رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 4 يناير، 2016 0 تعليق

بين عيسى – عليه السلام- ورسولنا صلى الله عليه وسلم

هناك علاقة طيبة مباركة بين رسولنا محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وعيسى ابن مريم عليه السلام

- والمتأمل في القرآن العظيم يجد أن عدد الآيات التي تكلمت عن عيسى 25 آية.

     كما أن الأحاديث الصحيحة التي تكلمت عن عيسى -عليه السلام -عديدة ومنها بشارة عيسى -عليه السلام- بمحمد صلى الله عليه وسلم ، ففي الحديث: «أنا دعوة أبي إبراهيم، وبشارة أخي عيسى، ولما ولدت خرج من أمي نور أضاء ما بين المشرق والمغرب» (الجامع الصحيح)، وصفات رسولنا مع صحابته الكرام  قد ذكرت في الإنجيل، وقد جاء في القرآن: {محمد رسول الله والذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم تراهم ركعا سجدا يبتغون فضلا من الله ورضوانا..... إلى أن قال -سبحانه-: ذلك مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل}.

- وقد التقى محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بعيسى وابن خالته يحيى -عليهما السلام - في السماء الثانية في المعراج، وقد صلى إماما بالأنبياء والرسل.

- والنبي محمد صلى الله عليه وسلم أولى بعيسى، ففي الحديث: «أنا أولى الناس بعيسى ابن مريم في الدنيا والآخرة، والأنبياء إخوة لعَلَّات: أمهاتهم شتى، ودينهم واحد، وليس بيني وبين عيسى ابن مريم نبي» رواه الحاكم.

- بل وقد بين عيسى لقومه أن محمدًا خاتم الرسل ولا رسول بعده، فإذا جاء آمنوا به؛ لأنه لا دين بعد دين الإسلام، ولا يقبل الله معه ديناً آخر؛ ففي الحديث «والذي نفس محمد بيده لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» رواه مسلم.

- بل قد جعل رسولنا الكريم شهادة أن عيسى ابن مريم عبدالله ورسوله من أسباب دخول الجنة؛ ففي حديث عبادة بن الصامت مرفوعا: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله وأن عيسى ابن مريم رسوله وكلمته التي ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق، والنار حق، أدخله الجنة على ما كان من العمل» رواه البخاري ومسلم.

- ونزول عيسى ابن مريم من علامات الساعة الكبرى، فينزل على المنارة الشرقية في دمشق ثم يسير للصلاة في بيت المقدس، ثم يلحق الدجال ليقتله بعد أن عاث في الأرض فساداً، وبعد أن طردته الملائكة من مكة والمدينة، ففي الحديث: «والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل عليكم ابن مريم حكما قسطا فيكسر الصليب، ويقتل الخنزير، ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد» متفق عليه.

- وعيسى -عليه السلام- يمكث في الأرض أربعين سنة، ويجدد دعوة أخيه محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم بين الناس، وقد جاء في الحديث الصحيح أن الله -سبحانه- يبعث على رأس كل قرن من يجدد هذا الدين أي يُرجع الناس إلى فهم الإسلام وفقهه والارتباط به بعد أن غفلوا عنه. ويموت عيسى -عليه السلام- في المدينة بجوار النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وإذا مات النبي أو الرسول فإنه يدفن في المكان نفسه ولا ينقل، فيدفن بجانب قبر النبي محمد صلى الله عليه وسلم .

- وقد أشار- الله تعالى- في مواطن كثيرة إلى غلو النصارى بعيسى -عليه السلام- فقال تعالى: {يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ ۚ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَىٰ مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ ۖ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ۖ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ ۚ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ ۚ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَٰهٌ وَاحِدٌ ۖ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ ۘ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ ۗ وَكَفَىٰ بِاللَّهِ وَكِيلًا }(النساء 171).

- وبين ربنا-تبارك وتعالى- في القرآن الكريم أن مثل عيسى كمثل آدم: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ (59) الْحَقُّ مِن رَّبِّكَ فَلَا تَكُن مِّنَ الْمُمْتَرِينَ}(آل عمران59،60).

فآدم خلقه الله من تراب، وحواء خلقت من ضلع آدم، وعيسى خلق من أم بلا أب، وخطوات خلقه في القرآن وردت في مواضع عديدة وبدقة متناهية.

- وعيسى -عليه السلام- بريء من عقيدة التثليث ومن شرب الخمر وأكل الخنزير، ولم يصلب، ولم يقتل ولكن شبه لهم، بل رفعه الله إليه، وسينزل مع اقتراب الساعة.

وعيسى -عليه السلام- لم يأمر الناس أن يعبدوه وأمه من دون الله، ولم يمتنع عن عبادة الله -عز وجل-: {لَنْ يَسْتَنْكِفَ الْمَسِيحُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ وَلَا الْمَلَائِكَةُ الْمُقَرَّبُونَ ۚ وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا}(النساء 172).

فهذه جوانب مشرقة توَّجت العلاقة النبوية بين عيسى -عليه السلام- ورسولنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنحن نؤمن بهما وبجميع الرسل والأنبياء ولا نفرق بينهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك