رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 25 أغسطس، 2015 0 تعليق

تفجير مبنى الأمن الوطني بشبرا ورسائل مهمة للحكومة المصرية

لم تكد تمر أيام قلائل على إقرار قانون الإرهاب الجديد في مصر حتى استيقظت القاهرة يوم الخميس الماضي 20 أغسطس على دوي انفجار هائل هز أركان المدينة الهادئة ذات العشرين مليون نسمة، قرب الساعة الواحدة والنصف أو الثانية صباحًا بالتوقيت المحلي؛ حيث هزَّ هذا الانفجار العنيف أماكن عدة في وقت واحد، في إمبابة بالجيزة، وفي مدينة نصر بالقاهرة، وفي شبرا الخيمة بالقليوبية، وظهرت الأنباء الأولى تحمل معلومات غير سارة على الإطلاق، على اعتبار أن سلسلة من التفجيرات ضربت أماكن عدة في محافظتي القاهرة والجيزة.

تصريحات رسمية

     وخلال ساعة واحدة، ظهرت التصريحات الرسمية، بأنه لا تفجيرات في الجيزة، وأن الصوت الذي أيقظ سكان المحافظتين ناجم عن انفجار سيارة مفخخة تقف على مسافة 15 مترا فقط من مبنى الأمن الوطني الذي يقف إلى جوار مبنى مجمع المحاكم، وأحد أكبر الأكمنة الأمنية الثابتة، ما أسفر عن وقوع إصابات يصل عددها إلى 40 شخصًا، بينهم 5 أمناء شرطة، و4 مجندين، ومن بين المصابين 8 أشخاص في حالة خطيرة، بينما تمكن منفذ العملية من الفرار على دراجة نارية كانت تسير خلف السيارة المفخخة قبل توقفها، ونزوله منها، ثم الانضمام إلى سائق الدراجة والفرار من موقع الحادث.

     هذه هي التفاصيل البسيطة لحادث إرهابي وقع في أحد أكبر المدن العمالية وأهمها في مصر وأكثرها اكتظاظا بالسكان، ومع ذلك لم يوقع قتلى، واقتصر الأمر على بعض المصابين وانهيار واجهة مبنى الأمن الوطني وعدد من البيوت المحيطة، وتصدع بنايات أخرى وانهيار واجهاتها ونوافذها وأبوابها.

داعش يعلن مسؤوليته

     هذا وقد أعلن تنظيم داعش ولاية سيناء مسؤوليته عن الانفجار، وقال التنظيم في بيان تناقلته مواقع جهادية : «تمكن جنود الخلافة من استهداف مبنى جهاز أمن الدولة في منطقة شبرا الخيمة بسيارة مفخخة مركونة»، وأكد التنظيم أن العملية جاءت «ثأرا لإخواننا شهداء عرب شركس- منطقة سكنية في القاهرة- وجميع شهداء المسلمين».

تساؤلات مهمة

     ويرى مراقبون أن تفجير شبرا الخيمة هو الأول من نوعه بعد افتتاح قناة السويس، وبعد إقرار قانون الإرهاب الجديد، ما أثار تساؤلات عدة حول الأهداف التي تسعى التنظيمات الإرهابية لتحقيقها جراء تلك التفجيرات، وعن مدى المرونة التي تتمتع بها تلك التنظيمات الإرهابية القادرة على الظهور في الوقت الذي تريد لتنفيذ عملية إرهابية هنا أو هناك.

رسائل في غاية الأهمية

     ولا شك أن هذا التفجير الإرهابي ترك رسائل في غاية الأهمية والخطورة، سواء للأجهزة الأمنية أم للحكومة المصرية، وهي أن تلك التنظيمات قادرة على زعزعة ثقة المجتمع المصري في الأجهزة الأمنية وبقدراتها على إحكام قبضتها على تلك التنظيمات ومنعها من تنفيذ ما تريد من عمليات.

     كذلك من الرسائل المهمة التي يتركها هذا العمل الإرهابي هي أن قانون الإرهاب الذي أقر مؤخرًا غير كاف لردع هؤلاء المجرمين الذين استطاعوا الفرار من موقع الحادث، وأظهروا حالة من التحدي للأجهزة الأمنية في الدولة باستهداف أحد مقراتها الهامة.

قانون الإرهاب ليس كافيًا

      تلك الرسائل وغيرها جعلت اللواء فاروق المقرحى مساعد وزير الداخلية الأسبق، والخبير الأمني يقول: إن إغلاق الشوارع بالمتاريس والرمال، حول المبانى والمنشآت العسكرية والشرطية ليس حلاً جذريًا، موضحًا أن قانون الإرهاب الذي تم التصديق عليه مؤخرًا، ليس كافيًا ولن يكون رادعًا.

الأزهر يدين الحادث

     من جانبه أعرب الأزهر الشريف عن استنكاره الشديد للتفجير في بيان صحفي؛ حيث يقول إن «الأعمال الإجرامية لهؤلاء المفسدين في الأرض الذين يستحلون الدماء البريئة، ويروعون الآمنين ستزيد من إرادة وتماسك المصريين ومن قوة وصلابة رجال الأمن الأوفياء الساهرين على حفظ أمن البلاد والعباد».

      وتابع البيان: «والأزهر الشريف إذ يستنكر هذا التفجير الإرهابي الأثيم فإنه يشدد على دعمه الكامل ووقوفه إلى جانب رجال الشرطة في مواجهة خطر الإرهاب اللعين الذي يسعى إلى إيقاف عجلة التقدم والتنمية التي تشهدها مصرنا الغالية».

الدعوة السلفية تدين الحادث

     كذلك استنكرت الدعوة السلفية على لسان نائبها الدكتور ياسر برهامي، تفجيرات مبنى الأمن الوطني بشبرا الخيمة، مشيراُ إلي أن هذه الأفعال هي ضمن مسلسل التخريب الذي يستهدف هدم كيان الدولة المصرية.

وشدد نائب رئيس الدعوة السلفية، على ضرورة التعاون من أجل الحفاظ على المجتمع، والتصدي لهذه الأفكار المتطرفة والمنحرفة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك