رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: المحرر السياسي 3 أغسطس، 2015 0 تعليق

بعد تحرير عدن هل تبدأ معركة الحسم في اليمن؟

منذ أن دخلت المقاومة الشعبية والقوات اليمنية المساندة للشرعية مدينة عدن في تاريخ 14/7/2015 فإن المواجهة مع المتمردين الحوثيين وحليفهم علي صالح قد دخلت في آخر مراحلها؛ حيث إن القوات اليمنية والمقاومة الشعبية تمكنت من دحر المتمردين إلى خارج عدن وبدأت تتعقبهم إلى المدن الأخرى.

تحول ميزان القوى

     حيث استمرات المعارك في العديد من المدن الرئيسية مثل ضالع وتعز فضلا عن محاصرة قاعدة العند الجوية التي تعد أهم قاعدة جوية في الجنوب اليمني، وقد عدت المقاومة أن تحرير القاعدة مسألة وقت، وتؤكد التقارير القادمة من اليمن أن ميزان القوى تحول ضد تحالف صالح والحوثيين في المناطق الجنوبية والغربية؛ حيث المعارضة في أقوى حالاتها، ويعد المراقبون هذا مؤشرا لقرب الحسم، وإن كانت الأمم المتحدة تراهن على التفاض بين الحكومة اليمنية والأطراف المتمردة إلا أن العديد من المتابعين يرون هذه الاستراتيجية تضييعا للوقت وأنه لا بد من حسم المعركة أو إجبار الطرف المعتدي تنفيذ المقررات الدولية بدون شروط ولاسيما وأن الحوثيين يشتهرون في عدم الوفاء بالوعود وإفشال محاولات التوصل إلى حل سياسي من خلال المفاوضات.

ضغوط للتفاوض

     ومع هذا فإن الأمم المتحدة وبعض الدول ما تزال تمارس ضغوطها على الحكومة اليمنية للتفاوض مع المتمردين الحوثيين بيمنا لا تمارس شيئا عليهم، وفي هذا الصدد كشف وزير الخارجية اليمني الدكتور رياض ياسين، أن أطرافاً دولية تمارس ضغوطاً على الحكومة اليمنية، بخصوص الحل السياسي في البلاد، في الوقت الذي لا تمارس فيه أي ضغط على ميليشيات الحوثيين؛ لأنها غير قادرة على ممارسة الضغط على هذه الميليشيات، نوه ياسين إلى وجود أطراف تريد للأوضاع في اليمن أن تتفاقم، وأن تكون البلاد ساحة حرب مستمرة لإقلاق الأمن القومي العربي، والسعودي خصوصا.

استعادة الدولة

     ونفى ياسين أن تكون العودة إلى عدن تعني تقسيماً للبلاد، مؤكداً أن الحكومة في المقام الأول تريد استعادة الدولة اليمنية شمالاً وجنوباً من أيدي الانقلابيين والميليشيات، وأن الحديث عن استعادة دولة الجنوب، غير دقيق، متسائلاً نستعيدها ممن؟ اليوم لا توجد دولة في اليمن كلها، ونحن نريد استعادة هذه الدولة، شمالاً وجنوباً، والأولوية لإسقاط الانقلاب، وإعادة الشرعية، وإعادة بناء الدولة على كل اليمن.

مفتاح الانتصارات

     ومن جانبه عد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الانتصار الذي حققته المقاومة الشعبية في عدن بأنه مفتاح الانتصارات التي ستتوالى، وتعيد البلاد وتحررها من القبضة الأسرية والجهوية، وقال هادي: إن القيادة اليمنية على ثقة بأن الصمود الأسطوري للشعب ومقاومته سيسفر عن يمن اتحادي يسوده العدل والرخاء ويعيد للمؤسسة العسكرية قيمتها ومجدها، وشكر الهادي دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسها السعودية وقوى التحالف العربي والمجتمع الدولي ومجلس الأمن الدولي على ما بذلوه من أجل ألا تتحوّل اليمن إلى دولة فاشلة، مؤكدا أنه وجه الحكومة لتوفير احتياجات الناس في عدن وفي كل المدن والمناطق اليمنية من المهرة إلى صعدة لتخفيف وطأة الأزمة التي يرزحون تحت ثقلها.

معركة الحسم

     وهذه التطورات الأخيرة تبرهن أن الأوضاع في اليمن بدأت تتغير، وأن معركة الحسم قربت إلى نهايتها، حيث إن أيام الحوثيين وحليفهم علي عبد الله صالح باتت تقترب من نهايتها، وسيبدأ عهد جديد عهد ما بعد علي عبد الله صالح والمليشيات المتحالفة معه وفي هذا الصدد كشف وزير الخارجية اليمني رياض ياسين عن خطة إعادة إعمار عربية شاملة لليمن، بعد إعادة إرساء الشرعية هناك، موضحًا أن هناك مشروعًا يدرس مع دول الخليج العربي من أجل تدشين مشروع مارشال عربي سمّاه الوزير (مشروع سلمان التطويري لليمن) وبدأت بوادره بموافقة الملك سلمان على تقديم 274 مليون دولار من المساعدات لإنقاظ الشعب اليمني، ولذلك فإن اليمن سيعود قريبا إلى بيته العربي الذي تحاول بعض المليشيات إخراجه.

الجانب الإنساني

     صرح المتحدث الرسمي باسم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية رأفت الصباغ أنه انطلاقا من حرص خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وسمو ولي عهده الأمين، وسمو ولي ولي العهد - حفظهم الله -، على رفع معاناة المواطنين اليمنيين العالقين في الخارج، أسهم المركز إسهاماً مباشراً بإعادة ما يزيد على 12000 عالق يمني في مصر والأردن والهند واليابان والإمارات العربية المتحدة وعدد من الدول، إلى بلادهم بأمن وسلام من خلال خطة نقل جوية متكاملة.

     وأوضح أن معالي المشرف على مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية د. عبدالله الربيعة يشدد على تنفيذ توجيهات القيادة الرشيدة بتخفيف معاناة الإخوة اليمنيين النازحين إلى جمهورية جيبوتي، مشيرا إلى أن المركز وبالتنسيق مع السفارة اليمنية بجيبوتي والخطوط اليمنية وبمتابعة دقيقة من معاليه سوف يقوم بنقل الراغبين من الأشقاء اليمنيين الموجودين بجيبوتي إلى عدن وبالتالي بقية مناطق اليمن.

محطة توزيع

     ومن جانبه قال وزير حقوق الإنسان اليمني عز الدين الأصبحي، إنه سيتم تحويل مدينة عدن إلى محطة لتوزيع المساعدات الإنسانية لكل المحافظات اليمنية، وأوضح الأصبحي أن جهود الإغاثة المنطلقة من عدن من أولويات الحكومة اليمنية في الوقت الراهن، وأضاف أن العمل جار على إعادة عمل المؤسسات الإدارية والخدمية والأمنية في مدينة عدن.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك