تفجير الضاحية.. حزب الله يجني أشواك ما زرعه في سوريا
شهدت الضاحية الجنوبية في لبنان -معقل حزب الله- تفجيراً مروعاً الخميس الماضي، أدى لسقوط 24 قتيلا، وأكثر من مائتي جريح على أقل تقدير، وهي محصلة قابلة للارتفاع؛ نتيجة أن الكثير من المصابين حالتهم خطيرة، كما أن هناك جثثا لم يتم التعرف عليها.
حزب الله يجني الشوك
ويرى مراقبون للوضع السوري واللبناني، أن هذا التفجير هو عبارة عن رسالة شديدة اللهجة، من المسؤولين عن هذا التفجير، بأن حزب الله عليه أن يتجرع جزاء ما اقترفت يداه في سوريا، وأن تدخل حزب الله وقيام حسن نصر الله بالدفع بعناصر الحزب إلى أتون الحرب السورية لن يمر مرور الكرام، وأن هذا التفجير رسالة، بأن مصالح حزب الله مهددة، حتى في عقر داره، وأن ما زرعه من قتل في سوريا، سيجنيه أشواكاً في معقله في لبنان.
الحزب وتهديد أمن لبنان
وكانت جماعة أطلقت على نفسها اسم «سرايا السيدة عائشة»، أعلنت مسؤوليتها عن الهجوم، بل وتعهدت بمزيد من الهجمات، ضد حزب الله بسبب علاقة الحزب بإيران، وذلك في شريط مسجل بث على الإنترنت.
فيما يبدو أن هذا الحادث مرتبط ارتباطاً وثيقاً بالصراع الدائر في سوريا، الذي أثار توترات طائفية في لبنان، واتهامات لحزب الله بتهديد أمن لبنان الداخلي؛ بسبب تدخله في هذا الصراع، بجانب بشار الأسد ضد الشعب السوري، وتقديم نصر الله مصالح الحزب على مصالح لبنان، شعباً ودولة، ولا سيما أن هذه ليست المرة الأولى التي يتعرض فيها لبنان ولا سيما الضاحية الجنوبية، لمثل هذه التفجيرات، فخلال الشهر الماضي تعرضت الضاحية الجنوبية لتفجير أوقع ما يزيد عن 50 مصاباً.
ويبدو أن هذا التفجير هو الأشد وطأة وتأثيراً على الداخل اللبناني، ولا يعلم أحد مدى العواقب التي قد تترتب عليه، ولا سيما أن شهود عيان أكدوا ضخامة التفجير؛ حيث تصاعدت أعمدة الدخان الأسود فوق المنطقة ذات الكثافة السكانية العالية، ولحقت أضرار بواجهات بنايات سكنية عدة، كما التهمت النيران العديد من السيارات، وتناثرت الجثث المتفحمة لسائقين وركاب بداخلها، بحسب شهود عيان كانوا في مكان الحادث.
الحر ينفي صلته بالحادث
وعلى الفور نفى الجيش السوري الحر، على لسان لؤي المقداد، أي علاقة له بتفجير منطقة الرويس في ضاحية بيروت الجنوبية، متهمًا دمشق وطهران بذلك، لشد العصب الشيعي الذي ارتخى حول حزب الله في الآونة الأخيرة، ولا سيما أن الجهة الذي تبنت التفجير هي جماعة غير معروفة، وأطلقت على نفسها «أنصار السيدة عائشة».
الحزب يتحمل المسؤولية
وأوضح المقداد: أن الأشخاص الذين ظهروا في التسجيل لم يدعوا انتماءهم إلى الجيش الحر، ولا إلى الثورة السورية، غير أنه رأى أن من يتحمل المسؤولية عن هذه الجريمة هو من شارك في قتل الشعب السوري وذبحه، إلى جوار المجرم بشار الأسد، في إشارة إلى حزب الله، الذي أعلن منذ أشهر مشاركة عناصره في القتال إلى جانب القوات النظامية السورية.
ويشار هنا إلى أن هذا الانفجار هو الأكثر دموية في الضاحية منذ نحو ثلاثة عقود، والثاني الذي استهدف المنطقة نفسها خلال شهر تقريبًا.
ويبدو أن حزب الله أصبح الآن في مرمى النيران، وتحت بؤرة الاستهداف؛ جراء تدخلات الحزب الخارجية في الشأن السوري، والدفع بعناصره للمشاركة في قتال السوريين، استجابة لتعليمات وتوجيهات طهران؛ مخافة سقوط الأسد، وقطع طرق الإمداد عن الحزب التي كانت تأتيه عبر دمشق. إلا أن ضريبة هذا التدخل من قبل حزب الله في الشأن السوري تبدو فادحة بالنظر إلى ضخامة هذه التفجيرات، وتهديد مصالح لبنان بصفة عامة والحزب بصفة خاصة، ولا سيما بعد إدراج الاتحاد الأوروبي للجناح العسكري للحزب، ضمن المنظمات الإرهابية، بسبب تدخله في سوريا.
لاتوجد تعليقات