رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 13 مايو، 2014 0 تعليق

بمشاركة إحياء التراث الإسلامي- اختتام المنتدى الكويتي الدولي الأول للعمل الإنساني


طرحت الجمعية تأصيلاً شرعياً قائماً على الكتاب والسنة للوسطية في جوانب الشريعة المختلفة «كالعقيدة والتعامل مع غير المسلمين، والموقف من أهل الكتاب

السعي لتكريس ثقافة الشراكة والتنسيق بين الهيئات والجمعيات العاملة في القطاع الخيري والإنساني محليا ودوليا

 

بمبادرة مشتركة من الجهات الخيرية والإنسانية الراعية وبحضور نخبة من الخبراء والمهتمين، اختتم في الكويت الأسبوع الماضي أعمال (المنتدى الكويتي الدولي الأول للعمل الإنساني) الذي عقد على مدى يومين بمقر الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، تحت شعار: (معا لتعزيز ريادة الكويت في مجال العمل الإنساني الدولي)، خلال الفترة من 7 - 8 رجب 1435هـ الموافق 6 - 7 مايو 2014م، وقد ناقش المنتدى عددا من المحاور كان أبرزها: التأصيل الشرعي للشراكة في العمل الإنساني، مباديء العمل الإنساني معايير وآليات.. أدوار وتحديات، القانون الدولي الإنساني والحماية القانونية للفئات المحمية ومباديء الفقه الإسلامي ذات الصلة، تجارب كويتية في مجال العمل الإنساني في الأزمات والكوارث وآفاق التنسيق والشراكة، وأخيرًا إسهامات المرأة والشباب والفرق التطوعية في العمل الخيري والإنساني.

تجربة إحياء التراث الإسلامي

     وقد شاركت جمعية إحياء التراث الإسلامي بالمنتدى من خلال عرض تجربة الجمعية الرائدة في العمل الخيري، وقد استعرض خلال هذه الورقة الدكتور عيسى القدومي ممثل الجمعية، جوانب التميز والريادة التي تفردت بها إحياء التراث وجعلتها من المؤسسات السباقة في العمل الخيري داخليًا وخارجيًا؛ حيث بين أن الجمعية عملت منذ انطلاق أعمالها على أن تكون رسالتها عالمية؛ حيث حددت إدارة الجمعية أقسام العمل الأساسية التي من خلالها تحقق أهدافها، ثم بين أن جمعية إحياء التراث الإسلامي تميزت وتفردت في مجالات عدة أهمها:

نشر الوسطية؛ حيث نظمت الجمعية مؤتمرًا بعنوان: (الوسطية.. رؤية إيجابية) تحت رعاية معالي المستشار راشد عبد المحسن الحماد – نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون القانونية ووزير العدل ووزير الأوقاف والشؤون الإسلامية السابق .

      وقد طرحت الجمعية في هذا المؤتمر تأصيلاً شرعياً قائماً على الكتاب والسنة للوسطية في جوانب الشريعة المختلفة «كالعقيدة والتعامل مع غير المسلمين، والموقف من أهل الكتاب، والموقف من أهل البدع، والتعامل مع المخالفين وقضية التسامح الديني، ومفهوم التيسير وقضايا المرأة، والولاء والبراء، والتعامل مع ولاة الأمر وضوابط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وميزان التطرف والغلو والإرهاب والتكفير».

الدعم الصحي

     تقوم الجمعية أساساً بتنفيذ المشاريع الصحية الرائدة في دول شتى مثل: المستشفيات والمراكز الصحية، والمراكز التخصصية والعيادات في عدد من الدول الفقيرة، فضلا عن الدور الكبير الذي تقوم به الجهات الخيرية في مجال الإغاثة الصحية حال الكوارث، وانتشار الأوبئة والحروب، وكذلك المشاريع الصحية المساعدة، كما قامت الجمعية بعمل مراكز الصحية متخصصة للولادة، فضلا عن مراكز تخصصية عدة للأسنان ومراكز لغسيل الكلى .

محاربة الأفكار المتطرفة

     كما دأبت الجمعية منذ إنشائها على نشر العلم الشرعي الصحيح القائم على الكتاب والسنة مستندة إلى تراث إسلامي عريق لم تشهد له الإنسانية مثيلاً، وخلال مسيرة الجمعية عملت على مواجهة الأفكار المتطرفة والأعمال الإرهابية التي تنبني على تلك الأفكار؛  حيث استرشدوا في مسيرتهم بعلماء الأمة العظام أمثال الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ ابن عثيمين والشيخ الألباني رحمهم الله جميعا الذين أدركوا حقائق الأمور قبل وقوعها، وانتبهوا للخطر الذي تحت الرماد؛ فكان تحرك الجمعية بناءً عليه، وتوالت الأنشطة لدحض تلك الأفكار المتطرفة، وكان الهدف من تلك الأنشطة ربط الأمة -ولاسيما الشباب- بالمصادر الأساسية لهذا الدين بعيدًا عن الانحرافات؛ حيث أقامت الجمعية عشرات الندوات والمحاضرات والدروس، أوضحت من خلالها موقف الإسلام من الغلو والتطرف في الدين، ومن الفكر التكفيري وأعمال العنف (الإرهاب).

وأصدرت الجمعية عشرات الكتب والنشرات التي تحذر من الغلو والتطرف؛  حيث الهدف منها التأصيل لمسائل دارت حولها الشبهات، وقد خُصصت مكتبة طالبي العلم رقم (8) للتحذير من الأفكار المتطرفة ودحض الشبهات والرد العلمي على من تبنى هذه الأفكار .

محاربة الجهل

     كما بين القدومي أن الجمعية سعت ممثلة بإدارة بناء المساجد والمشاريع الإسلامية إلى بناء مؤسسات تعليمية تتدرج بالطالب ابتداء من الخلوات والفصول الدراسة وحتى المعاهد والجامعات والمدارس ودور محو الأمية في مناطق يعم فيها الجهل، ويسطر عليها الفقر، في محاولة جادة لتوفير فرص التعليم للذين لا يجدون نفقته ولاسيما اليتامى الذين ليس لهم في الدنيا -بعد الله- إلا أهل الخير وهي بدورها تعمل على تعليمهم وتأهيلهم علميا وشرعيا وثقافيا في هذه المؤسسات، حتى يكونوا عناصر بناء في هذه الأمة، يعود نفعهم على أنفسهم وأهليهم وأوطانهم .

نشر العلم: مشروع مكتبة طالب العلم

     كما تقوم الجمعية بتنفيذ مشاريع (الكتب والمكتبات)، والتي يأتي في مقدمتها مشروع (مكتبة طالب العلم)؛ حيث أصدرت الجمعية ابتداء من عام 1995م سلسة وصل عددها إلى الآن 8 مكتبات، ضمت كتباً ومراجع مهمة لطالب العلم وكذلك عامة المسلمين، وقد اختيرت بعناية فائقة، أسهم في تحديد محتواها كبار العلماء المعاصرين.

     وكان الإصدار الثامن من هذه المكتبة إصداراً متخصصاً في التحذير من الإفساد في الأرض والتطرف والتكفير والغلو في الدين؛ حيث قدمت الجمعية من خلالها نموذجاً ملموساً لمنهجيتها السليمة بالسير على نهج الوسطية، وتجسيداً حياً لأهدافها في خدمة التراث الإسلامي، وإسهاما منها في إيضاح مسائل الخلاف والنزاع التي تدور على الساحة مستنيرة بأقوال العلماء الراسخين، ومن مشاريع الكتب كذلك مشروع (ترجمة وطباعة وتوزيع الكتب الإسلامية)، ومشروع (الطرد البريدي) لإرسال الكتب لمن يحتاجها من طلبة العلم في الخارج ، ومشروع (المكتبة الصوتية).

ثم بين القدومي أن جمعية إحياء التراث الإسلامي قدمت خلال مسيرتها لأكثر من ثلاثة عقود تجربة جديدة في العمل الخيري وفنون إدارته والدعوة إليه، وتنفيذ مشاريعه وكسب المتطوعين ونلخص أسباب تميز ذلك النموذج المؤسسي الخيري: 

1- الاهتمام بالمنهجية العلمية والإدارية في تنفيذ أعمالها .

2- ضبط الدائرة المالية بما يحفظ الأموال والأصول.

3- الحرص على صرف الأموال بما اشترط المتصدق أو الواقف.

4- كسب ثقة المتبرعين، التي من خلالها استمر تنفيذ المشاريع.

5- جعل الوقف الإسلامي من أولويات العمل لتتحقق استمرارية العطاء.

6- تنمية قدرات العاملين والمتطوعين وتدريبهم وتفويض الأعمال لصقل المهارات وكسب المعلومات .

7- تحقيق متطلب نجاح الأعمال الخيرية في اختيار أهل الإخلاص والاختصاص لتنفيذ الأعمال والمشاريع الخيرية في الداخل والخارج وإدارتها. 

8- بناء الشراكة المجتمعية، عبر البرامج المشتركة التي تتلمس الحاجات، وتفي بالاحتياجات .

9- تنوع الإيرادات، واتساع بقعة العمل في أكثر من 43 دولة، وتوزيع العمل بين الداخل والخارج .

10- استخدام التقنية الحديثة والبرامج الحاسوبية في إدارة مشاريعها وكفالاتها.

البيان الختامي

وبعد الانتهاء من المحاضرات والورش التدريبية أوصى المؤتمرون بالآتي:

أولاً: العمل على تعزيز جهود الوعي بالقانون الدولي الإنساني واستمرار الحوار حول تأصيل مبادئ القانون الدولي الإنساني وفق الشريعة الإسلامية مع التأكيد على وجوب احترام قواعد القانون الدولي الإنساني من قبل جميع الأطراف المعنية.

ثانيًا: السعي لتكريس ثقافة الشراكة والتنسيق بين الهيئات والجمعيات العاملة في القطاع الخيري والإنساني محليا ودوليا مع احترام التنوع في المنطلقات الفكرية والأدوار والأساليب.

ثالثًا: توفير مزيد من الحماية لطواقم العمل الخيري والإنساني مع ضرورة التأكيد على احترام مبادئ العمل الإنساني ذات الصلة والالتزام بها.

رابعًا: ضرورة تمكين الطاقات الشبابية العاملة في مجال العمل الإنساني وتأهيلها.

خامسًا: الدعوة لإنشاء مراكز تفكير استراتيجي للعمل الخيري والإنساني تسهم في إثراء التجارب الوطنية، وتستفيد من التطبيقات وأفضل الممارسات الدولية.

سادسًا: الترحيب بالدعم الحكومي من قبل وزارة الخارجية والجهات الرسمية في الدولة لمشاركتها في المنتدى وتأكيدها على ضرورة الشراكة بين القطاع الخيري والإنساني المحلي والمنظمات الإنسانية الدولية.

 

 

مذكرا الجميع بزيادة التمسك بالدين وتحكيم الشريعة- د.المسباح: استعمال السلاح خطر يهدد أمن الكويت واستقرارها

      جدد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور ناظم المسباح دعوته بضرورة التصدي لكافة الظواهر السلبية الدخيلة على المجتمع الكويتي المحافظ والمسالم، وفي مقدمتها ظاهرة استعمال السلاح الناري والأبيض وما ينتج عنها من قتل الأبرياء أو إصابتهم، مشيرا إلى أن انتشار حوادث إطلاق النار والسطو المسلح في الفترة الأخيرة أقلقنا قلقا شديدا، مؤكدا ضرورة منع اقتناء السلاح الناري والأبيض دون ترخيص من الجهات المختصة؛ وذلك لما له من تهديد لأمن البلد وترويع للآمنين وإفساد في الأرض، مشددا على ضرورة مواجهة تلك الظواهر ومعالجتها والقضاء عليها بأسرع وقت ممكن من خلال مضاعفة جهود الجهات المختصة في وزارة الداخلية لمتابعة مثل هذه الظواهر السلبية، مثمنا بعض الإجراءات والجهود التي بذلتها الداخلية مؤخرا بشأن إلقاء القبض على المجرمين والمطلوبين في جرائم القتل وغيرها وسرعة تقديمهم للعدالة.

      وتابع: يقوم بعضهم بحيازة السلاح بسبب تجربة الغزو المريرة أو الشعور بضعف أجهزة الدولة المختصة في بعض الجوانب فضلا عن بطء تنفيذ أحكام القصاص من القتلة والمجرمين، مؤكدا أن على الدولة بمؤسساتها الأمنية أن تطمئن الناس ببسط سلطانها وفرض هيبتها من خلال سرعة القصاص وعدالة تطبيق القانون والانتشار المكثف لرجال الأمن للتعامل مع كافة أشكال الجرائم لمنع الجريمة قبل وقوعها.

     وأوضح أن الأمن من النعم العظيمة التي أنعم الله بها على الكويت ومن مقتضى شكر هذه النعمة المحافظة عليها والتصدي بكل حزم لكافة الظواهر التي تنال من أمن المجتمع وسلمه وسلامته، ومؤكداً على دور العلماء والدعاة في تبصير المجتمع بخطورة انتشار ظاهرة حمل واستعمال السلاح والعنف بين الشباب، لافتاً إلى أن غياب الوعي بأخطار العنف وحمل واستعمال السلاح يشكل خطراً كبيراً على استقرار وأمن المجتمع.

 

وشدد على أن العودة إلى كتاب الله وتطبيق الشريعة وتحكيمها في جميع مناحي الحياة أمر يجلب الأمن والأمان، داعيا المولى عز وجل أن يحفظ الكويت وجميع بلاد المسلمين من كل سوء ومكروه.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك