رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: وائل رمضان 11 فبراير، 2014 0 تعليق

بعد ثلاث سنوات من الأزمة السورية- جمعية إحياء التراث الإسلامي..في قلب الحدث، يدٌ بالدعاء.. ويدٌ بالعطاء


دول الخليج العربي من أكبر الداعمين والمناصرين للقضية السورية، ولهم دور كبير سواء على مستوى الشعوب أم الحكومات

 قامت جمعية التراث بكفالة الأيتام ورعايتهم في الداخل السوري وفي مناطق المخيمات من الذين فقدوا ذويهم لمساعدتهم على توفير مستلزمات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب أو احتياجات تعليمية.

 في الأردن قمنا بتنفيذ مشروع تأجير مساكن للاجئين وهو عبارة عن تأمين المسكن للنازحين السوريين

 ثقتنا في الله ثم في جهود أهل الكويت الخيرين زللت كل تلك الصعاب

 هناك عطاء غير محدود من الشعب الكويتي وثقة منه في جمعية إحياء التراث الإسلامي وفي قدرتها على توصيل هذا العطاء لمن يحتاجه من الشعب السوري

 الجهود المبذولة للأسف لم ترق لمستوى الحدث، بل إن هناك من الدول من كان لها دور سلبي في الأزمة

 أخذت جمعية إحياء التراث الإسلامي على عاتقها أن تكون في قلب الحدث في سوريا وتركيا والأردن ولبنان، وأن تقوم بدورها في تخفيف آلام الأشقاء السوريين وتغطية حاجاتهم الضرورية

 

ثلاث سنوات مرت على حرب الإبادة الطائفية على الشعب السوري السنّي الأعزل، ثلاث سنوات لم تستطع الحكومات العربية والإسلامية فضلا عن الحكومات الغربية إيجاد حل لهذه الأزمة الطاحنة، التي وصفها مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، بأنها أخطر أزمة تهدد الأمن العالمي منذ قرابة سبعة عقود.

ولا شك أن هذه الحرب وصمة عار وفضيحة على جبين العالم المعاصر، الذي صمتت دوله قاطبة والممثلة بهيئة الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، دون بذل أي مجهود لإنقاذ -على الأقل- المدنيين الذين تضرروا من هذه الحرب الضروس، وكل هذا مع الفيتوات الروسية الثلاث التي شرعنت دوليا لهذه الحرب، وشجعت النظام على التمادي في القتل والتدمير للبشر والحجر والشجر، فانحدرت سورية تدريجيا إلى الدمار والانهيار المادي والروحي الهائل، إلى أن وصلت المأساة السورية إلى حدودها القصوى، وتحول مسار الثورة إلى أزمة الحرب الإقليمية والدولية على الأرض السورية، هذه المأساة بأبعادها الكارثية المرعبة هي فضيحة العالم المعاصر، ونقطة سوداء في تاريخ البشرية.

     وبرغم هذه الصورة السوداء والقاتمة، إلا أنه كانت هناك تحركات جادة ومثمرة لإغاثة هؤلاء المنكوبين، من مؤسسات حكومية وأهلية على اختلاف اهتماماتها وأعمالها، قدمت المساعدات بشتى أنواعها للمواطنين اللاجئين في المناطق المنكوبة والمأزومة، وكان على رأس هذه المؤسسات دولة الكويت متمثلة في جهود صاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد أمير دولة الكويت، التي تمثلت في عقد مؤتمرين دوليين للدول المانحة للشعب السوري، اللذين حققا نجاحا كبيرا في توحيد تلك الدول وتلك المؤسسات، كما برز أيضا دور الموسسات الخيرية الكويتية في هذه الأزمة، وكان على رأسها جمعية إحياء التراث الإسلامي التي نحاول تسليط الضوء على جهودها من خلال هذا الحوار مع فضيلة الشيخ عبدالعزيز بو قريص رئيس مشروع إغاثة سوريا في الجمعية:

- بداية نريد توضيحا للشبهة التي يروجها بعضهم من أن دور المؤسسات الخيرية في الأزمة السورية محدود، وأن الأموال التي يتم جمعها تذهب لتسليح المقاومة السورية والقليل منها يذهب للأعمال الإغاثية؟

- لا شك أن الأزمة السورية أزمة كارثية؛ حيث تقدر الخسائر على أقل تقدير بـ500 مليار دولار، فهناك مناطق تغيرت جذريا بسبب الدمار وكأن زلزالا مر عليها، وهذا يعني بالضرورة أن الأزمة أكبر من المؤسسات الخيرية وطاقتها المحدودة، ولكن هذا لا يعني أنها ليست مؤثرة على الأرض بل بالعكس هي ساعدت بالكثير؛ مما خفف على الشعب السوري الكثير من الآلام.

     وأما بخصوص دخول هذه المؤسسات في المجال العسكري، وتسليح المجاهدين وأن القليل من الأموال يذهب للإغاثة، فهذا غير صحيح، فإن المؤسسات ليس من أهدافها واختصاصها الجانب العسكري، ومن المعلوم بداهة أنه في عصرنا الحاضر لا يمكن تمويل حرب من أموال الصدقات والزكوات؛ فتكلفة هذه الأمور قد تعجز عنها دول فكيف بالمؤسسات الخيرية؟التي لم تُنشأ لهذا الأمر.

- هل نستطيع القول بأن المساعدات التي تقدمها الجمعية الخيرية قد غطت الجوانب الرئيسة التي تهم أهل سوريا من الإغاثة؟ أم أغفلت بعضها؟

- بحمد الله هناك جهود طيبة ومباركة في جميع مجالات الإغاثة، الطبي منها والسكني والغذائي والتعليمي، ولكل هذه المجالات ما يرهق كاهل هذه المؤسسات التي تسعى جاهدة قدر المستطاع لتدارك الوضع المتسارع، فمع تزايد عدد النازحين الذي بلغ 6 مليون في الداخل، و4 مليون لاجئ في الخارج، لك أن تتخيل كيف يمكن تأمين كل ما يهم هذا العدد من غذاء ودواء وكساء وسكن وتعليم.

- في رأيكم، هل الجهود المبذولة من الدول العربية كافية لمساعدة الشعب السوري لاجتياز الأزمة الراهنة؟

- للدول العربية جهود مبذولة سواء على المستوى الدولي أم على مستوى المؤسسات الأهلية، ولكن كل هذه الجهود للأسف لم ترق لمستوى الحدث، بل إن هناك من الدول من كان لها دور سلبي في الأزمة، وهناك دول قدمت إسهامات في استقبال اللاجئين وتسيير حملات الإغاثة لسوريا، ولكن نتمنى أن تكون هناك إسهامات أكبر.

- ما وجهة نظركم في الدور الذي قامت به دول الخليج والمؤسسات الخيرية الخليجية على وجه الخصوص في دعم الشعب السوري؟

- دول الخليج العربي من أكبر الداعمين والمناصرين للقضية السورية، ولهم دور كبير سواء على مستوى الشعوب أم الحكومات، وهي مستمرة، والمؤسسات الخليجية الخيرية المختلفة رأينا جهودها في سوريا وفي دول الجوار السورية وفي مشاريع ضخمة ومهمة، منها: الطبي والسكني والغذائي والتعليمي، وبدورها هذا خففت الكثير من الآلام والكثير من الصعوبات التي يلاقيها الشعب السوري؛ ما أصبحت مضرب الأمثال في التميز في الإغاثة والحرفية في التعاطي مع مثل هذه الحالات والأزمات الكارثية، فوفقهم الله وسددهم وتقبل منهم.

- ننتقل مشكورا إلى دور جمعية إحياء التراث الإسلامي في هذه الأزمة منذ بدايتها فنرجو منكم توضيح دور الجمعية في هذه الأزمة والأهداف التي وضعتموها منذ انطلاق تلك الجهود.

- منذ أن بدأت الأزمة السورية، ومنذ أن بدأت مشاهد إخواننا السوريين النازحين والجرحى والقتلى في الظهور، أخذت جمعية إحياء التراث الإسلامي بدولة الكويت على عاتقها أن تكون هناك في قلب الحدث في سوريا وتركيا والأردن ولبنان، وأن تقوم بدورها في تخفيف آلام الأشقاء السوريين ومحاولة تغطية حاجاتهم الضرورية، ولم تكن المهمة سهلة، ولكن كان هناك دومًا جهد يذلل الصعاب، وكان هناك عطاء غير محدود من الشعب الكويتي وثقة منه في جمعية إحياء التراث الإسلامي وفي قدرتها على توصيل هذا العطاء لمن يحتاجه من الشعب السوري، وقد قام فريق عمل الأزمة بوضع عدد من الأهداف كان من أهمها:

- تأمين المسكن لأكبر عدد ممكن من الأسر في سوريا ولبنان والأردن.

- تغطية حاجيات الأسر من مواد غذائية ومستلزمات عينية.

- كفالة الأيتام السوريين.

- الإسهام في إنشاء دور استشفاء للجرحى والمصابين وتمويلها.

- تأهيل المراكز الصحية في المناطق المحررة في سوريا.

- إنشاء عيادات تخصصية في المراكز الموجودة في سوريا ولبنان والأردن.

- تجهيز المدارس والطلاب بالحقائب الدراسية.

- إقامة المعاهد الشرعية.

- كفالة الدعاة.

- إقامة حلقات تحفيظ القرآن.

- طباعة الكتب والمنشورات الدعوية.

ولعل نظرة فاحصة لهذه الأهداف تظهر اهتمام مشروع إغاثة سوريا بكافة جوانب الحياة بالنسبة للسوريين، فهناك اهتمام بالجانب السكني وكذلك الإغاثي والطبي والتعليمي والدعوي.

- ما خطة العمل التي وضعت لتنفيذ هذه الأهداف وتحويلها إلى مشاريع عمل على أرض الواقع ؟

- لا شك أن الأهداف التي وضعت ليست بالهينة ولاسيما أن أغلبها يقوم على مشاريع ضخمة، وتحتاج جهوداً مادية وبشرية هائلة، ولكن ثقتنا في الله ثم في جهود أهل الكويت الخيرين زللت تلك الصعاب، وقد تحركنا لتنفيذ هذه الأهداف من خلال محاور عدة هي:

- المحور الأول: القيام بعدد من المشروعات الكبرى الدائمة في كافة القطاعات (السكني والإغاثي والطبي والدعوي وكفالات الأسر والأيتام)، وتوفير مصاريف تشغيل هذه المشاريع شهريًا، وكان للداخل السوري نصيب كبير من هذه المشاريع، وكذلك تم عمل مشاريع للاجئين في الأردن ولبنان وتركيا.

- المحور الثاني: مواجهة الظروف الطارئة والأزمات والكوارث التي تصيب بعض المناطق السورية -للأسف- من آن لآخر، والتدخل السريع للتخفيف من حجم هذه الأزمات. على سبيل المثال عندما حدثت أزمة الغوطة الشرقية وتم ضربها بالأسلحة الكيميائية بادرت جمعية إحياء التراث الإسلامي بإرسال معونات طبية كبيرة بطريقة عاجلة للمنطقة المنكوبة للتخفيف من حجم الكارثة.

- هل يمكن أن تذكر لنا أهم المشاريع التي نفذتها الجمعية في الداخل السوري وفي مناطق اللاجئين؟

- نبدأ بقطاع الإسكان الذي يمثل التحدي الأكبر في هذه الأزمة، فإن من أكبر الأزمات التي يواجهها الشعب السوري في الداخل واللاجئين السوريين في الأردن وتركيا ولبنان هي أزمة السكن، ولاسيما مع ترك مئات الآلاف من السوريين منازلهم هربا من القصف المستمر لمدنهم وقراهم. وقد حرصت جمعية إحياء التراث الإسلامي أن يكون لها دور فاعل في التخفيف من هذه الأزمة من خلال الإسهام في بناء المخيمات وتوزيع الكارفانات وتأجير المنازل للاجئين، هذا وجدير بالذكر أن عدد المباني المهدمة بلغ 2 مليون مبنى، وعدد المباني التي تحتاجها سوريا الآن 3 مليون مبنى.

وقد قامت الجمعية بتنفيذ عدد من المشاريع الإسكانية في مناطق مختلفة كان من أهمها: مخيم (عقربات) ويعد هذا المخيم الأول من نوعة في المنطقة كلها، يخدم العجزة والأرامل وذوي الاحتياجات الخاصة.

     وفي لبنان تم تنفيذ مشروع تأهيل جامعة الفيحاء السكني في طرابلس، والمجمع يؤوي 250 شخصاً، ويرعاهم طبياً وتعليمياً، كذلك إنجاز مخيم أهل الأثر في البقاع الغربي بلبنان وهو خاص لأسر الشهداء المنكوبين والمهجرين من المناطق المتاخمة للحدود السورية اللبنانية، ويستوعب المخيم 80 عائلة.

     وفي الأردن قمنا بتنفيذ مشروع تأجير مساكن للاجئين وهو عبارة عن تأمين المسكن من خلال تأجير الشقق السكنية للنازحين السوريين، وهذا المشروع يخدم الأسر حديثة النزوح التي لا تجد مسكنا يأمنون فيه على أنفسهم، فيتم تأمين مبلغ الإيجار لمدة شهرين، حتى يمكنهم إدارة أمور السكن بأنفسهم، وتبلغ قيمة إيجار الشهر الواحد 150 دينارا.

     وهناك مشاريع قيد الإنجاز، ومنها على سبيل المثال: مشروع القرية النموذجية (منابع الخير بالتعاون مع مبرة منابع الخير)، ويقع في ريف إدلب وهو عبارة عن تجمعات سكنية مع مدرسة ومستوصف ومسجد، والتجمع السكني عبارة عن أربعة تجمعات، يضم كل تجمع 25 وحدة سكنية، وأرض زراعية وحظيرة لتربية الثروة الحيوانية؛ حيث يوفر هذا المشروع السكن والعمل للاجئين السوريين.

كذلك من المشاريع قيد الإنجاز مخيم بيان ومشرف ويقع في ريف إدلب، وقد أسهم أهالي منطقة بيان ومشرف بعدد 100 كارفان، وهو يخدم الأرامل والعجزة والأيتام.

- وفيما يخص قطاع الأمن الغذائي هل كان لديكم خطة واضحة لتغطية احتياجات الشعب السوري في هذا القطاع مع مراعاة الأعداد الهائلة من اللاجئين والمشردين؟

- لأول مرة بالتاريخ يموت الناس من الجوع في شام الخير والبركة؛ بسبب الحصار الخانق على الأهالي، لأجل ذلك أقمنا مشاريع عدة لتشغيل المخابز ودعمها بالطحين، فأنتجنا قرابة 3000000 ربطة خبز.

     ولما كان إخواننا في سوريا الجريحة يفتقدون إلى أبسط أساسيات الحياة، حتى وصل الأمر إلى ندرة الطعام؛ لذا عملنا على إقامة العديد من المطابخ الخيرية التي تعمل على تقديم الطعام إلى الالاف من السوريين يوميا بطاقة إنتاج شهريا 450000 وجبة.

     كذلك نفذنا مشروع توفير حليب الأطفال داخل سوريا وخارجها، وهذا ليس بمشروع هين؛ حيث تقول الإحصاءات: إنه توجد كل ساعة حالة ولادة بالمخيمات وسط ظروف صحية وطبية وغذائية صعبة؛ مما يستدعي تأمين رعاية خاصة للأطفال حديثي الولادة، هذا بخلاف تقرير الأمم المتحدة الذي يقول: إن 60٪ من أطفال سوريا بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.

     كما قمنا بتوزيع الملابس والمواد العينية الضرورية أيضا في داخل سوريا وخارجها، لما رأينا كيف أثر البرد في إخواننا السوريين، ورأينا أطفال سوريا يموتون من شدة البرد؛ حيث تم إرسال أكثر من 60 شاحنة محملة بالملابس والمواد العينية الضرورية كالدفايات والبطانيات والغسالات المقدمة من الشعب الكويتي.

     وتم تقديم أكثر من 30 ألف سلة غذائية، كل سلة تكفي أسرة لمدة شهر، ووصل عدد المستفيدين من هذه السلال 150 ألف شخص، وتحتوي السلة على مواد غذائية تموينية (من الأرز، الزيت، الذرة، الطحين، المكرونة، خضروات جافة وطازجة).

     ونظرا لتردي الوضع في البنية التحتية، وتخلي النظام عن توفير المياه صارت هناك مآسٍ في المناطق المحررة ومخيمات اللاجئين، ومن هنا برزت الحاجة لحفر عدد من الآبار لتوفير مياه الشرب للنازحين واللاجئين؛ حيث نفذنا عدداً من المشاريع في هذا الشأن، كان أهمها بئر (الرستن) والذي كلف سبعة آلاف دولار.

- وماذا عن القطاع الصحي؟

- لقد خلفت الجرائم التي ارتكبها النظام السوري الآلاف من المصابين الذين -وفقا لأحدث الإحصائيات- قد بلغ عددهم أكثر من 500 ألف حالة يعانون نقصاً في الرعاية الصحية، وازدادت المحنة مع تعمد النظام قصف المستشفيات والمراكز الصحية في المناطق المحررة، وكان لابد من بذل جهد كبير وأموال ضخمة لمحاولة إعادة هذه المستشفيات للعمل، ولإنشاء مراكز صحية في الداخل وأخرى للاجئين السوريين في الدول المجاورة، ومحاولة توفير أكبر قدر ممكن من الأدوية والأجهزة الطبية لهذه المستشفيات والمراكز الطبية والعيادات.

وتم تنفيذ عدد من المشاريع الضخمة في هذا القطاع كان أهمها:

     مجمع عيادات الريحانية، ويقع في مدينة الريحانية وتم تأسيس هذه العيادات على نفقة المحسنين من أهل الخير الكوتيين، وتخدم جميع اللاجئين السوريين إلى تركيا والمقيمين في المخيمات السورية المتاخمة للحدود التركية، وتحتوي على عيادات (جلدية، أطفال، نسائية، أسنان، عصبية، عظمية، عيون، جراحة طوارئ صغرى، جراحة بولية، مخبر تحاليل، صيدلية). وتخدم هذه العيادات 12000 مراجعا شهريا.

     وكذلك مستشفى الإخلاص؛ حيث يغطي المشفى الأحياء الأكثر تعدادا للسكان والأكثر فقرا وتخدم هذه المستشفى أكثر من 10 آلاف مريض شهريا، ومشروع المستشفى الوطني في منطقة البوكمال؛ حيث يقوم بخدمة 600 ألف نسمة من أبناء المنطقة، كما قمنا بتنفيذ مشفى للكلى في منطقة ريف حلب، وتخدم هذه المستشفى 500 مريض شهريا، وتصل تكلفة جلسة العلاج الواحدة: 40 دولارا.

     ومن المشاريع المهمة أيضا في هذا القطاع المستشفى الميداني الوعر في منطقة حمص القديمة وتم تجهيز هذه المستشفى تجهيزا طبيا كاملا لاستقبال جميع المصابين لتلقي العلاج، وتكفلت الجمعية بالمصروفات الشهرية للمستشفى من رواتب الكادر الطبي وأجور النقل والصيانة الطبية وأدوية، ويقوم بخدمة750 ألف نسمة من أبناء المنطقة.

     كما أن الجمعية لم تأل جهدا في توفير سيارات الإسعاف والحقائب الطبية في داخل سوريا وخارجها، واستشعاراً من الجمعية بما يعانيه المرضى من تأمين الدواء؛ لذا حرصنا على تبني بعض الصيدليات التي نتكفل من خلالها بتأمين الدواء اللازم للمرضى، ولاسيما أصحاب الأمراض المزمنة الذين يعانون من فقر شديد، ومنها في دير الزور، وحلب، وإدلب، وطرابلس وعكار في لبنان، والرمثا بالأردن.

- ظهرت مشكلة واضحة في الأزمة السورية وهي مشكلة التعليم، فهل كان للجمعية جهود في حل هذه الأزمة؟

- الجهل لا يقل ضررا عن الجوع والخوف، لذلك نهض مشروع إغاثة سوريا بهذا الأمر فكان هدفهم من ذلك إتاحة الفرص لمساعدة المتعلم على النمو الشامل المتكامل إلى أقصى ما تسمح به الظروف الراهنة، مع اكتساب المتعلم المفاهيم والقيم الأساسية للدين الإسلامي التي تساعد على بناء العقيدة الصحيحة، وتمكنه من ممارسة العبادات والأخلاق الإسلامية، وهذا استجابة لقوله تعالى: {وَمَا كَانَ الْمُؤْمِنُونَ لِيَنْفِرُوا كَافَّةً ۚ فَلَوْلَا نَفَرَ مِنْ كُلِّ فِرْقَةٍ مِنْهُمْ طَائِفَةٌ لِيَتَفَقَّهُوا فِي الدِّينِ وَلِيُنْذِرُوا قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُوا إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ} (التوبة:122)، فالله تعالى أوجب التعلم في أشد الظروف وأحلكها؛ وما ذاك إلا لأهمية العلم في بناء الشخصية المسلمة وإزالة ما خلفته الحروب من الكوارث التي عادة تنجم عن الحروب.

وتقوم جمعية إحياء التراث بدعم 20 مركزا دعويا تتوزع كالتالي: 14 مركزا في الداخل السوري ومركزا بتركيا، و4 مراكز بلبنان، وأخيرا مركز بالأردن.

     وتقوم هذه المراكز بالأنشطة والبرامج التعليمية والتوعوية لمختلف فئات المجتمع للأسر والأطفال والنساء وطلاب العلم، وتقوم الجمعية على إنشاء المراكز ودعمها بالدعاة والمدرسين والكتب والمواد التعليمية اللازمة، وتتكلف أنشطة القطاع التعليمي إجمالا ما يقارب المليون دولار سنويا.

- لاشك أن تلك الحرب الإجرامية خلفت وراءها الكثير من المنكوبين والمشردين واليتامى، فهل كان لكم إسهام في هذا الجانب؟

- من منطلق قول النبي صلى الله عليه وسلم   : «الساعي على الأرملة والمسكين، كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل والصائم النهار». (رواه البخاري)، قامت جمعية التراث بكفالة الأيتام ورعايتهم في الداخل السوري وفي مناطق المخيمات من الذين فقدوا ذويهم لمساعدتهم على توفير مستلزمات الحياة الأساسية من مأكل ومشرب أو احتياجات تعليمية. ووصل عدد الأيتام اللذين ترعاهم الجمعية من خلال المحسنين الكويتيين إلى 2650 يتيم موزعين في مناطق مختلفة.

وبسبب الأحداث التي لا تخفى على أحد فقدت الكثير من الأسر عائلهم بالكلية، أو لم يعد لديهم القدرة على العمل ولا يوجد لديهم -بعد الله- إلا أصحاب القلوب الرحيمة، فقامت الجمعية برعاية عدد 185 أسرة.

- أخيرا نريد إلقاء الضوء على أهم التحديات التي تواجه مشروع الإغاثة السوري؟

- يواجه مشروع إغاثة سوريا العديد من التحديات لعل من أهمها:

- مواصلة توفير مصاريف تشغيل كافة المشاريع في الداخل السوري وفي مخيمات اللاجئين.

- القيام بافتتاح مشاريع جديدة يحتاجها السوريون بطريقة عاجلة وملحة.

- اتساع الرقعة التي يعمل فيها مشروع إغاثة سوريا والزيادة المطردة في أعداد المستفيدين من المشروع.

نسأل الله العون والتوفيق.

 

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك