رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د. أمير الحداد 1 أبريل، 2013 0 تعليق

تفسير الأحلام

 

     أزرار مذياع مركبتي مبرمجة على قنوات أتمتع بالاستماع إليها... فإذا بأحدهم «يروج» للاعتناء بالأحلام  وتفسيرها والسعي إلى فهمها... حتى قال: «وكان الصحابة يتسابقون إلى تفسير الأحلام».. قلت لنفسي: سبحان الله! كل هذا الحماس والتقول لأجل دفع الناس أن يتصلوا بالهاتف لتفسير أحلامهم؟!

حدثت صاحبي في اليوم التالي.. أشار علي أن نبحث عن جميع الأحاديث المتعلقة بتفسير الأحلام.. وكان ذلك بعد صلاة عصر يوم الخميس الفائت.

كان مجموع ما حصلنا عليه من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم .. التالي:

- عن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: «إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله، فليحمد الله عليها، وليحدث بها، وإذا رأى غير ذلك مما يكره، فإنما هي من الشيطان، فليستعذ من شرها، ولا يذكرها لأحد؛ فإنها لا تضره» البخاري.

- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «في آخر الزمان لا تكاد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقهم رؤيا أصدقهم حديثا، والرؤيا ثلاث: الحسنة بشرى من الله، والرؤيا يحدث الرجل بها نفسه، والرؤيا تحزين من الشيطان، فإذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فلا يحدث بها أحدا وليقم فليصل». صححه الألباني.

- عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «إذا رأى أحدكم رؤيا يكرهها فليتحول وليتفل عن يساره ثلاثا، وليسأل الله من خيرها  وليتعوذ من شرها»، صحيح سنن ابن ماجة.

- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم  قال: «رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة» صحيح سنن ابن ماجة.

- عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى الصبح أقبل علينا بوجهه فقال: «هل رأى أحدكم رؤيا؟» فإن قال: نعم، قصها عليه فقال فيها ما شاء الله أن يقول. أخرجه مسلم.

- عن جابر بن سمرة  رضي الله عنه قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صلى الفجر تربع في مجلسه حتى تطلع الشمس حسنا» رواه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي والطبراني، ولفظه: كان إذا صلى الصبح جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس، ثم يستقبل الناس بوجهه، وكان تعجبه الرؤيا، ثم يقول: «هل رأى أحد منكم شيئا»؟ قال ابن زمل: فقلت: أنا يا نبي الله، قال: «خير تلقاه وشر توقاه، وخير لنا وشر على أعدائنا، والحمد لله رب العالمين، اقصص رؤياك».

- عن ابن عباس أو غيره قال: أتى النبي صلى الله عليه وسلم رجل منصرفه من الحديبية فقال: «يا رسول الله إني رأيت في المنام ظلة تنطف السمن والعسل، ورأيت الناس يتكففون بأيديهم فالمستكثر والمستقل، ورأيت سبباً واصلا إلى السماء، ورأيتك أخذت به فأعلاك الله، ثم أخذ به رجل بعده فعلا به، ثم أخذ به رجل بعده فعلا به، ثم أخذ به رجل بعده فانقطع به ثم وصل له فعلا به، قال أبو بكر: دعني يا رسول الله أعبرها، قال: عبرها».

- «إن الرؤيا تقع على ما يعبر، ومثل ذلك مثل رجل رفع رجله فهو ينتظر متى يضعها، فإذا رأى أحدكم رؤيا فلا يحدث بها إلا ناصحا أو عالما» قال: فما سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رؤيا بعد هذا إلا أن يجيء الرجل فيحدثه بها متبرعا (دلائل النبوة- البيهقي).

     من هذه الأحاديث نستخلص.. أن المسلم يستبشر بالرؤيا الطيبة ولا يتشاءم من الرؤيا السيئة، بل يتعوذ من الشيطان ولا يخبر أحدا فلن تضره.. وكذلك كان النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة الفجر يبقى في مجلسه حتى تطلع الشمس يذكر الله عز وجل ويجلس الناس حوله ويسألهم إن كان رأى أحدهم رؤيا.. وكان يفعل ذلك أحيانا.. ثم تركه، وأن أبا بكر عبر الرؤيا مرة واحدة بين يدي النبي صلى الله عليه وسلم .. وأن الرؤيا إن لم تعبر لا تقع.. فأين التسابق لتعبير الرؤيا والحرص على تعلم هذا الفن وأنه من العلوم الشرعية؟!

- وماذا تأخذ على من يفسرون الأحلام هذه الأيام؟

- أول ما آخذ عليهم أنهم يفسرون أحلام أناس لا يعرفون عنهم شيئا، ولا شك أن معرفة حال المستفسر أساس في التعبير الصحيح للرؤيا.. وآخذ عليهم إعطاء الرؤيا أهمية أعظم مما هي في شرعنا.. فالمسألة أبسط مما يزعمون، من أراد أن يعبر الرؤيا فليعبر خيرا.. وإلا فلا يفعل.. هكذا هو هدي النبي صلى الله عليه وسلم .. وهذه البرامج إنما هي للبحث عن زيادة الاتصالات الهاتفية.. لتنفيع من يقوم عليها.. نسأل الله العافية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك