رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 أكتوبر، 2024 0 تعليق

بهدف نشر العلم النافع في مختلف دول العالم – جهود التراث في دعم .. برامج التعليم

  •  دعمت الجمعية من خلال المشروع الوقفي الكبير التابع لها جمعية المكفوفين الكويتية بأجهزة متخصصة لتعليم أصحاب الهمم من المكفوفين وهي أجهزة: (برايل نوت تاتش بلس)
  • توفير التعليم النظامي للأطفال السوريين في الداخل السوري وفي مخيمات اللاجئين وإنقاذ الكثير منهم من ظلمات الجهل
  • كفلت الجمعية الطلبة الفقراء في المعاهد التعليمية بكمبوديا التي يتعلم فيها الطالب القرآن الكريم والعلوم الشرعية إلى جانب العلوم العصرية وتشمل الكفالة توفير السكن والطعام والرعاية الصحية لمن يحتاجون للسكن داخل المعاهد التعليمية
  • (وقفية التربية والتعليم) من المشاريع التي أطلقتها الجمعية بهدف توفير بيئة تعليمية مناسبة وبرامج تنموية وتعليمية متميزة تشمل الهيئة التعليمية والمتعلمين والمجتمع بالتعاون مع المؤسسات الرسمية للدولة
  •  أنشأت الجمعية 7 مراكز دعوية ومدارس إسلامية في قرغيزستان تضم حوالي 600 طالب و70 معلما وهذه المعاهد والمدارس تستهدف تنشئة أبناء المسلمين على صحيح الدين وتحصينهم
  • تفاعلاً مع الأزمة السودانية مولت الجمعية بناء عدد من المدارس بولاية كسلا في السودان
  • في إطار الاستفادة من التطور التقنـي وتسخير هذه التقنيات لخدمة القرآن الكريم أنشأت جمعية إحياء التراث الإسلامي (مقرأة تراث القرآنية) حيث يستطيع المشترك فيها حفظ القرآن الكريم ومراجعته بسهولة ويسر في أي مكان من العالم
  •  مقرأة  تراث القرآنية يستطيع المشترك فيها حفظ القرآن الكريم ومراجعته من خلال الميزات العديـدة داخل المقرأة بسهولة ويسر في أي مكان في العالم
  • (تطبيق كبار العلماء) يستهدف نشر المنهج السلفي والعقيدة الصحيحة الذي يعد من الجهود المميزة لنشر العلم والاهتمام به
 

وائل سلامة   -  ناصر نعمه العنيزان

من أهم الأهداف الرئيسة التي قامت عليها جمعية إحياء التراث الإسلامي، نشر العلم النافع وتبصير المسلمين بأمور دينهم عقيدةً وعبادةً ومعاملةً وأخلاقًا، وتوفير فرص التعليم للفئات المحتاجة ودعمهم ماديا وعينيا، ودعم برامج التعليم في الدول الفقيرة عبر توفير مستلزمات التعليم والدراسة من الكتب والأدوات الدراسية، أو البنى التحتية للمدارس، وقد كان للجمعية -وخصوصًا في العامين الأخيرين- الكثير من المبادرات والمشاريع المميزة في نشر العلم سواء داخل الكويت أم خارجها.

أولاً: مبادرات داخل الكويت

       تطرح الجمعية في كل عام مشاريع لدعم التعليم في الكويت، وخصوصًا مساعدة الأسر التي لا تستطيع سداد الرسوم التعليمية، وكذلك توفير الحقيبة المدرسية إلى غير ذلك، ومنها مبادرة تعليمية خيرية مميزة تحت شعار (تقدر)، عبارة عن مشروع خيري لتقديم منح جامعية ومهنية لأبناء الأسر المتعففة داخل الكويت؛ مما يسمح لأبنائها بالتحصيل العلمي والمهني، ويساعدهم في الاعتماد على النفس وتوفير فرص عمل أفضل، ويحول أسرهم من الفقر والعوز إلى الغنى والإنتاج والمساهمة في بناء الوطن.

(1) دعم جمعية المكفوفين

       وحرصًا من جمعية إحياء التراث الإسلامي على التواصل مع المؤسسات والمنظمات الكويتية، دعمت الجمعية -من خلال المشروع الوقفي الكبير التابع لها- جمعية المكفوفين الكويتية بأجهزة متخصصة لتعليم أصحاب الهمم من المكفوفين، وهي أجهزة: (برايل نوت تاتش بلس).

(2) وقفية التربية والتعليم

        ولخدمة مشاريع التربية ونشر العلم، وتوفير بيئة تعليمية مناسبة، طرحت جمعية إحياء التراث -ومن خلال المشروع الوقفي الكبير- (وقفية التربية والتعليم)، التي تسعى من خلالها إلى تحقيق عدد من الأهداف التي تخدم التربية والتعليم، ويعود أثرها على المجتمع والمنظومة التعليمية، وذلك من خلال توفير بيئة تعليمية مناسبة، وبرامج تنموية وتعليمية متميزة تشمل الهيئة التعليمية والمتعلمين والمجتمع بالتعاون مع المؤسسات الرسمية للدولة والقطاع، وسيتم من خلال هذه الوقفية تنظيم دورات تدريبية للمعلمين الجدد والمترشحين للوظائف الإشرافية والإدارية والقيادية، مثل: مهارة التعليم، وأساليب وفنون التعليم بالتعاون مع وزارة التربية ومركز التدريب التابع لها، والتعاون مع الإدارات المدرسية وأقسام التربية الإسلامية والتواجيه الفنية.

(3) كفالة العالم والمتعلم

        وحرصًا من الجمعية على إيجاد معلمين أكفاء ليكونوا اللبنة الأولى في بناء الإنسان المتعلم، طرحت حملة تربوية تعليمية باسم (كفالة العالم والمتعلم)، وذلك بهدف كفالة معلمي الناس الخير من العلماء والمحفظين وكفالة طلاب العلم داخل الكويت، وتعد مشاريع كفالة الدعاة والمعلمين داخل الكويت من المشاريع المهمة بالنسبة للشباب والناشئة؛ حيث يجدون الرعاية والتوجيه في المساجد وحلقات التحفيظ، التي يتولى العمل بها ثلة من الدعاة والمعلمين يديرون هذه الحلقات والمراكز، ومثل هذه الأعمال تحظى بالأولوية للحاجة الماسة للقيام بتوجيه الشباب ومتابعتهم حتى لا تتلقفهم أيادي دعاة الشر والانحراف والتطرف.  

ثانيًا: مبادرات خارج الكويت

         أما خارج الكويت، فقد طرحت جمعية إحياء التراث -منذ نشأتها- العديد من المشاريع التعليمية، كالجامعات والمدارس والمعاهد وكفالة المعلمين والطلبة؛ نظراً لأهمية التعليم وطلب العلم الذي يقوم بالاستثمار في الإنسان وبناء جيل واع يساهم في بناء أمة الإسلام، وكذلك القيام بواجب الدعوة إلى الله ونشر العلم في أماكن ينتشر فيها الجهل والأمية، ومن هذه المشاريع والمبادرات خلال العامين الأخيرين ما يلي:

 (1)   كفالة الطلاب الفقراء في كمبوديا

        من المبادرات المميزة في مجال التعليم دعمت الجمعية الطلبة والطالبات الفقراء في المعاهد التعليمية بكمبوديا، التي يتعلم فيها الطالب القرآن الكريم والعلوم الشرعية، إلى جانب العلوم العصرية، مع الحصول على شهادة علمية معتمدة تفتح لهم آفاق الحياة الكريمة بإذن الله -تعالى-، وتشمل الكفالة توفير (السكن، والطعام، والرعاية الصحية لمن يحتاجون للسكن داخل المعاهد التعليمية)، ويبلغ عدد الطلبة الفقراء المستهدف كفالتهم 1963 طالباً بمتوسط كفالة للطالب الواحد 50 د.ك لمدة عام دراسي كامل.

  (2)    تعليم الطلبة السوريين

كما سعت الجمعية لتوفير التعليم النظامي للأطفال السوريين الفقراء في الداخل السوري وفي مخيمات اللاجئين، وإنقاذ الكثير منهم من ظلمات الجهل والضياع، وخصوصًا الأيتام منهم بإشراف كوادر تعليمية متميزة.

(3)    توزيع الحقيبة المدرسية في دول البلقان

نفذت الجمعية مشروعا لدعم التعليم في دول البلقان من خلال توزيع الحقيبة المدرسية للعام الدارسي 2024-2025، لصالح الطلبة الأيتام والمحتاجين، وخصوصًا في كوسوفا وذلك مع بدء الموسم الدراسي لهذا العام.

  (4)   بناء فصول تعليمية

        ولمساعدة الأطفال الذين حرموا من التعليم في أفريقيا وآسيا؛ حيث يعاني أبناء المسلمين في عدد من الدول الفقيرة من عدم وجود أماكن مناسبة يتعلمون فيها، وفصولهم ليس فيها مقاعد ولا نوافذ ولا أبواب تقيهم من حر الصيف وبرد الشتاء، سعت الجمعية لتوفير أماكن التعليم المناسبة في المدن النائية والأقاليم الفقيرة في آسيا وأفريقيا بهدف مساعدة هؤلاء الأطفال لتعلم العلوم الشرعية والعصرية، وخصوصًا من أبناء المسلمين الذين حرموا من فرص التعليم.

  (5)    دعم 7 مراكز في قرغيزستان

ومن المشاريع التي نفذتها الجمعية دعم 7 مراكز دعوية ومدارس إسلامية في قرغيزستان، تضم حوالي 600 طالب، و70 معلما، وهذه المعاهد والمدارس تستهدف تنشئة أبناء المسلمين على صحيح الدين، وتحصينهم من الأفكار الضارة.

  (6)    برامج علمية في اليمن

نفذت الجمعية -من خلال لجنة العالم العربي- العديد من المشاريع لصالح الأشقاء في اليمن، وخصوصاً في مجال التعليم، ومن ذلك إقامة 24 حلقة يلتحق فيها أكثر من 210 طلاب يتوزعون بين هذه الحلقات.

  (7)    بناء مدارس في السودان

        وتفاعلاً مع الأزمة السودانية مولت الجمعية بناء عدد من المدارس في السودان، منها مدرسة ابتدائية في منطقة دشريفي بولاية كسلا بالسودان، التي يقطنها 70 ألف نسمة، وتعاني من عدم وجود مدارس في المراحل المختلفة؛ حيث سيتم تعليم الأطفال في هذه المدرسة العلوم العصرية إلى جانب القرآن والعلوم الشرعية المختلفة، وتتسع المدرسة لـ 300 طالب وتكلفتها 32٫500 د.ك، كذلك بنت الجمعية مدرسة (عبدالله بن عباس) لخدمة طلبة العلم والأيتام فيها، وذلك من خلال توفير فصول دراسية مناسبة للطلبة ليتخرج منهم الطبيب والمعلم والمهندس والداعية إلى الله، مع الأخذ بالحسبان أن يكون التعليم فيها ذا مستوى متميز.

  (8)   برامج تنمية وتدريب في مخيمات اللاجئين

        وانطلاقًا من اهتمام جمعية إحياء التراث ببرامج التنمية والتدريب وتأهيل النساء للقيام بدور فاعل في مجتمعاتهن، سواء في اليمن أم مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن، نفذت الجمعية برامج تنمية إنسانية وتربوية للتغلب على ما تعانيه الأسر في مخيمات اللاجئين السوريين في الأردن من آثار نفسية وسلوكية مدمرة؛ نتيجة الأحداث والمآسي التي مروا بها.

ثالثًا: مبادرات التعليم عبر الانترنت

استفادت جمعية إحياء التراث الإسلامي من التطور التقني؛ فأطلقت عددا من المنصات التعليمية؛ ليستفيد منها ملايين المسلمين حول العالم، ومن تلك المنصات ما يلي:

  (1)     منصة تراث منارة للوسطية والاعتدال

        وفي سبيل تعزيز دورها في مجال التعليم الشرعي، أطلقت جمعية إحياء التراث الإسلامي يوم الثلاثاء 7 من رجب لعام 1443 الموافق 8 من فبراير 2022 منصة تراث للعلوم الشرعية، عبر موقعها الرسمي (turath.net)، وذلك بهدف نشر العلم الشرعي بين طلبة العلم والمسلمين في كل مكان وتهيئتهم تهيئة علمية ودعوية ومهارية، ومؤصلة تأصيلا شرعيا ومنهجيا وفق الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، بآليات عصرية وبرنامج علمي ميسر وبرامج إثرائية مساندة.

  (2)    مقرأة تراث

         وفي إطار الاستفادة من التطور التقنـي الكبير، وحرصًا منها على نشر كتاب الله وتحفيظه وتصحيح تلاوته، وتسخير هذه التقنيات لخدمة القرآن الكريم، أنشأت جمعية إحياء التراث الإسلامي (مقرأة تراث)، وهي مقرأة قرآنية يستطيع المشترك فيها حفظ القرآن الكريم ومراجعته من خلال الميزات العديـدة داخل المقرأة بسهولة ويسر في أي مكان في العالم، عبر الهواتف الذكية؛ حيث وفرت الجمعية ما يقارب من (302) من المحفظين والمحفظات على مدار 24 ســـاعة من أي مكان حول العالم، كذلك الضبط والمتابعة من خلال المشرف الطلابي والمشرف التعليمي، فضلا عن التطوير المستمر والدعم الفني وجودة الاتصال، الأمر الذي يؤدي -بإذن الله تعالى- إلى تحفيظ أكبر شريحة من الطلاب بأقل تكلفة وأعلى جودة.

   (3)    تطبيق (كبار العلماء)

        من المشاريع النوعية التي أطلقتها جمعية إحياء التراث بهدف نشر المنهج السلفي والعقيدة الصحيحة، (تطبيق كبار العلماء)، الذي يعد من الجهود المميزة لنشر العلم والاهتمام به، وهو من أضخم المشاريع العلمية والدعوية؛ حيث اعتمدت في هذا المشروع جمع الجهود من صوتيات ومرئيات وشروحات ومؤلفات لكبار العلماء، وتم تقطيعها وترتيبها وعنونتها؛ بحيث يسهل الوصول إليها والاستفادة منها لكل الناس أينما كانوا، والهدف الأساس من هذا المشروع نشر العلم الشرعي الصحيح الصافي، والمستمد من كتاب الله وسنة رسوله بفهم السلف الصالح، والتمسك بالسنة وما كان عليه سلف الأمة وترك البدعة والتشدد والتطرف. كذلك توفير جهود العلماء في مكان واحد بنهج مفهرس ومرتب ومعنون، يسهل لعامة الناس الحصول عليه والأخذ منه؛ حيث تم رفع ما يقارب 14 ألف مقطع فيديو وصوتي، و100 كتاب ومقالة فقط للشيخ ابن عثيمين -رحمه الله.    

مع بداية العام الدراسي الجديد... وبسبب الكوارث والحروب

أطفال.. بلا تعليم

  • ملايين الأطفال يواجهون تحديا كبيرا في التعليم نتيجة الصراعات والحروب التي دمرت البنية التحتية التعليمية وكانت سببًا في حرمان هؤلاء الأطفال من التعليم
  • يعاني أكثر من نصف الأطفال في المنطقة العربية من فقر التعلم إذ لا يستطيعون القراءة أو فهم نص مناسب لأعمارهم بحلول سن العاشرة
  • يُقدّر أن 15 مليون طفل في سن الدراسة من 5 إلى 14 عامًا هم خارج المدرسة و10 ملايين طفل آخرين معرضين لخطر الانقطاع عن التعليم
  • تراجع الالتحاق بالمدارس في ليبيا بين الأطفال النازحين داخليًا حيث أبلغ 11% من الأسر أن أطفالها في سن الدراسة لم يسجلوا في التعليم الرسمي
  • يوجد في ليبيا أكثر من 175.800 طفل معرضين للخطر ويحتاجون إلى الحماية في حين أن حوالي 111.400 طفل على وشك فقدان الوصول إلى التعليم
  • أكثر من 19 مليون طفل سوداني لم يستطيعوا الالتحاق بالدراسة منهم 12.5 مليونا أجبروا على الفرار ويتعرضون للهجوم يوميًا منذ 16 شهرًا وسط لا مبالاة دولية
  • تسببت الحرب في غزة في حرمان 625.000 طــفـــل في سن الدراسة من عام دراسي كامل بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمدارس والمنشآت التعليمية الأخرى
  • تعرض ما يقرب من 93% من مدارس القطاع البالغ عددها 564 لأضرار بالغة حيث يتطلب 84.6% منها إعادة بناء بالكامل وفقًا للتقرير
  • 2.7 مليون طفل يمني خارج النظام التعليمي بينما يحتاج 8.6 ملايين إلى دعم لمواصلة تعليمهم مع تعرض ما يقرب من 2.800 مدرسة للتدمير

ومع بداية العام الدراسي الجديد، لن يجد ملايين الأطفال في عدد من الدول العربية مكانًا لهم على مقاعد الدراسة مثل أقرانهم حول العالم، فقد بين تقرير لمنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) تأثير الحرب والصراع على التعليم في لبنان وليبيا والأراضي الفلسطينية والسودان وسوريا واليمن، وأشار التقرير إلى أن ملايين الأطفال يواجهون تحديا كبيرا في تعليمهم نتيجة الصراعات والحروب التي دمرت البنية التحتية التعليمية، وكانت سببًا في حرمان هؤلاء الأطفال من التعليم، وحذر التقرير من العواقب طويلة الأمد، واحتمال حدوث ما وصفه بكارثة (عابرة للأجيال) إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة.

           ويعاني أكثر من نصف الأطفال في المنطقة العربية من (فقر التعلم)، إذ لا يستطيعون القراءة أو فهم نص مناسب لأعمارهم بحلول سن العاشرة، ويُقدّر أن 15 مليون طفل في سن الدراسة (من 5 إلى 14 عامًا) هم خارج المدرسة، و10 ملايين طفل آخر معرضون لخطر الانقطاع عن التعليم.

فلسطين: جيل خارج  النظام التعليمي

        واجه الطلاب الفلسطينيون تحديات كبيرة في الحصول على تعليم جيد وآمن لعقود من الزمن، لكن تصاعد العنف في أعقاب الهجوم الذي نفذته حماس قبل نحو عام، أدى إلى تفاقم أزمة التعليم ووصولها لمستويات غير مسبوقة، بحسب منظمات حقوقية وإغاثية دولية، وبحسب تقرير صادر في أغسطس 2024 عن مجموعة التعليم الدولية، -وهي آلية تنسيقية تجمع بين المنظمات والوكالات لتلبية احتياجات التعليم في أثناء الأزمات الإنسانية-، فإن هذه التحديات في الضفة الغربية تشمل «استهداف المعلمين والطلاب بالعنف، والعمليات العسكرية لقوات الاحتلال والغارات على المدارس وما حولها، وعنف المستوطنين، وتدمير المرافق التعليمية، والقيود على الحركة، والعوائق البيروقراطية».

واقع أطفال غزة

         أما قطاع غزة، فيواجه وضعًا حرجًا فيما يتعلق بالتعليم؛ إذ تسببت الحرب في غزة في حرمان 625.000 طفل في سن الدراسة من عام دراسي كامل؛ بسبب الدمار الواسع الذي لحق بالمدارس والمنشآت التعليمية الأخرى، بحسب تقرير اليونيسيف الذي اطلعت بي بي سي على أجزاء منه، وقد تعرض ما يقرب من 93% من مدارس القطاع البالغ عددها 564 لأضرار بالغة، حيث يتطلب 84.6% منها إعادة بناء بالكامل، وفقاً للتقرير.

تأثير الحرب المستمرة

         وذكر التقرير أن تأثير الحرب المستمرة كان كارثيًا؛ إذ لم يتمكن 39.000 طالب على الأقل من أداء امتحانات التوجيهي، وهي امتحانات الثانوية العامة التي يتقدمون لها في العام الحاسم للانتقال إلى التعليم العالي، كما لم يتمكن أكثر من 21.000 معلم من العمل؛ بسبب انعدام الأمن ونقص الأماكن التعليمية الآمنة، ويشير التقرير أن جميع أطفال غزة البالغ عددهم 1.2 مليون طفل يحتاجون إلى دعم عاجل على صعيد الصحة النفسية، وإلى الدعم النفسي الاجتماعي كذلك.

السودان: تعليم على شفا الانهيار

        يواجه نظام التعليم في السودان شبح الانهيار التام؛ حيث ملايين الأطفال في أنحاء السودان أجبروا على الفرار، ويتعرضون للهجوم يوميا منذ 16 شهرًا وسط لا مبالاة دولية، وذكر التقرير أنَّ هناك أكثر من 19 مليون طفل خارج المدرسة، منهم 12.5 مليونا نزحوا حديثًا. تقول (أفرديتا سباهيو خبيرة التعليم في اليونيسف في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا): إنه دون اتخاذ إجراءات فورية، قد تصل خسائر التعلم والقدرة على الكسب لهذه الجيل إلى 26 مليار دولار سنويا، وتضيف أن الوضع في السودان يفاقم من مخاطر أخرى مثل عمالة الأطفال، والتجنيد من قبل الجماعات المسلحة.

ظروف متردية للغاية

        ويعيش سكان السودان في ظروف متردية للغاية، في ظل حرب مستمرة منذ ستة عشر شهراً تقريباً. الحرب الدائرة حصدت أرواح الآلاف، ودفعت عشرات الملايين من السودانيين إلى النزوح داخل البلاد وخارجها، في وقت يواجه فيه الطرفان المتحاربان اتهامات بارتكاب جرائم حرب بحق المدنيين، وإعاقة وصول المساعدات، مما يعمق المأساة الإنسانية.

اليمن: نظام تعليمي متهالك

        وعن الوضع في اليمن وصف التقرير نظام التعليم في اليمن بأنه منهك بشدة، ويشير إلى أن 2.7 مليون طفل خارج النظام التعليمي، بينما يحتاج 8.6 ملايين إلى دعم لمواصلة تعليمهم، مع تعرض ما يقرب من 2.800 مدرسة للتدمير، أو التضرر، أو إعادة الاستخدام لأغراض غير تعليمية، ورغم الجهود المستمرة لدعم المعلمين، وتقديم الدروس العلاجية، وتأهيل المدارس، فإن التحديات في اليمن هائلة، مع تعرض ملايين الأطفال لخطر فقدان حقهم في التعليم. ويشهد اليمن منذ سنوات حربًا أهلية قتلت عشرات الآلاف وجوّعت الملايين، وبحسب الأمم المتحدة، تعد الأزمة الإنسانية في اليمن من بين الأسوأ على مستوى العالم؛ حيث يحتاج أكثر من نصف سكان البلاد، البالغ تعدادهم حوالي 33 مليون نسمة، إلى المساعدات الإنسانية من أجل البقاء على قيد الحياة.

نزوح مطول على نطاق واسع

      ويفيد التقرير السنوي لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية عن الأوضاع في اليمن، بأنه بالرغم من انخفاض حدة الأعمال العدائية وأعداد الضحايا بين المدنيين، إلا أن الأزمة التي اتّسمت بالنزوح المطول على نطاق واسع، والتهميش، والأعراف التمييزية، لا يزال لها تأثير عميق على الناس في أنحاء البلاد، ورغم الجهود المستمرة لدعم المعلمين، وتقديم الدروس العلاجية، وتأهيل المدارس، فإن التحديات في اليمن هائلة، مع تعرض ملايين الأطفال لخطر فقدان حقهم في التعليم.

ليبيا وفجوات كبيرة في التعليم

       أما في ليبيا فلم يكن الوضع أحسن حالاً؛ حيث أدى عدم الاستقرار المستمر في ليبيا إلى فجوات كبيرة في التعليم، ولا سيما بين الأطفال الصغار والمراهقين، ويشير التقرير إلى أن تراجع الالتحاق بالمدارس، ولا سيما بين الأطفال النازحين داخليا، أصبح شائعًا بشكل متزايد؛ حيث أبلغ 11% من الأسر أن أطفالها في سن الدراسة لم يسجلوا في التعليم الرسمي، فضلا عن أن هناك أكثر من 175.800 طفل معرضون للخطر ويحتاجون إلى الحماية، في حين أن حوالي 111.400 طفل على وشك فقدان الوصول إلى التعليم إذا لم يتم تقديم المساعدات الإنسانية لهم بشكل عاجل.

لم تنعم بالسلام منذ 2011

         ولم تنعم ليبيا بسلام يذكر منذ الانتفاضة التي دعمها حلف شمال الأطلسي في عام 2011، وانقسمت في عام 2014 بين فصيلين أحدهما في الشرق والآخر في الغرب، وانتهت حرب دامت لفترة طويلة بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في عام 2020 مع محاولات لإعادة الوحدة، لكن الانقسامات لا تزال قائمة.

 

تعزيز التعليم الشامل

         شددت اليونسيف على ضرورة تعزيز التعليم الشامل والمستجيب للنوع الاجتماعي، والجيد في المناطق المتضررة، وأوصت بتحسين البنية التحتية، ومرافق المياه والصرف الصحي والنظافة، وإدماج دعم الصحة النفسية والدعم النفسي الاجتماعي في الاستجابات التعليمية لمساعدة الطلاب والمعلمين على التعامل مع ضغوط الأزمات المستمرة، كما دعت منظمة اليونيسيف إلى تعزيز بناء القدرات الوطنية والبرامج الشاملة، ولا سيما للأطفال ذوي الإعاقة والنازحين، ومع استمرار الأزمات في هذه المناطق، يشدد التقرير على الحاجة الملحة إلى الدعم الدولي لمنع الانهيار التام لأنظمة التعليم، الذي قد تكون له عواقب وخيمة على ملايين الأطفال ومجتمعاتهم.  

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك