رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 27 أبريل، 2015 0 تعليق

تداعيات أزمة المناهج الكويتية

     لم تزل أزمة تصريحات وزير التربية ووزير التعليم العالي الكويتي د. بدر العيسى مستمرة؛ حيث قدم النائب حمود الحمدان سؤالا إلى وزير التربية ووزير التعليم العالي بدر العيسى جاء فيه: طالعتنا الصحف المحلية بتصريحات وزير التربية ووزير التعليم العالي بشأن نية الوزارة إجراء تعديلات على المناهج الدراسية لمواد التربية الإسلامية واللغة العربية لمختلف المراحل الدراسية؛ لذا يرجى إفادتي وتزويدي بالآتي:

1 - ما طبيعة التعديلات المشار إليها في تصريح السيد الوزير؟ مع تزويدي بكشف بأسماء اللجنة المكونة لتعديل مناهج التربية الإسلامية ومناصبهم وسيرتهم الذاتية.

2 - ما المراحل الدراسية الخاضعة للتعديلات؟

3 - ما المواضيع الخاضعة للـــتعديلات؟ وهل تتوافق هذه التعديلات مع القدرة الاســتيعابية للطلاب؟ وهل تتوافق هذه التـــعديلات الـــجديدة مـــع القدرة التدريـسية للمعلمين لها؟ على أن تكون الإجابة مشــفوعة بالأوراق والمستندات ذات الصلة.

4 - ما الـــداعي إلى إجـــراء التــعديلات على الرغم من حداثة المناهج الخاصة بمادة التربية الإسلامية؟

     والتقت مجلة الفرقان جاسم المسباح الموجه العام للتربية الإسلامية بالوكالة بوزارة التربية الكويتية ورئيس توجيه التربية الإسلامية في التعليم الخاص؛ حيث قال: إن هذه الهجمة تأتي ضمن منظومة عالمية غربية للهجوم على ثوابت الدين وأصوله، وهي من تبعات أحداث 11 سبتمبر، وهي توضح أن هناك تضافر للجهود بين الليبرالية والشعوبية في الهجوم على الإسلام وثوابته، وتنوعت وسائلهم في ذلك فمنهم من يطعن في البخاري، ومنهم من يطعن في السنة النبوية، ومنهم من يطعن في شرائع الإسلام، ومنهم من يهاجم مناهج التربية الإسلامية وهكذا.

محاولات قديمة

     كما أكد المسباح على أن هذه المحاولات ليست وليدة اللحظة، وإنما هي امتداد لمحاولات قديمة، كما أكد على أن هذه الحملات تأتي نتيجة الضغوط التي تمارس على الوزارة من خلال الأسئلة التي يقدمها بعضهم حول ما يخص مناهج التربية الإسلامية ولا سيما في موضوع التوحيد، وما يتعلق بنواقض التوحيد أو الشرك الأكبر والشرك الأصغر وما يتعلق بمسألة الطواف حول القبور وغيرها من هذه المسائل، برغم أن هذه الموضوعات لا تتجاوز الثلاثة أو الأربعة أسطر في مادة التربية الإسلامية، وهو ما أثاروه أيضًا في الهجمة الجديدة، وادعواْ أن مناهج التربية الإسلامية تثير الفتنة، وتثير الطائفية، على عكس الواقع العملي الذي يؤكد أن توجيه التربية الإسلامية هو من تبنى موضوع الوحدة الوطنية، كما أننا -بفضل الله- نعمل دائمًا على إطفاء الفتنة بعكس غيرنا الذي دائمًا يثير الفتنة؛ ولذلك لابد أن نكون حازمين.

بين تطوير الوسائل وهدم الثوابت

     وعن رفض الإسلاميين للتطوير والتجديد أكد المسباح على أن هذا الكلام عار عن الصحة تمامًا، وأكد على أن أول من أدخل مهارات التفكير في وزارة التربية هو توجيه التربية الإسلامية، فنحن نواكب التطوير من حيث أساليب وطرائق التدريس، وكذلك المنهج القيمي، الأمر الآخر عندنا كم هائل من الدورات التدريبية لدرجة أن مركز التدريب ما تحمل عدد الدورات التدريبية المقدمة من توجيه التربية الإسلامية، فهناك فرق بين تطوير الوسائل، وهدم الثوابت وتغييرها.

لا نقبل بالتشكيك أو الطعن

     من ناحيتها أعربت جمعية المعلمين عن دهشتها واستغرابها لما جاء في ردود وزير التربية ووزير التعليم العالي د.بدر العيسى في لقاء صحافي، مشيرة في بيان لها إلى أن ما أثاره الوزير د. العيسى كانت له ردة فعل واسعة وموجة أسف عارمة من أهل الميدان والمجتمع بكامله، وكان مما جاء في بيان الجمعية: إن هذه القضية سبق أن ذكرها الوزير أكثر من مرة دون أي وضوح أو مسوغات مقنعة، وبطريقة ربما تكون لها علاقة بضغوط خارجية، وبمحاولات وممارسات مؤسفة، وأطروحات انفعالية تثار حول المناهج، وقد يكون لذلك أيضًا حسابات سياسية وشخصية لا ندرك حقيقة غايتها وأغراضها، ولكنها وصلت -وللأسف الشديد- إلى درجة التشكيك والطعن بهذه المناهج التي قام بإعدادها نخبة من الكفاءات التربوية المتخصصة، ومرت بإجراءات وافية ومدروسة حتى تم اعتمادها بما يتوافق مع ثوابت المجتمع وقيمه الإسلامية، وبما يعزز وحدة الصف، والسعي إلى بناء أجيال تدرك مسؤولياتها الجسيمة تجاه دينها ووطنها، وهي بعيدة كل البعد عن التطرف.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك