رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: سالم الناشي 27 سبتمبر، 2018 0 تعليق

تحريم تجسيم الاشخاص

- عمد أحد المحلات في الكويت إلى تجسيم الأشخاص عن طريق تقنية حديثة بأحجام مختلفة وبيعها بصفة تماثيل؛ فكان لابد من بيان الحكم الشرعي في هذا الفعل من قبل العلماء المختصين، غير أن بعض الناس لم يرق لهم كلام هؤلاء العلماء، بل وعابوه عليهم، ولكن الجهات المسؤولة أغلقت المحل والحمد لله.

- ومن جهة أخرى لا يجوز الاستهزاء بالأحكام الشرعية كأن يقول أحدهم مثلا: «فحتى الطفل في الإعدادية يعرف أنها مجرد مجسمات تم تصميمها تكنولوجياً، لا علاقة لها بالتدين ولا الإلحاد ولا الإيمان لا الشرك». كما لا يجوز ذم الغيورين الذين يُذكِّرون المسلمين بأمور دينهم والقائمين على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فيصفهم أحد الكتاب: بأنهم يحبون الظهور لإثبات وجودهم.. هكذا!

- وقد بين سماحة الشيخ عبدالعزيز ابن باز – رحمه الله – بعد أن ذكر أدلة تحريم التصوير: الحكم الشرعي في ذلك بقوله: «وهي عامة لأنواع التصوير، سواء كان للصورة ظل أم لا، وسواء كان التصوير في حائط أم ستر أم قميص أم مرآة أم قرطاس أم غير ذلك؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يفرق بين ما له ظل وغيره، ولا بين ما جعل في ستر أو غيره، بل لعن المصور، وأخبر أن المصورين أشد الناس عذابا يوم القيامة، وأن كل مصور في النار، وأطلق ذلك ولم يستثن شيئًا».

- وهناك جملة من الأحاديث الصحيحة في تحريم التصوير؛ فقد قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال الله -تعالى-: «ومن أظلم ممن ذهب يخلق خلقا كخلقي، فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن أشد الناس عذابا يوم القيامة المصورون»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «إن الذين يصنعون هذه الصور يعذبون يوم القيامة، يقال لهم: أحيوا ما خلقتم».

- كما أن النبي - صلى الله عليه وسلم - نهى عن ثمن المصور. وقال أيضا: «من صور صورة في الدنيا كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ»، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «كل مصور في النار، يجعل له بكل صورة صورها نفسا تعذبه في جهنم، وقال: إن كنت لا بد فاعلا فاصنع الشجر وما لا نفس له».

- وعن عائشة - رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - وقد سترت سهوة لي بقرام فيه تماثيل، فلما رآه هتكه وتلون وجهه وقال: «يا عائشة، أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله» قالت عائشة- رضي الله عنها-: فقطعناه فجعلنا منه وسادة أو وسادتين. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة» وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم-: «لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تماثيل».

- وقال سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله -: «لا يجوز تعليق التصاوير؛ لعموم الأحاديث الثابتة عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- الدالة على تحريم تعليق الصور وإقامة التماثيل في البيوت وغيرها؛ لأن ذلك وسيلة للشرك بالله، ولأن في ذلك مضاهاة لخلق الله وتشبها بأعداء الله، ولما في تعليق الحيوانات المحنطة من إضاعة المال والتشبه بأعداء الله وفتح الباب لتعليق التماثيل المصورة».

- وقال أيضا: «وقد جاءت الشريعة الإسلامية الكاملة بسد الذرائع المفضية إلى الشرك أو المعاصي، وقد وقع الشرك في قوم نوح بأسباب تصوير خمسة من الصالحين في زمانهم، ونصب صورهم في مجالسهم، كما بين الله -سبحانه- ذلك في كتابه المبين حيث قال -سبحانه-: {وَقَالُوا لا تَذَرُنَّ آلِهَتَكُمْ وَلا تَذَرُنَّ وَدًّا وَلا سُوَاعًا وَلا يَغُوثَ وَيَعُوقَ وَنَسْرًا وَقَدْ أَضَلُّوا كثيرا} (نوح:23-249؛ فوجب الحذر من مشابهة هؤلاء في عملهم المنكر الذي وقع بسببه الشرك».

- وعليه أقول: إنه لا يجوز التهاون فيما حرم الله، ولا إباحته بيعا أو شراء، ولا يجوز تأييد من فعل الحرام بالقول أو الفعل أو الموافقة بأي صورة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك