رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 23 أكتوبر، 2012 0 تعليق

تدريس «الهولوكوست» لطلبة المخيمات الفلسطينية!!


الهولوكوست» مصطلح يستخدمه اليهود للإشارة إلى المحرقة والإبادة النازية ليهود أوروبا؛ حيث يزعم اليهود أن هتلر والنازية قد قاما بإعدام ستة ملايين يهودي بغرف الغاز حرقاً، «والهولوكوست» مصطلح يهودي ديني يشير إلى القربان الذي يضحى به للرب، ويعد هذا القربان عند اليهود من أكثر الطقوس قداسة، وفي هذا تشبيه الشعب اليهودي بالقربان المحروق أو المشوي، وأنه حرق؛ لأنه أكثر الشعوب قداسة !!

     بعد محاولات عدة قررت وكالة غوث اللاجئين (الأونروا) تضمين ما يسمى المحرقة اليهودية (الهولوكوست) ضمن المناهج الدراسية لطلبة المخيمات الفلسطينية بوصفها مواد إثرائية، وقد أضافت «الأونروا» مادة حقوق الإنسان كمادة إثرائية إضافية إلى المناهج الدراسية، تتعلق بتعلم مفاهيم حقوق الإنسان والتسامح والتواصل اللاعنفي وحل النزاعات والأزمات، وأدخلت في هذا الإطار وحدات دراسية تتعلق بمعاناة اليهود وضحايا النازية وحقهم في العيش بسلام بدعم من وكالة ألمانية.

     وفي وقت سابق من العام الدراسي الماضي قررت «الأونروا» إضافة (الهولوكوست) في سياق مناهجها، ولكن تراجعت عنه بسبب المعارضة الشديدة التي تعرضت لها من قبل المعلمين.

     وعادت من جديد لتكرار المحاولة بل فرضها على تلك المدارس، وهذا ما دفع لجنة معلمي وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين، في الأردن،إلى الرفض والاستنكار لتدريس (الهولوكوست) لطلبة المخيمات، وذكر بيان صادر عن اللجنة، أن «المعلومات الواردة من الرئاسة العامة لوكالة الأونروا تشير إلى وجود قرار لدى إدارة التعليم في الأونروا لتدريس مادة إثرائية عن الهولوكوست.

     وأعرب البيان عن «استهجانه وإدانته لهذا القرار، الذي يساوي بين الجلاد والضحية»، مطالباً «بتدريس مادة خاصة عن القضية الفلسطينية، ولاسيما حق العودة للاجئين إلى ديارهم وأراضيهم التي هُجّروا منها بفعل العدوان الصهيوني عام 1948.

     واستهجنت اللجنة «عدم تنبه الأونروا إلى المجازر التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني، وتحدثت عنها خلال 65 عاماً مضت من عمر نكبة فلسطين»، مؤكدة التزامها بقرار مؤتمر العاملين في الوكالة الذي صدر في العام الماضي بعدم السماح بتدريس أي مادة عن «الهولوكوست» في مدارس «الأونروا»، تزامناً مع المطالبة بمادة إثرائية خاصة للطلبة، تتحدث عن مجازر دير ياسين وصبرا وشاتيلا والعدوان على غزة عام 2008م.

     ودعت لجنة معلمي «الأونروا» في الأردن إلى «عقد اجتماع عاجل عبر (الفيديو كونفرنس)لمناطق عمليات الوكالة الخمس (الأردن وسورية ولبنان والضفة الغربية وقطاع غزة) لمناقشة هذا الموضوع»، مؤكدة في الوقت ذاته حرصها على «مراقبة المحتوى التعليمي الذي يتم تدريسه تحت عنوان مفاهيم حقوق الإنسان؛ لمنع تمرير معلومات تستهدف وعي الطلبة وموقفهم من حق العودة»، كما قالت، حيث تسعى إلى استغلال الانشغال بالأوضاع الداخلية الراهنة، فضلاً عن الأجواء المصاحبة للمتغيرات في المنطقة العربية للالتفات نحوها من أجل تمرير أهداف مشبوهة تضر بالقضية الفلسطينية».

     من الحقائق والأرقام المذهلة التي سردها الكاتب اليهودي «نورمان فنكلشتاين» في كتابه المُعَنونُ بـ: «كيف صنع اليهود الهولوكوست؟» أن اتحاد منظمات الهولوكوست في الولايات المتحدة يضم أكثر من مئة مؤسسة للهولوكوست.

     وأن في الولايات المتحدة سبع متاحف كبار للهولوكوست، ومركز عبادة - طقس - لهذه الذكرى هو متحف الهولوكوست في واشنطن.

     وتبلغ الميزانية السنوية لمتحف الهولوكوست في واشنطن الذي أُنشىءَ بقرار فيدرالي خمسين مليون دولاراً، ثلاثون منها تأتي من الميزانية الفيدرالية الأمريكية. ويضيف: كشفت الإحصاءات أن غالب الأمريكيين يعرفون الهولوكوست، وفي المقابل لا يعرفون القنبلة الذرية في «هيروشيما» مع أنه حتى فترة قريبة لم تكن الهولوكوست النازية تحتل إلا مكانة ضئيلة في الحياة الأمريكية بين الحرب العالمية الثانية ونهاية سنين الستينيات.

     وأوضح كيف استغلت الجمعيات اليهودية الأمريكية الهولوكوست النازية لإيقاف النقد ضد «إسرائيل» وسياستها التي لا يُدافع عنها أخلاقياً، وأعطت الحصانة من النقد في أكثر الممارسات ثبوتاً وإسناداً.

     والمعلومة الخطيرة التي أوضحها أن هناك سبع عشرة دولة تفرضُ وتشجع تدريس  (الهولوكوست) في مدارسها، وكثير من المعاهد والجامعات قد أنشأوا مقاعد دراسية للهولوكوست.

     ويصل إلى نتيجة مفادها أن: إثارة الهولوكوست كانت خدعة لرفض أي شرعية للانتقادات الموجهة ضد اليهود. وليستمر معها وصف حالة اليهود بـ«الضحية» لجني الأرباح والفوائد الهائلة التي أبرزها تبرير السياسة الإجرامية «للكيان الصهيوني» ودعم الولايات المتحدة لهذه السياسات، ولابتزاز المال من أوروبا بأكملها لصالح استمرار دولة العدوان.

     وأصبحت الهولوكوست صناعة «يطلق عليها صناعة الهولوكوست»، واستغلت بعض الآلام «لصناعة الهولوكوست، واستخدمت الأموال لتعليم الهولوكوست».

     ونحن هنا لسنا بصدد إنكار كلي للفعل، نعم كان هناك اضطهاد لليهود في أوروبا، ولكن ليس بهذا الحجم الذي يصوره الإعلام اليهودي الذي رسخ فكرة «اضطهاد اليهود» بين اليهود أنفسهم وأجيالهم القادمة، وغرس عقدة الإحساس بالذنب لدى شعوب العالم وقادتهم، بزعمهم أن كل الأغيار يضطهدون اليهود، واليهود وحدهم، ولذا لا بد أن يوجد لهم وطن قومي يؤويهم !!

     وقد نجح الكيان الصهيوني – إلى حد ما - في جعل منهاج دراسي عالمي للهولوكوست، حيث نشط الاحتلال الصهيوني في السنوات الأخيرة خلال اجتماعات أعضاء الأمم المتحدة ولاسيما الدول الفاعلة في منظمة العلوم والتعليم والثقافة (اليونيسكو)، في تمرير منهاج دراسي أعده الأكاديميون اليهود يؤرخ للهولوكوست.

     وحسب مسؤول في الأمم المتحدة فإن الدولة العبرية نجحت إلى الآن في حشد الحصول على موافقة عدد كبير من الدول «يتعدى السبعين» لتمرير المنهاج لتدريسه لطلاب العالم، وبذلك يكون الكيان الصهيوني نجح مجدداً بعد تمريره قراراً أممياً باعتبار 27 من يناير من كل عام عيداً وذكرى للهولوكوست، وذلك في حال موافقة مؤتمر اليونيسكو الأسبوع المقبل على فرض ما تقول إنه «للحفاظ على ذاكرة العالم تجاه المحرقة اليهودية» وهزيمة من ينكرون حدوث المحرقة، وكانت لجنة «عبرية» أعدت مسودة القرار مصحوبة بالمنهاج التعليمي الجديد.

     وبعد هذا.. نتساءل: ماالاتهامات التي يمكن أن توجه لدولنا العربية والإسلامية إن أرادت توثيق ممارسات اليهود في فلسطين المحتلة، وتلقي الضوء على مراحل المعاناة منذ أن وطئت أرجل أول يهودي مستعمر أرض فلسطين إلى الآن من خلال منهج دراسي عالمي؟! ومع ذلك فلنعمل للمنهج العالمي الذي يؤرخ لمأساة فلسطين وحكايتها في ظل الاحتلال اليهودي، فقضيتنا عادلة طال الزمان أم قصر، ومهما ادلهم الزمان، وتكالب الأعداء، لن توهن من عزيمتنا أكاذيب اليهود الباطلة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك