بهدف التعريف بأئمة الإسلام وجهودهم في حفظ السنة النبوية – مبرة الآل والأصحاب تختتم فعاليات ملتقى أعلام الإسلام الثاني بعنوان (الإمام أحمد بن حنبل نموذجاً)
برعاية وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية اختتمت الأسبوع الماضي فعاليات ملتقى أعلام الإسلام الثاني الذي أقامته مبرة الآل والأصحاب بعنوان (الإمام أحمد بن حنبل نموذجًا)، وعقد الملتقى على مدى يومين في الفترة من 20-21 جمادى الأولى 1434هـ، بحضور نخبة كبيرة من العلماء والمشايخ من مختلف دول العالم الإسلامي.
وقد التقت «الفرقان» على هامش المؤتمر مع رئيس اللجنة العلمية الشيخ علي التميمي، وسألته بداية عن الهدف من عقد مثل هذه السلسلة المباركة من الملتقيات وهل هذا دليل على نجاح الملتقى الأول، فقال مشكورًا:
- هذه الملتقيات تهدف في الأساس لإبراز شخصيات أعلام المسلمين وأئمتهم وعلاقتهم بآل البيت والصحابة، علاقتهم السلوكية، علاقتهم العبادية، علاقتهم الاجتماعية، أثرهم على الأمة، بعض تراثهم؛ تعريفًا للأجيال الموجودة الآن وتكريسًا لمفاهيم الخير والبر التي أرادوا إيصالها لنا رضوان الله عليهم، وهذه فرصة لأن يرتبط أول الأمة بآخرها سلوكًا ومعتقدًا ووسطية، وبفضل الله يأتي الملتقى الثاني تأكيدًا للنجاح الذي حققه الملتقى الأول، نسأل الله أن يبارك في جهود القائمين والداعمين له.
- ما هي المعايير التي تم من خلالها اختيار العلماء والمشايخ المشاركين في الملتقى، وكذلك الأبحاث المقدمة وأوراق العمل؟
- تم اختيار الأبحاث بناء على أن يكون مقدم البحث متخصصًا، وكذلك من حكَّم البحث أيضًا لا بد أن يكون متخصصًا، والمراجع للبحث أيضًا متخصص، فتجدنا جمعنا أهل التخصص في نفس المحور؛ لذلك خرجت الأبحاث بطرق علمية عميقة محكمة تؤهل البحث للنشر في المجلات العلمية المتخصصة.
ولقد نوعنا شريحة العلماء المشاركين بالمؤتمر حيث اخترناهم من بلدان مختلفة مثل مصر والأردن والمغرب ومن سوريا والسعودية والبحرين والعراق وبالطبع الكويت.
- انطلاقًا من المؤتمر الأول هل تم تنفيذ أي من التوصيات التي تمخض عنها ؟
- نعم نحن بدأنا في تنفيذ وقف أعلام الإسلام بقيمة مليون دينار، وأيضًا قمنا بتصنيف كتاب: نجاح القاري أكبر شرح لصحيح البخاري، وقد قامت عليه دار النوادر، ونبحث الآن عمن يقوم بطباعته وهو يقع في سبعين مجلدا تقريبًا، وقمنا بطباعة كتاب البخاري وآل البيت، وكل ذلك من نتاج توصيات المؤتمر الأول، ولأول مرة قمنا بتنفيذ سي دي الأدب المفرد صوتيا، ويتم توزيعه في هذا الملتقى بالتعاون مع إدارة الثقافة الإسلامية في وزارة الأوقاف مشكورة.
- ما هي أهم التحديات التي واجهتكم في هذا العمل المبارك؟
- طبعًا هذه مشاريع علمية كبيرة وتحتاج مبالغ كبيرة، فأهم عقبة قابلتنا هي التمويل وتوفير الدعم المادي لهذه المشاريع، يأتي بعد ذلك الكوادر العاملة والمتخصصة التي تقوم بهذه المهام.
- كيف وجدتم تعاون المؤسسات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني لتذليل هذه العقبات وتحقيق أهداف المبرة؟
- بعد فضل الله، لولا هذه المؤسسات لما كانت هذه الأعمال وعلى رأسها بالطبع ثلث ناصر السعيد، ثم الأمانة العامة للأوقاف، ثم وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، ثم دار النوادر ومؤسسة المقتبس، كما أننا نسعى لتوسيع شريحة المؤسسات التي تتعاون معنا في تحقيق هذه الأهداف العظيمة لنستفيد من جهود الجميع.
- ما هي الرسالة التي تود توصيلها في نهاية هذه الكلمة؟
- هناك جهود جادة تبذلها المبرة وهناك أبحاث حقيقية يقوم عليها الباحثون فيها خير عظيم والمجال مفتوح للجميع للمساهمة في دعم هذا الخير العظيم.
فعاليات المؤتمر
وحظي المؤتمر بمجموعة من المحاضرات القيمة والمتخصصة، وكانت الجلسة الأولى ورأسها الشيخ نور الدين طالب مع محاضرة: (المدخل إلى شخصية الإمام أحمد بن حنبل)، وحاضر فيها كل من د. عبدالله الفوزان وبمشاركة من د. يوسف طالب، تحدث فيها د. عبدالله الفوزان عن سيرة الإمام أحمد رحمه الله واعتقاده وأخلاقه وعبادته، كما ألقى الضوء على تصانيفه وما كتب حوله.
الجرح والتعديل عند الإمام أحمد
ثم جاءت الجلسة الثانية لتناقش موضوعا مهما وهو الجرح والتعديل عند الإمام أحمد، بجلسة رأسها د.محمد عبد الله الفهيد وحاضر فيها د.قاسم علي سعد بمشاركة أ.د. إبراهيم اللاحم وأ.د. علي الصياح، وناقشت المحاضرة مكانة الإمام أحمد في هذا الفن ومرتبته في الجرح والتعديل وعباراته المستخدمة ومنهجه ومظانه والموازنة بينه وبين أئمة الجرح والتعديل.
مسند الإمام أحمد
بدأت الفترة المسائية للملتقى بجلسة عن (مسند الإمام أحمد) رأسها د. رفعت فوزي عبد المطلب وحاضر فيها أ.د.عامر صبري وبمشاركة أ.د.عبدالرزاق أبو البصل، وناقشت الجلسة معنى المسانيد وترتيب مسند الإمام أحمد فيما بينها وعدد طبعات المسند وأهم الأعمال التي خدمت المسند وغيرها من الموضوعات الهامة التي تتعلق بمسند الإمام أحمد رحمه الله.
العلل عند الإمام أحمد
وتضمنت الفترة المسائية للملتقى جلسة عن (مسند الإمام أحمد) رأسها الشيخ نظام يعقوبي وحاضر فيها د. وصي الله عباس وبمشاركة أ.د.أحمد معبد، وناقشت الجلسة كتبه ومنهجه في العلل ومميزاته وموافقاته ومخالفاته للأئمة.
فقه الإمام أحمد
وفي اليوم الثاني للمؤتمر بدأت الفعاليات بجلسة رأسها أ.د. أحمد الخليل، وحاضر فيها كل أ.د. عبدالله الطريقي وبمشاركة من أ.د. عبدالمجيد محمود، وكانت المحاضرة الأولى بعنوان (فقه الإمام أحمد)، تحدث فيها المحاضر عن مصادره وأصوله وخصائصه ونظرة في استعراض أهم دواوين المذهب ورجاله والخريطة الجغرافية والتاريخية للمذهب ومفردات الإمام أحمد الفقهية، وأبرز مصادرها مستعرضاً أهم نماذج المفردات.
أثر الإمام أحمد في فقه المعاملات
ثم جاءت الجلسة السادسة لتناقش موضوعا مهما وهو أثر الإمام أحمد في فقه المعاملات بجلسة يرأسها أ.د.عبدالرزاق أبو البصل وحاضر فيها أ.د.فهد اليحيى بمشاركة أ.د. محمد إبراهيم الحمد، وناقشت المحاضرة أثر الإمام أحمد في فقه المعاملات من حيث خصائص المذهب الحنبلي في المعاملات إجمالاً، وأسباب السعة في الفقه الحنبلي في المعاملات ومظاهر السعة في الفقه الحنبلي في المعاملات ودور الفقه الحنبلي في النوازل والتطبيقات المعاصرة في المعاملات.
الاعتقاد عند الإمام أحمد
وبدأت الجلسة السابعة بمحاضرة (الاعتقاد عند الإمام أحمد) رأسها د.عثمان الخميس، وحاضر فيها أ.د.محمد بن إبراهيم الحمد، وناقشت الجلسة منزله الإمام أحمد في العقيدة ومصادره ومؤلفاته وأهم مسائل الاعتقاد عند الإمام أحمد.
الآل والأصحاب عند الإمام أحمد
وكانت الجلسة الأخيرة للملتقى والتي تحدث فيها المحاضرون عن المسائل المروية عن الإمام أحمد في الصحابة وأهل البيت، وترأس هذه الجلسة د.عبدالمحسن الجارالله الخرافي وحاضر فيها د.وليد العلي بمشاركة الشيخ أسامة الشنطي.
وناقشت الجلسة المسائل المروية عن الإمام أحمد في الصحابة وأهل البيت، مما يتعلق بالدعاء لهم والتحدث بفضلهم والنهي عن الغلو فيهم والإمساك عما شجر بينهم.
مجلس سماع لكتاب (الأربعون الحنبلية المسموعة)
وكان الختام مسكًا، حيث ختمت فعاليات الملتقى بمجلس سماع لكتاب (الأربعون الحنبلية المسموعة) وهي أربعون حديثاً مما ساقه الأئمة من طريق الإمام المبجل أحمد بن حنبل رحمه الله، للشيخ محمد بن ناصر العجمي.
توصيات الملتقى
خلص المؤتمرون في الملتقى إلى مجموعة من التوصيات، جاءت على النحو التالي:
1- التأكيد على تبني مشروع وقف يقوم على خدمة تراث أعلام الإسلام، ومنهم الإمام أحمد، ومسنده، وما يتعلق به من دراسات.
2- العناية بطباعة وتحقيق الكتب المختصة بالإمام أحمد وكتبه المختلفة، والتركيز على ما لم يطبع منها سابقا.
3- تبني دراسات تحليلية موضوعية بعيدة عن التعصب حول الانتقادات الموجهة للإمام أحمد على المستوى العلمي وغيره، مع تقويم ذلك النقد، والرد على المغرض منه.
4- العناية بدراسة ألفاظ الإمام أحمد في الجرح والتعديل، وتحرير مراده منها، مع المقارنة بألفاظ غيره من الأئمة المتقدمين، وبيان مدى الاتفاق من عدمه مع اصطلاح المتأخرين في ألفاظ الجرح والتعديل.
5- توصية بعمل كشاف كامل (ببلوغرافيا) لحصر وجمع جميع ما ذكر عن الإمام أحمد من دراسات.
6- جمع الموقوفات التي في المسند ودراستها.
7- تجدد أعمال ملتقى أعلام الإسلام في دورة مقبلة.
8- تشكيل لجنة لمتابعة تنفيذ التوصيات والتنسيق بين الجهات المعنية المختلفة.
9- استمرار التعاون مع المشايخ من الضيوف الفضلاء للاستفادة من جهودهم في تفعيل التوصيات، والتحضير للملتقى المقبل.
لاتوجد تعليقات