رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: ناصر نعمه العنيزان 25 أبريل، 2021 0 تعليق

ترجمة تفاسير القرآن الكريم

 يتبوأ الأرشيف منزلة غاية في الأهمية لدى الأمم والشعوب المتحضرة، فالتاريخ يصنع بالوثائق، وهي الآثار المختلفة، وأفعال الرجال الماضية وأقوالهم؛ فهي بصمات لا تنسى، كيف لا؟ وهو يوثق إنجازاتها، ويحمل لسان حالها إلى الأجيال اللّاحقة؛ لذلك خُصصت هذه الصفحة لننشر من خلالها تراث جمعية إحياء التراث الإسلامي، ومواقفها التاريخية عبر مسيرتها المباركة.

 

انطلاقًا من منهجية واضحة تقوم على كتاب الله وسنة نبيه - صلى الله عليه وسلم - وعلى نهج السلف الصالح سعت جمعية إحياء التراث الإسلامي -منذ بداية التسعينات- لتبني ترجمة تفسير المصحف الشريف للغات عدة، دعمًا لنشر كتاب الله -تعالى- بين شعوب الأرض وبلغاتهم التي يتقنونها، وذلك ضمن جهودها لخدمة كتاب الله ونشره وتلبية للحاجة الكبيرة لذلك، والنداءات الكثيرة التي تصلها بطلب المصحف المترجم، فكان أن وفقها الله -سبحانه وتعالى- لعدد من الإنجازات في هذا المجال.

أولاً: منهجية واضحة في ترجمة التفسير

اعتمدت الجمعية في عملها لإنجاز هذه الترجمات وإخراجها الى حيّز الوجود على أسس محددة أهمها:

1- البحث أولاً عن الترجمات الموجودة على الساحة باللغة المطلوبة ودراستها إذا ما وجدت دراسة علمية منهجية.

2- اعتماد تبني علماء متبحرين لإنجاز الترجمة المطلوبة من أصحاب العقيدة السلفية الصحيحة، وذوي الخبرة الطويلة في مجال الترجمة.

3- تأكيد أن تكون لغة الترجمة والتفسير راقية وسليمة وسهلة، يجتنب فيها الحشو والتطويل الذي لا فائدة منه.

4- العناية ببيان العقيدة الصحيحة مع الاستدلال بالآيات القرآنية والأحاديث الصحيحة.

5- تجنب ذكر الخلاف، إلا أن يكون الخلاف مما تدعو الحاجة لذكره.

6- الحرص على الفوائد التفسيرية والأحكام الفقهية مع الربط بين الآيات قدر الإمكان.

7- الحرص على الأحاديث الصحيحة مع تخريجها والبعد عن الأحاديث الضعيفة الموضوعة.

8- الرجوع إلى التفاسير الموثوقة والمعتمدة في اللغة العربية، والأخذ عنها مع الإشارة للمرجع الذي أُخذ عنه.

9- العناية بقراءة التفسير المترجم من قبل العديد من الشيوخ والعلماء وتصحيحه.

10- الحرص أشد الحرص في نقل النص القرآني، ويفضل أن يكون مصوراً من المصحف المطبوع، تجنباً لحدوث أي أخطاء مطبعية.

أبرز التفاسير

     ولعل من أبرز التفاسير التي أنجزت الجمعية ترجمتها هي: (التفسير المترجم إلى اللغة الروسية) للدكتور: (ألميير كولييف)، فقد كان لترجمة القرآن إلى اللغة الروسية محاولات عدة منذ القرن السابع عشر، ومن أشد السلبيات التي احتوت عليها الترجمة القديمة اشتمالها على بعض المعتقدات الباطلة المخالفة للعقيدة السلفية الصحيحة، وتضليل القراء؛ مما جعل هذه الترجمة خطراً كبيراً على عوام المسلمين ممن لا يملكون العلم بعقيدة أهل السنة والجماعة، وهكذا كان الحال مع ترجمات معاني القرآن الكريم إلى اللغة الروسية لزمن قريب. كل هذه الظروف أوجبت على أهل السنة والجماعة العمل لكتابة ترجمة لمعاني القرآن تهتم بإصلاح الأخطاء العقائدية والشرعية واللغوية الواقعة في الترجمات السابقة، فمثل هذه الأخطاء منعت الناس من معرفة الحق، وسمحت لأعداء الدين الإسلامي والمبتدعين بالاستدلال بهذه الترجمات على أفكارهم الباطلـة في المناقشات مع من يجهل معاني الآيات القرآنية الحقيقية.

أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم

     ومن هذا المنطلق قام المكتب الإقليمي لجمعية إحياء التراث الإسلامي (بباكو)، وبتكليف من المقر الرئيس في الكويت بالعمل على تجهيز أول ترجمة لمعاني القرآن الكريم تطابق العقيدة الإسلامية الصحيحة مع تفسير للشيخ: عبدالرحمن بن ناصر السعدي - رحمه الله -، مع يقيننا القاطع أن الحصول على ترجمة مثالية يحتاج إلى عمل طويل من تحرير ومساعدة العلماء المسلمين، ولا سيما الذين يتكلمون اللغة الروسية، وفي سبيل ذلك أنشيء مكتب الترجمة في باكو، وكان من ثمرة هذا العمل إخراج ترجمة باللغة الروسية معتمدة خالية من انحرافات ما سبقها، نقية من سوء المذاهب المنحرفة والعقائد الباطلة.

علماء مختصون باللغتين الروسية والعربية

     وقد أنجز هذه الترجمة فريق عمل يرأسه د. (إلميير كولييف)، وراجعه مجموعة من العلماء المختصين باللغتين الروسية والعربية، وذلك من خلال مكتب الترجمة، وقد حازت هذه الترجمة على الثقة الغالية من مسؤولي مجمع خادم الحرمين الشريفين لطباعة المصحف الشريف، واعتمدوها لطباعتها وتوزيعها.

طباعة الأجزاء التسعة الأخيرة

     وقد أنجز هذا العمل من خلال طباعة الأجزاء التسعة الأخيرة في مجلد واحد في أواسط التسعينيات، وكذلك طبع في وقت لاحق كل ثلاثة أجزاء في مجلد واحد تيسيراً على القراء، وقد بلغ عدد النسخ المطبوعة الموزعة في بداية المشروع (500ر26) نسخة وزعت في أذربيجان وروسيا الاتحادية وتتارستان وجورجيا وأوكرانيا وكازاخستان وأوزبكستان وروسيا البيضاء وقرقيزستان وطاجكستان والشيشان والداغستان، وتكررت طباعة هذه الترجمة مرات كثيرة بحمد الله، ونالت سمعة طيبه في أنحاء العالم.

التعاون مع مجمع الملك فهد لطباعة المصحف

     ولا شك أن مما تفخر به جمعية إحياء التراث الإسلامي اعتماد (مجمع الملك فهد لطباعة المصحف) لطباعة الترجمة التي أنجزتها الجمعية باللغة الروسية لتفسير القرآن الكريم وتوزيعها، وهذه شهادة فخر للجمعية ومسيرتها في خدمة كتاب الله، وقد كان ولا يزال التعاون كبيراً وغير محدود بين الجمعية والمجمع، ولا سيما في مجال طباعة المصحف الشريف وتفاسيره وترجماته ونشر ذلك، وقد سبق للجمعية أن أخذت تفويضاً من المجمع لنشر عدد من ترجمات تفسير المصحف الشريف، ومن أهمها:

المصحف المترجم للغة الإنجليزية

     وهذا التفسير هو طبعة مجمع الملك فهد، وقد تشرفت الجمعية بتوزيع (3) آلاف نسخة منه في الدفعة الأولى، وهذه الترجمة قام بها كل من فضيلة الدكتور محمد تقي الدين الهلالي، وفضيلة الدكتور محمد حسن خان، وراجعها من قبل المجمع كل من د. فضل إلهي ظهير، ود. أمين الدين أبو بكر، و د. وجيه عبدالرحمن، والدكتور ف. عبدالرحيم. ولا تزال الجمعية تقوم بتوزيع هذه الترجمة منذ أكثر من (30) عاماً.

تفسير المصحف المترجم للغة الفرنسية

     وهذا التفسير أيضاً هو طبعة مجمع الملك فهد، وقد تشرفت الجمعية بتوزيع (1000) نسخة منه في الدفعة الأولى، وهذه الترجمة قام بها كل من فضيلة د. محمد حميد الله، وراجعها من قبل المجمع كل من: د. محمد أحمد لوح، والشيخ/ أحمد محمد الأمين، والشيخ/ فودي سوريبا كمارا. ولا تزال الجمعية مستمرة بنشر هذه الترجمة وتوزيعها.

تفسير جزء (عم) باللغة البوسنوية

وقد أُنجزت ترجمة هذا الجزء وطبع (10) آلاف نسخة منه حتى الآن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك