تعثر المفاوضات اليمنية في الكويت- المخلافي: الوفد الحكومي باق من أجل إنجاح عملية السلام
المخلافي: إن صبر الشرعية والمجتمع الدولي سينفد إذا استمرت المخاتلة والخداع من قبل المليشيات
ولد الشيخ أحمد: نرى أن جميع المسائل الشائكة والإشكالات يجب أن تطرح على طاولة الحوار بكل شفافية للتوصل إلى حل شامل يضع حداً للحوادث التي يستغلها بعضهم للضغط على الفريق الآخر
واصلت جماعة الحوثي وصالح وضع العراقيل أمام السلام واستهتارها بدماء الشعب اليمني من خلال مجموعة من الأفعال التي تشكل خرقا فادحا لوقف إطلاق النار
طالب نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية اليمني، عبدالملك المخلافي، الأمم المتحدة وسفراء الدول الراعية للتسوية السياسية في بلاده بتوفير ضمانات ملزمة للمتمردين الحوثيين بتثبيت وقف إطلاق النار، ورفع الحصار عن المدن، وإطلاق سراح المعتقلين قبل عودة الوفد الحكومي إلى المشاورات المباشرة مع وفد الانقلابيين.
وأكد رئيس وفد الحكومة اليمنية إلى المباحثات في مقابلة مع قناة العربية، أن الوفد الحكومي باق في الكويت من أجل إنجاح عملية السلام، ولن ينسحب من المشاورات، وهو مستمر في عقد لقاءات مكثفة مع المبعوث الأمني وسفراء الدول الـ18 وسفراء دول الخليج من أجل إنجاح المشاورات.
وأضاف أن الحكومة حريصة على تحقيق سلام دائم وشامل من خلال بحث القضايا المطروحة على طاولة المشاورات وفقاً للقرار الأممي 2216 والقضايا الرئيسة المحددة من قبل الأمم المتحدة انطلاقاً من انسحاب الميليشيات، وتسليم السلاح، وإعادة مؤسسات الدولة، والخروج من المعسكرات.
الحوثيون ينسفون المفاوضات
يذكر أنه في وقت سابق كانت الحكومة اليمنية قد علّقت مشاركتها في المحادثات المباشرة مع الحوثيين في المفاوضات التي تستضيفها الكويت، داعية المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد والأشقاء في الكويت ومجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية وبقية سفراء دول الـ18 إلى ممارسة الضغط اللازم على الطرف الآخر للالتزام بمتطلبات السلام.
وقد صرح عضو مؤتمر الحوار الوطني اليمني زيد السلامي أن وفد الحكومة اليمنية أعلن تعليق المشاورات السياسية اليمنية المباشرة في الكويت احتجاجا على استمرار العمليات العسكرية وخروقات الهدنة من قبل الفريق الآخر واقتحامهم لواء (العمالقة)، علمًا بأن هذا اللواء الموجود في منطقة عمران قد وقف على الحياد، ولم يشترك في القتال الدائر بين الطرفين.
بيان الوفد اليمني
وأصدر الوفد الحكومي اليمني بياناً قال فيه: في الوقت الذي حضر وفد حكومة الجمهورية اليمنية إلى مشاورات السلام برغبة جادة في السلام، وإنقاذ شعبنا من الحرب والدمار الذي فرضته ميليشيا الانقلابيين والمتمردين من جماعة الحوثي وصالح، والوصول إلى سلام حقيقي يحقق لشعبنا استعادة الدولة والأمن والاستقرار وفقا للقرار الأممي 2216 والمرجعيات المتفق عليها، وصبر وتحمل بمسؤولية كل التعطيل والعرقلة والاستفزازات التي غدت معروفة، وأثبت لشعبنا وأشقائنا وأصدقائنا والمجتمع الدولي رغبته في السلام، واصلت جماعة الحوثي - صالح وضع العراقيل أمام السلام واستهتارها بدماء أبناء شعبنا من خلال مجموعة من الأفعال التي تشكل خرقا فادحا لوقف إطلاق النار؛ حيث شملت الخروقات محافظات تعز، والبيضاء، وصنعاء، ومأرب، والجوف، وشبوة، واستمر قتل المدنيين وحصارهم، ولاسيما في تعز، وبيحان، ونسف المنازل وهو العمل الذي يرقى لأن يكون إرهابا وجريمة حرب، وكذا استمرار الاعتقالات والحشود العسكرية التي تمهد لحرب شاملة.
استفزازات مستمرة
وأضاف الوفد في بيانه: أن هذه التصرفات جرى التنبيه لها باستمرار من قبلنا، ومع ذلك واصل الوفد الحكومي تعامله الإيجابي وحرصه من خلال استمراره في المشاورات؛ حيث أشاد المجتمع الدولي والمبعوث الخاص للأمين العام بأداء فريق للحكومة وصبره.
ولكن أمام استمرار وتمادي الطرف الآخر وما حدث من استغلال للهدنة والاستيلاء على معسكر العمالقة (اللواء 29 ميكا)؛ بما يشكل نسفاً لعملية السلام، فإن وفد حكومة الجمهورية اليمنية ومن منطلق حرصه على العملية السلمية وتوفير الجدية اللازمة لإنجاحها، يعلن تعليق مشاركته في المشاورات حتى يتم توفير الضمانات الكافية لوقف هذه الممارسات والخروقات الخطيرة، ويدعو المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد والأشقاء في الكويت ومجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول الخمس دائمة العضوية وبقية سفراء دول الـ 18+ إلى ممارسة الضغط اللازم على الطرف الآخر للألتزام بمتطلبات السلام.
الحصول على ضمانات
كما أكد المخلافي أن العودة إلى طاولة المفاوضات مرتبطة بالحصول على ضمانات بوقف إطلاق النار؛ إذ ليس من المعقول التفاوض على سحب سلاح المليشيات في وقت تواصل فيه الاستيلاء على المزيد من السلاح من لواء العمالقة.
وأضاف عبدالملك المخلافي في تصريح له: إن صبر الشرعية والمجتمع الدولي سينفذ إذا استمرت المخاتلة والخداع من قبل المليشيات، مؤكدا استمرار التواصل مع المبعوث الأممي.
وقال: نحن نكسب كل يوم نقاطاً بأننا مع السلام، وهم يخسرون كل يوم، وتراكم النقاط السلبية ستوصل المجتمع الدولي إلى قناعة أن الحوار مع هذه المليشيات غير مجد.
وأكد أن خيار السلام وتنفيذ القرار الدولي عبر التفاوض لم يستنفد بعد، لكن إذا استنفد ستكون هناك طريقة أخرى، لافتا إلى أن تنفيذ نقاط القرار الأممي بالتتالي وأن المبعوث الأممي اجتهد لطرح فكرة التنفيذ بالتوازي
طرح المسائل الشائكة
من جهته، حض المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد جميع الأطراف، على الانخراط بحسن نية، وحكمة في المشاورات. وقال: إننا نرى أن جميع المسائل الشائكة والإشكالات يجب أن تطرح على طاولة الحوار بكل شفافية للتوصل إلى حل شامل يضع حداً للحوادث التي يستغلها بعضهم للضغط على الفريق الآخر.
وأضاف ولد الشيخ: نحن لا نقلل من أهمية ما حدث ويحدث، لكننا نكرر أن الطريق الوحيد للحل هو الحوار السلمي والالتزام الكامل بقرارات مجلس الأمن وخريطة الطريق التي رسمتها المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني.
وأكد تلقيه تأكيدات من الأطراف المعنية بالعمل على حل المسائل العائقة دون عقد الجلسات المشتركة بين الوفدين، لافتاً إلى أن «خبراء الأمم المتحدة يعملون حالياً على دراسة الأوراق التي قدمها الوفدان واستخلاص القواسم المشتركة.
وكان وزير الخارجية اليمني عبد الملك المخلافي الذي يرأس الوفد الحكومي إلى محادثات السلام قال: أردنا أن نكون صبورين من أجل إعادة إحلال السلام في بلادنا، لكننا سنرد بالطريقة المناسبة على هذه الجريمة التي ارتكبها الحوثيون.
لاتوجد تعليقات