رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 30 سبتمبر، 2019 0 تعليق

بمناسبة حصول فرع الأندلس على المركز الأول في مشروع سباق الخير – رئيس الهيئة الإدارية لـ(الفرقان): العمـل الخـيري من أهـم القطاعــات التي تقاس بها نهضة الأمم وتقدمها

 

 

أقام فرع الأندلس بجمعية إحياء التراث الإسلامي حفل تكريم لموظفي الفرع بمناسبة حصول الفرع على المركز الأول في مشروع سباق الخير الثاني خلال شهر رمضان الماضي 1440هـ على مستوى فروع جمعية إحياء التراث الإسلامي. وقد افتتح رئيس الهيئة الإدارية محمد الراشد الحفل بكلمة أكد فيها على أهمية العمل الخيري وثوابه العظيم في الدنيا والآخرة، ثم شكر موظفي الفرع، وحثهم على مزيد من الاجتهاد، كما ألقى نائب رئيس فريق سباق الخير خالد الصفران كلمة عرف فيها بفريق سباق الخير وآلية العمل داخل الفريق، ودور لجنة الأندلس الذي تكلل بحصول الفرع على المركز الأول على مستوى الفروع كلها؛ ثم شكر مجلس إدارة الفرع والموظفين، كذلك شكر أمين السر مشعل الفيلكاوي موظفي الفرع على تفاعلهم ومشاركتهم البناءة مع فريق سباق الخير؛ وفي نهاية الحفل كرّم الراشد أعضاء الهيئة الإدارية الموظفين وسلموهم الدروع التذكارية بهذه المناسبة.

وبهذه المناسبة التقت الفرقان محمد الراشد للتعرف على هذا الإنجاز وأسبابه وأهم التحديات التي تواجه العمل الخيري عموما والفرع خصوصا.

- بداية نريد تصوراً عن الأسباب التي ميزت فرع الأندلس، وكانت سببًا في تحقيق هذا الإنجاز.

- بعد توفيق الله -عز وجل-، فما يميز فرع الأندلس وجود هيئة إدارية متفانية متناغمة محبة للعمل الخيري، ووجود إدارة تنفيذية ناجحة متمثلة في فرق العمل المتنوعة، تعمل ضمن معايير الجودة وخططها، وإعداد الخطط الاستراتيجية السنوية لأقسام الفرع وتحديد آلياتها التنفيذية، والتنوع المجتمعي والموسمي في اختيار مشاريع اللجنة.

- حدثنا عن رؤية الفرع ورسالته؟

- رؤيتنا تحقيق الريادة في المشاريع العلمية والدعوية والشبابية بمشاركة المجتمع وباكتفاء ذاتي، أما رسالتنا فهي السعي لتقديم مشاريع وبرامج دعوية تعليمية وخيرية وشبابية لخدمة المجتمع بشفافية وإبداع.

- ماذا عن أهدافكم؟

- لدينا العديد من الأهداف، من أهمها: رفع المستوى العلمي والمهاري لدى الشباب، وتوعية الناس، والمساهمة في تخفيف المعاناة عن المحتاجين منهم، وتشجيع واستثمار طاقات الشباب في شتى المجالات، واستثمار وتفعيل جميع وسائل التقنية الحديثة في جميع نشاطات اللجنة.

- ما الذي يميز فرع الأندلس عموما عن باقي أفرع إحياء التراث؟

- نظرًا لأهمية طلب العلم الشّرعيّ بوصفه أساسا من أسس الدعوة إلى الله -تعالى-؛ فقد اهتم فرع الأندلس بالعلم الشرعي بمستوياته كافة ولاسيما في قطاع الشباب، كما أن الفرع لا يغفل رسالته الأساسية في مساعدة الفقراء، وتفريج الكربات عن المحتاجين.

     وقد تميز الفرع بخدمة العلم الشرعي من خلال المشاريع العلمية المختلفة؛ فقد بيّن النّبي - صلى الله عليه وسلم - أنّ من خير النّاس من تعلّم القرآن وعلّمه، كما بيّن - صلى الله عليه وسلم - أن من أراد الله به خيرًا فقّهه في الدّين، كما أنّه من سلك طريقًا يبتغي به علمًا سهّل الله به طريقًا إلى الجنة، كما أن طلب العلم الشّرعي يورث الخشية في قلوب المتعلّمين والعلماء،

كذلك فإن دراسة العلم الشّرعيّ ترفد المجتمع بالعلماء المؤهّلين في كلّ مجالٍ من مجالات الشّريعة، كما أنّ العلم الشّرعيّ يقوم برفد المجتمع بالأئمة والخطباء الذين يعتلون منابر المساجد ليعلّموا النّاس شؤون دينهم، ويقدّموا لهم النّصيحة والموعظة الحسنة.

     والعلم الشّرعي هو وسيلة لإعداد الدّعاة وتأهيلهم لحمل رسالة الدّعوة إلى الله -تعالى- إلى أنحاء المعمورة؛ فكثير من النّاس في العالم لم تصلهم رسالة الإسلام وهنا يكمن دور الدّعاة إلى الله في تبليغ تلك الدّعوة وتعريف النّاس بها، وهذا الدور الأساس المنوط بالمؤسسات الخيرية والدعوية، وهو ما يقوم به فرع الأندلس لتحقيق رسالة إحياء التراث عموما في خدمة الدعوة إلى الله -تعالى.

- ما أهم اللجان المؤثرة في الفرع التي ترى أنها تحقق رسالة الجمعية ورؤيتها الاستراتيجية؟

- لا شك أن لجان الفرع كلها مؤثرة، ويقوم كل منها بدور فاعل في تحقيق رسالة الجمعية في العمل الخيري، ومن تلك اللجان: الدعوة والإرشاد، ولجنة المشاريع الخيرية، ولجنة المساعدات الاجتماعية، ومن اللجان المتميزة بالفرع التي نسعى من خلالها إلى تحسين مستوى الأداء وتطويره لجنة التطوير والجودة.

- ما أهم التحديات التي تواجهكم في تحقيق أهداف الفرع؟

- التحديات كثيرة ومتشعبة أهمها: الهجمات المتواصلة على العمل الخيري، ووجود منافسين متميزين على مستوي إحياء التراث والجمعيات الأخرى، كما أنَّ من أهم التحديات التي تواجه العمل الخيري عموما التطور التقني في العمل الخيري الذي يعد تحديًا كبيرًا؛ نظرًا لأنه يفرض عليك مواكبته باستمرار.

- لو أردنا أن نعدد أهم الإنجازات التي حققها فرع الأندلس منذ إنشائه فماذا نقول؟

- أُنشئ فرع الاندلس عام 1996م، وبفضل الله -تعالى- ومنته، حقق الفرع مشاريع تنموية وخدمية وإنشائية عديدة منها على سبيل المثال لا الحصر: طباعة ما لا يقل عن 1500 مصحف سنويا وتوزيعها، 8000 سورة الكهف، 6 أجزاء من موسوعة آثار الصحب الكرام على كتاب بلوغ المرام، وإقامة ما لا يقل عن 500 لقاء ودرس وملتقى دعوي، وكسوة ما لا يقل عن 7000 شخص سنويا، وتوزيع 500 جهاز سنويا، وكفالة 100 طالب سنويا – وتموين شهري 500 أسرة، فضلا عن بناء العديد من المساجد والمراكز الإسلامية وحفر الآبار في دول خارجية عدة، وشراء بيت وقفي.

- كيف ترون الهجوم على إحياء التراث من فترة لأخرى واتهامها بتهم باطلة لا أصل لها من الصحة؟

- لا شك أن المجتمع اليوم أصبح مجتمعًا مدركًا لحقيقة تلك الحملات الباطلة والمتكررة على العمل الخيري عامة وإحياء التراث خاصة، وأن مثل هذا الهجوم هو أكبر تحدٍّ لنا لمزيد من الإصرار والعزيمة على مواصلة درب العمل الخيري، وهذه الاتهامات على اختلافها ليس لها أدلة أو براهين، وهي في الغالب إما لهوى في النفس أو حقد أو حسد على كل ما هو إسلامي، وهذا الأمر ليس بجديد.

- ما أهم المشكلات التي تواجه مؤسسات العمل الخيري؟

- تواجه مؤسسات العمل الخيري عديداً من المشكلات أهمها من وجهة نظري: عدم وضوح الرؤية والاستراتيجيات، واتساع الأهداف لدى بعض المؤسسات؛ مما يربك عملها، ويشتت جهودها.

     الأمر الثاني، الفئوية والشخصية، فمازالت بعض مؤسسات العمل الخيري ترتبط مسيرتها وقراراتها ومشاريعها ببعض الفئات أو الشخصيات أو الأحزاب، بل بعضها -مع الأسف- ربط مصداقية المؤسسة بوجود تلك الفئة أو الشخصية وسيطرتها على مقاليد الأمور، ولم تضع تلك المؤسسات خططا لإفراز كوادر مساندة وتعزيزها تواكب تطور المؤسسة، وتؤكد مصداقيتها وتضمن استمراريتها.

كما أن عديدا من مؤسسات العمل الخيري تفتقر إلى آليات للتواصل والتعاون الفعلي بينها؛ مما يجعل الاستفادة المتبادلة للخبرات والإمكانات المتاحة قليلة، ويؤدي في كثير من الأحيان إلى تكرار الأعمال والبرامج وتشتيت الجهود.

      كذلك من أهم معوقات العمل الخيري ومشكلاته قلة الكفاءات المدربة والمتخصصة فضلا عن الحاجة المتزايدة للمتطوعين؛ لذلك نحن في حاجة ماسة إلى تدريب كوادر بشرية، وتشجيع الشباب على ممارسة العمل التطوعي، وإبراز قيادات ونماذج جديدة رائدة في هذا المجال، وفتح آفاق لمشاركتها الفاعلة في إدارة العمل التطوعي، والمشاركة في وضع الخطط والمقترحات والأفكار في هذا المضمار.

- من وجهة نظرك ما أهم عوامل نجاح مؤسسات العمل الخيري؟

- من المعروف أن العمل التطوعي لابد له من مقومات وأسباب تأخذ به نحو النجاح، وإذا تحدثنا عن المجتمع الكويتي خاصة، نجد أن دعم القيادة السياسية متمثلة في أمير الإنسانية سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح، كذلك فإن المجتمع الكويتي جبل على حب الخير وعمل الخير، وعموما فإن هناك عوامل عدة لنجاح مؤسسات العمل الخيري من أهمها:

- أن يتفهم المتطوع بوضوح رسالة الجمعية الخيرية وأهدافها.

- وضع الرجل المناسب في المكان المناسب وأن يوكل بكل متطوع أو موظف العمل الذي يتناسب مع إمكاناته وقدراته.

- فهم الموظف للأعمال المكلف بها من طرف الجمعية.

- الإلمام بأهداف الجمعية ونظامها وبرامجها وأنشطتها وعلاقة ذلك بالعاملين فيها.

- الاهتمام بتدريب العاملين في المؤسسات الخيرية على الأعمال التي سيكلفون بها حتى يتمكنوا من تأديتها بالطريقة التي تريدها الجمعية.

- ترسيخ القيم والمبادئ، واحتساب الأجر والمثوبة من الله -تعالى.

- مواكبة التطور التقني باستمرار.

- الاهتمام بنظم الجودة العالمية في العمل الخيري.

- كيف ترى اهتمام إحياء التراث بقطاع الشباب وبالتحديد فرع الأندلس؟

- بداية لابد أن نعلم أن الشباب يعد المحرّك الرّئيس للعمل والإنجاز في شتّى أنواع المجتمعات الإنسانيّة؛ ففئة الشّباب هي التي تمتلك الحماس المطلوب، والتّفكير المُستنير، والطّاقة البَدنيّة العالية التي تُمكِّنهم من القيام بالأعمال التي قد تعجز عنها فئات أُخرى عديدة، ومن هنا فقد ارتبطت أنواعٌ معيّنة من الأعمال بهذه الفئة، ولعلَّ أبرز هذه الأعمال؛ الأعمالُ التّطوّعيّة التي تتّسم غالباً بالتّنظيم، وتستهدف إنجاز أمور عديدة، ومُتنوِّعة؛ لذلك فإن فرع الأندلس يقدم نموذجًا يحتذى به في قطاع الشباب والناشئين والمتمثل في وجود (أكاديمية القيم) التي تحتضن العديد من الشباب والكثير من المجالات الشبابية والدعوية المتنوعة.

- هل من كلمة أخيرة؟

- كلمتي الأخيرة: إن العمل الخيري والتطوعي أصبح من أهم القطاعات، الذي تقاس به نهضة الأمم وتقدمها؛ لما فيه من وفرة وآثار اجتماعية واقتصادية وسياسية؛ فحريٌّ أن يكون للشباب بصمة خيرية واضحة في مشروع خيري أو فريق تطوعي، يخدم المجتمع، ويعمل على رقيه وتقدمه، كذلك لابد من ترسيخ ثقافة العمل التطوعي بين أفراد المجتمع، بعد أن باتت الأنشطة التطوعية لا تنفصل عن خدمة المجتمع وتنميته في كثير من المجالات.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك