رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: تحقيق: هالة عبدالرؤوف 23 أبريل، 2012 0 تعليق

تكريس المواطنة الصالحة لا يتعارض مع الهوية الدينية للمسلم

 

لا شك أن حب الوطن أمر فطري جُبل عليه الإنسان، وقد أكد القرآن الكريم والسنَّة النبوية المطهرة مكانة الوطن وأهميته للإنسان، ورسول الله [ عندما اشتاق إلى مكة قبل أن يغادرها يوم الهجرة سأله جبريل عليه السلام: أتشتاق إلى بلدك ومولدك؟ فقال: نعم، فقال جبريل عليه السلام: فإن الله تعالى يقول: {إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ} أي إلى مكة.

ومما هو معلوم أن حب الوطن لا يكون بالقول دون العمل ولا يتعارض مع التمسك بالدين وتعاليمه، والمعادلة العادلة لمعنى المواطنة هي حق المواطنين في الحصول على خدمات متميزة في مقابل تحمل المواطنين المسؤوليات التي تفرضها عليهم أنظمة الدولة وتشريعاتها قوانينها.

        والمواطن الصالح يترجم هذه المحبة إلى سلوك عملي بالحفاظ على مقومات الوطن وخيراته لكونه واجباً دينياً بالأساس، والسؤال: كيف يمكن للمواطن أن يرتقي بمستوى انتمائه وحبه للوطن؟ وهل ما صنعناه فعلاً من أجل وطننا يرقى إلى مستوى عطائه السخي لنا؟ هذا ما نلقي عليه الضوء من خلال هذا التحقيق:

واجب ديني

        تؤكد الدكتورة لمياء بنت سليمان الطويل الأستاذ المساعد بكلية الدعوة والإعلام أن الحفاظ على مقومات الوطن وخيراته أمر عُرف في الإسلام، وأن الأسرة والتعليم يعدان الروافد المهمة للأسس الاجتماعية الرائدة والفاعلة التي تحقق أدواراً بارزة في تكوين شخصية الفرد وبنائها، وتكوين ولاء الشباب لوطنه وأمته، وتحقيق المعنى الصحيح للمواطنة الحقة التي نطمح جميعاً إلى تحقيقها، مضيفة أن تربية المواطنة الحقة في نفوس الشباب مسلك مهم من مسالك البناء، فهي تزرع في نفوس الصغار كيف أن عزتهم وكرامتهم لا يمكن أن تتحققا إلا بعزة الوطن وإعلاء شأنه، ومحبة الوطن والإخلاص له تكون بتربية أبنائنا الطلاب التربية الصحيحة، وواجب الدعاة والمصلحين يكمن في تعريف الشباب بمفهوم المواطنة والعمل على تحقيقها، وإبراز دور ولاة الأمر والتذكير بحقوقهم، فالمعلم والداعية إذا علّم أبناءه حقوق ولاة الأمر فإنه بذلك يضمن صلاحهم وانتماءهم؛ لأن هذا نابع من تعاليم الإسلام.

طاعة أولي الأمر

        فيما يؤكد الدكتور إسماعيل محمد علي عبدالرحمن الأستاذ المشارك بكلية التربية للمعلمات جامعة الرياض للبنات أن المواطن لا بد أن يحفظ مقومات الوطن بحفظ حقوقه؛ حيث إن المملكة العربية السعودية انفردت عن غيرها من الأوطان بمميزات من أشهرها نزول الوحي بالرسالة الخاتمة على أرضها وبين جنباتها فهي التي شهدت بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم وبها البيت الحرام والمسجد النبوي، ومنها انطلقت دعوة الإمام محمد ابن عبدالوهاب -رحمه الله- وتعاهد الإمام محمد بن سعود -رحمه الله- نشر هذه الدعوة، ومنها أن القرآن الكريم هو دستور الدولة وبها تطبق أحكام الشريعة الإسلامية وتقام الحدود الشرعية، وأساس نظامها بني على إعلاء كلمة الإسلام والدعوة إليه وخدمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وهذه النعم وغيرها تحتاج إلى شكر وتثمين، ولا يتحقق إلا بعدة واجبات على كل مواطن سعودي منها معرفة هذه النعم ومداومة تذكرها، وشكر المنعم الأعلى وهو الله عزَّ وجلَّ، والاقتداء بسلف هذه الأمة الذين أثبتوا للدنيا أنهم أهل لاختيار الله تعالى لهم بشرف الصحبة فكانوا خير القرون، واستمرار محبة هذا الوطن والاعتزاز به والمشاركة في رفع رايته وتقدمه، وطاعة أولي الأمر ونصرتهم ومؤازرتهم في حفظ أمن هذه البلاد.

 الحفاظ على أمن الوطن

        ويشير الدكتور إسماعيل إلى أن الحفاظ على أمن الوطن واستقراره من أبرز مقومات المواطن الصالح؛ لأن الأمن في الإسلام نعمة وشكرها واجب ولا يتحقق هذا الواجب إلا بسبل أهمها معرفة حال بلادنا قبل توحيدها وما كانت عليه من تفرق وتخلف وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية وإقامة حدودها ووجوب طاعة ولي الأمر إذا لم تكن في معصية وتقوية أواصر المودة والمحبة بين أفراد المجتمع وتجهيز جيش قوي يكون درعا للوطن ضد المخربين لأمنه؛ ولهذا فإن الحفاظ على أمن الوطن واجب على كل مواطن سعودي ومقيم على هذه الأرض.

        كذلك من مقومات المواطن الصالح العمل على رفعة شأن الوطن وازدهاره؛ لأن الإسلام أوجب على المسلمين عمارة الأرض والاستفادة من خيراتها وبركاتها؛ لما في ذلك من عزة للمواطن ورفعة لوطنه، ولا يتحقق هذا الواجب الوطني إلا بسبل أهمها الإخلاص في العمل وإتقانه والحفاظ على أمن الوطن واستقراره والعلم والأخذ بأسباب التقدم والتكنولوجيا والتعاون مع الدولة والمشاركة البناءة في نهضة المجتمع وكل ما فيه تقدمه ورفعته.

 الحفاظ على المكتسبات الوطنية

        والمواطن الصالح يذود عن حمى الوطن ومكتسباته، وهذا الحق أوجبه الإسلام فمما تقرر شرعاً أن من قتل دفاعاً عن ماله وعرضه وماله فهو شهيد؛ ولذا وجب على كل مواطن سعودي أن يفتدي وطنه بالنفس والنفيس ضد أي اعتداء عليه أو تعد على أمنه أو تخريب وهدم لمكتسباته التي ضحى من أجلها الآباء والأجداد قرونا عدة، ولا يتحقق هذا الواجب إلا بمواصلة تقوية الجيش والشرطة وتنمية الانتماء الوطن وتقويته لدى المواطن وطاعة ولاة الأمر ومساندتهم في تحقيق ذلك والتذكير الدائم بحالنا قبل توحيد المملكة وبعده وتسليح المواطنين بتقوى الله عزَّ وجلَّ التي تورث المراقبة، فيؤدي كل مواطن عمله على الوجه الأكمل دون رقيب بشري، ومن أدي هذه الحقوق الواجبة نحو وطنه كان مأجوراً لأنه ساهم في وحدة المسلمين وقوتهم وعزتهم في هذا الوطن، الذي هو جزء من الأمة الإسلامية بل هو لبها وقلبها القابض، وكان قائماً على تحقيق رسالة الوطن التي قام بها أجداده من الصحابة رضوان الله عليهم والذين أثبتوا للتاريخ أنهم بتمسكهم بشريعتهم ومحبتهم لدينهم كانوا أهلاً لاختيار الله تعالى واصطفائهم لصحبة خير المرسلين، ومن ثم كانوا خير قرون الدنيا.

 ضعف قيم المواطنة

        وعن دور المؤسسات التعليمية والتربوية في ترسيخ هذه المعاني في نفوس أبنائنا وبناتنا يقول الدكتور السعيد بن محمد رشاد الأستاذ المشارك بكلية العلوم الاجتماعية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إنه على الرغم من الاهتمام الكبير الذي أولته المملكة العربية السعودية للتربية من أجل إشاعة مفاهيم المواطنة الصالحة؛حيث أفردت لها نصوصا في سياستها وأهدافها التعليمية، وخصصت لها المقررات الدراسية التي شغلت حيزاً ليس بالقليل من خطة الدراسة بدءاً بالصف الرابع الابتدائي وانتهاء بالمرحلة الثانوية، إلا أن ما وقع من أحداث خلال العقود الثلاثة الماضية أظهر بما لا يدع مجالا للشك أن قيم المواطنة وفضائلها أصابها شيء من الفتور والضعف لدى قلة من أفراد المجتمع ممن تحولوا من سواعد للتنمية والبناء إلى معاول للهدم، وإزاء هذه الأحداث التي طرأت على مجتمعنا السعودي كان لا بد من أن تراجع المؤسسات التربوية في المجتمع وبخاصة المدرسة ما تقوم به من أدوار لتنمية قيم المواطنة المستنيرة والواعية والمسؤولة والارتقاء بها، والمدرسة الابتدائية بحكم أنها تمثل القاعدة التي يرتكز عليها إعداد الناشئة، وتزويدهم بالأساسيات من العقيدة الصحيحة والاتجاهات السليمة، تتحمل العبء الأكبر في تنمية شعور التلاميذ نحو قيم المواطنة والارتقاء بها.

 تنمية ولاء الناشئة

        ويضيف الدكتور السعيد أنه لكي ننمي انتماء وولاء الناشئة في الحفاظ على مقومات الوطن وخيراته والارتقاء بقيم المواطنة فإن هناك منطلقات رئيسية عدة يجب مراعاتها وهي أن رسالة المعلم ليست مقصورة على تلقين المعلومات وحشو أذهان التلاميذ بالحقائق فحسب، بل تشمل كذلك تربيتهم وإعدادهم على الوجه الذي يجعل منهم مواطنين صالحين وأن تهتم المدرسة بتنمية فضيلة الشعور بالواجب عند الأطفال، فإن لم تنجح المدرسة إلا في هذا فقط فقد قامت بقسط وفير من التربية، وأن تكون قيم المواطنة ضمن أولويات تنشئة الأبناء على ممارسة الحقوق والواجبات في إطار الأسرة التي ينتمون إليها، وأن يكون الصالح العام هدفاً يسمو على الفردية حين تنشئة الأولاد على تحقيق المقاصد الشرعية، وأن تعود الأسرة والمدرسة أبناءنا على أن يسلكوا في حياتهم السلوك الاجتماعي المرغوب فيه الناتج عن تمثل الفرد للقيم الصحيحة، والمنطلق من الرقابة الذاتية وليس خشية من العقاب أيا كان، ويجب أن نتنبه إلى أن الأطفال من سن 10- 12 سنة لا يقتصر ضميرهم على الأوامر والنواهي البسيطة، بل يتسع ليشمل تصورات عامة، عمّا يجب وما لا يجب، وأن لديهم قيماً يمكن الارتقاء بها من الفردية إلى الجماعية، كما أن لديهم وعياً بحاجات ومشاعر الآخرين؛ ولذا تتسم قيمهم في هذه المرحلة بالقيم الاجتماعية، فالطفل لا يسرق ليس لمجرد الخوف من العقاب بل لأن السرقة تسبب أضرارا بالنسبة للآخرين.

 تأثير القدوة في السلوك

        وعن البيئة المناسبة لتربية الأبناء وتدريبهم على كيفية الحفاظ على مقومات الوطن وخيراته من منطلق ديني يقول الدكتور السعيد: لا بد من توفير مناخ أسري ومدرسي تتحقق فيه الشروط التالية وهي: إشباع حاجات الأبناء للاحترام والتقدير الاجتماعي، واحترام دافعيتهم نحو المشاركة في الأنشطة الوطنية المتعددة، وتعزيز روح التعاون والإخاء والمساواة والتآلف بينهم وبين نظرائهم، والأخذ بأسلوب الحوار القائم على حرية الرأي بين الكبير والصغير، والصغير والصغير، والكبير والكبير، ونشير هنا إلى أن القدوة أكثر تأثيرا في سلوك الأبناء من الأقوال، وهذا يحتم عليه أن يمارس سلوكاً يتفق مع مضمون الأهداف الوجدانية التي نرغب في تحقيقها لدى أبنائنا، وأن الأب أو المعلم عندما يقول شيئاً، ويعمل شيئاً آخر، فإن الأطفال لا يظهر عليهم أي استياء من ذلك التناقض، فهم يرددون ما يقوله الأب أو المعلم ويفعلون ما يفعل، دون أن يدركوا التناقض الموجود في المجتمع بين القول والفعل من جيل إلى جيل دون أن تجد الأجيال الجديدة أي غضاضة في ذلك فقد تشربته من تنشئتها الأولى، وأن تتضمن المقررات الدراسية مجموعة الاتجاهات والقيم الوطنية المحددة حتى لا يقع المعلم والمتعلم في الغموض، وينتج عن ذلك تطوير أنماط سلوكية غير مرغوب فيها، وأن تقدم الشخصيات التي يمثل سلوكها الاتجاهات والقيم المرغوب في تعلمها بحيث يكون تقديمها بشكل ييسر لتلاميذ المدرسة الابتدائية تمثلها واستيعابها، ويؤكد الدكتور السعيد على أهمية توفير أنشطة مدرسية يتحقق من خلالها التعرف على قضايا المجتمع ومشكلاته حتى يرتبط الناشئة بنبض مجتمعهم منذ الصغر، وإتاحة فرص الحوار المثمر المبني على أساس احترام استقلالية الولد وتفكيره، وتبصيره بمعلومات دقيقة عن السلوك الذي يصدر منه.

استقرار الوطن وتطوره

        من جهته يقول الدكتور عبدالرحمن بن حمد الداود الأستاذ المشارك في قسم التربية بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية: إن تحقيق المواطنة الصالحة والحفاظ على مكتسبات الوطن وخيراته في نفوس الشباب من أهم المسببات التي تساعد على تحقيق أمن الوطن واستقراره وتطوره، فلن يتحقق الرقي والتقدم إلا بسواعد مواطنيه وعقولهم، فالمواطنة ليست مجرد قيمة وإنما هي ممارسة حية يمارسها المواطن على أرض الواقع عملياً في شتّى المجالات؛ لذا فإن تعزيز الانتماء الوطني يُعد الركيزة الأساسية للمشاركة الإيجابية والفعالة في التنمية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية والثقافية، مشيراً إلى أن مؤسسات التعليم هي المصنع الحقيقي لإعداد الطلاب وتأهيلهم للانخراط بفاعلية في المجتمع؛ لذا يجب أن تتحمل هذه المؤسسات الجانب الأساسي في تعزيز الانتماء الوطني.

        وشدد على دور المؤسسات التربوية في المحافظة على القيم والسلوك والأفكار المنضبطة المعينة على تحقيق أهداف المجتمع وتطلعاته نحو تنمية شاملة مستدامة في شتّى المجالات، كما أن لها دوراً في تشكيل سلوك النشء وتكوين المفاهيم الصحيحة وتعزيزها في أذهانهم بصورة تتوافق مع تطلعات المجتمع وغاياته، فهي مجال خصب لغرس التوجيهات السلبية والإيجابية في نفوس الناشئة وترجمتها إلى سلوكيات عملية في واقع حياتهم، وتنمية الانتماء للأمة والوطن والولاء والطاعة لولاة الأمر بطريقة تربوية سليمة، فهي الجهة المسؤولة عن بناء الاتجاهات وضبطها بما يقوي البناء الاجتماعي ويعزز وحدته وترابط أجزائه من خلال برامج مقصودة ومدروسة.

 المواطنة الصالحة مطلب شرعي

        في سياق متصل تقول الدكتورة أسماء بنت عبدالعزيز الداود الأستاذ المساعد في قسم الدعوة والاحتساب: إن رؤية المواطن الصالح هو ما تحدَّث به أصدق مواطن محب لوطنه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم عندما وقف مخاطباً مسقط رأسه مكة المكرمة قائلاً: «والله إنكِ خير أرض الله إلى الله وأحب أرض الله إلى الله ولولا أني أُخْرِجت منك ما خرجت»، إنه شعور المكره على ترك وطنه والخروج منه، مضيفة أن قوى الشر تحاول زعزعة قيم المواطنة وقيمة الوطن من خلال تفعيل مبادئ العولمة مغفلين أهمية الدين، وأنه من أقوى العوامل المحركة للأمم والشعوب في الاعتزاز بالأوطان والحفاظ على قيم المواطنة، وهي بذلك تتعرض للمواجهة لها نحو غاياتها ووسائلها المحددة، ولا نستطيع أن نجد بين العوامل المحركة للبشر أو الموجهة لسلوكهم عاملاً واحداً يضاهي عامل العقيدة الدينية في القدرة والقوة على توجيه السلوك وخلق المثل الرفيعة النبيلة في الناس لقدر الوطن وعظم مقداره على عكس ما يراه علماء الاجتماع من وجود عوامل أقوى من الدين كالعصبية القبلية أو الوطنية العرقية، أو العادات، والأعراف أو المذاهب والقوانين الوضعية، مثل العولمة التي تسعى إلى تنميط الأمم والشعوب وخروجهم على الوطن وقيمه الدينية، والمتأمل فيما فعلته الفئة الضالة في المملكة العربية السعودية من تفجير وتكفير، وتدمير لزعزعة أمن الوطن والمواطن والمقيم، وكل أولئك من المخربين والحاقـدين والمرجفين لم يعلموا أن الإسلام رسالة عالمية ترفض أن تكون ظالمة أو معتدية أو مظلومة معتدى عليها، حيث أستطاع الإسلام في أحلك الظروف أن يصمد في وجه أعدائه، حتى عندما اخترقت الحداثة والعصرنة ديار المسلمين لإيذائهم في عزتهم وكرامتهم ظل الإسلام على مقاومته ورفضه للانخـراط في أي مشـروع يخالف شرع الله سبحانه وتعالى، ففكر الخوارج مثلاً من الأفكار التي بثها أعـداء الإسلام في بـلاد المسلمين لزعزعة الاستقرار والأمن العقدي والفكري والنفسي والوطني.

تنمية الولاء للوطن

        أما الدكتور منيع بن عبدالعزيز المنيع الأستاذ بكلية العلوم الاجتماعية بجامعة الإمام محمد ابن سعود الإسلامية فأكد أن الدولة حرصت من خلال وثيقة سياسة التعليم على أن من الأسس العامة التي يقوم عليها التعليم تنمية الولاء للوطن والإخلاص له، كما أوضحت أن من غايات التعليم وأهدافه إعداد الطالب بحيث يكون عضواً نافعاً في بناء مجتمعه، و تربيته ليكون لبنةً صالحة في بناء أمته ويشعر بمسؤوليته لخدمة بلاده والدفاع عنها، وأكدت في مواضع عدة ضرورة غرس حب الوطن في نفوس الطلاب وتعميق الإخلاص لولاة أمرهم، ولقد كانت تلك إشارات متفرقة القصد منها غرس مفهوم المواطنة الصالحة في نفوس الشباب وإعدادهم إعدادا سليماً يجعل منهم مواطنين صالحين، والمواطنة الصالحة المراد تحقيقها أو الوطنية تعني معرفة المواطن بما له من حقوق وما عليه من واجبات تجاه وطنه وترجمة هذه المعرفة إلى سلوك تطبيقي مشاهد يشمل جميع الجوانب التي لها علاقة مباشرة وغير مباشرة بالوطن من حيث سلامته واستقراره وتطوره واحترام أنظمته وقوانينه والالتزام بها بالإضافة إلى الإسهام في بنائه وتطوره.

ويرى الدكتور منيع أن مادة التربية الوطنية ليست إلا وعاءً واحداً يمكن استخدامه لتحقيق المواطنة الصالحة وأن مثل هذه المادة وحدها لا يمكن أن تحقق الغرض حتى ولو توافرت لها أسباب ومقومات النجاح وذلك لأن المواطنة الصالحة في رأيه مثل الدم الذي ينبغي أن يسري في جسم العملية التعليمية بجميع مكوناتها حتى تتحقق لها الحياة فهي ذات صلة وثيقة بجميع التخصصات مهما تعددت كما أنها رسالة ينبغي أن يحملها جميع العاملين في الميدان التربوي والدعوي والاجتماعي.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك