رئيس التحرير

سالم أحمد الناشي
اعداد: د.بسام خضر الشطي 18 أغسطس، 2014 0 تعليق

بعد المالكي يأتي العبادي للعراق!!


     تنفس الشعب العراقي ودول الجوار الصعداء بعد أن اتفقت الأحزاب على اختيار رئيس وزراء جديد للعراق حيدر العبادي خلفا لنوري المالكي، الذي حول العراق إلى مجازر وإبادات وثورات بسبب السياسة الطائفية التي كان يستخدمها ضد أهل السنة وضد الأكراد، وضد من يخالفه، واستخدم الجيش والشرطة والقضاء لسياسته الإرهابية في قتال المخالفين له وإنزال أشد العقوبات عليهم.

وأما من ناحية التنمية فلا يوجد أي أثر لها في العراق بكامله سوى أموال تنزف، وكانت سياسته مع دول الجوار للعراق سيئة للغاية من تهديدات وعدم انسجام وعدم إظهار أي معان للاستقرار والتعاون.

وكانت هناك ملفات لم يوفق فيها المالكي أبدا منها تعاونه مع الأسد المجرم في قتل السوريين وإبادتهم وتسليم العراق لإيران، ودعم حزب داعش الإرهابي المتطرف، وفوضى التجنيس وعدم الأمن وتبديد خيرات العراق.

     فضلاً عن سياسته الشاذة والإرهابية التي جعلت أهل السنة وطوائف من الشيعة والأكراد يقفون في صف واحد لإزالته، ولما رأت أمريكا وإيران ألا مكان للمالكي في العراق وفق المعطيات والحراك الدائر هناك تخلت عنه وأوجدت قناعا آخر هو حيدر العبادي من حزب الدعوة نفسه ليقوم بإدارة الحكم مرة أخرى ولكن بأسلوب آخر.

ولذلك دول العالم أيدته لاعتقادها أنها لم تتجمع حول شخص آخر مهما يكن غير المالكي، وهذا يعد نصرا، ثم تراهن على أن العبادي رأى ردود الأفعال على سياسة المالكي، وهذا سيغيره في استقطاب سائر الشعب العراقي والتعاون معه لدفع مسيرة التقدم والتنمية في ربوع العراق الشقيق.

ومن يقرأ السياسة في العراق يعي تماما أن العبادي لن يستطيع أن يحرك شيئا، فالجيش والشرطة والقضاء بيد إيران، وداعش التي رباها المالكي لإثارة الفتن والقلاقل في المناطق السنية باقية؛ لأن المالكي سلّمها أسلحة ثقيلة، ولن يكون هناك تدخل دولي حقيقي في القضاء عليهم!

وحزب الدعوة الذي ينتمي إليه معادٍ لأهل السنة، ويريد أجندة معينة تتمثل في طرد السنة وسلب الصلاحية منهم، وتهميش دورهم وعزلهم تماما عن أي دور في الحياة العراقية.

وإيران هي السائدة، ولديها أجندة تسعى  لتنفيذها، وأي تغيير ستقضي عليه تماما أو تعزله.

والعراق خاضعة لمرجعيات دينية ولديها تكتلات حزبية كبيرة، ولها مصالحها ولهذه المرجعيات والتكتلات نفوذ كبير لا يستطيع العبادي أن يغيره.

     والعراق مقسم في الشمال للأكراد والجنوب للشيعة والوسط للسنة، فالأكراد لهم دولة وحكومة وميزانية، وكذلك الجنوب كلها طائفية، ولكن المنطقة السنية جعلت لها أمريكا قبل الخروج منهجاً آخر، فالرئيس كردي، وليس له دور يذكر، ورئيس مجلس الشعب سني وليس له دور، وجعلت الدور والصلاحية لرئيس الوزراء من حزب متعصب وخطير ومعاد -حسب أهدافه, وسياسة المالكي الظاهرة دليل على ذلك.

والمالكي بعد عزله يهدد ويتوعد مع جيشه، وبالفعل قام بسلسلة تفجيرات حتى لا يعيش العراق في أمان، وهو خائف من إحالته للقضاء لمحاسبته, ولكنه في النهاية لن يتحدى العالم بأسره.

نسأل الله -تبارك وتعالى- أن يصلح أحوال العراق، ويحقن دماءهم، ويجعلها آمنة مستقرة، ويولي عليها خيارهم ليقوموا بالعدل بين الرعية.

لاتوجد تعليقات

أضف تعليقك