رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 27 يونيو، 2021 0 تعليق

بعد 43 عامًا قضاها مستشارًا لملوك السعودية – الشيخ ناصر الشثري في ذمة الله

 

بعد صراع طويل مع المرض، توفي الخميس قبل الماضي 5 من ذي القعدة 1442 هـ الموافق 18 من يونيو 2021، المستشار في الديوان الملكي السعودي الشيخ ناصر بن عبدالعزيز أبو حبيب الشثري، عن عمر ناهز 95 عاماً، والراحل هو ابن الشيخ العلّامة عبدالعزيز الشثري، ووالد الشيخ سعد الشثري (عضو هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية والمستشار في الديوان الملكي).

نشأته

ولد الشثري عام 1347هـ، في بلدة الرين، وترعرع في كنف والده العلامة عبدالعزيز أبوحبيب الشثري، أحد أبرز علماء السعودية في القرن الماضي.

عيّن الشثري مدرساً في المعهد العلمي عام 1373، وانتقل في عام 1381 هـ إلى الحرس الوطني الذي أسس فيه الشؤون الدينية، وفي عام 1399 هـ عين مستشاراً في الديوان الملكي بمرتبة وزير، وبقي في هذا المنصب لأكثر من 43 عامًا حتى وفاته.

معاصرته للملوك

     عاصر الشيخ ناصر الشثري عدداً من ملوك المملكة العربية السعودية، بدءاً من الملك خالد إلى الملك فهد، والملك عبدالله، وصولاً إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان؛ حيث تولى منصب المستشار في الديوان الملكي برتبة وزير، وكان -رحمه الله- يحظى بمكانة خاصة لدى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز-يحفظه الله-؛ حيث كرّر زيارة الشيخ ناصر مرات عدة للاطمئنان على صحته؛ حيث كان يعاني مرضًا منذ سنوات عدة، وكانت آخر زيارة عام 2019، كما زار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، الشثري هذا العام، لتهنئته بمناسبة عيد الفطر.

نبأ وفاته

وفور نبأ وفاته نعاه عددٌ كبيرٌ من رواد مواقع التواصل الاجتماعي؛ حيث نقل حمود الشثري ابن الشيخ الراحل نبأ وفاته، قائلا: إنا لله وإنا إليه راجعون، الوالد الشيخ ناصر الشثري في ذمة الله، مات طائعًا لربه، مُتبعًا سُنة نبيه، وفيا لمليكه، مُحبا لوطنه.

منصب الوزارة

     ويعد الشثري من أكثر الشخصيات التي بقيت في منصب وزير في المملكة؛ حيث عاصر خلالها عدداً من ملوك السعودية، وارتبط بعلاقة وثيقة معهم، كما كان الشخصية الأبرز في حل القضايا المحلية والاجتماعية والقبلية، ودأب الملوك والأمراء على زيارته.

شارك والده في معارك توحيد الجزيرة العربية

     كما شارك والده في بعض معارك توحيد الجزيرة مع حملة الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي ضد ابن عايض في أبها، ومعركة نجران ومعركة باقم، وهو أحد أبرز العلماء في القرن الماضي، وأحد رواد الحركة العلمية، ومن الذين تتلمذ على يديه الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين، ووالده الشيخ عبدالرحمن بن جبرين، والشيخ صالح المطلق وقاضي قطر الشيخ عبدالله بن زيد آل محمود، وعرف عنه عمل الخير؛ حيث تبقى أبواب منزله مفتوحة لقضاء حوائج أفراد المجتمع وحل مشكلاتهم، وإصلاح ذات البين، والسعي فيما ينفعهم وينفع وطنه، وكان مجلسه حلقة وصل فعالة بين أطياف المجتمع والحكومة.

 

 

كلمة الشيخ سعد الشثري في وفاة والده

      تحدث الشيخ سعد بن ناصر الشثري عن وفاة والده قائلاً: بفضل الله -عز وجل- عليه أن جعله الله مفتاحًا للخير وسببًا من أسباب درء كثير من الأمور غير المستحسنة، فقد حرص على نفع المسلمين وقضاء حوائجهم في مختلف أوقاته ليلاً ونهارًا، فقد فتح بابه للجميع يستقبلهم ويحرص عليهم بسُفرة ممدودة، وكلام جميل وأخلاق فاضلة، وكان من شأنه المساهمة في نشر العلم والحرص عليه منذ صغره، ولذلك تتلمذ عليه عدد من العلماء والمشايخ الذين عرفوا، من أمثال الشيخ أبي جبرين وغيره، وكان له من المساهمات الكثيرة من أعمال الخير والحرص على تقديم النصح للكبير والصغير، وكان له بصمات جميلة في الجمعيات الخيرية، وكان حريصًا على التواصل مع أفراد المجتمع، وكذلك كان حريصًا على التعاون مع ولاة البلاد في كل ما يعود بالنفع والخير على الجميع، لذلك فإن المرء يسعد بهذه السيرة العطرة الذي قدمها -رحمه الله- وأسكنه فسيح جناته، وإنَّ مما يسلي الخاطر، ويبعد الحزن، ذلك التجاوب الكبير من أفراد المجتمع في وسائل التواصل الاجتماعي في الثناء عليه والدعاء له، وذكر عدد من القصص التي كانت بينهم وبينه مما لم نكن نعرفه قبل ذلك، وكذلك مما يخفف الحزن والمصاب تعزية خادم الحرمين الشريفين واتصاله وحرصه وسؤاله، وكذلك أمراء الأسرة وكبار المسؤولين، والتعزية التي نتلقاها من إخواننا على الوسائل المتعددة، سواء من داخل هذه البلاد أم من خارجها فجزاهم الله خيرًا على حرصهم.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك