رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: القاهرة – أحمد الفولي 28 يناير، 2018 0 تعليق

بمشاركة 86 دولة الأزهر يعقد مؤتمرًا دوليًا لنصرة (القدس) شيخ الأزهر: نحن دعاة سلام لا نعرف الذلة ولا الخنوع

 انطلاقًا من قول الله -تعالى-: {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا}، جسَّد المؤتمر العالمي الذي عقده الأزهر لنصرة القدس هذا المعني؛ فبعد ما تفاقمت أزمة القضية الفلسطينية عموما، ومدينة القدس على وجه خصوصا، مع الأحداث الأخيرة، بعد تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب باعتبار مدينة القدس عاصمة للكيان الصهيوني، عقد الأسبوع الماضي على مدى يومين الأربعاء والخميس 17 / 18 يناير 2018، فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة القدس، بحضور الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ود.أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبحضور وفود وشخصيات من 86 دولة حول العالم، للرد على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنقل العاصمة الأمريكية إلى القدس.

الأزهر ينتفض

     بدأت ردود أفعال شيخ الأزهر برفض شديد لمقابلة نائب الرئيس الأميركي مايك بينس لمصر، التي كان المقرر لها  20 ديسمبر الماضي بالقاهرة، وأشار شيخ الأزهر في بيان رسمي له أنه لن يقبل بالجلوس مع من يزيفون التاريخ، وأن قرار الرئيس الأميركي قرار  باطل.

     وأعلنت المشيخة عن 4 قرارات، منها عقد اجتماع عاجل لهيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، كذا اجتماع عاجل لمجلس حكماء المسلمين، وتوحيد خطبة الجمعة بجميع مساجد مصر عن قضية القدس، ثم عقد مؤتمر عالمي في 17-18 يناير عن القضية نفسها.

     من جانبه قال د. محمود الصاوي أستاذ الثقافة الإسلامية بجامعة الأزهر: إن الأزهر انتفض من أجل شقيقه الأكبر (المسجد الأقصى)، وأن قرار ترامب الأخير هو بمثابة (وعد بلفور) 2017.

     وأضاف الصاوي -في تصريح خاص- أن القدس عاصمة الإسلام، وهذا ليس بقرار محلي ولا إقليمي ولا أممي، ولكنها عاصمة الإسلام بقرار إلهي، وذلك منذ ما يزيد علي 1430 عامًا.

الجلسة الافتتاحية

     انعقدت الجلسة الافتتاحية صباح الأربعاء بكلمة من د. أحمد الطيب شيخ الأزهر، ثم الكلمة الثانية للرئيس الفلسطيني محمود عباس، تلاها كلمة زعيم الكنيسة بالإسكندرية، ثم كلمة السيد مرزوق الغانم رئيس مجلس الأمة الكويتي، والسفير أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية.

عشر رسائل من شيخ الأزهر

     ألقى شيخ الأزهر د. أحمد الطيب، كلمته التي أوضح فيها دور الأزهر على مر العصور، في قضية فلسطين، وبعث الطيب برسائل عدة في كلمته، كان أبرزها ما يأتي:

1. اقتراح إعلان العام الجاري 2018 عامًا للقدس الشريف؛ تعريفًا بالقدس ودعمًا ماديًا ومعنويًا للمقدسيين، مطالبًا المنظمات الإسلامية كجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والمنظمات العربية ومنظمات المجتمع المدني بالتعريف بالقدس من خلال نشاط ثقافي وإعلامي متواصل.

2. كل احتلال إلى زوال إنْ عاجلًا أو آجلًا، هذه حقيقة كونيَّة وسُنَّة إلهيَّة، واسألوا التاريخ، والكيان الصهيوني ليس هو من ألحق بنا الهزيمة في حرب 48 أو نكسة 67، ولكن نحن من صنعنا هزيمتنا بأيديا، وتعاملنا بالهزل في مواقف الجد، وكنا أمة متفرقة.

3. نحن دعاة سلام، وعلينا امتلاك القُوَّة التي تُرعِب العُدوان، وتَكْسر أنفه، وتُرغِمه أن يعيد حساباته، ويُفكِّر ألف مرَّة قبل أن يُمارس عربدته وطُغيانه واستهتاره واستبداده.

4. مؤتمر الأزهر لنصرة القدس يمكن أن يسفر عن نتائج عملية غير تقليدية، ويختلف كثيرًا عن سابقيه، ولاسيما بعد بدء العد التنازلي لتقسيم منطقة الشرق الأوسط وتفتيتها وتجزئتها.

5. إعادة الوعي بالقضية الفلسطينية عامةً وبالقدس خاصة، في المقررات الدراسية والتربوية.

6. على الأمة العريبة أن تنبه نخبها أنها أمة مستهدفة في دينها وعيشها وفي أنفسها وقدراتها، وليس أمامها إلا أن تعتمد على سواعدها.

7. ليس لنا أي عذر أمام الله وأمام التاريخ في أن نبقى ضعفاء مستكينين متخاذلين وفي أيدينا عوامل القوة ومصادرها كلها المادية والبشرية.

8. الأزهر دعم القدس منذ حرب 48 وحتى عام 1988 بـ 11 مؤتمرًا، حضر فيه علماء المسلمين من أنحاء العالم كلها، وقدمنا أبحاثًا في غاية الدقة عن القدس.

9. ندعو اليوم إلى سلام مدعوم بالعدل، سلام لا يعرف الظلم، لكننا أمام عدو لا يعرف إلا القوة والعنف.

10. أي ظلم لابد أن ينتهي؛ فنهاية الظالم معروفة ومعلومة مهما طال الزمن، والاحتلال الصهيوني دمر معالم الكنائس في فلسطين، والحضارة الإسلامية في القدس أيضًا.

رسالة إلى المسلمين في أنحاء الأرض

     وفي تصريح خاص للفرقان قال د. بشير المحلاوي -كبير الأئمة بوزارة الأوقاف بمصر-: إن المؤتمر يعد رسالة إلى المسلمين في أنحاء الأرض، بألا ينسوا قضية فلسطين وقضية المسجد الأقصى، وأنه رسالة إلى العالم للرد على أكاذيب اليهود الذي يزعمون أنهم أصحاب حق في أرض فلسطين، مشيرا إلى أنه سيكون له أثر في العالم الإسلامي كلها ولاسيما في الدول غير العربية وشعوبها التي تثق في دور الأزهر كثقة الشعوب من المحيط إلى الخليج.

     وأضاف المحلاوي: أن اختيار الضيوف من أنحاء العالم جميعها على اختلاف مشاربهم وثقافاتهم، بل ودياناتهم أكبر دليل على الوسطية التي يتمتع بها الأزهر الشريف.

     وتابع، بل وتلبية الدعوة من المشاركين فى المؤتمر أكبر دليل على أن قضية القدس وقضية الشعب الفلسطيني، قضية شغلت الأمة المسلمة في أنحاء العالم كلها، بل وكان الحضور من ممثلي الكنائس العالمية أيضا.

     وأكد المحلاوي، أن المؤتمر سيكون له أعظم الأثر الإيجابي الحقيقي على الأرض، وأن أعظم ما فيه أن المرابطين في المسجد الأقصى، بل والشعب الفلسطيني في كل مكان، سيشعرون أنهم ليسوا وحدهم في مواجهة الظلم الأميركي للشعب الفلسطيني.

رسالة قوية للعالم كله

من جهته أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم الذي يمثل وفد دولة الكويت في المؤتمر، أن المؤتمر بمثابة رسالة قوية للعالم كله.

     وأوضح الغانم في تصريحات له، أن من أهم هذه الرسائل التي يؤكد عليها المؤتمر تمسك الأمة العربية والإسلامية بالقدس وبالقضية الفلسطينية، وبالسيادة الفلسطينية التي لن تتنازل عنها الأمة.

وتابع، أن هذه المشاركات الرائعة من أنحاء العالم كلها خطوة مهمة على طريق رؤية عربية وإسلامية موحدة للرد على قرار الرئيس الأميركي الباطل.

المؤامرة على القدس بدأت قبل 100 عام

     وفي كلمته التي ألقاها قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس: إن القدس اليوم في أمسِ الحاجة لنصرة الأمة العربية والإسلامية وجهودها ووقفتها، بعد أن جاوز الإفساد والعدوان مداه، وعلا الظالمون العادون علوًا كبيرًا.

      وأضاف، أن القدس تتعرض لمؤامرة تستهدف كل ما تمثله من قيم ومعانٍ دينية وإنسانية وحضارية، وتضرب بعرض الحائط القوانين والأعراف والمواثيق الدينية والإنسانية، في تحديات بدأت فصولها السوداء منذ أكثر من 100 عام، بوعد (بلفور) الذي أعطى من لا يملك لمن لا يستحق وعلى حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه وأرضه ومقدساته، وأوضح أن المؤامرة بدأت قبل ذلك بكثير وهي مؤامرة استعمارية بالمعاني كلها لزرع جسم غريب في فلسطين لصالح الغرب، والقرار الأخير الذي أصدره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن القدس، وادعى فيه زورًا أن القدس عاصمة إسرائيل، هو انحياز طاغٍ لصالح الاحتلال الإسرائيلي وجرائمه وعدوانه على مقدساتنا.

      وقال: إن الولايات المتحدة الأمريكية اختارت مخالفة القانون الدولي وجميع القرارات والاتفاقات الدولية والثنائية، وتحدي إرادة الشعوب العربية والإسلامية وشعوب العالم كافة، ومناقضة الإجماع الدولي الذي عبرت عنه دول العالم في الجمعية العامة للأمم المتحدة في 29 نوفمبر 2012، حينما اعترفت بدولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية.

      وتابع: في 21 ديسمبر 2017، رفضت الجمعية العامة تحت بند (متحدون من أجل السلام) بأغلبية 129 دولة قرار ترامب، وعدته لاغيًا، وليس له أي سند قانوني.

القدس قضية المسلمين جميعًا

     من جانبه قال د. يونس مخيون -رئيس حزب النور وأحد المشاركين البارزين في المؤتمر-: إن قضية القدس هي قضية المسلمين جميعًا، وليست قضية الفلسطينيين وحدهم، وذلك باعتبار المسجد الأقصى جزءا لا يتجزأ من عقيدة المسلمين، وأضاف مخيون، أن مؤتمر الأزهر لنصرة القدس يعطي صورة واضحة لإبراز قوة الأزهر الكبيرة، التي تجمع المسلمين؛ فهي ليست قوة ناعمة فقط؛ حيث ضم المؤتمر أكثر من 86 دولة حول العالم، وأن استجابة هذه الوفود لدعوة د.أحمد الطيب تؤكد على مكانة الأزهر الشريف الذي يجب أن نقف جميعًا معه باعتباره أحد رموز وحدة المسلمين ومرجعيتهم.

     وشدد رئيس النور، على أن نصرة القدس لا بد وأن تكون عقيدة عند المسلمين؛ حيث إن الطرف الآخر من الصهاينة يربون أبناءهم على أن أرض فلسطين ملك لهم، وهي بالنسبة لهم قضية عقائدية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك