رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: عيسى القدومي 25 يناير، 2011 0 تعليق

بعد سرقة الأرض والتاريخ والمقدسات- الصهاينة يسرقون دموع أطفال فلسطين ومعاناتهم!!

 

نعم يمكن للمحتل أن يسرق الأرض والتاريخ  والآثار والمقدسات والمخطوطات والتراث، بل المأكولات، وهذا شيء حاصل في ظل الاحتلال الصهيوني لأرض فلسطين، فقد عمد إلى السرقة والتضليل وقلب الحقائق عبر غارات من الأكاذيب والافتراءات والشبهات التي تتعرض لها عقولنا وأسماعنا وذاكرتنا.

وحينما يخفي الاحتلال إجرامه ومذابحه التي ارتكبتها عصاباته - وما زالت ترتكبها - في الكثير من القرى والمدن الفلسطينية؛ فهذا أيضاً حاصل لأنه أجاد السرقة والتحريف وتمثيل دور الضحية، محولا صاحب الحق - العرب والمسلمين

 وأهل فلسطين – إلى معتدين.

     ولكن أن تسرق الدموع والمعاناة، وصورة الألم، فهذا أمر عجيب لم تشهد البشرية له مثيلا، نعم هو احتلال فريد من نوعه !! ولكن أن يصل الكذب والتحريف إلى أن تُسرق صور المعاناة ليقولوا إنها معاناتهم، وتُسلب الدموع ليدّعوا أنها دموع أطفالهم!!

      هذا ما حدث فعلاً عندما قامت مؤسسة يهودية خيرية تدعى (مائير بانيم) تعمل في مجال إغاثة الفقراء في الكيان المحتل، باستخدام صورة لطفلة تبكي في إعلان إلكتروني نشرته على مواقع عدة، من بينها موقع المؤسسة ذاته، وموقع صحيفة (هآرتس) العبرية، تحت عنوان «أطعموا أطفال إسرائيل البؤساء الجائعين».

     إلا أن مواقع لمدونين فلسطينيين أوضحت أن الصورة لطفلة فلسطينية تبكي إثر فقدانها عائلتها في غارة صهيونية على قطاع غزة في مطلع يناير 2009، والتقطها لها المصور الفلسطيني فادي عدوان؛ حيث كان عدوان يشارك في جنازة خمسة من أقارب الفتاة استشهدوا في الغارة، وقد أوضح أنه التقط الصورة في الرابع من يناير عام 2009، في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وأخذت هذه الصورة أثناء توديع الطفلة لأقربائها الذين استشهدوا – نحسبهم كذلك والله حسيبهم – وهم والدها وأخوها وعمها واثنان من أبنائه.

     وبعد أن تنبهت مؤسسة (مائير بانيم)الناشطة في عدد من الدول الأوروبية، فضلاً عن الولايات المتحدة والكيان اليهودي بهدف مد يد العون للفقراء اليهود عبر المساعدة في توفير الوجبات اليومية والسكن والعمل، قامت بتغيير الصورة.

   فلم تكتف دولة العدوان بقتل عائلة تلك الفتاة وشعبها، بل استكثرت عليها بكاءها عليهم كأنهم لا يستحقون ذلك، ليسرقوا تلك الدموع وتلك الصورة ليزعموا أنها تمثل المأساة التي يعيشها أطفال اليهود في أرض فلسطين!!

     وكل يوم نزداد قناعة بأن لا طريق أمام اليهود إلا الاستمرار في الكذب والخداع، وليس أمام المؤسسات اليهودية سواء كانت احتلالية أم كما أسموها مدنية أو خيرية- إلى حين نهوض الأمة الإسلامية من جديد - إلا الكذب والتحريف

     كما فعلت (مائير بانيم) والتي تعني بالعربية «الوجه المنير» ، والغريب أن توصف تلك المؤسسة الخيرية – زوراً وبهتاناً – بأنها الأكثر (احتراما وأخلاقا)! لدى (شعب الله المختار) وأصدقائهم ولاسيما الغربيين من ذوي القلوب الرهيفة الرحيمة نظرا لرسالتها (الإنسانية السامية) وأعمالها الخيرية المذهلة.

      تلك المنظمة المنتشرة في أكثر من عشر دول غربية من لوكسمبورغ إلى أستراليا وأمريكا بساحليها وكندا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا. حيث وصلت أياديها البيضاء لدعم منكوبي هاييتي، وضعت برامجها المميزة لإغاثة مستدامة لـ1631000 فقير يهودي في الأرض المحتلة بينهم أكثر من 780 ألف طفل يعيشون في فقر مدقع – على حسب زعمهم – وقامت صحيفة (نيو ستيتمنت) وبعض المدونات بالتنبه إلى هذه السرقة العلنية، وتابعت (بي بي سي العربية) القضية طارحة تساؤلا مهما برسم كل الإعلام العربي: ألا تستحق هذه القضية أن تكون على الصفحات الأولى للصحف العربية؟ فالقضية ليست استخدام صورة بالخطأ ولاسيما أن هآريتس (الإسرائيلية) والأندبندنت والتلغراف الإنجليزية نشرت الصورة للفتاة الفلسطينية أثناء حرب غزة.

      نعم نحن على يقين بأن تزييف الحقائق خُلُقٌ متأصل في نفوس اليهود واتباعهم حيث قال فيهم البارى عز وجل: {فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمنا قليلا فويل لهم مما كتبت أيديهم وويل لهم مما يكسبون}. بل إن التزييف الأكبر الذي اقترفه اليهود هو عبثهم بالتوراة التي حرفتها أيديهم؛ قال البغوي في تفسيره: «وذلك أن أحبار اليهود خافوا ذهاب مأكلتهم وزوال رياستهم حين قدم النبي[ المدينة، فاحتالوا في تعويق اليهود عن الإيمان به، فعمدوا إلى صفته في التوراة، وكانت صفته فيها: حسن الوجه، حسن الشعر، أكحل العينين، ربعة، فغيروها وكتبوا مكانها، طوال أزرق سبط الشعر، فإذا سألهم سفلتهم عن صفته قرؤوا ما كتبوا فيجدونه مخالفا لصفته فيكذبونه وينكرونه».

     حقاً إنكم - يا يهود - بارعون في الكذب والتحريف؛ وحقاً أن التحريف والتزييف صنعتكم التي تميزتم بها عن الخلق أجمعين، وحقاً أنكم  زائلون كما زال ظلم الجبابرة على مر العصور. 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك