رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: الفرقان 15 أغسطس، 2011 0 تعليق

بعد عودته من توزيع الدفعة الرابعة من مواد الإغاثة على اللاجئين الصوماليين وفد إحياء التراث:الأطفـال يموتـون بين أيدي أمهاتهم ونناشد المسلمين إغاثة إخوانهم

 

أنهت جمعية إحياء التراث الإسلامي توزيع الدفعة الرابعة من مواد الإغاثة التي تبرع بها أهل الخير في الكويت لإغاثة إخوانهم من أبناء الشعب الصومالي، وقال الشيخ طارق العيسى – رئيس جمعية إحياء التراث الإسلامي: إن الجمعية تشهد حالة استنفار بجميع اللجان التابعة لها لإغاثة الشعب الصومالي المنكوب من الكارثة الإنسانية التي تهدد بوفاة المئات إن لم يكن الآلاف يومياً، بل إن هناك العديد من حالات الوفاة في كل لحظة، والمئات من النازحين الذين يتركون مناطقهم إلى مناطق أخرى، وهذه المجاعة والجفاف لم تشهد المنطقة مثيلاً لها منذ ما يصل لـ (60) عاماً ، ويقدر عدد من سيتضرر من هذه المجاعة والجفاف بنحو (12) مليون إنسان.

      وأضاف العيسى أن مندوبي الجمعية الذين أشرفوا على توزيع الدفعة الرابعة من مواد الإغاثة قد وصلوا إلى الكويت يحملون العشرات والمئات من الصور التي تعكس حجم المأساة هناك ، وقد تضمنت مواد الإغاثة التي تم توزيعها هناك المواد الأساسية كدقيق الذرة والحليب والزيت ، وهناك حاجة ماسة إلى العديد من المواد الأخرى، ولاسيما المواد الطبية والخيام لإيواء الأعداد المتزايدة من اللاجئين .

      ودعا الشيخ طارق العيسى أهل الخير في الكويت، وخصوصاً أننا في شهر رمضان المبارك الى مد يد العون للمسلمين هناك قبل أن يتسع حجم الكارثة ونقف عاجزين عن مساعدتهم .

      من جهته قال راشد القطان – رئيس وفد الجمعية لإغاثة الشعب الصومالي ورئيس قسم المشاريع بلجنة القارة الأفريقية التابعة للجمعية: إن اللجنة أرسلت هذه الدفعة من مواد الإغاثة وبالتنسيق مع هيئة الإغاثة لشرق أفريقيا، حيث كانت هذه الدفعة من نصيب اللاجئين الصوماليين في كينيا، وقد استفاد من الكميات التي تم توزيعها في البداية أكثر من (3600) أسرة، حيث وصلت المواد الموزعة إلى (100) طن تقريباً، وتقدر قيمة الحصة الغذائية للأسرة الواحدة من (10 – 15) د.ك، وهي كافية لإغاثة هذه الأسرة لمدة (3) أسابيع، حيث إننا نعمل على ثلاثة محاور رئيسية: أولها: إنشاء مراكز إغاثة ثابتة ومعروفة يتوجه اليها اللاجئون والنازحون، حيث يستفيدون من توزيع المواد الأساسية عليهم، والمحور الثاني: السعي لتقديم إغاثات عاجلة في المناطق الأكثر تضرراً داخل الصومال، كما أننا نسعى لحفر العديد من الآبار الارتوازية العميقة في أماكن الجفاف لتوفير المياه الصالحة للشرب، بالإضافة لنقل المياه من أقرب المناطق التي تتوافر بها إلى أكثر المناطق حاجة في الصومال.

      ولعل أكثر الأماكن المتضررة والتي تم إحصاء اللاجئين فيها من قبل هيئات الأمم المتحدة هي (طجحلي) وفيها (500) ألف لاجئ، ومنطقة (حجر الطيري) وفيها (590) ألف لاجئ، ومنطقة (إيفو الثاني) وفيها (150) ألف لاجئ، ومناطق أخرى يتراوح فيها أعداد اللاجئين (80-20) ألف لاجئ.

      وأضاف القطان : إنني قد أحصيت ما يصل لـ (1600) لاجئ يومياً في مركز الإغاثة الذي قمنا من خلاله بتوزيع مواد الإغاثة فيه، وأود أن أشيد هنا بالتعاون الكبير والبناء من جمعيات وهيئات الإغاثة التي تعاونت معنا في هذا الصدد، كما أشكر سعادة السفير الكويتي في كينيا السيد يعقوب السند على تواصله ودعمه لنا ، وقد زودناه بنسخة من التقرير المفصل حول حملة الإغاثة التي نقوم بها، وقد أثنى على نشاط جمعية إحياء التراث الإسلامي وعلى ما تقوم به من مشاريع ، وخصوصاً في مجال الإغاثة.

ولا أنسى هنا السلطات الكينية التي سهلت لنا أمر الوصول الى مخيمات النازحين ، وكنا على تنسيق مستمر معها.

      وقال القطان: إن ما قدمناه من مواد إغاثة يعد شيئاً بسيطاً جداً في مقابل حجم الكارثة التي شاهدناها بأعيننا، وخصوصاً المعاناة التي يعانيها الأطفال هناك، مع العلم أن مساهمات بسيطة قد تعني إنقاذ حياة المئات بل الآلاف، وبمبلغ لا يتجاوز (150 – 200) فلس يمكن توفير إغاثة شخص ليوم بتوفير ماء الشرب والطعام له.

      وفي ختام تصريحه قال القطان: لن أستطيع نسيان منظر أولئك الأطفال الذي يموتون بين يدي أمهاتهم وآبائهم بسبب نقص الطعام وسوء التغذية، كما لا أنسى ذلك العجوز الذي وصل إلى مركز الإغاثة ليسقط بين أيدينا بعد أن سار أكثر من (500) كم ليصل إلينا ، ولن تستطيع الكلمات أن تعبر عن حجم وهول المأساة هناك ، وأناشد العالم أجمع وكل مسلم على وجه الخصوص يجد سعة من المال أن يبذل ولو القليل لإغاثة المسلمين هناك.

      والجدير بالذكر أن جمعية إحياء التراث الإسلامي قد بدأت حملتها لإغاثة الشعب الصومالي منذ أكثر من (3) أشهر، وكانت دفعة الإغاثة قبل الأخيرة قد تم توزيعها في مخيمات اللاجئين في أثيوبيا في إقليم (أوروميا) وعلى المخيمات في الإقليم الصومالي، واستفاد منها أكثر من (10) آلاف أسرة .

      وفي تصريح سابق للشيخ جاسم العيناتي – رئيس لجنة القارة الأفريقية بجمعية إحياء التراث الإسلامي، قال: إن لجنة القارة الأفريقية أدركت حجم المأساة التي تعصف بالمنطقة هناك منذ بداية العام الحالي، وقد بدأنا الاستعدادات المبكرة لإغاثة المسلمين هناك، وتقديم مواد الإغاثة الضرورية .

      وأضاف أن الرقعة الجغرافية التي اجتاحها الجفاف والمجاعة كانت أكبر مما توقعنا، فقد شملت جمهورية الصومال بأكملها وجميع منطقة القرن الأفريقي الذي يضم بالإضافة للصومال جيبوتي وشرق كينيا وجنوب أثيوبيا، وهذه المناطق في غالبها يسكنها المسلمون، ويقدر عدد المتضررين من المجاعة هناك بأكثر من (15) مليون نسمة.

      وقد بدأنا بتقديم الإغاثات فعلياً بالتعاون والتنسيق مع اللجنة الكويتية المشتركة للإغاثة من خلال مكاتب اللجنة والهيئات المتعاونة معها في كينيا والصومال، ومما زاد من حجم المأساة هناك أن انقطاع الأمطار وما تبعه من تلف للمزروعات بجميع أنواعها قد أدى لموت أكثر من (80%) من الأغنام والأبقار والإبل ، مما يعني انعدام أي مصادر لتوفير الغذاء للناس هناك، ونحن على الرغم من البداية المبكرة لتقديم الإغاثات، إلا أننا تفاجأنا بحجم المأساة الذي لم يكن متوقعاً، ونجد أنفسنا عاجزين عن إنقاذ عشرات بل مئات الآلاف ممن يموتون جوعاً أمام أعيننا، مع العلم أن إنقاذ هذه الأنفس لا يحتاج إلى مبالغ كبيرة، وقد قدرنا أن توفير مياه الشرب للشخص الواحد في اليوم لا يتجاوز (20) فلسا فقط، وتوفير الطعام له لا يتجاوز (100) فلس كويتي .

      وعلى الرغم من ذلك فإن مئات الآلاف يموتون لعدم توافر الماء أو الطعام؛ لذا فإني أناشد المسلمين، وخصوصاً أننا في شهر رمضان المبارك، أن يبادروا لإنقاذ أنفس مسلمة بأي مساهمة يستطيعونها دون خجل أو تردد، فأنا أعلم أن أحدنا قد يخجل أن يتبرع بـ (100) فلس، ولكن يجب أن نعلم أن هذا المبلغ الزهيد قد يعني إنقاذ حياة إنسان في يوم ما.

وأكرر ندائي لحكومات العالم أجمع وللمنظمات الإسلامية ومنظمات الإغاثة الإنسانية كافة بضرورة المبادرة لتقديم كل إغاثة ممكنة قبل فوات الأوان.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك