بلغ عدد المعتمرين والمصلين 30 مليونا – نجاح المملكة في خطتها لخدمة ضيوف الرحمن
استراتيجية متكاملة انتهجتها المملكة العربية السعودية، لخدمة ضيوف الرحمن في الحرمين الشريفين، لتيسير أداء العبادات ومناسك العمرة، وذلك من خلال الارتقاء بمنظومة الخدمات العامة للحرمين الشريفين. وتأتي أبرز ملامح هذه الاستراتيجية ضمن أكبر خطة تشغيلية في تاريخ الرئاسة العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي لشهر رمضان المبارك 1444هـ(2023م)، وضمن هذه الاستراتيجية، خصصت الرئاسة العامة لشؤون الحرمين 20 ألف نقطة؛ لتوزيع أكثر من (40) مليون لتر من ماء زمزم المبارك خلال شهر رمضان المبارك، على المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام.
توظيف (روبوتات) ذكية ومنصات رقمية
كما تتضمن الاستراتيجية توظيف (روبوتات) ذكية ومنصات رقمية؛ لإثراء التجربة الدينية لقاصدي الحرمين الشريفين، وتسخير 12 ألف موظف لخدمة القاصدين على مدار الساعة، الذي يصل عددهم إلى نحو أكثر 3 ملايين معتمر في الشهر المبارك، إضافة إلى ترجمة دروس أحكام الصيام إلى 10 لغات على منصة منارة الحرمين.
خدمات رقمية
وفي إطار جهودها المتواصلة للارتقاء بالخدمات المقدمة لقاصدي الحرمين الشريفين من مصلين ومعتمرين خلال شهر رمضان، استحدثت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي عددا من الخدمات الرقمية تعمل بالذكاء الاصطناعي عبر منظومة عمل ذكية، لا تحتاج لأي تدخل بشري، منها روبوتات للتعقيم والتطهير، وروبوتات توجيهية تعمل على توجيه الزوار والمعتمرين بكيفية أداء المناسك، والإفتاء والإجابة عن السائلين، مع إمكانية إضافة الترجمة الفورية للغات العالمية، والتواصل مع المشايخ عن بعد، كذلك روبوت توزيع الهدايا لقاصدي المسجد الحرام، وهو روبوت ذكي مزود بشاشة مع سماعات صوت، يمكن تغييرها وتعديلها في أي وقت، ويعمل بمستشعرات ثلاثية الأبعاد؛ لتجنب الاصطدام بالأجسام ونظام ملاحة تلقائي.
المنصات الالكترونية
كما وفّرت رئاسة الحرمين العديد من المنصات الالكترونية والتطبيقات الرقمية من أهمها: تطبيق لوامع الأذكار الجامع للأذكار والأدعية من القرآن الكريم، والسنة النبوية، الذي يمتاز بسهولة الوصول والتنقل داخل التطبيق، ويدعم اللغتين العربية والإنجليزية، ومحرك بحث سريع، والسبحة الإلكترونية، والمشاركة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ويجمع الأذكار، والأدعية، من القرآن الكريم، وصحيح السنة، وتقسيمها وتصنيفها بحسب المناسبات والأحوال اليومية، لسهولة الوصول إليها، والبحث عنها، كما يدعم التطبيق مختلف الأجهزة والأنظمة.
12 ألف موظف
وتميزت الخطة بتنويع المبادرات والبرامج والخدمات وتكثيفها؛ لتحقيق أقصى مراحل الراحة للقاصدين والمعتمرين والزوار، وإعطاء أولوية قصوى لتعظيم خدمة الضيف، وتكليف 12 ألف موظف لخدمة القاصدين على مدار الساعة لخدمة المعتمرين.
700 ساعةٍ دروسا ومحاضرات
وتعزيزًا للدور التوجيهي والإرشادي بالحرمين الشريفين، أقامت رئاسة الحرمين سلسلة من محاضرات التوعية والدروس العلمية بالتعاون مع هيئة كبار العلماء وأئمة وخطباء الحرمين الشريفين، وبثت هذه الدروس والمحاضرات على مدار الساعة عبر منصة منارة الحرمين، بواقع يصل إلى أكثر من 700 ساعة بث رقمي بعشر لغات عالمية.
أحكام الصيام بـ 10 لغات
وعلى صعيد ذي صلة بالدور التوجيهي، أبدت وكالة اللغات والترجمة استعداداتها بترجمة درس الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس في (تفسير آيات الصيام) من تفسير السعدي، و(كتاب الصيام من زاد المعاد في هدي العباد)، إلى المسلمين حول العالم بلغات عدة، عبر نخبة من المترجمين الأكفاء المتخصصين، تحقيقاً لإيصال رسالة الحرمين الشريفين للعالم أجمع، ويأتي هذا في إطار سعي رئاسة الحرمين لتسخير اللغات والتقنيات الحديثة لترجمة المحتوى الشرعي وبثه، بما يسهم في نشر رسالة هذا الدين الحنيف رسالة الوسطية والاعتدال من الحرمين الشريفين، في مختلف الأصقاع والبقاع تحت شعار (نشر الهداية للعالمين).
40 مليون لتر ماء زمزم
كما خصصت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي، 20 ألف نقطة لتوزيع أكثر من (40) مليون لتر من ماء زمزم المبارك خلال شهر رمضان المبارك على المعتمرين وقاصدي المسجد الحرام، مع مراعاة تقديمها بطرائق سهلة ومريحة، باستخدام أحدث الآليات والتقنيات المتوافرة لضمان نقاوتها وفق معايير عالمية.
وجُهزت (30) ألف حافظة لماء زمزم المبارك وتوزيعها في أنحاء المسجد الحرام كافة، إضافة إلى المشربيات الرخامية الموزعة في المساحات الداخلية والخارجية، وجُنِّد 1423 كادرا بشريا؛ لضمان الكفاءة وتحقيق الجودة في تقديم الخدمات، هذا إلى جانب توظيف تقنية الروبوت، والعربات الذكية التي يصل عددها إلى (80) عربة ذكية لتغطية الكثافة العددية في المسجد الحرام، وتوفير عبوات ماء زمزم داخل صحن المطاف.
إدارة التوجيه والإرشاد النسائي
كما حرصت وكالة الشؤون النسائية بالرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي على تقديم أفضل الخدمات لقاصدات بيت الله الحرام طيلة شهر رمضان المبارك، ولاسيما يوم الجمعة، من خلال إشرافها ومتابعتها للعديد من الخدمات المقدمة لقاصدات البيت العتيق.
وتكمن مهام إدارة التوجيه والإرشاد النسائي في تقديم العديد من الخدمات، بكل مهنية واحترافية، ومن أبرزها الإرشاد المكاني بالإجابة عن تساؤلات القاصدات عن المواقع داخل المسجد الحرام وخارجه، وتصحيح صفة الوضوء والصلاة، وتذكيرهن بصفة صلاة الجنازة، وسنن الجمعة وتفعيل مبادرة جوائز الأذان التي تُعنى بتذكير القاصدات بفضل ترديد الأذان مع المؤذن والدعاء بعد الانتهاء منه، ونشر (الباركودات) الخاصة بالإفتاء، وبإصدارات الرئاسة على القاصدات للاستفادة منها، مثل: كتاب الدعاء وصفة الحج والعمرة، والعمل على إتمام الصفوف والفضل المترتب على ذلك، والإرشاد الديني وتغطية الملاحظات وإنهائها.
حلقات قرآنية لمختلف الفئات
وتتبلور مهام الإدارة في تفعيل حلقاتٍ قرآنيةٍ لمختلف الفئات من ضيوف الرحمن؛ حيثُ يتم تعليم القاصدات التلاوة الصحيحة مع التجويد وإعانتهن على تحسينها وإتقانها، ومراجعة الحفظ لهن على يد نخبة من الكفاءات الحافظات لكتاب الله -عز وجل-، كذلك إقامة مجالس في شروحات السنة النبوية الصحيحة والقراءات العشر، وتقديم دروسِ السنة النبوية المطهرة، إضافةً إلى الاهتمام بالقاصدات من ذوي الإعاقة وكبيرات السن، وتقديم البرامج التي يتمُ من خلالِها تعليم التلاوة الصحيحة لسورةِ الفاتحة وقصار السور.
إدارة المصاحف النسائية
كما عملت إدارة المصاحف النسائية على تزويد المصليات النسائية بالأعداد الكافية والأحجام المتنوعة من المصاحف والتفاسير طوال شهر رمضان المبارك، وتوفير المصحف الشريف بالحجم الكبير في مصلى المسنات، وكذلك المصاحف المخصصة للمكفوفات (برايل) داخل المصليات المخصصة للأشخاص ذوي الإعاقة، فضلا عن توفير مصاحف تراجم لمعاني كلمات القرآن بلغات عدة، من أهمها الإنجليزية والأردية والإندونيسية، خدمة لغير الناطقين باللغة العربية من قاصدات بيت الله الحرام، وأن عملية تزويد المصليات بحسب الاحتياج مستمرة وذلك تيسيرًا لقاصدات بيت الله الحرام.
العيسى: السعودية نجحت نجاحا غير مسبوق
في استقبال المعتمرين والمصلين في شهر رمضان
أكد رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي على النجاح الغير مسبوق الذي حققته المملكة العربية السعودية خلال شهر رمضان الماضي في استقبال المعتمرين والمصلين وتنظيم وإدارة هذه الأعداد الهائلة منهم دون وقوع أي حوادث تذكر.
وقال في تصريح له:
- بفضل الله نجحت المملكة العربية السعودية نجاحا كبيرا في استقبال المعتمرين والمصلين الذين فاق عددهم المليون يوميا في الحرم المكي طوال شهر رمضان لهذا العام. ورغم هذه الأعداد غير المسبوقة فقد تمكنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي من توفير منظومة متكاملة من الخدمات والتجهيزات الحديثة، تستهدف المزيد من التيسير على ضيوف الرحمن؛ لأداء نسكهم وعباداتهم براحة وطمأنينة، ضمن عمل متكامل ومميز. وأضاف العيسى قائلا: ولاشك أن نجاح خطة هذا العام تحققت بفضل من الله -سبحانه- بأن هيأ هذا المكان حرما آمنا، قال -تعالى-: {أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا}، ثم بالدعم الكبير والعناية الفائقة من القيادة الرشيدة للمملكة.
- وتنوعت الخدمات المقدمة لتشمل: الإرشاد المكاني باللغات العالمية، وتوزيع الكتيبات والمطويات، والخدمات التطوعية، ورعاية ذوي الإعاقة وكبار السن ولاسيما في مجال التطويف. وفي إنجاز تاريخي غير مسبوق تم تأمين التغطية الصوتية لنقل الأذان والصلوات والخُطب ضمن نطاق المسجد الحرام وساحاته المحيطة به، ولمدى يغطي 7 كم في جميع الجهات. وكان ضمن هذه الخدمات توزيع عبوات ماء زمزم، واستخدام روبوتات الذكاء الصناعي في عمليات النظافة والتعقيم. كما سهلت خدمات المتطوعين حركة الحشود البشرية بما يضمن إنسيابية الحركة داخل المسجد المكي والنبوي وساحتهما. فضلا عن التطبيقات الالكترونية على وسائل التواصل المختلفة.
- وهذه النجاحات المتوالية عبر الأعوام لتؤكد مكانة المملكة العربية السعودية وقدرتها على إدارة هذه الأماكن المقدسة، وتعزز قناعة راسخة أن المملكة تقدم كل ما من شأنه خدمة الإسلام والمسلمين والحرمين الشريفين.
لاتوجد تعليقات