغ والضلال؛ لأنه يعكس المهمة النبوية التربوية كما في قوله -تعالى-: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ}(الجمعة: 2).

 

أهداف الحلقات القرآنية والأمن الاجتماعي

تسعى الحلقات القرآنية إلى تحقيق الأهداف الآتية:

(1)  تقوية الصلة بين الطلاب والقرآن الكريم

     تقوية الصلة بين الطلاب والقرآن الكريم من خلال ترغيبهم في حفظه، وحثهم على إتقان تلاوته، ومعرفة أحكامه، وترتيله، وتدبر معانيه، وبيان أثره على سلوك المتعلم وما يناله من الأجر والثواب الذي لا يقتصر على المتعلم في الحلقة القرآنية فحسب، بل يتعداه إلى كل من كان سببًا في اجتماع التلاميذ في الحلقات القرآنية، وتعليمهم القرآن الكريم، وتربيتهم على أخلاقه وآدابه، وعليه فالتعليم القرآني في الحلقات القرآنية أحد أسباب تحقيق الأمن الشامل في المجتمع إذا اقترن بالتهذيب وحسن التربية، وغرس القيم الإسلامية والترغيب فيها، وبهذا يتحقق القول: افتح حلقة قرآنية تغلق سجنًا، ولو تتبعنا السيرة الذاتية للجانحين والمجرمين في دور الرعاية الاجتماعية والسجون فسوف نجد أن الملتحقين بالحلقات القرآنية لا وجود لهم غالبًا ضمن قائمتهم.

(2)  التربية على الأخلاق الإسلامية

      إنَّ التربية على الأخلاق الإسلامية، والآداب القرآنية في بيئات الحلقات القرآنية تقوّي انتماء الفرد لمجتمعه وتحقق له الأمن والأمان والطمأنينة النفسية في الحلقات القرآنية؛ حيث يتعلم الأخوة والإيثار والعدل والأمانة وغير ذلك من القيم الإسلامية التي يشعر معها بالأمان، وهذا يجعله يعمم هذا الشعور الإيجابي لدى الناس، فيحب لهم ما يحب لنفسه، ومن ثم يتعاون معهم، ويكون عطوفاً على الآخرين.

(3)  الحفاظ على وحدة المجتمع

      إن بيئة الحلقة القرآنية تغرس في نفوس طلابها تعاليم الإسلام التي تؤكد الحفاظ على وحدة المجتمع، وتقوي علاقات أفراده على الحب والمودة والتآلف والرحمة، وتبعدهم عن الشقاق والاختلاف والعداوة والبغضاء، والمنهج التربوي الإسلامي اعتمد هذه المنهجية؛ فكانت التربية القرآنية في الحلقات تقوم على توحيد العقيدة أولاً حتى يحدث التجانس الفكري، وتتحد المقاييس الخلقية لدى التلاميذ، ومن ثم يتوحد مصدر التلقي عندهم؛ فتتوحد قلوبهم ونفوسهم.

(4)  أحد محاضن التربية المهمة

      كذلك تعد الحلقات القرآنية أحد محاضن التربية المهمة التي يتم من خلالها تربية أبناء المجتمع وتوجيههم، وتنشئتهم على أخلاق القرآن وتعاليمه السامية، وآدابه الصالحة؛ فهي امتداد تاريخي لسلف الأمة في عنايتها بكتاب ربها -عزّ وجل-؛ حيث تؤازر الحلقات القرآنية الميادين التربوية الأخرى، كالبيت والمدرسة في تهذيب النشء وتزكيته، فتعليم الصبيان القرآن الكريم يجعلهم ينشؤون على الفطرة، وتسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة قبل تمكن الأهواء منها بتكرار المعصية والضلال، فيتربى التلاميذ على العقيدة الصحيحة، والأخلاق الفاضلة فيقوى الوازع الديني لديهم فيصبح الرقيب ذاتيا؛ فإيمانه وأخلاقه تردعه عن مظاهر الانحراف، وإذا غفل سرعان ما يتذكر، فلديه واعظ في قلبه؛ لأن الدين يربي الفرد على الفطرة، وهو من أهم وسائل ضبط سلوك الفرد.

(5)  تنمية الشعور بتحمل المسؤولية

      والحلقات القرآنية تنمي الشعور بتحمل المسؤولية نحو الله -عزّ وجل- لدى المتعلم ونحو الفرد ذاته، وتنمي المسؤولية تجاه المجتمع، فهي تربي التلاميذ تربية اجتماعية سليمة، وقد دلت الدراسات أن معظم حالات الانحراف والإجرام مردها إلى عدم انتظام الفرد الجاني أو المجرم ضمن مسالك الحياة الاجتماعية القويمة.

(6)  الحماية من الجريمة

     يواجه أفراد المجتمع المسلم مخاطر عديدة، ولا سيما في ظل الانفتاح على العالم، وزيادة المخاطر والمتغيرات التي تؤثر في سلوك الفرد، وقد تكون سببًا في انحرافه ولا سيما المراحل العمرية المبكرة من حياة الإنسان؛ لذلك أصبحت الحلقات القرآنية اليوم تسهم بدرجة كبيرة في حماية الأولاد، من الانحراف والضلال، وترسخ في نفوسهم القيم الإيمانية، والمبادئ الأخلاقية، التي تحمي التلميذ في الحلقات من التأثر بالأفكار والأهواء والمبادئ الوافدة والمخالفة للمنهج الإسلامي.

      لقد تبين من خلال سلوك طلاب الحلقات القرآنية التزامهم بالمنهج الإسلامي، والاستقامة الذاتية عليه، والتمسك بالآداب الشرعية؛ رغبة في الأجر والفوز بالجنة والنجاة من النار؛ حيث إن طلاب الحلقات القرآنية ينفرون من الجريمة؛ لأنهم عرفوا تلك النصوص القرآنية التي تحذرهم من الوقوع في الجريمة، ولا سيّما الآيات القرآنية التي تحذر من أخلاق الانحراف والمنحرفين، وتبيّن العقوبات المترتبة على تلك الأفكار والانحرافات السلوكية، هذا من جانب، أما من جانب آخر فإن معلم الحلقات القرآنية يقوم بتوعية طلابه، بخطر الجريمة وآثارها السلبية على الفرد والمجتمع، ولا سيما ما يتصل بأمن المجتمع واستقراره؛ لذلك فإن الحلقات القرآنية صمام أمان للأفراد والمجتمع؛ فهي تحذر التلاميذ من المخاطر والمخالفات الشرعية والأمنية والفكرية، ولا سيما الأفكار الوافدة التي تدعو إلى الشك والفساد الخلقي والاجتماعي.

(7) التربية الجماعية

     إنَّ الحلقات القرآنية تربي طلابها على الروح الجماعية عند اجتماعهم في الحلقة القرآنية، ومدارستهم القرآن وأحكامه وآدابه، أومن خلال المناشط التربوية التي يقوم بها الطلاب، وهذا الاجتماع في الحلقة القرآنية يحقق التعاون والتعاطف الذي جاء في وصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - للمؤمنين؛ حيث قال: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ». إن التربية الجماعية في المحاضن التربوية القرآنية ولا سيما التي تكون في المسجد الذي لا يعدم مرتادوه الخير والأجر، والعلم والأخوة سوف ترتبط بالمنهج الرباني الذي أمر الله به، وقد كان ابن مسعود - رضي الله عنه - يقول: «يا أيها الناس، عليكم بالطاعة والجماعة، فإنهما حبل الله الذي أمر به».

      إن الاجتماع مع الصالحين الأسوياء في الحلقات القرآنية على مأدبة القرآن، وفي بيت من بيوت الله سوف يجعل هؤلاء الطلاب غالبًا يعملون بأخلاق القرآن، ويحاكون المجتمعين عليه، ويتفاعلون مع جماعة المسجد، فيقلدون أفعالهم الحسنة، ويكتسبون أخلاقهم الصالحة؛ لأن الاجتماع على القرآن، ومجالسة أهل الذكر والخير يثمر حماية الأولاد من الانحراف؛ فهؤلاء القوم هم القوم الذين لا يشقى بهم جليسهم، ولا سيما عندما يتربى التلاميذ على هذه المبادئ في مراحل حياتهم المبكرة، وبهذا يتحقق الأمن الاجتماعي.

(8) الرجوع إلى أهل العلم عند حدوث الفتن

      إن طلاب الحلقات القرآنية يرتبطون بأهل العلم والخير في المجتمع من خلال انضمامهم للحلقات التي تعقد في المسجد، فيفزعون إليهم إذا واجهتهم أي مشكلة في حياتهم الدينية والدنيوية أو عند حدوث الفتن والمصائب، لذلك لن يتخذ طلاب الحلقات القرآنية موقفًا أو رأيًا فيه مخالفة للشرع وقيم المجتمع ونظمه، دون معرفة حكمه الشرعي والتربوي والاجتماعي من العلماء والمربين، والمصلحين والدعاة إلى الله -عزّ وجل-، الذين يكثر وجودهم في المجتمع عموما، والمسجد خصوصا ومنهم معلمو القرآن الكريم.

ومما يتميز به طلاب الحلقات القرآنية التفافهم حول معلميهم، ومشاورتهم، وعدم انفرادهم بالرأي أو التسرع في اتخاذ مواقف دون مشاورتهم؛ لأنهم تربوا في ظلال القرآن الكريم الذي يؤكد المرجعية الشرعية وسؤال أهل العلم، ومشاورتهم وعدم الاستعجال، قال -تعالى-: {فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} (النحل:٤٣).

(9) بناء حصانة فكرية لدى الطلاب

     تقدم الحلقات القرآنية لطلابها حصانة فكرية ونفسية وتربوية تحميهم من الأفكار الشاذة، والمخالفات السلوكية والتربوية، وتعصمهم من الانحراف الفكري الذي تروّجه وسائل الإعلام أو أصحاب الأفكار المنحرفة الذين يريدون تشويه صورة الدين والمتدينين؛ كما يتعرف التلاميذ في الحلقات القرآنية على خطر الفساد العقدي والسلوكي على أخلاقهم، ومما لا شك فيه أن في القرآن الكريم طاقة روحية ذات تأثير بالغ في نفس الفرد، فهو يهز وجدانه، ويرهف أحاسيسه ومشاعره، ويصقل روحه، ويوقظ إدراكه وتفكيره، ويجلي بصيرته؛ فالإنسان الذي يتعلم القرآن الكريم يصبح إنساناً جديداً مطمئن النفس؛ فالقرآن يغرس قيم التوحيد والخير والفضيلة، والرضا بالقضاء والقدر.

       وفي دراسة تطبيقية عن أثر سماع القرآن الكريم على الأمن النفسي أكدت هذه الدراسة أن الاستماع للقرآن الكريم يؤدي إلى التوازن النفسي والاستقرار الوجداني، والطمأنينة القلبية؛ لأن قوة الوازع الديني، وصلاح سلوك الولد أحد العواصم المهمة من الانحراف وارتكاب الجريمة، الأمر الذي يؤكد أهمية الحلقات القرآنية وأثرها في صلاح الولد وترغيبه في الخير.

(10) حفظ الأبناء من رفاق السوء

     من المعلوم أن الاختلاط الفاسد، ورفيق السوء يؤثر على سلوك الولد، وقد أكدت البحوث والدراسات على أثر مصاحبة الأشرار ومرافقة الفجار، فسرعان ما يكتسب الولد منهم السلوكيات المنحرفة، ويتطبع بطباعهم إلى درجة ربما صعب رده إلى جادة الطريق الصالح بسبب هذه الرفقة السيئة؛ فيصبح مصدر قلق وإرباك للأمن الاجتماعي، وبهذا يتضح أهمية الحلقات القرآنية، وأثرها على سلوك الولد الإيجابي؛ نظراً لأن غالب التلاميذ في الحلقات يتميزون بالصلاح والاستقامة، ومن ثم يختار أصحابه وأصدقاءه من هؤلاء، فيسلم من مصاحبة الأشرار، وقد دلت الدراسات أن معظم مرتكبي الجرائم والانحرافات يرتبطون بجماعات من الرفاق الذين عندهم ممارسة وأفعال انحرافية.

 

عمادي: نعيش في دولة مباركة يعتنى فيها بالقرآن الكريم

      قال وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية م. فريد عمادي: نشكر الله -تعالى- أننا نعيش في دولة مباركة، يعتنى فيها بالقرآن الكريم تلاوةً وحفظًا وتجويدًا وتفسيرًا، ويبذل أهلها (حكاما ومحكومين) الجهود كافة في سبيل خدمة القرآن ورعاية أهله وحفاظه، فنعمة القرآن الكريم التي حبانا الله -تعالى- إياها هي من أجل النعم على أمة الإسلام، فلقد نزل من عند رب العالمين، بلسان عربي مبين، على نبي عربي بلغة عربية في أرض عربية، فكان لتمسكنا به واتباعنا لهديه في حياتنا الدنيا العزة والرفعة، وفي الآخرة الرحمة والمغفرة، فقليل هي تلك الأمم التي تزخر صفحات تاريخها بأروع الصور والأمثلة الدالة على العناية بالقرآن الكريم وإجلاله وتقدير حملته وتكريمهم.

 

 

المسباح: أهداف نبيلة وغايات سامية

     أكد رئيس جمعية الماهر بالقرآن الشيخ جاسم المسباح، أنَّ الأهداف التي تسعى إليها الحلقات القرآنية أهداف نبيلة وغايات سامية، من خلال تعليم كتاب الله -تعالى- وأن يكون الإنسان متوجهًا بقلبه وبجوارحه إلى الله في كل حركاته وسكناته: {قُلْ إنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ 162 لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْـمُسْلِمِينَ} (الأنعام: 162-163)، وهذا الهدف كفيل بأن يحقق الأهداف الأخلاقية والتربوية كافة، التي يسعى إليها المربون؛ فالمحتوى الأساس في الحلقات هو كتاب الله -تعالى-، وهو الكتاب المحكم المفصل، لا يأتيه الباطل، كتابٌ معصوم، والتربية تكون على منهج يستمد أصوله وفروعه من القرآن، منهجٌ معصوم يقي التلميذ من كل عقيدة فاسدة أو فكرة هدامة أو سلوك منحرف {أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافًا كَثِيرًا} (النساء: 82).

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك