رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 26 مايو، 2015 0 تعليق

بوروندي المحاولات «غير الدستورية» للترشح قد تعيد شبح الحرب الأهلية!

إصرار الرئيس للترشح لولاية ثالثة عدته المعارضة مخالفا للدستور أشعل مظاهرات رافضة

رئيس بورندي يتهم حركة الشباب الصومالية بتدبير الانقلاب والحركة تصف ذلك محاولة لتهدئة شعبه

يشير المراقبون إلى أن (بوروندي) كانت بعيدة عن المشكلات العرقية بين مواطنيها بخلاف (رواندا) حيث قامت بجهود كبيرة على وجه التحديد لتعيش المجموعات العرقية معا فالجيش مثلا يتشكل من خمسين في المائة من (التوتسي) وخمسين في المائة من (الهوتو)، لذلك لم يظهر الانقسام العرقي في الكثير من الأزمات السياسية التي مرت بها رغم أن المراقبين لا يستبعدون دخول هذا العنصر في المعادلة السياسية، وفي عام 1993 وبعد إجراء أول انتخابات ديمقراطية في (بوروندي) التي فاز فيها زعيم حزب الهوتو (ملكيور نداداي) وأصبح بعد ذلك أول رئيس من الأغلبية الهوتو، وبعد أشهر عدة قامت مجموعة من الضباط التوتسي بإسقاط طائرته، وبعد ذلك اندلعت حرب أهلية انتهت ببقاء السلطة في يد أقلية التوتسي، وفي السياق نفسه فإن إصرار الرئيس الحالي للترشح لولاية ثالثة قد أشعل مظاهرات رافضة في العاصمة (بوجمبورا) حيث اعتبرت المعارضة هذا الأمر مخالفا للدستور وبنود اتفاق السلام الذي وضع حدا للحرب الأهلية.

     وفي وقت سابق من الأسبوع الماضي أعلن ضابط كبير في جيش (بوروندي) إقصاء رئيس جمهورية (بوروندي) (بيير نكورونزيزا)، ونقلت وكالات الأنباء عن أحد ضباط الإنقلاب قوله: إنه «نظرا لغطرسة الرئيس (نكورونزيزا) وتحديه المجتمع الدولي الذي نصحه باحترام الدستور واتفاق أروشا للسلام قررت لجنة تأسيس الوفاق الوطني إقصاءه وإقصاء حكومته أيضا».

     وفي رده على ذلك قال المستشار الإعلامي للرئيس (نكورونزيزا)، إن إعلان ضابط كبير في الجيش إقصاء رئيس البلاد «مزحة»، مؤكدا أن الرئيس ما يزال في منصبه، هذا في الوقت الذي تواصلت الاحتجاجات في البلاد ضد ولاية رئاسية ثالثة لـ(نكورونزيزا) يعدونها «غير دستورية»، وتعيش (بوروندي) منذ 26 أبريل الماضي على وقع مسيرات من تنظيم المعارضة والمجتمع المدني ضد ولاية رئاسية ثالثة لـ(نكورونزيزا).

حركة الشباب

     ومن جانبه اتهم رئيس (بوروندي) (بيار نكورونزيزا) في أول ظهور له بعد الانقلاب الفاشل، حركة الشباب المجاهدين الصومالية بالتخطيط لمهاجمة بلاده، وهو ما نفته الحركة، مشيرة إلى أنه يهدف إلى صرف الانتباه عن الأزمة السياسية في بلاده، وتجاهل (نكورونزيزا) عن قصد محاولة الانقلاب، وتحدث فقط عن التهديد الذي تشكله حركة الشباب التي هددت بتصعيد الهجمات ضد (بوروندي) والدول التي تشارك في قوة الاتحاد الأفريقي في الصومال، وقال الرئيس البورندي «لقد اتخذنا إجراءات لمواجهة الشباب نحن نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد».

     من جهته قال المتحدث باسم حركة الشباب شيخ علي محمود راجي في بيان له إن الحركة تعتقد أن ما قاله الرئيس البورندي محاولة لتهدئة شعبه الذي خرج إلى الشوارع للتظاهر ضده وضد حكمه، وصرف انتباه العالم عنه في وقت يستعد فيه على الأرجح لعمليات انتقام جماعية، واعترف قادة الانقلاب الجمعة بالهزيمة بعدما فشلوا في السيطرة على هيئة الإذاعة والتلفاز بعد قتال شرس مع القوات الموالية للحكومة.

- تأجيل الانتخابات

     وفي سياق متصل قال (ويلي نياميتوي) -وهو مساعد مقرب من الرئيس-: إن لجنة الانتخابات في (بوروندي) «قد تقرر تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية في البلاد والمقرر إجراؤها يوم 26 مايو الجاري، و26 يونيو المقبل ليومين أو ثلاثة أو لأسبوع»، ولم يشر (نياميتوي) إلى تخلّي الرئيس عن الترشح مجددا، وتصر المعارضة وجماعات حقوق الإنسان على أن ترشحه لولاية ثالثة ولمدة خمس سنوات مخالف للدستور وبنود اتفاق السلام الذي وضع حدا للحرب الأهلية في البلاد عام 2006.

وأثارت الاضطرابات وأعمال العنف في (بوروندي) حالة من الهلع دفعت أكثر من مئة ألف شخص للفرار إلى الدول المجاورة، بحسب المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة.

     ويعد منصب رئيس الجمهورية في (بوروندي) المنصب الأعلى في بلاده منذ الإطاحة بالحكم الملكي عام 1966، حكم بعد ذلك بورندي حوالي 8 رؤساء أطيح بأغلبيتهم بانقلابات عسكرية كما تم اغتيال بعضهم، ويحكم الرئيس الحالي منذ 26 أغسطس 2005، ولكن تمسكه بالترشح لولاية ثالثة قد يعيد البلاد إلى أتون الانقلابات العسكرية من جديد، ورغم فشل الانقلاب الحالي إلا أن ذيول الخلافات قد تستمر في البلاد إذا لم يعدل الرئيس عن سعيه إلى الرئاسة الثالثة.

 

ماذا تعرف عن (بوروندي)

      جمهورية صغيرة في وسط قارة أفريقيا، وهي دولة داخلية لا سواحل لها، وتقع ضمن هضبة البحيرات العظمى في وسط أفريقيا، في شمالها (رواندا)، وشرقها وجنوبها تنزانيا وفي غربها كونغو الديمقراطية، وتطل على القسم الغربي الشمالي من بحيرة (تنجانيقا) حيث تسير حدودها مع كونغو الديمقراطية، وعاصمتها هي بوجومبورا، ومساحة البلاد تصل إلى ٢٧٬٨٣٠ كم²، وعدد السكان: ١٠٫١٦ ملايين (٢٠١٣) حسب البنك الدولي، واللغة الرسمية للبلاد هي الفرنسية، وخضعت (بوروندي) للاستعمار الألماني في نهاية القرن الماضي؛ حيث أضيفت للمستعمرة الألمانية تنجانيقا (تنزانيا حاليا) وبعد الحرب العالمية الأولى وضعت تحت انتداب بلجيكا، واستقلت عام 1962م.

     وحسب الإحصائيات الرسمية تبلغ نسبة المسلمين في (بوروندي) 1% من عدد السكان في البلاد بينما يذكر كتاب حقائق العالم أن نسبة المسلمين تبلغ 10%، وحسب الدستور، بورندي دولة علمانية ولكن يعد عيد الفطر من الأعياد الوطنية في البلد. ويعيش المسلمون في العاصمة (بوجمبورا) كما ينتشرون في مناطق الهوتو فحوالى ربع هذه القبائل التي تشكل غالبية السكان من المسلمين في مناطق قبائل التوتسي إلى جانب هذا يشكل المسلمون أغلب العناصر المهاجرة إلى (بوروندي) وهم من مالي والسنغال ومن الهنود والباكستانيين والعرب وينتشر هؤلاء في معظم مدن (بوروندي)، ويصل عدد المسلمين حوالي 1٫288٫000 نسمة.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك